مخنوقة...!!
انتظرت طويلا كي أرسل مشكلتي....وأشكركم على هذا الموقع الذي يعتبر واحة كل مسافر في صحراء الحياة
مشكلتي تتمثل في ثلاث محاور.......
أسرتي .....أنا.....دراستي!
أولا: أسرتي
أنا الابنة الكبرى لأسرة من الطبقة المتوسطة تربيت على إطاعة الأوامر دون مناقشة، واعتدت دائما على كلمة (عيب)
أمي شخصيتها قوية جدا ودائمة الصراخ.....دائما تملي على ما يجب فعله منذ صغري......اعتدت دائما أن أقول (نعم ) و(حاضر)دون مناقشة، لكن في نفسي كنت أشعر بالثورة فكيف أكون إنسانة دون رأي أو تفكير؟!
حين كبرت قليلا وأصبحت في المرحلة الثانوية أعلنت الثورة، فأقول رأيي في (الأوامر) بصراحة وأناقش الأسباب وأجادل....وكل ذلك لايجدي نفعا! لأني في نظرها (قليلة الأدب)
تملي علي كل خطوة في حياتي وتظن أنني مازلت طفلة لا أستطيع اتخاذ قراراتى بنفسي!
إذا لم أنفذ لها أمرا تبدأ في الصراخ وتخبر كل من في العائلة أنني لا أطيع أوامرها وتجعل الكل يتحامل علي......ولكني عنيدة وعندما أصر على موقفي تبدأ في البكاء وتتهمني بأنني قاسية مثل أبي .....وأنها تكرهني!
في مرة من المرات قالت لي (لو منفذتيش اللي بقولك عليه حشوه وجهك)!
أما أبي فشخصيته ليست ضعيفة ولكنه لا يجادلها ليبعد عن (وجع الدماغ)غالبا، ولكن عندما تستفزه يصبح عنيدا جدا وقد تستمر المعارك أسابيع!
بالرغم من عمله الذي يأخذ معظم الوقت إلا أنني أتذكر أوقاتا كثيرة قضيناها معا وأنا طفلة نلعب بالكرة أو نعد وجبة أو حتى نشاهد فيلم كارتون!
أما أمي فلا أتذكر منها سوى الصراخ والضرب!
أنا أحبهما لأنهما والدي....ولا أقول أن أبي ملاكا فله أيضا عيوب.....ولكني أشعر أنه يفكر بعقله أما أمي فعصبية جدا!
ثانيا: أنا
عمري 18 عاما..... طالبة بكلية الطب...... لدي مميزات مقهورة حبيسة....... وعيوب ظاهرة
دائما كنت متفوقة وذكية أحب الأشياء الكاملة....ولا أقع في حبائل العواطف التي تمنع التفكير المنطقي أي أنني عملية....تجنبت حب المراهقة لأنني أعلم أن نهايته سيئة غالبا أو على الأقل لا يؤدي إلى الطريق الطبيعي...... الزواج
لا أخفي إعجابي بأشخاص لكن لا أسمح لنفسي بالتمادي لأنها( فترة وتعدي)
شخص واحد لم أزل أفكر فيه منذ إن كنت في الثانية عشرة لكني نجحت في إقصاء التفكير فيه عن عقلي حتى تمر مرحلة المراهقة وأرى إن كان مناسبا أم لا.....
لم انزلق في تفاهات الفتيات والحديث عن الأولاد .......بل حتى صديقاتي على قلتهن اخترتهن بعناية.......مثقفات جريئات متدينات.........
أما عيوبي فللأسف حين أكون عصبية (معرفش بكلم مين!)رغم أنني لا أحب الصراخ..... لكن (غصب عنى) ولا أعرف كيف أتخلص من هذه العادة السيئة!
قد تتساءل أين المشكلة؟
المشكلة أنني لا أجد نفسي......أشعر أن قدراتي هائلة ولكنها معطلة ومكبوتة......كلما حاولت أن أطلقها وجدت قيودا وقيودا....وقعت في فخ الاستسلام عدة مرات لكن في كل مرة أرفض واقعي وأتمرد عليه........لا أقبل أن انتقل من سجن أهلي إلى سجن زوجي!
إنهم يضحكون من أحلامي فهي كثيرة
أحلم بجائزة نوبل......أن أكون طبيبة مشهورة.......أربي أولادي على الصراحة وقوة الرأي وليس على القهر والعنف.....فلا أقبل أن أمر على هذه الحياة هكذا...دون بصمة!
ثالثا: الدراسة
كما قلت كنت متفوقة للغاية....... في الشهادة الإعدادية كنت من أوائل محافظتي..... ومنذ المرحلة الثانوية انحدر مستواي تدريجيا ولم أعد أهتم بالمذاكرة كثيرا....... ولكني التحقت بكلية الطب وكانت أكبر أحلامي والتحقت بها برغبتي...... لكن مستواي وصل للحضيض فأنا استمتع بالطب ولكنى لا أستطيع المذاكرة نهائيا......
في بداية عامي الأول صدمت بالكلية فقد ظننت أننا سنفهم ونحلل ونطبق.... لكن الواقع العكس تماما وجدتها لا تختلف عن مراحل التعليم الأخرى سوى في كمية المعلومات الهائلة
كرهت المذاكرة وأجلتها كثيرا حتى وقت الامتحان فأشعر أن فوقي جبالا من المعلومات تعبت كثيرا وأصبحت أخاف من الامتحانات، وغالبا لا أستعد وقد يأتي يوم الامتحان وأنا لا أعرف شيئا عن المادة!
أشعر بالإحباط وأنا أرى من هم أقل مني تفوقوا علي ومن شدة خوفي أجلت الفسيولوجي ولدي امتحان يوم الاثنين واليوم الجمعة ولم أذاكر كثيرا!
أحيانا كثيرة أفقد الثقة بنفسي.... ليس العيب في طريقة المذاكرة إطلاقا فأنا أقرأ الموضوع ككل وأحدد النقاط الأساسية ثم أقرأ كل فقرة على حدة لأحدد محتواها وأقرأ بصوت مسموع وبعد الانتهاء أكتب ما حفظت!
أعتقد المشكلة في فقدان الرغبة في المذاكرة تماما رغم وجود الدافع!
هناك شيء آخر في بعض الأحيان أكره حياتي وأكره نفسي ولا أكلم أحدا وأفكر في الانتحار لكني لا أقدم عليه خوفا من الله... تكثر هذه الأفكار عند تغيير الفصول أو اقتراب الامتحانات أو حتى عند الضغط النفسي الشديد
أرجو أن تساعدوا روحي المعذبة فقد سئمت حياة الخنوع!
26/08/2005
رد المستشار
أهلاً بك يا عزيزتي المخنوقة، وأهلاً بمشاكلك التي تخنقك على موقعنا الذي نسأل الله تعالى أن يؤدي أحد أهدافه وهو تقديم الإنعاش للمخنوقين أمثالك وذلك طمعاً في "من فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب الآخرة" فأعاننا الله على ذلك وتقبله منا. آمين
وجدت نفسي وأنا أقرأ رسالتك كما لو كنت أمام شخصية علمية كبيرة ذات فكر منظم ممنهج مستبصرة بنفسها وبعيوب شخصيتها وطموحة إلى أعلى المراتب، وهذا يا عزيزتي ما يجعلني أقول لك وبكل ثقة: أنت فعلاً على طريق تحقيق طموحاتك لولا بعض العقبات التي أسأت التعامل معها، والتي باستشارتك وسعيك الدؤوب نحو التحسّن ستتعلمين كيف تتجاوزينها لتصنعي نجاحاً مبهراً يرضى به الله عنك إن شاء الله ويقبلك به في عداد عباده المخلصين
وسأجعل مناقشتي لرسالتك على نفس المحاور التي جعلتها أنت عليها فالله ..
المحور الأول: أسرتك:
إطاعة الأوامر دون مناقشة، هذا حال شريحة كبيرة من أسرنا التي ترى أن الولد المؤدب هو الذي يطيع دون مناقشة وهذا طبعاً خطأ كبير.
علينا هنا أن ننتبه إلى أمر مهم وهو أن فهم الآباء للبر هو أنه= الطاعة المطلقة من أبنائهما لهما، بل إنه يصل في بعض الأحيان إلى درجة أكثر من إطاعة الأوامر، يصل إلى حد التسلط على أفكار الابن وآرائه، فيرون أنه لا يكتمل البر إلا حين تكون آراؤه مطابقة لأفكارهم، وهنا نقع في المشاكل الكثيرة بين الابن ووالديه من ناحية، وبين الابن ونفسه من ناحية ثانية، بين الابن ووالديه حيث يرى أنه إنسان كامل الأهلية ومن حقه أن يعبر عن رأيه بل من حقه أن يكون له رأيه الخاص به غير التابع لرأي والديه ومن حقه أن يختار ما يريده هو، والأهل يصرون على إطاعته لأوامرهما ليفعل ما يرونه هم الصواب، لأنهم في النهاية يخافون عليه ويريدون مصلحته، وقد غاب عن ذهنهم أهم بديهيات التربية وهي تربية الولد لتكون له شخصيته المستقلة القادرة على التعامل مع الحياة بنجاح، ولا يكون هذا إلا حين يتدرب ومنذ نعومة أظفاره على أن تكون له آراؤه واعتقاداته، وطبيعي أن أول من سيصطدم معهم هم الناس الذين في بيئته الصغيرة: الأب والأم
نسي الأهل أن طبيعة الخلق هي الاختلاف النابع من التنوع في الطبائع البشرية، ثم تحدث المشاكل بين الابن وبين نفسه حيث يعيش في صراع شرس بين حبه لوالديه ورغبته في إرضائهما هذا الإرضاء الذي لا يتحقق إلا بتجاهله لنداء فطرته في أن تكون له شخصيته المستقلة وآراؤه الخاصة، وبين هذه الفطرة من جهة ثانية، فتكون النتيجة إما أن ينطوي على نفسه ويقع ضحية الأمراض النفسية كالاكتئاب والوسواس، وإما أن ينفجر في وجه من حوله ويتمرد على كل شيء فيقع في اضطرابات نفسية أخرى أشد وأنكى
وهو في الحقيقة لا يريد إلا أن يلبي رغبتيه: الأولى وهي: البر والحفاظ على علاقة حميمة دافئة مع أعز شخصين عليه في الوجود كله غريزيا وفطريا وهما والداه، ورغبته الأخرى في أن يكون هو ويعبر عن نفسه ويكون مقبولا كما هو بصفاته هو وقدراته ومواهبه هو، كل هذا يا عزيزتي يجعل العلاقة بين الأهالي واولادهم أشبه بعلاقة النار والبنزين إن صح التشبيه
أريدك أن تعلمي أمراً في غاية الأهمية، وهو: أن البر لايعني الطاعة المطلقة، بل هو يعني: الاحترام، الإكرام، اللهفة، الحنية، الأدب الجم في الحديث، تقديرالجهود..... الخ هذه المعاني. والحقيقة أنه أحياناً يمكن ان نطيع ونحن في منتهى العقوق، ويمكن أن نعصي ونحن في منتهى البر، لأن البر يكمن في الطريقة التي نطيع أو نعصي بها، أما سمعت بسعد بن أبي وقاص ومصعب بن عمير الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما وكيف كان برهما بأمهاتهما، ومع ذلك فقد عصيا أمهاتمهما عندما طلبا منهما أن يتركا الإسلام ويعودا إلى الكفر، ورغم الإيذاء الذي ألحقتاه بولديهما فإن ذلك لم يدفعهما يوماً لإساءة الأدب مع أمهاتهما وفي نفس الوقت بقي الصحابيين ثابتين على رأيهما وعصيانهما لأمر أمهاتهما
هذا مثال عن العاصي البار
وهذا مثال عن الطائع العاق: إذا أطعت أمك في أمر طلبته منك وأنت متأففة ومتذمرة وترينها التجهم، أطعت صحيح، لكن لأن طريقتك في الطاعة كانت خالية من الإكرام والاحترام الود بل كانت مفعمة بنقيض هذه المعاني، فقد كنت عاقة رغم طاعتك
أرأيت الفرق بين الحالتين؟؟؟؟
أريدك أن تعرفي هذا حتى لا تظلين فريسة تأنيب الضمير كلما وجدت نفسك تريدين شيئاً ووالدتك تريد غيره، فتحسبين أنك عاقة
ما أريده منك: البر + التعبير عن نفسك وعن رغباتك
طبعاً ستكون هناك اضطرابات شديدة في البداية إلى أن تستطيع والدتك أن تستوعب معنى البر الحقيقي، وتعرف أنك انسانة مستقلة يحق لك أن تكون لك شخصيتك وآرائك وقراراتك المستقلة..
ولا تنسي في غمرة هذه الأحداث أن تريها الود والاحترام والإكرام والحنية واللهفة والتقدير لجهودها ولخوفها عليك، وهذا كله سيملأ رصيدك في قلبها مما يسمح بأن تتقبل في المستقبل اختلافك معها في الراي نوعاً ما
ولا تنسي أن المشوار طويل، ويحتاج منك إلى الكثير من الصبر والقدرة على ضبط النفسفأعانك الله وثبتك على طريق البر
وهذه روابط لحالات شبيهة بحالتك فقط لتعلمي أنك لست الوحيدة في هذا الهم، بل هناك فعلا من يعانين الأمرّين:
أبكى وأمي وأبى لا يبالون
أبكى وأبى وأمي لا يبالون مشاركة جديدة
من أم أسطورة إلى امرأة غريبة : الأم العربية
أفش شعري : صامتة وراغبة بالصراخ
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة !
والدي: نِكَديٌّ ظالم، ويحب الفشْر!
والدي: نِكَديٌّ ظالم، ويحب الفشْر! متابعة
بين مذاكرتي ومشاكل أهلي
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
وغيرها كثير على موقعنا !!
وأما محور أنت :
ماشاء الله، شخصيتك يا عزيزتي من الشخصيات التي تترك بصمة فعلا في الحياة قبل أن ترحل لقوتها وجرأتها –في الحق- وطموحها، وأحلى ما فيك هو معرفتك بنفسك، وكم يمر بشر في هذه الحياة ويرحلون دون ان يكون لهم أدنى وعي بأنفسهم، وصفاتك التي ترينها في نفسك كفيلة بأن تسيّرك في طريق صنع حياتك، تلك الصناعة التي تحتاج منك إلى المزيد من الاستراتيجيات الصحيحة في التعامل مع حياتك وظروفك.
كيف تتعاملين مع الظروف وكيف تتجاوزين عيوبك ؟
الأمر طبعاً يعتمد أولا وأخيراً على رغبتك في ذلك والحمد لله الرغبة موجودة ، ويعتمد بالدرجة الثانية على متابعة سعيك وعدم استسلامك لأي من المثبّطات التي تواجهينها من حولك والتي يأتي في طليعتها : السخرية من طموحاتك وأحلامك، لا بأس لا تحزني، كل أصحاب الطموحات الكبيرة تعرضوا للسخرية ولم ينج أحد من ذلك حتى الأنبياء، ولكن الناجحون فقط هم أولئك الذين استمروا ولم تتمكن هذه السخرية من إيقاف اندفاعهم نحو تحقيق أهدافهم وطموحاتهم . فسيري قُدُماً على بركة الله، والله معك .
وأنصحك هنا لتتجنبي سخرية الآخرين بالحديث الشريف: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، فلا تعلني بين من حولك عن طموحاتك الرائعة، بل أبقيها سراً بينك وبين نفسك أو بينك وبين من تثقسن بدينها وأخلاقها وتماثلك في الرغبات والطموحات، لتفاجئي الناس بها وقد أصبحت واقعاً ملموسا... بإذن الله .
وهكذا بالنسبة لكل تحدي وعقبة وقيد يقف في طريقك:استعيني بالله ولا تعجزي ولا تستسلمي ولا تيأسي، وسترين كيف أنه ومهما بدت طموحاتك مستحيلة في البداية، ستجدينها تسير في طريق التحقق لا محالة....
عندما كنت أفكر في قول النبي عليه الصلاة والسلام "استعن بالله ولا تعجز"، كنت أرى أنه في بعض الحالات يكون العجز مفروضاً علينا، أي أننا لا نختاره بل العجز يكون لشدة تعقيد الأمر الذي نريده ولكثرة العقبات التي تحول بيننا وبين تحقيقه، ولكن تبين لي ومن خلال تجاربي الشخصية في هذه الحياة انه فعلا : لا مستحيل، بشرط أن نسلك الطريق الصحيح لتحقيقه : بالتخطيط الجيد وتعلم كل الجوانب المهمة لينجح هذا الذي نريد النجاح فيه، ثم ببذل كل الجهد وبالمثابرة والالتزام والصبر حتى النهاية + التوكل على الله عز وجل....
وها أنا ذا قد أخبرتك بالخلطة السرية لصناعة النجاح وقهر المستحيل : )
أنت لا تريدين أن تكوني ككل النساء التقليديات، ومعك حق، فقد خلق الله عز وجل المرأة لتكون كائناً له حريته واستقلاليته الفكرية مثلها في ذلك مثل الرجل، بل إنه سبحانه وتعالى أوجب على الرجل رعايتها ومساعدتها في هذه الحياة، وأوجب عليها أن تعرف حق زوجها وولي أمرها فلا تتعسف في استعمال دلالها إلى أن يصل إلى التمرد، بل تبقى لها شخصيتها المستقلة ولكن تحت رعاية وعناية – لا تسلط واستبداد – الرجل: أباً أو زوجاً....
الحل الذي أجده بين يديك الآن هو إثبات ذاتك من خلال تفوقك في دراستك ومن ثم إنتاجك وعملك، أعلم أن المجتمع كله يرى أن المرأة بالنسبة للرجل كالقمر بالنسبة للأرض : تابع فقط ولكن هذا غير صحيح، فالحياة بينهما تقوم على مبدأ الشراكة وليس التبعية، ولكن لا نلغي درو الرجل كمدير عام لهذه الشركة، ولكن إدارة تقوم على مبدأ الشورى لتحقيق النفع العام الدنيوي والأخروي، وليست إدارة دكتاتورية مستبدة تسخر من تحت يدها لتحقيق المنافع الشخصية الأنانية.
نأتي إلى المحور الثالث وهو:الدراسة
هذه الكآبة الموسمية التي تحسين بها وخصوصاً عند وجود الضغوط، كآبة عادية سببها شعورك الفظيع بالضغط النفسي بسبب تقصيرك الشديد في الدراسة رغم كل الطموحات الجميلة التي تحملينها ،والعلاج سهل جداً إذ يزيلها ويقضي عليها أن تحسي بأنك غير مقصرة ولا يكون هذا إلا حين تبذلين كل جهدك في المذاكرة ودراسة كل شيء في المادة، والحمد لله أنك تعرفين طريق التفوق فلديك خبرة رائعة فيه من قبل، وأحب ان ابشرك بأن ما تجدينه في سنتك الأولى من صدمة بالمناهج سينتهي إن شاء الله، لأنه ستأتي السنة الدراسية الثالثة أو الرابعة- كما هو الوضع في سوريا- وقد بدأت تدرسين بالشكل الذي تنتظرينه –واسألي من سبقوك في سنوت الدراسة لتتأكدي ولتتضح الصورة لديك أكثر وأكثر، لا بأس هناك وقت طويل، ولكنك بصبرك الجميل وبذلك لكل جهدك في السنوات المقبلة ستنضجين وتتعلمين الكثير وتكتسبين الكثير أيضاً من صفات الناجحين والتي ستعينك في تحقيق طموحاتك الرائعة....
وأنت محقة في أن السبب في عدم دراستك بالشكل اللائق هو عدم وجود الدافع، والحقيقة أنه لا شيء يشعل حماس الانسان ويلهب دوافعه مثل رؤيته الواضحة والمستمرة لطموحاته وأهدافه، وتاكيده على نفسه حين يردد بينه وبين نفسه هذه الطموحات، وعندما يحلم بها وكأنها واقع يراه شاخصاً أمام عينيه، وحين يدخل في هذا الحلم فيشعر بكل أبعاده : مشاعره حين يرى حلمه واقعاً والفرحة التي تغمر قلبه والفخر والعزة والثقة – في غير تكبر- الذي يغمرحياته كلها حين نجاحه في تحقيقه هذا الحلم، حركات جسده، رائحة النجاح شكل النجاح.... كل هذا من الأساليب التي تشعل حماس الانسان الذي سيخبو بفعل التاثيرات الخارجية....
فابدئي بتخيل النجاح وإشعال حماسك له، واستغلي الحماسة حين تشتعل بالتوجه فوراً إلى الدراسة التي ماإن تبدئي بها حتى تونين قد قطعت نصف المشوار إذ أن أصعب خطوة في كل مشوار نبدؤه هي: الخطوة الأولى..
هذا ما أحببت أن اقوله لك، يا من لا أعرف حتى الآن بماذا أناديك، وأنتظر منك متابعتي لأعرف صدى كلماتي هذه في نفسك وأثرها على حياتك.... مع تمنياتنا لك بكل النجاح والسعادة....
وأحب أخيراً أن اقدم لك اعتذار الموقع الشديدعن هذا التأخير غير المسبوق لأسباب خارجة عن حساباتنا البشرية، فأرجو أن تقدري ظروفنا وتعذرينا....
ودمت سالمة....
ويتبع >>>>>>>>>: مشكلة من 3 محاور م