سؤال
هل من المحرم رضاعة الحليب من ثدي زوجتي حسب الشريعة؟
16/09/2003
رد المستشار
الأخ السائل أهلا وسهلاً بك وشكرًا على ثقتك في موقعنا وفي صفحتنا استشارات مجانين،
ولكننا لسنا ندري في واقع الأمر لماذا اتجهت بسؤالك هذا لنا هنا ونحن صفحةٌ تختص بالاستشارات النفسية، ولسنا موقعا لتلقي الفتاوى، فإذا كان مقصدك من السؤال أنك تطلب الفتوى فإن عليك أن تسأل صفحةً مثل اسألوا أهل الذكر على موقع إسلام أون لاين،
*فمعلوماتنا المتواضعة في هذه المسألة هي:
أنه عندما سئل ابن تيمية ـ رَحمه الله ـ عن رجل رمد (أي أصاب الرمد عينيه) فغسل عينيه بلبن زوجته: فهل تحرم عليه إذا حصل لبنها في بطنه؟ وعندما سئل أيضًا عن رجل يحب زوجته فلعب معها، فرضع من لبنها: فهل تحرم عليه؟
كانت إجابته رحمة الله عليه كالتالي: الحمد لله، ما غسل عينيه بلبن امرأته يجوز، ولا تحرم بذلك عليه امرأته لوجهين: أحدهما: أنه كبير والكبير إذا ارتضع من امرأته أو من غير امرأته لم تنشر بذلك حرمة الرضاع عند الأئمة الأربعة وجماهير العلماء، كما دل على ذلك الكتاب والسنة.
وحديث عائشة في قصة سالم مولي أبي حذيفة مختص عندهم بذلك، لأجل أنهم تبنوه قبل تحريم التبني، والجواب عن المسألة الثانية أن ارتضاعه لا يحرم امرأته في مذهب الأئمة الأربعة. وفي بداية المجتهد في حكم المرأة إذا أرضعت كبيرا أو كبيرة هل يكون الرضاع مثل حكم الصغير في وقت الإرضاع بحيث تكون المرضعة أمه؟ والجواب: اختلفوا في إرضاع الكبير فقال مالك وأبو حنيفة وكافة الفقهاء أن إرضاع الكبير لا يحرم وذهب داود الظاهري وأهل الظاهر أنه يحرم وهو مذهب عائشة رضي الله عنها، إذن فرضاع الكبير لا يحرّم ، للحديث الشريف "لا رضاع بعد الفطام" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وجمهور أهل العلم على هذا الرأي. وأما الحديث الشريف الذي أشار ابن تيمية إليه فهو كما ورد في صحيح مسلم:عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ فَأَتَتْ تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا، وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ، وَيَذْهَبْ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ. رواه مسلم في صحيحه.
*المهم لكي نعود إلى سؤالك ومقصدك منه، فإننا نقول لك ما قلناه مراتٍ عديدةٍ في إجاباتنا السابقة من أن ما يحدثُ بين الرجل المسلم وزوجته مادام مقصورًا على غرفتهما فلا حدود عليه إلا ما حرم الله في قوله تعالى: "نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" صدق الله العظيم (سورة البقرة الآية 223)، فإذا كان الغرض هو أنك تحب ذلك أو تستمتع به لكي يكتمل إشباعك لرغبتك مع زوجتك فلا شيء في أشكال وألوان المداعبة الجنسية بين الزوجين طالما ابتعدت عن الإتيان في الدبر،
فالأمر يدخل ضمن المداعبات الجنسية المبدئية Sexual Foreplay التي أشار لها القرآن الكريم بقوله تعالى"َقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ"، وأما البعد النفسي لهذا الموضوع ففيه كلام كثيرٌ لا ندري إن كنت تحتاج إليه أم لا، فمثلاً هل هذا الأمر شرط لديك من أجل أن تستطيع إتمام الممارسة؟ أم أن الأمر عارضٌ لأن زوجتك الآن مرضع مثلا؟ وأنت اعتدت أن تمص ثديها أثناء ممارستك الجنسية، فلما أصبحت مرضعا وسمعت عن شبهة التحريم خفت فجئت تسألنا؟ نحن في حاجةٍ إلى مزيدٍ من المعلومات، ونكرر مرةً أخرى أننا لسنا موقعًا لإصدار الفتاوى وأن الأمر إن كان المقصد منه هو الاستفتاء فإن زيارة صفحة اسألوا أهل الذكر أولى من زيارتنا رغم سعادتنا بزيارتك لنا، وفقك الله وتابعنا بأخبارك!