أولا بسم الله الرحمن الرحيم أود أن أقول للأستاذ الدكتور وائل هندي أن الحال أصبح بي إلى الضياع فأنا مشتت لا أعرف أين مصلحتي؟؟
هل هي في ممارسة أحد الرياضات أم الالتفات لدراستي ولا يفوت على أسبوع إلا وأن أكون مغير لبرنامج حياتي الجميع يقول لي انك على قدرة من التفوق العالي جدا ليس على مستوى المحافظة فقط بينما على مستوى الجمهورية ومدرسيني يقولون لي أنك تستطيع التفوق على كل التلاميذ إذا أردت.
فأنا تقريبا لا أفتح كتاب دراسي إلا بصعوبة قبل الامتحانات وإذا حاولت المذاكرة في أسبوع واحد أصبح بقية الشهر ممتاز فماذا أفعل كلما حاولت التقرب من المذاكرة غاوتني إحدى الرياضات أو أصدقاء السوء يغوونني إلى أشياء قبيحة ولا أستطيع أن أقاوم
وأنا على هذا الحال منذ أن دخلت المدرسة حتى الآن وأنا على أبواب الصف الثالث الإعدادي ورغم أنني لا أهوى المذاكرة إلا أنني أتفوق وأخذ المركز الأول على مدرستي كل عام أو الثاني على الأقل
فماذا أفعل أرجو الرد سريعا من الدكتور وأنا أسف جدا لطول رسالتي.
رد المستشار
حتى ننجح في مسيرتنا يا محمد يجب أن نذكر أنفسنا دائمًا أن الركون إلى شيء خطأ عظيم.. ولو كان هذا الشيء هو قدراتنا التي أنعم الله عز وجل بها علينا.. فقد تذهب ولا يبقى لنا إلا الجهد، فمن جد وجد ومن سار وصل..
قلت أنك تغير"منهج حياتك" أسبوعيًا فما الذي تقصده بالتغيير؟ هل تغير هدفك أم تغير من الطرق الموصلة إليه؟؟ هل ستقضي عمرك وأنت بين الرابعة والخامسة عشرة؟؟ هل تعتقد ألا شيء في الحياة القادمة يستحق أن نبني أنفسنا من أجله..
أنت اليوم غير مسئول إلا عن تصرفاتك.. على الأقل أمام المجتمع.. لكنك يا بني إن بقيت كما أنت تفكيرًا وهروبًا من واقعك لن تحتمل نفسك بعد عشر سنوات مقبلة وربما أصبت بالاكتئاب..
الحياة تتغير من حولنا يا عزيزي.. إننا نكبر.. وكل يوم يحمل لنا تجربة جديدة، ومسؤولية واختبار لنثبت فيه ما علمتنا الأيام.. وما مدنا به إيماننا بالله عز وجل..
المذاكرة ليست هواية.. ولا يصلح أن تضعها في مقارنة أو اختيار بينها وبين إحدى الرياضات أو جلسات زملاءك التي تجرك إلى "أشياء قبيحة" كما قلت.. المذاكرة عمل وواجب به أثبت نفسي.. أثبت بأني شخص قادر على تحمل المسؤولية.. رجل مسئول عن تصرفاته.. ماض بثبات ونجاح إلى الأمام.. ليس الهدف أن أصل للمركز الأول حتى أصبح أفضل الجميع.. لكن الهدف أن أتعلم وأن أغذي عقلي كما أغذي جسدي حتى لا أتحول لإنسان لا هم له ولا قيمة..
انظر لنفسك.. قدِّرها قدرها الذي ترى أنها تستحقه.. انظر لأبعد من يومك.. وابدأ في صنع رجل ناجح.. اركن إلى الله وسوف يمدك بالقوة.. وستجد أنك تعلمت من مدرستك ومن حياتك ومارست رياضاتك.. ووفقك الله لصحبة الخير..
وحتى يسهل عليك التخطيط قسم هدفك الكبير إلى أهداف صغيرة.. سجل الخطوات التي ستساعدك على النجاح في الوصول لهذا الهدف.. وابدأ التنفيذ.. وكلما نجحت في خطوة ستشعر بالحماس إلى تجربة المزيد من النجاح
الحياة من أجل اللهو واللعب بدون تحقيق لأي نجاح.. حياة مملة.. تتشابه أيامها وتسحب إلى الإحباط بما يحمل هذا المعنى وراءه من ويلات لا تنتهي..
وفقك الله وبانتظار أن تسعدنا بإنجازاتك العظيمة وأهلا بك.