ماذا نفعل أنا وهي؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالب في آخر سنة من المرحلة الثانوية، وقد أحببت بنت عمي، ولكن عاداتنا لا تسمح بأن أراها أو أن أكلمها، ولكن هي تحبني وتكلمني، ولكن أهلها يريدون أن يغصبوها بالزواج على رجل آخر، فهي لا تستطيع أن تقول أنها تحبني لأن هذه ليس من عاداتنا.
فأرجو منكم أن تعطوني الحل ماذا نفعل أنا وهي...
25/08/2005
رد المستشار
أخي الكريم:
هناك ثلاثة محاور تضمنتها رسالتك: حبك لابنة عمك وحبها لك وتعبيركما عن ذلك (تواصلا)، والثاني: أن ابنة عمك قد تقدم إليها من يريد الزواج بها وأهلها مصرون على إتمام الزواج، والثالث: أنك لا تعرف ماذا تفعل حيال ذلك، إذ لا تستطيع هي أن تقول لأهلها أنها ترفض لأنها تحبك!
ولأبدأ من النقطة الأخيرة، تحدثت يا أخي عن كونها لا تستطيع أن تقول أنها تحبك لأن ذلك ليس من عاداتكم، وأقول لك بل ليس ذلك من طبيعة العلاقة المتزنة بين الرجل والمرأة....
أن تعبر المرأة عن تمسكها بالرجل بين يظل هو ينتظر ما تسفر عنه نتيجة دفاعها عن (حبهما)! وإذا كان تقصير المرأة في السعي الإيجابي لأجل إنجاح علاقتها بالطرف الآخر مع بذله وجهده، هذا التقصير مستوجبا للوم، فإن هذا التقصير من قبل الرجل يكون قبيحا مشينا، أليس له حق القوامة؟ والغرم بالغنم! هذا مع الأخذ في الاعتبار أن سعي كل طرف يكون بحسب طبيعته، فلا تتحد الأساليب إلا في الوجهة فقط.
والآن ماذا تفعل أنت وهي؟ المسؤولية مشتركة كما أسلفت، لكن قبل الحديث عن ذلك، فتعال يا أخي نتفكر في أصل علاقتكما، من حيث طبيعتها، وعوامل استمرارها.
أما وأنتما في هذا العمر فحبكما لا زال طريا عوده، مهما بدا لكما قويا عاصفا، إذ هو يظل في مراحله الأولى ينتظر أن ينضج ويشتد ويكبر معكما، ومع تبدل رؤاكما ونظرتكما للحياة، فهل من المناسب يا أخي التحدث عن ارتباط بينكما الآن ونظرة كل منكما للآخر لم تكتمل بعد؟ هذا إذا تحدثنا عن الأمر من منطلق الحب وحده، أما إذا جعلنا الحب أساسا لحياة تخوضانها معا، وأنتما عازمين على تقبل بعضكما بكل ما يبدو بعد ذلك من تغير وتبدل تفرضه السنين، ويقتضيه التدرج الطبيعي في العمق والنضج، فيكون الأمر مختلفا ..
هي الآن تخطب، وأنت على مشارف الجامعة، فماذا عنك؟ هل أنت مستعد لتحمل أعباء الزواج المادية فضلا عن النفسية والوالدية والاجتماعية؟ هل أنت متأهل لخوض هذه التجربة التي سماها الله (ميثاقا غليظا)، فهل أنت مستعد لتحمل تبعات هذا الميثاق الغليظ أمام الله عز وجل أولا و آخرا؟
وماذا عنها هي، هل تظل تعاند أهلها إلى أن تتوافر لديك القدرة على الزواج؟ وماذا سيكون حالها لو تبدلت نظرتك للأمور بعد ذلك فلم تعد في نظرك مناسبة لك، بل ماذا يحدث لو تبدلت نظرتها هي لك بعد ذلك باعتبار أنها تنضج أيضا ويتغير تقييمها، وتتجدد موازينها؟
أحاول يا أخي صدقا ان أفكر معك، فتأمل فيما بسطته لك من زوايا، وأشركها معك في التفكير في مستقبلكما، وتذكر أن رجولتك تقتضي أن تكون أنت المبادر، المبادر بالقيام بحقوق حبكما على ضوء ما بسطته لك من تحليل لأصل العلاقة ومستقبلها، فإن قررت أنك متأهل للزواج بها حالا أو مستقبلا- حيث تبغي هي انتظارك- فأبلغ أهلها بذلك عن طريق والدك أو من تثق به ممن له مكانة عند أهلها، وإن تبين لك بعد تأمل أن عاطفتك تجاهها قد تتبدل مع مرور الأيام، فكن أمينا مع نفسك ومعها، وأبلغها أن انسحابك الآن خير من الاستمرار في علاقة مجهولة العاقبة، حدد أولا ما تريده بشكل أساسي، ثم ناقشه معها بصدق ووضوح، لتصلا معا إلى قرار عادل يليق بالحب الذي يجمعكما، ولا تجعلا المشاعر الآنية المتوهجة تحجب عنكما حقائق الحياة وسننها، واطلعا على ما ورد عن الحب الأول في صفحة مشاكل وحلول للشباب في إسلام أون لاين وصفحة استشارات مجانين فستجدان ما يعينكما على مزيد من التبصر، ويلهمكما الصواب بحول الله تعالى، ويقويكما بتجارب من قبلكما.
وقبل أن أختتم كلامي أود أن أشير لنقطة مهمة، وهي مما يعين على صون حبكما راقيا طاهرا جميلا، لتستحضر يا أخي مراقبة الله إياك، فلا يطلع منك على ما لا يرضيه، وإذا كان تعالى لا يؤاخذ القلب بما لا يملك من طغيان المشاعر، فإنه يؤاخذ الجوارح على ما تمارسه من أفعال، فطهر لسانك، وسائر جوارحك، والتزم الضوابط التي شرعها الله عز وجل، وذكر ابنة عمك بذلك، واستعينا بالله فهو نعم المعين.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة صفية الجفري غير أن أعتذر عن تأخر الرد، وأن أضيف لك بعض الروابط التي ستفيدك إن شاء الله كثيرا من على مجانين فانقر ما يلي من عناوين:
الحب هو الأهم دائما يا عزيزي
عناصر الحب الناجح : إهدار فرصة الخطوبة ، متابعة
صغيرتي يمنعها الحب من الغياب
عن المذاكرة والحب: رسائل ريم
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب.
عاجز عن الحب الثاني : سجين السراب مشاركة مستشار
حبيبتي تزوجت ..دفن الحب الأول !
الحب والجد .. هل يجتمعان ؟
عندما يصلح الحب يصلح السلوك !
ليست مراهقة، لكن ماذا بعد هذا الحب؟
الحب والالتزام ومفاهيم مغلوطة
سيكولوجية الحب: كان غيرك أشطر مشاركة
الحب سر المحافظة على الصلاة
أحبيه لا عيب ، ولكن …. مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.