تايه مش عارف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت العديد من مشاكل القراء القريبة من مشكلتي أو في بعض الأحيان مشاكلي فأعجبني مدى الصراحة التي تحدثوا فيها عن مشاكلهم مما دفعني إلى المحاولة إلى التحدث بصراحة عما أشعر به.
فلقد تربيت في بيت ملتزم ويحاسب على الصغيرة والكبيرة خاصة أني الابن الأكبر وكانت الطفولة مع الأسرة في بلد عربي حتى سن 13 سنة بالإضافة إلى أن الوالد كان بطبيعته انطوائي نظرا لكفاحه في الحياة منذ الصغر .وبالتالي كانت هناك عزلة عن المجالات التي يمكن أن أقوم بإخراج الطاقة المكبوتة بداخلي.
حتى بعد العودة إلى مصر فكان من الصعب وجود اختلاط مع من هو في سني كما كنت أطمع أو أتوقع ولقد استمرت حالة عدم الرضى و الإشباع في التعامل مع الآخرين حيث كانت هناك حالة من الإطراب في التعامل ففي بعض الأحيان أتعامل بمنتهى الثقة مع أشخاص معينين وذلك بعد فترة طويلة من التعامل معهم وأشخاص آخرون أخاف من التعامل معهم وأشعر بضعف الشخصية معهم وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون التعامل معهم طبيعيا بدون أي تعليقات منهم إلا أني أخشى أن أبدأ الحوار معهم حتى لا أخطئ.
كل هذه الأحاسيس تناسيتها بمجرد أن تخرجت و بدأت الحياة العملية إلي أنني أجد بعض من الخجل في بداية التعامل مع الزملاء في العمل ولكن بمرور الوقت يكون التعامل طبيعيا.
ولظروف مختلفة في كل وظيفة لا يكون هناك نصيب في أن أستمر في أي وظيفة ستة شهور على الأكثر وجميعها في مجالات مختلفة فبمجرد تركي لوظيفة في مجال ما فأبدأ رحلة البحث عن وظيفة أخرى في أي مجال آخر وبالتالي لم أشعر باستقرار في الحياة العملية.
قد يكون أحد أسباب تركي العمل هو البحث عن فرصه قد تتراءى لي أنها أفضل ولكني لا أشعر أني حصلت على ما كنت أتمناه فيها.
قد أكون أعاني من قله الصبر أو عدم تحديد الهدف لست أدري.
المشكلة أني أصبحت أعاني هذه الأيام من القلق الدائم خاصة أني مقبل على الزواج في غضون أشهر معدودة.
وأشعر بعدم الاستقرار النفسي والاضطراب والنرفزة السريعة والتخبط في اتخاذ القرارات والعزلة وعدم الرغبة في التعامل مع الآخرين وعدم القدرة على التركيز.
من الآخر أشعر بأنني تايه ولا أعرف كيف أخرج من هذه الحالة التي كرهتها وكرهت نفسي منها.....
أرجو أن تساعدوني
30/7/2005
وبتاريخ 2/8/2005
أرسل صاحب المشكلة يقول:
كيف أستطيع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قمت بإرسال مشكلة لسيادتكم بعنوان (تايه مش عارف) وقد كانت نصيحتك لي هي أن أحضر ورقة وقلمًا وأكتب إحساسي بالتفصيل ولا أكتفي بالإجمال الغامض.. كل ما ضايقني في الماضي بكل صوره والحلول المقترحة مني لذلك..
سأجد أن أشياء كثيرة يمكنني أن أسامح فيها وأتجاوز عن ألمها.. وما بقي من مشكلات قائمة لا أغفلها.. بل اعقد العزم على التعامل معها بكل صلابة وتصميم على إنهائها.
ولكني لا أعرف كيف أقوم بذلك كيف أبدأ وكيف أصل إلى المرحلة التي أشعر فيها أن ما أكتبه هو فعليا هو ما يريحني.
حيث أني حاولت سابقا كتابة ما هي مميزاتي وما هي عيوبي ولكن سألت نفسي هل ما كتبته هو مميزاتي وعيوبي فعليا.
كما أني أحتاج منك أن تدلني كيف أصل إلي مرحلة أن أستطيع أن أكتشف ما هي مواهبي التي يمكن أن أنميها وأن أوظفها في حياتي وأن أستغلها.
وأشكركم على سعة صدركم
2/8/2005
رد المستشار
الأخ السائل:
على خلفية تنشئتك الأسرية ثم خبراتك المحدودة في الحياة من الطبيعي أن تكون هذه هي حالتك في التعامل مع الناس والأشياء، ولا توجد حلول سحرية أو جذرية مفاجئة، ولا توجد وصفات سرية لا يوجد غير التأكيد على أن التعامل الاجتماعي الناجح يحتاج إلى تدريب أكثر يحتاج إلى توجيه، ووضوح الرؤية والأهداف يحتاج إلى معرفة أكثر للذات والقدرات، ومعرفة أعمق للواقع الذي تريد أن تعيش وتعمل فيه.
يفيدك الانضمام إلى دورات رفع الفاعلية الشخصية والمهارات الاتصالية التي تتناثر هنا وهناك، ويفيدك الإدراج ما أمكن في أنشطة واهتمامات ثقافية واجتماعية متنوعة تخلق لك مناخا تحتاجه، وبيئة لابد لها حتى تتدرب أكثر على معاملة الناس، وتعرف نفسك وواقعك، وأوصيك ألا تتعجل في الزواج، وقد تحتاج إلى عون علاجي متخصص إذا لم تستطع إنجاز ما تقدم وحدك، وأهلا بك عندئذ، إذا أردت.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لديّ إضافة بعد ما تفضل به مجيبكالدكتور أحمد عبد الله غير أن أحيلك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشارينا على استشارات مجانين لأن فيها إن شاء الله ما يفيدك:
عائدة من الخليج: العادي والمتوقع والمنتشر
العائدون من الخليج : الملف الساخن يتجدد
هل هو عدم ثقة في النفس؟
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
عدم الثقة لا في النفس و لا في الآخر متابعة
وأهلا بك دائما على مجانين.