شدائد منقذة
أنا صاحبة مشكلة الشدائد المنقذة
في البداية أود أن أشكر هذا الموقع الرائع.. في الحقيقة أنا كنت قد بدأت أن أفقد الأمل في الرد على رسالتي.. ولكن الحمد لله اليوم فقط وجدت الرد ولكنه تأخر كثيرا... والذي لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي عندما وجدت الرد...
ولكنى أريد أن أستأذنكم في استشارة لأخي.. المفروض أن الرد على مشكلتي أني أقدر أحدد نوع الحب وما أخلطش بين حب الأم والأخت وحب الحبيب.. وهذا بالفعل ما حاولت فعله في الفترة التي تلت إرسالي مشكلتي.. لقد وجدت حبي لهذا الرجل الذي كنت أعتبره في الماضي مثلي الأعلى هو بالفعل الصورة التي أتمنى الارتباط بها (نعم الصورة لأني أرفض الارتباط برجل متزوج.. أرفض أن أهدم بيته ومستقبل أولاده) ولكني على يقين بأني أتمنى زوجا مثله في صفاته وعيوبه...
والمفاجأة الأخرى غير مفاجأة حبه لي أنه أراد الزواج مني.. فهو يخبرني أنه لا يستطيع العيش من دوني وأنني حتى لو ارتبط بشخص أخر غيره فسوف يكون لي دائما الأب والأخ وأنه يريد لي كل السعادة والنجاح... فهو كما سبق وأخبرتكم له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في نجاحي وتفوقي واستعادة ثقتي بنفسي...
حتى الآن لم أطلعكم على أساس مشكلتي الآن... فمشكلتي الحالية هي أنني فعلا أحس بالقوة وبالأمان وهو بجانبي ولكن ليس كأب.. كحبيب.. ولكن ضميري دائما يعذبني بسبب زوجته وأطفاله...
أنا دائما في حيرة القلب والعقل في نزاع مستمر ولا أعرف ما العمل.. حاولت الابتعاد عنه وفعلا استطعت أن أنسحب من حياته لفترة ولكن كل ما حدث أنني شعرت بالخوف والوحدة رجعت له مرة أخري ولكني وجدته مختلف لم يعد يشعر بي مثلما كان.. ولم أعد أشعر بحبه... مع أنه يقسم بحبه لي...
المشكلة الأخرى أنني أصبحت انطوائية جدا ولا أستطيع الخروج من المنزل ولا حتى رؤية من أحب... ولا أذهب إلى الجامعة لا أفعل أي شيء في حياتي سوى التفكير... ونيسي الوحيد هو الكمبيوتر... وبالتأكيد موقع مجانين من أهم مواقعي... لأني أجد مشاكل أخرى أكبر وأهم من مشاكلي لدرجة أنني أود مساعدة هؤلاء الناس ولكن لا أعلم كيف..
آسفة على الإطالة.. ولكني أرجو منكم النصيحة والإرشاد...
أريد المساعدة... أنا لا أعلم ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟
أرجو الرد على الإيميل الخاص بي
12/7/2005
رد المستشار
أراك تصرين على أن تكبلي نفسك بقيود تعيقك عن الحركة والانطلاق ورؤية الحياة الرحبة من حولك وكلما حاول أحدنا الاقتراب لتخليصك تصرخين وتقولين لا لا تحرروني ثم تعاودين البكاء والتفكير في تلك القيود فقد يأنس الإنسان بقرب الشيء منه رغم أنه قيد!!
ويأنس بمشاعر لذيذه دافئة رغم أن فيها عذابه وقرار انتحاره!!
ابنتي الحبيبة كلما تصرين على قيودك سأكون أكثر شراسة وأصر على توضيح المشهد كاملا لك قدر المستطاع،
حتى تقرري ماذا ستفعلين فهذا الرجل بكل مميزاته التي تحبينها وعيوبه التي تحبينها أكثر، مجرد بديل لحنان وحب أختك التي كنت تصفينها بأمك والتي رحلت، فلقد تعودت طوال عمرك على وجود من تستندين إليه ويمنحك الحب والرعاية والاهتمام
أما شعورك تجاهه كحبيب فنتج من جدية القوانين التي لا تعرف المزاح فطالما هناك حديد وهناك مغناطيس فلن يعرف قانون الجاذبية المزاح وسيلتصق حتما الحديد بالمغناطيس!!!!
فاحتكاكك به وقربك منه ومنحه لك الأمان والاهتمام ينتج عنه شعورك الحالي والمؤقت الذي سيذوب كالثلج عند ملامسته لحرارة المسئوليات والتبعات التي ستنتج من الزواج به، فدوره سيتغير ويمتد إلى مساحات لا ترينها الآن فلن أذكرك بمساحة الحقوق والطلبات أي مساحة الأخذ فهو لن يعطي فقط بالإضافة إلى المساحات الخاصة بالزوج المتزوج ولديه أبناء فستتحملين معه تلك الشراكة شئت أم أبيت فهو يتصور أنه يتزوج بك ليهنأ بعد عذاب وتتصورين أنك ستنعمين بالأمان والحب والدعم
ولكن ليست الصورة هكذا فقط فسيكون معك بنصف طاقته في كل شيء وستقل عن النصف كلما كبر أبنائه لأن مسئولياتهم ستزداد ولن يظل صاحب التواصل الناعم الداعم، ستكونين زوجته التي يجب أن تشعر به وبمعاناته من حمل المسؤوليات الكثيرة وستختلف الحياة أكثر عندما تقررين الإنجاب منه ولن تحظي بأكثر مما حظيت به زوجة الحاج متولي الثالثة لا أقصد القسوة ولا أقصد سخرية ولكن أنا هنا من أجلك ودوري أن أبصرك بجوانب مشكلتك التي لا ترينها
فاستحضري شكل حياتك معه إذا تزوجته، وكوني صادقة مع نفسك فهل أنت قادرة على القيام بتبعات هذا الدور الذي لم أسترسل فيه كثيرا
خاصة أنه لن يجني ثماره إلا أنت وأعلم جيدا أن قرار الفراق قرار صعب مؤلم موجع تغيب معه الشمس ولكن هكذا يقاوم الإنسان وهكذا تكون طبيعة الحقائق لكي تستقيم الأمور
قلبي معك