راجعة عشان أفضفض على مجانين مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هذا الجهد الرائع المبذول في هذا الموقع وعلى تقديم يد المساعدة لكل من يطلبها منكم وأعانكم الله على الاستمرار في تقديم هذا العطاء ومساعدة الناس.
لقد قرأت مشكلة الأخت المغربية كما نصحني الدكتور وائل في رده على مشكلتي وأردت أن أنقل لها جزء من تجربتي فيما يخص تأخر الحمل وعمليات الحقن المجهري.
إنى متزوجة منذ ثمانِ سنوات ولم أرزق بالأولاد إلى الآن والعيب عندي وعرفت ذلك بعد أول سنة زواج وزوجي سليم تمامًا من أي عيب وسبب تأخر الحمل عندي مرض اسمه اندروميتريوزيس وهو عندي في درجته الرابعة وقد زاد من عدم قدرتي على الإنجاب خطأ طبيب لأمراض النساء أثناء عمل منظار بطن مما اضطرني بعد ذلك إلى عمل عملية فتح بطن واستئصال قنوات فالوب.. وبالتالي لا يمكن حدوث حمل لي إلا من خلال مساعدة خارجية أي عملية الحقن المجهري..
ولم أتذمر يومًا واحدًا من هذا الطبيب الذي أخطأ ولكن علاقتي به إلى الآن طيبة جدًا ولكني فهمت أنه قدر الله وأنه كان سيصيبني بأي شكل آخر فهذا قدري ولابد أن يصيبني.. "وأمر المؤمن كله خير" ... وكانت مشكلة عدم الإنجاب من أهم أسباب اتجاهي إلى الله والتزامي بالدين ولبس الحجاب ومواظبتي على الفرائض والنوافل ومصادقة الصالحات وحضور دروس العلم وقد وجدت مردود التزامي بشكل سريع فقد هدأت نفسي وأهداني الله الصحبة الصالحة واتسعت دائرة معارفي بشكل كبير وانشغلت بكثير من الأشياء الجميلة وأعمال الخير والتطوع التي لم أكن أحلم أن تكون مثل هذه الأعمال في حياتي في يوم من الأيام.. وهذا بفضل الله.. فقد قدر لي هذه المشكلة لأعرف الكثير من أمور ديني ولكي يجد زوجي شيء جديد يحبه في شخصيتي وهو التزامي وخوفي من الله ولكي أعلم تمامًا أن الدنيا ما هي إلا طريق إلى الآخرة يجب عليَّ أن أحسن التصرف فيها بما يرضي الله وأن "المال والبنون زينة".. وقد كنت من قبل مسلمة في البطاقة فقط ولم أكن أعرف الإسلام إلا في شهر رمضان فقط.
أختي الفاضلة لقد قمت بعمل عملية الحقن المجهري ثمانِ مرات وأنا الآن أستعد للعملية التاسعة وتخلل ذلك منظاران للبطن وعمليتان فتح بطن وعدد من العمليات البسيطة مثل الكحت وسحب الأكياس. وفي ثاني مرة كنت أستعد لعمل الحقن المجهري كنت أكثر تفاؤلاً من المرة الأولى وفي الثالثة كنت على يقين أن الله لن يخذلني وفي الرابعة كنت أشعر أنني في هذه المرة لن أتحمل تجربة الفشل ولكني وجدت نفسي تحملتها بشكل عادى جدًا وتيقنت من قول الله تعالى: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها" وتأكدت أن الله لن يكلفني شيئًا فوق طاقتي ومع كل تجربة سيعطيني القوة لكي أتحمل فشل التجربة وتيقنت أكثر أن الله لم يخذلني في أي مرة من الثماني مرات لأن كل تجربة كانت تصقل عندي شيء جديد ومهارة جديدة لم أكن أعرفها بداخلي فاكتشفت نفسي بشكل جيد وتعلمت الصراحة مع نفسي والرضا بقضاء الله والبحث عن الجانب الإيجابي في هذه التجارب حتى أن زوجي بدأ يشك في أن هذا الموضوع لا يهمني لأنه لا يجدني منهارة مثل أخريات وأتحرق شوقًا للأطفال ويجد أنني استكمل حياتي بعد كل تجربة بشكل عادي..
هذا لا يعني أنني لم أكن أحزن بداخلي ولكن بشكل مؤقت ثم سرعان ما يتحول الحزن عندي إلى أمل في التجربة القادمة فقد كانت مجرد التجربة تعطيني قوة (نعم أنا أتحرق شوقا للأطفال والشعور برغبتي في الأمومة يتملكني) وكنت أحاول دائمًا إقناع زوجي بالجانب الإيجابي في تجربتنا وأحيانًا كثيرة كان يقتنع وأحيانًا أشعر أنه لم يعد يستطيع الاحتمال بدون أطفال.
أختي في الله ضعي نفسك مكانه قليلا وتخيلي لو أن المشكلة عندك وليست عنده أكنت تحتملين كلمة ضيق واحدة منه أو مجرد نظرة لائمة.
أرجوك ابحثي عن الجانب الإيجابي في هذا الابتلاء وتذكري دائما أن "أمر المؤمن كله خير".
3/7/2005
رد المستشار
مشاركة الصديقة "مروة" جاءت تعكس الجانب الآخر للقضية وأدعو الله عز وجل أن يخفف عنكِ يا عزيزتي وأن يزيد ثباتك وإيمانك.. وأكبر فيكِ أنك استفدتِ من تجربتك وأصبحت دافعًا لكِ لمزيد من النجاح في حياتك والقرب من الله عز وجل. لحظان الحزن لاشك تتخلل حياتنا يا عزيزتي ولكن مادمتِ موقنة أنكِ بيد أرحم الراحمين فاعلمي أن أمرك كله خير..
وبالفعل.. هزتنا تجربتك وأعطتنا درسًا قويًا في الصبر وما أجمل قولك.. ((وقد وجدت مردود التزامي بشكل سريع فقد هدأت نفسي وأهداني الله الصحبة الصالحة واتسعت دائرة معارفي بشكل كبير)).. وهذه رسالة منكِ إلى صديقتنا دمعة.. ألا تيأس من روح الله ولا يجرها القنوط إلى البعد عن الله فالبعد لا يورث إلا المزيد من الشقاء.. لكن القرب.. يرزقك الله به راحة البال وإشراقة النفس والرضا.. وما نطلب من هذه الحياة إلا الرضا يا عزيزتي..
ويتبع >>>>>>>: راجعة عشان أفضفض م5