تائهة وسط الزحام
عمري 22 سنة، ولدت وتربيت بالسعودية ولكني أتيت إلى مصر للتعليم العالي، وأتألم كثيرا لأربع سنوات من عمري عشتهم في مصر، هم من الصف الأول الإعدادي وحتى الأول الثانوي، لما تعرضت فيهم لصدام بين التربية ومعايير الانفتاح في مصر، وتعرضت للعديد من المرات لحالات من التحرش، مرة من مدرس ومرة من أحد ركاب سيارات الأجرة، ومرة من ابن خالتي الذي يكبرني بثلاث سنوات تلك هي المرة الوحيدة من تلك التحرشات التي كنت فيها صغيرة فقد كنت في الصف الرابع الابتدائي.
والدي لازال حتى الآن هناك، ولكن والدتي تجلس مع والدي لخدمته، ونحن الآن مع عمتي في مصر ويأتي والدي إلينا كل صيف ونحن 3 أخوة كلنا فتيات وأنا أكبرهم، والدي يعمل مهندسا للديكور ووالدتي كانت تعمل مدرسة، وأخواتي واحدة تصغرني بعام وعلاقتي بها سطحية جدا جدا والأخرى تصغرني بعامين وهذه تأتي إلي للحديث، ولكني أنا لا أحب أن أصادق أخواتي ولا أعلم لماذا؟ أما علاقتي بوالدي فأنا أحبه ولكني خائفة جدا وأخشى ثوراته فضربه مبرح ومؤلم وحتى إن لم يكن موجها لي فأنا أبكي بشدة أكرهه عندما يكون هكذا، والدتي دائما تشعرني بأنها تراقبني لا تحب ولا تكترث بأعمالي تهتم لأخوتي لأنهن مهملات دراسيا لكن أنا متفوقة.
12/08/2005
ثم أرسلت صاحبة المشكلة تستطرد قائلة:
تابع مشكلة تائهة في الحياة التي أرسلتها ناقصة وذلك لا أعرف حقا من أين أبدأ لقد أدمنت جميع المواقع النفسية آملة في من يمد لي يد العون وأخيرا وجدت ضالتي وأتمنى فهمكم وعونكم لمشكلتي وأن أساعدكم في معرفتها ويا ليتكم تعيروها اهتماما.
من خلال متابعتي لكم ولحلول مشكلاتكم أجد أن حياتي هي مسرح للعديد من المشكلات ولا أعرف من أيها أنا أشكو ومن أيها تقرح ألمي وبات جرحي مؤلما. أدركت فقط أنني أعاني من شيء ما لا أعرف ما أنعته، فربما يكون مرضا وربما يكون شيئا مثيلا.
من عامين بالتحديد تعرفت على صديقة لي في المدينة الجامعية لا أعرف كيف تعرفنا ولا كيف بات قلبي أسير حبها، حتى أن زميلاتي اللاتي يعرفنني تعجبوا من اختياري لها فهي ليست بالجذابة لكي أصادقها وهو يرون فيّ شيئا كبيرا، لا أصادق الجميع ولا أتكلم مع الجميع ولكن على الرغم من ذلك تعلقت بها وباتت هي كل شيء في حياتي، عند عودتي للمنزل أمسك بالهاتف صباحا ومساء لأتحدث إليها كل تفاصيل حياتي عندها، أصبحت أجاهد نفسي لأجعلها مثلها ولا أرضى بأن أكون أنا، ومن تبعات حبي الشديد لها صارحتها بأني أمارس العادة السرية لأنها شيء كان يؤرقني وقتها ولاحظت علي ذلك، نصحتني بالذهاب إلى شيخ ومعرفة ما العمل، كان إماما للجامع المجاور للمدينة الجامعية، ذهبت أنا وهي وحكيت له أنني أشعر بهمٍّ قاتل يطبق على صدري وأن السبب إثم أرتكبه سألني عدة أسئلة عادية لا تخجل مثلا هل كنت ترتكبين الذنب بمفردك وهكذا حتى أباح لي باسمه وكان هذا الرد كالصاعقة.
نصحني بالذهاب إلى طبيبة لأمراض النساء فهي أكثر من سيساعدني في حل ما أنا فيه وبالفعل ذهبت إليها وهي سيدة فاضلة جدا، طلبت مني الجلوس بمفردي بدون صديقتي، وأخذت نصف ساعة وأنا أخجل الحديث في الموضوع وأخذت تسألني وأنا أجيب المهم أنها أراحتني من عذاب الضمير المطبق علي وأقنعتني بأني لا أفعل إثما ولكنها نصحتني بالتقليل منها لما لها من مضار على الذكاء وغيره.
ومن بعد ذلك اكتشفت ما أعاد لي الهم والكدر وهو أنني لم أكن أغتسل بعد كل ذلك ولكن لو علمت الحقيقة لما لامتني ولا لمتموني أنتم الآن، فأنا أمارسها منذ الصغر وفقط في الصف الثالث الثانوي علمت ما اسم الذي أقوم به، المهم انقطعت لفترة عنها ولكني عدت من جديد ومحملة بذنب جديد وهو الإحساس بخيانة ثقة الوالدين والذهاب للطبيبة دون مشورة والدي أو علمهم وكأنه كتب علي حمل الهموم.
انقطعت علاقتي بتلك الصديقة بسبب اللوم المتتابع من الأسرة لي الفاتورة باهظة وفيمَ تتحدثون، وهي من ناحية أخرى أنا أزورك لما لا تزورينني وهكذا حتى لم أجد حلا سوى تركها والابتعاد عنها ولكن الغريب الذي كان في علاقتي بها أنني كنت أناديها بماما وكنا ننام بجوار بعضنا رغم تنبيه والدتي لي حتى في المنزل وقولها أو مبررها أن لكل منا فراشه فلمَ الزحام وكنا بين الحين والآخر نتبادل القبل والذي لا أعرف كيف نفعله في الفم مباشرة أحس بقشعريرة لما أنا كنت غارقة فيه ولكن صدقوني لم أكن أشعر بمتعة ولا رغبة في ممارسة العادة أو أي شيء من ذاك القبيل ولكن هكذا......
حاولت الانتحار في نفس العام بعد مشادة حادة بين والدي بخصوص صديقتي تلك ولكن محاولتي فشلت ولله الحمد. وكنت أبكي ليلا نهارا لأنها علمت بأن هناك مشادة أو عراك في المنزل بسببها، وأنا التي أخبرتها لأننا اعتدنا على الصراحة بيننا، وكنت أهديها الأغنيات التي تعبر عن الهجر والخصام وكنت أبكي من شدة تعبير تلك الكلمات عن حالتي......أكره أن أتذكر تلك الأيام أكره بشدة.
هذا العام أحسست بذاتي أكثر وبأنني أستطيع أن أكون ناجحة لقد جلست معي والدتنا العام الماضي، واستطعت الحصول على تقدير جيد وهو مذهل بالنسبة لي، ومن هنا بدأ حلمي بأن أكون شيئا مميزا،
ولكن الحياة لا تحب أن تعطيني كل ما هو سعيد، فوجئت في يوم وأنا على الانترنت وبخاصة على الماسنجر بوجود شخص يتحدث معي ومن حديثه اتضح أنه يعرفني، وعلى العلم أنني في تلك الفترة كنت لا أحدث أي شاب على النت ولا خارجه، فبات شيئا سحريا أن يصل بريدي ليد ذكر، حاولت معه جيئة وذهابا أن أعرف من المصدر الذي أعطاه تلك المعلومات عني ورقم هاتفي الجوال وغيره. لا أخفي عليكم أحسست بكبرياء الأنوثة، وأحسست بأنني جميلة يتبارى من أجلي الشباب، فهذا ليس معه حديث إلا أدبي وأخلاقي وأنه مغرم بي ويخجل الحديث إلي ولذلك لجأ للنت، ولأنني ساذجة صدقت وهذا كان أول الأبواب التي تركت مواربة لتهب منها رياح فاتكة.
من بعدها دخلت الشات وأحمد الله أنني لم أدمنه ولكني أدمنت الشبكة، وفي فترة كنت أدخل لمواقع إباحية والحمد لله تبت إلى الله، وتعرفت إلى شاب استمرت علاقتي به حتى موعد كتابتي لرسالتي هذه، تدرجت من حديث في الدين فهو جاهل تماما بأمور الدين إلى تعلق به إلى صداقة إلى قصص كل واحد منا عن نفسه وعن ما فعله في يومه إلى مساعدة في الدراسة لأنه تخرج ويعمل إلى حب داخلي لم أستطع البوح به ووسط كل هذا كان يلمح برغبة بالزواج إلى أن وقعت فريسة لرقم الهاتف وإرسال الصورة...في كل تلك الفترة وهي قاربت على السنة، في شهر شوال هذا يكتمل العام وأسأل الله أن لا يتمه علي وأنا لازلت أحدثه، المهم ظللت أقاطعه لشعوري بالذنب ثم أعود وهكذا حتى مللت وسئمت وتركت لنفسي العنان، أرسل لي بطريقة ما لينك لموقع للتعارف الإسلامي بادرت إليه وتعرفت على عدد كبير وهناك يتاح لي عرض مواهبي الشعرية فكانت تلاقي استحسان الجميع.
ببساطة أنا ليست لي أي علاقات اجتماعية كأسرتي وأخوتي ولا بعائلتي كعماتي وأعمامي وأولادهن، وتوقفت عن الصداقة لأنني فشلت أكثر من مرة، وأسوأها الأخيرة فلمَ العناء، آثرت الوحدة والظلام وعشقت الشعر، وتقربت إلى الله ولكن كثرة تأنيب الضمير من محادثتي لهؤلاء الشبان تعصرني ألما، ولكن وربنا يعلم على الرغم من أنني جربت الأمرين منها لأن منهم من وعدني بالزواج أيضا، لكنني لازلت أريد أن أثبت لنفسي أن هناك أناس صالحون، وللعلم ذلك الشاب الآن لازلت أحدثه كصديق بعد أن صارحني بأنه لا يستطيع الزواج بي لأنه غير مستعد الآن، وذلك بعد أن جعلت أحد الذين أتحدث إليهم يكلمه وكأنه قريب لي وللعلم أيضا أنني لست أنا صاحبة الفكرة إنما هو صديقي هذا الذي عرض علي الفكرة ليثبت لي أنه لا يوجد حب الكتروني أو عن طريق النت واقتنعت.
هذا العام لازمتني حالة شديدة من البؤس على أثرها ذهبت إلى دكتور لدينا في الجامعة متخصص في الإرشاد النفسي وله مقابلات مجانية مع تلاميذ الجامعة، عرض علي حل امتحان وفاجأني في المرة القادمة أنني أعاني من حالة اكتئاب حادة جدا، ومن آثارها عدوان نحو الذات وقال لي أن هذا العدوان قد لا يظهر بعد يوم أو اثنين بل أقصاها بعد خمس سنوات إن لم يتم معالجتي، ونصحني بطبيب آخر بارع وسوف أذهب لعيادته وسوف يرتب معه المواعيد بما يتلاءم مع وضعي كطالبة وكمقيمة في مدينة جامعية، ولكني رفضت لأنني لم أرد أن أكرر خطأ الذهاب من غير علم والدي ويصعب علي بل يستحيل شرح الأمر لهم، وعندما أخبرته بذلك تفاجأت برده وعلى الرغم من تدينه قال لي أنه لا يهم، وأنا أعتقد أنني أعرف السبب فهو يعتقد بأني مهملة لا يسأل عني، لما حكيت له ولكن الوقت لم يكن كافيا لأحكي له كل شيء ليعلم مدى خوفي من الله ومن والدي، وخاصة وأن هذا المرشد في محافظة أخرى تبعد 8 ساعات بات أمرا مستحيلا وشعرت باليأس لعدم قدرة أحد أن يساعدني وتركت نفسي للأيام أهدأ يوما وأثور أخر.
لا أعرف أشعر أنني أقتضب أحيانا وأسهب تارة وأتشعب أخرى ولكني أريد حقا المساعدة فلو أخطأت الشرح ساعدوني وصوبوني ولا تتركوني أريد أن أكون عادية لا أخشى شيئاً.
والآن أنا متخرجة وأنوي أن أدرس بالدبلومة ومن ثم استكمال دراستي لأصبح متخصصة في الإرشاد النفسي والصحة النفسية، ولكني أخشى من عثرات نفسي المؤلمة التي أسقط فريسة لها بلا شعور، أريد أن أتخلص من حماقة العادة المؤلمة فهي تؤلم نفسي بقدر تلذذها، أتعلمون إنني لا أحب أن أتزوج ولكني أحب أن يكون لدي أطفال، أنظر للعلاقة الزوجية بشيء من القرف والاستياء والذي أفعله لا شيء، ولا تعتبرون كلامي هذا أنني أعرف الكثير فوالله لن تصدقون مدى خيالاتي في هذا الموضوع ومدى صدمتي كلما كبرت ومعرفتي بأبعاد تلك العلاقة حتى والدي أنا لا أصدق أنهم يفعلون تلك الحماقات بل هم من عند الله طاهرين ونحن أتينا هكذا، وبين حين وآخر تراودني أحاسيس بأنني لست عذراءً ولكنني قرأت ردودكم على الكثير فأنا والحمد لله من خلال ما قرأت ربما أكون عذراء.
كثيرة هي الأمور التي تؤرقني منها أن وجهي ممتلئ ببقع حب الشباب الذي شوهني ولازال يخرج حتى الآن
ولا أعرف له حلا وأنا لست بجميلة.
12/08/2005
رد المستشار
السلام عليكم؛
أهلا بك لن أعيرك فقط وقتي واهتمامي بل سأهبك إياهم هبة ولكن يجب أن تعلمي أن لا أحد يستطيع حل مشكلتك سوى نفسك, لك علينا النصح والإرشاد ولنا عليك العمل والاجتهاد.
رغبتك في التخلص من مخاوفك منطقية لولا التعميم فيها فلا يوجد مخلوق على الأرض بلا مخاوف.
تقولين أنك تخافين الله وهذه خشية جيدة يجب الحفاظ عليها فهي تشدنا إلى الصراط المستقيم, أما خشيتك من والدك فهذه واحدة من آثار التعرض للعنف الأسري وقد تكوني بحاجة لمساعدة للتخلص منها وحتى يحين الوقت للحصول على هذه المساعدة وفي حال تعثر الحصول عليها أساسا كما ذكرت ابدئي بمساعدة نفسك بداية بفهم تأثير عيشك لفترات طويلة في ظل الخوف من بطش والدك وكيف هز ثقتك في الناس وفي نفسك وساعدك على بناء مفهوم ذات متدني, تعبرين عن الهدف من ملازمة زوجته له بالقيام بخدمته!! فهل هي زوجة أم خادمة!!!! استخدامك لكلمة خدمة لوصف قيامها على أمره وصحبتها له-لاحظي أن الزواج تعاون ومشاركة- يعكس تدني واضح للقيمتكن كإناث والتي غالبا ما تنتج عن الإيذاء النفسي الذي يصاحب- وقد يتفرد- العنف الجسدي كما تصفين ثورات والدك بالمخيفة وشعورك نحوه أثنائها بالكراهية, وأنت محقة تماما فهناك ضحايا للعنف بالمشاهدة فقط دون أن يكونوا هدفا مباشرا ولكن هذا لا يعني أن أثر المشاهدة يكون أقل ضررا, فالتعرض للعنف وسط بيئة يفترض أنها آمنة ضرر بحد ذاته والعجز عن كراهية مصدر الألم يولد الشعور بالعجز لدى الضحايا وهذا ضرر إضافي وذلك بغض النظر عن حدة هذا العنف.
0بنيتي هذه البيئة تهز الإنسان عميقا ولفترات طويلة, والأكثر مرارا أن نمط التنشئة هذا يمنع الأبناء من الاستقلال ليبقوا ملتصقين بمصدر الإساءة لسببين الأول هو الخوف من الحركة بسبب التهديد والثاني بسبب انعدام الثقة في النفس وفي الآخرين. يشبه ضحايا العنف الأسري ضحايا الكوابيس المخيفة من تكرر الذكريات ومن الخوف الدائم من توقع ثورة البركان من جديد فاقدين الرغبة والقدرة على القيام بما ينجيهم من هذا الأتون.
ساعدي نفسك بالقول أنك لن تكوني وقودا لنار غضب والدك, فأنت قادرة الآن على معرفة الأمور التي تثير غضبه فاعملي على تجنبها فهذا التجنب هو الحل للنجاة من الاحتراق في نار العنف الأسري, وللأمانة قد تطالك بعض السنة اللهب حتى وأنت بعيدة ولكنها لن تكون حارقة. لا اقصد بالتجنب التقوقع على الذات وقطع العلاقات الاجتماعية مع الناس القريبين مثل أخواتك وأقاربك وهي الأرحام التي سوف تسألي عن قطعها ووصلها يوم الدين, أقصد ذلك التجنب الايجابي الصحي المشابه لما توجهه السلطات للبحارة بالحذر وتجنب الإبحار في ساعات محددة لارتفاع الموج وصعوبة الإبحار.
لا يستطيع بعض ضحايا العنف تجاوز خبرة العنف إلا من خلال إصلاح علاقتهم بمصدر الإساءة ووالدك مثل البحر وباقي الناس العنيفة والمسيئة لا بد له من لحظات هدوء احرصي على التعامل معه خلالها واختيار أوقات الهدوء هي فرصة مناسبة لتحقيق هذا التصالح ولو من جانبك فقط, ومع ما لديك من خبرة الآن ونضج ستعرفين متى تنسحبين من المحادثة قبل أن تتحول إلى شجار, هذا هو الحل الصحيح وليس اللجوء للحصول على إعجاب أي ذكر بك والسعي وراء الرفقة والتعزيز من خلال الشات فلا أعتقد أن من يستطيع القراءة ما زال لديه شك بمصداقية علاقات الشات بعد كل ما كتب عنها على موقعنا وعلى إسلام أون لاين.
0تعتبر العلاقات الاجتماعية الصحيحة مع الأقارب والأصدقاء والمدرسين عوامل مخففة لما يعانيه الفرد في الأسرة كمرحلة تساعده على تعويض القصور وتمنحه فرصه تؤهله للاعتماد على الذات.
عزيزتي أرى أنك تعانين درجة من عسر المزاج يدعمها تدني مفهوم الذات الناتج عن خبرة العنف الأسري تدفعك للتركيز على كل ما هو سلبي في حياتك وللتوحد مع كل ما قرأت من مشكلات ولإساءة توظيف المعلومة فبدل أن تري أن حياتك مسرح للعديد من المشكلات يجب أن ترى أن لا حياة تخلو من الصعاب ولا من الزوايا المظلمة، وما يجعل نقطة ما دون غيرها مشكلة للفرد أن تعيق تطوره ومتابعته للحياة, بهذا المعيار أعيدي تقييم الجوانب التي ذكرتها في رسالتك كي تعرفي حقا أيها مشكلة حياتك التي تحتاج منك لتكثيف الجهود للتغلب عليها فلا تعتبر كل عثرة أو صعوبة نواجهها في حياتنا مشكلة محورية تستدعي الوقوف عندها.
لم تصدمينا حين ذكرت أنك تستلذين بإثارة المناطق الحساسة من جسدك منذ طفولتك والتي تتطور مع النضج الجنسي إلى الاستمناء أو الاسترجاز دون فهم لحقيقية الفعل فالدراسات تشير إلى أن الأطفال يلجئون لإثارة الأجزاء الجنسية كوسيلة للتخلص من التوتر والقلق أكثر منه الشعور بمتعة جنسية, وأنا معك أن المحزن في الأمر الجهل بما يترتب عليها من أحكام الطهارة اللازمة للعبادة بعد التكليف ولكنك تعرفين أن الخطأ مرفوع عن الأمة من رحمة رب العالمين بنا.اقرئي عن العادة السرية(الاسترجاز) من على الموقع وموقع إسلام أون لاين لتعرفي حكمها الشرعي وطرق التعامل معها كي تتخلصي من الشعور بالذنب الملازم لها.
ليست الحياة من يعطيك أو يحرمك ولكن أنت من تختارين من الحياة ما يناسبك ثم تعملي للحصول عليه بإذن الله, ضعف ثقتك بنفسك وضرورة اعتمادك على مركز خارجي للتعزيز عوائق حقيقية في سبيل تحقيق ذاتك وأحلامك لماذا لا تعتمدين على نفسك انظري إلى ما لديك من خبرات ومعرفة اكتسبتها من سنوات دراستك استثمريها في بناء شخصية قوية صلبة وفي التخطيط للمستقبل.
في التقييم لا نعتمد فقط على نتيجة اختبار واحد للتشخيص نظرا لتأثرها بعوامل آنية كثيرة تتدخل في النتيجة فانفضي عنك فكرة أنك مكتئبة بحدة واستثيري في داخلك الرغبة للنجاح وحب الذات . نعم أنت تسهبين ولكن لا بأس بالتعبير عن النفس أحيانا فهو يقع ضمن أساليب العلاج النفسي التي تسمى التفريغ الانفعالي ولكن احذري أين تجعلين كلامك. بالإضافة إلى رغبتك في إكمال دراستك أريد أن اسمع عن خططك وأحلامك وعن مساحات العطاء في حياتك فمن العار أن نعيش الحياة لأنفسنا فقط فتابعينا بأخبارك.