أنا عايز أعرف الطريق الصح
السلام عليكم؛
معلش يا دكتور أنا حصل لي موقف عرفت منه إني مصاب بمرض غير حياتي جدا.
المشكلة مش في الإصابة المشكلة أني حسيت إني مختلف عن كل الناس وأني أقل منهم وتغيرت حياتي كليا بعد ما كان معروف عني إني أكتر واحد بيهرج وبيحب الضحك وكان الناس على طول يشفوني بضحك على طول دولقتي بقيت دايما مقفول مش عايز أضحك وكمان بقيت عصبي جدا لحد ما جاء لي اكتئاب والمشكلة الأكبر الكل بيقولوا لي إني عادي جدا ونورمال بس إحساسي الداخلي بيقولي عكس كده ومش قادر أتأقلم على الوضع كده والناس كلها بدأت تزعل مني وبسبب مشاكل كتير لنفس المشكلة إني أنا شايف إن الحل في حاجتين أولا أعيش في الصحراء عشان مش أحس إن في حد بيعايرني على اللي أنا فيه وفي نفس الوقت مش عايز حد يعرف كمان أنا مالي حتى صحابي مش يعرفوا.
وثانيا إني بقيت بأفكر أفكار عيال صغيرة وشايف إن الحل لي إني أستريح خالص بس أنا عارف إنه حرام وها يبقى كفر بس مش بقيت عارف أعمل إيه، لغاية ما بقيت شبه مجنون ومكتئب وزيادة على كده الناس كلها كرهتني لسبب هما، مش عارفين مالي والكل يحاول يساعدني والحمد لله ربنا بيدي الواحد نعم كتير بس أنا، مش حاسس إني معايا نعمة واحدة حتى لكن الكل بيقلو لي يا ريت يكونوا محبوبين، بس أنا نفسي أكون عايش مستريح نفسيا زي معظم الناس لكن الموضوع فارق معايا جدا، ويا ريت فعلا يا دكتور ترد علي ولو رد بسيط لأني بقيت تائه وبقيت مشتت ومش عارف الحل.
أنا متأسف فعلا.
31/7/2005
رد المستشار
عجيب هو الإنسان.. فعلا مخلوق عجيب!!
والنفس الإنسانية هذا السر العلوي الجليل الذي نتعامل مع تقلباته وتجلياته دون أن نراه أو نختبر تركيبه!!
وأنت حتى لم تذكر ما هو المرض الذي عرفت أنك مصاب به!! فهل هو مرض سري أم نادر أم وصمة لا تحب ذكرها؟!!
لو أن كل إنسان تعامل مع نقصه بالهروب من الناس إلى الصحراء أو إلى القبر فمن سيبقى في الأرض يبني ويعمر، ويعبد الله بالعمل وخدمة الناس، والدفاع عن الحق؟!
من منا ليس مريضا يا أخي الكريم بمرض عضوي أو نفسي أو معيوب بعيب فادح يجب أن يداريه عن الناس، ويختفي تحت الأرض أو في كهف بأعلى جبل قريب منه؟!
الرغبة في العزلة أو الانتحار عقب معرفتك بأنك مريض هي جزء من أعراض اكتئابية تحتاج إلى علاج نفسي وبالعقاقير فلا تتردد في طلب هذا العلاج، وافهم طبيعة مرضك جيدا، وتناول الدواء بانتظام، واهتم ببقية نواحي الحياة فإن أفضل وسيلة للتعافي أن تندمج في مساعدة غيرك، وفي استثمار طاقاتك الحية اجتماعيا وثقافيا وإنسانيا، ولكن معنا على صلة مستمرة، قارئا ومشاركا وصديقا، أهلا بك في هذه الصفحة الطيبة التي نتعاون فيها جميعا ونتعالج ونتساند.