مشاكل كثيرة وسببها الغيرة..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
أشكركم جدا على هذا الموقع الذي أفادني كثيرا والذي أتمنى أن أطبق جميع النصائح التي تقدمونها لي ومهما تحدثت في موقعكم الرائع فهو يفوق وصفي له...
لقد بعثت سابقا بمشكلة واحدة من مشاكلي وقد أفادتني الأستاذة (لمى عبد الله) جزاها الله خيرا وأشكرها جداً على ماقدمته لي..
أنا فتاة لدي مشاكل كثيرة وليس لي حظ ولا أملك في حياتي سوى الدراسة ولا شيء غيرها.. وسأبدأ بمشكلة تتعلق بأهلي
نحن عائلة بها 4 بنات و3 أولاد، وبدأت المشكلة لدي عندما أنجبت أمي أختي الصغرى التي تصغرني بأربع سنوات، المهم عانيت ومازلت إلى الآن أعاني من الغيرة بسبب معاملة أبي لها أو المنزل ككل، مع أنني لا أنكر فضل أبي علي في كثير من الأشياء وهو يصرف علينا ولا يقصر لكن أقصد التفرقة في التدليع والتقدير، فعندما كنت في المرحلة المتوسطة أردت أن أذهب لزيارة صديقة لي لكن أبي رفض لأنه لا يعرف أبيها جيدا وعندما تعرف عليه علم أن إخوانها ليسوا جيدين أو يخاف علي منهم، صدقوني إنني أقدر خوف أبي علي ولو كنت مكانه لفعلت مثله لكن تكرر ذلك أكثر من مرة، وبذلك فقدت أكثر من صديقة لذلك السبب، وفي الوقت نفسه يسمح لأختي الصغرى بالذهاب لمن تريد والحجة أنه يعرف عائلاتهم، وما ذنبي أنا إذا كان تعارفي على عائلات لا يعرفها، فهل من الضروري أن أتعرف على أبناء أصحابه فقط.
والأدهى من ذلك أن التفرقة وصلت إلى مسألة جسمي أو بنية جسمي فأنا نحيلة وذلك وراثي من أبي، وكان يظن أبي أنني أفقد شهيتي للطعام إلا أنه ذهب للطبيب معي ليتأكد ووصفت للطبيب ما آكله وقال ممتاز، أكلي نشويات وسكريات وغيره أي متنوع أي لست مريضة بفقدان الشهية بل بالعكس أنا شرهة في الطعام أكثر من أخواتي اللواتي يتمتعن بأجسام معتدلة فحتى أخواتي لا يأكلون مثلي، فأنا بالوراثة نحيلة بعكس أختي الصغرى التي تتمتع بجسم معتدل، فهو دائما يعيرني بجسمها ويقول هذه أختك أصغر منك وجسمها أفضل وأنت بنت جامعية وجسمك كالبنت الأصغر من عمرها.
ونسيت أن أقول أختي الكبرى وهي في مثل عمري كان تذهب لصديقاتها وتخرج معهم وتشتري ما تشتريه أي فتاه شابة كالملابس الكثيرة أو الأزياء التي على الموضة والمكياج والعناية بنفسها، إلا أنا فتخيل يا دكتور عندما وضعت المكياج لأول مرة أبي قام بالضحك علي ويقول لي امسحيه ولم أبالغ كي يضحك، كذلك عندما نذهب إلى التسوق يفرض علي بعض أشكال الملابس التي لا أحبها أو لا يقبل بشرائها، وذلك ليس من باب البخل بل لأنه ليس مقتنعا بها أو بموضتنا الآن، ويقول: ما هذه الأشياء أنت لا تعرفين الشراء!! مع أن أختي الكبرى كانت تشتري ملابس مثل المغنيات أو نفس الموديلات دون أن يقول لها شيئاً، المهم أنني الآن أعاني من الغيرة وليست أي غيرة بل غيرة مرضية من أختي الصغرى.
تخيل يا دكتور أنني منذ الصغر إلى الآن وأنا هكذا، كذلك تأتيني وساوس حول مستقبلي بأنني لن أتزوج لأنني لست جميلة أو لأنني نحيلة، مع أن الناس تقول لي جسمك جميل والبنات يريدون أجسامهم مثلي وأنا مقتنعة أن هناك الكثير من النحيلات تزوجن، ولكن حتى مع اقتناعي بذلك أشك أن أختي ستكون أفضل في الزواج وأن الناس سوف تطلبها أما أنا سوف أصبح عانسا، لأن أبي أيضا يقارن بيني وبين أختي الكبرى في أن الخطاب تقدموا لها في مثل عمري وأنا لا، ويرجع السبب إلى ضعف بنيتي الجسمية.
حتى أنني أصبحت لا أطيق نفسي خصوصاً وجهي مع أنني أقابل بنات وأتعرف عليهم ويقولون لي وجهك جميل لأن ملامحي طفولية مع أن عمري 19!! أما الصغرى فشكلها أكبر بالجسم والوجه وهي كذلك لا تريد شكلها لأنها أصغر مني لكن شكلها أكبر.
أصبحت لا أثق في نفسي أبدا، تخيل يا دكتور عندما تخرجت من المدرسة جاءتني فكرة بأن لا أدخل الجامعة بسبب شكلي وملابسي، فعلى الرغم من أن أبي يصرف علينا إلا أنه لا يقبل بشراء أشياء أحتاجها لأنه ليس مقتنعا بها، وبذلك يصيبني الإحراج عندما أكون في الجامعة بسبب ملابسي وأشياء أخرى... حتى التسوق والكورنيش الذي أحبه أصبحت لا أذهب بسبب خجلي من نفسي ومن وجهي، حتى أنني كنت لا أغطي وجهي وأصبحت الآن أغطيه بسبب وجهي مع أن أخواتي يؤكدون لي أنت جميلة كذلك أمي وأبي.
لكنني لا أنفك أفكر في شكل وجهي وملامحي، ساعدوني.. أريد الخروج إلى الحياة مع الناس لا أريد أن يضيع أجمل عمر لدى الفتاة بسبب خجلي، لكن أبي تغير قليلا في أنه لم يعد يمنعني من الصديقات، إلا أن العيب في أنا بسبب خجلي الشديد الذي تكون فيّ، فقد حاولت التخلص من ذلك وأقرأ الكتب النفسية والنصائح وأقول الحمد لله وجدت الحل وسأطبقه وما أن أكون مع الناس حتى أعود إلى خجلي، فحتى الاتصال بمن أعرفهم أو إذا احتجت شيئاً من صديقة أخجل ولا أتصل وأقول ماذا أو كيف سأتكلم وأقول ما أريد.
المشكلة الأخرى كذلك متعلقة بأهلي وهي أن أبي وأمي لم يعلموننا أو لم يهتموا بتعليمي وإخواني الصلاة، فأنا تعلمتها في الصف الخامس، لكنني لم أداوم عليها أو أصبحت مستهترة بالصلاة والدين، فأنا أسأل أمي هل مذهبنا صحيح؟، ماذا لو كان المذهب الآخر هو الصحيح ونحن نعتقد أننا الأفضل، أقول قد نظن مذهبنا صحيح لكن يوم الحساب نكون نحن الخطأ!! فلدينا اعتقادات أشك أنها خطأ والمذهب الأخر صحيح، لدرجة أنني فكرت في الانتقال للمذهب الآخر، المهم جميع أخوتي وأخواتي وأنا لا نداوم على الصلاة، وأهلي يوبخوننا على ذلك، إلا أنني أستغفر الله، أملّ من ذلك، مع أني أعرف عقاب تارك الصلاة وأخاف وفي فترة أصبحت أقرأ القرآن حتى أشعر أكثر بأهمية الصلاة وأقوم للوضوء وما أن أهم بالصلاة حتى أرجع ولا أصلي، أعرف أنه الشيطان، لكنني أعرف أنه بالقرآن وذكر الله أتغلب عليه إلا أنني لا أجرب ولا أحاول ذلك.
مشكلة أخرى هي أنه تكونت لدي عادة أو مرض(نتف الشعر) وذلك من الصف الرابع حيث انتقلت إلى مدرسة أخرى، ومن الخجل لاشعوريا رفعت يدي وبدأت هذه العادة، وكانت قليلة إلا أنها ازدادت عندما أصبحت في ثالث متوسط عندما كان لدي امتحان لم أذاكر له لأن المادة صعبة وأكرهها لذلك لم أحاول أو أجرب فهمها.
وتزداد هذه العادة كلما كبرت حتى أصبحت لدي منطقة في شعري خالية من الشعر وعمري الآن 19 أي استمرت هذه العادة لدي 10 سنوات من الصف الرابع إلى الجامعة!! ولم أكن أعرف أن تلك العادة مرض سوى من موقعكم، لكنني في البداية كنت ألعب في شعري أي أمرر يدي في شعري وأقوم بلف خصل من شعري حول أصبعي ثم تحول ذلك إلى نتف الشعر وذلك عند الغضب والامتحانات، لكنني أستغرب أنه حتى وأنا أشاهد التلفاز أو أتحدث مع أهلي أو أكلم في التلفون ألعب في شعري أو أنتفه ووصل ذلك وأنا آكل الطعام حتى أنني تشاجرت مع أمي بسبب ذلك وأعلم أنه خطأ إلا أنني أفقد السيطرة على نفسي أو على يدي. ونصحتني أختي أن أمسك في يدي شيئاً كالمسبحة أو أي شي به شعر أو ريش ليكون بديلا لشعري إلا أنني فشلت في ذلك.
كذلك من المشاكل بين أبي وأمي قمت أكثر من مرة بشرب حبوب كثيرة كي أموت، فأكثر من مرة أريد الانتحار لكنني أخاف وأفشل.
أنا غبية لأني اندفاعية في كلامي فلا أفكر في الحلول، وكنت سابقا عند حدوث مشكلة أقول أن الله معنا وسوف تنتهي المشاكل وأقوم بتهدئة نفسي بالأغاني أو أي شيء أحبه، أما الآن أصبحت غبية لا أفكر بل أؤذي نفسي مع علمي بأني لن أموت بل سوف يصيبني المرض وسأعاني منه وأقول ذلك أفضل كي يشعر أهلي بي ويهتموا بي ويكفوا عن المشاكل..
كذلك أنا مدمنة على المنبهات وأشرب الكثير من الأكواب في اليوم الواحد حتى وإن مللت من ذلك، وتصيبني حالة صداع قوية، وأصبحت أدخن لدرجه أنني أسرق من إخواني الشباب الدخان، وطلبت ذات مرة من أحدهم أن يشتري لي لكنه رفض أولا ثم وافق ثم لم يستطيع شرائه لخوفه علي وخوفه من أبي ولم يكتف بذلك بل أخبر أخي الآخر.
كذلك أعاني من حالة لا أعرف ما هي أو لماذا، وهي أنني حتى وإن كنت تعبانة أو مريضة أو ذاكرت كثيرا وأحتاج للراحة إلا أنني أفعل العكس وأجلس أكثر وأسهر مع علمي بأنني أحتاج الراحة، ويزيد من ذلك أنني أعذب نفسي بشرب المنبهات الكثيرة بالرغم من يقيني من حاجتي للنوم إلا أنني أقول لا أريد النوم أو لا أحب الراحة بالنوم بل بالتعب أكثر وذلك بالمنبهات والتلفاز أو الكمبيوتر، وكل ذلك يؤثر علي بأنني لا أركز في اليوم الآخر ودائما أشعر بصداع وإن ارتحت في النوم أعود وأفعل ذلك في أيام أخرى حتى في أيام الدراسة أظل قلقة وأتقلب في نومي وأقوم من سريري وأفتح الكتاب وأقول أنا لم أحفظ ذلك الجزء جيداً وأجلس أكثر أو أتعب.
فحتى في النوم الذي هو راحة للإنسان أنا أظل قلقة وأفكر في مليون فكرة في مشاكلي والدراسة، وأحبس نفسي في العذاب أو في الأفكار السيئة وأوسوس بأن مستقبلي لن يكون جيدا فقد لا أحصل على عمل ولا أتزوج ودائما متشائمة...
ملخص مشكلتي هو:
1/ أنا عديمة الثقة في نفسي وغيورة جدا من أخواتي البنات.. وأبي يظلمني لكنه ينصف أخواتي البنات وأنا مللت من حياتي هذه.. فكل شي ممنوع وليس أي شي يعجب أبي مما أفعل.. فهل ثقتي ستعود لي خصوصا أن أبي مسيطر جدا وعصبي وناقد إلى درجة السخرية حتى لو كنت ابنته.. فهل ثقتي بنفسي ستعود لي..
2 / أريد أن أعرف ما سبب عاداتي السيئة مثل أنني أعيش في العذاب والوسواس.. أعرف أنه من قلة اهتمامي بالدين أو الصلاة فالشيطان وسواس رجيم.. لكن هل ما أعاني منه من مشاكل يرجع سببه الأول إلى أبي وأهلي ومعاملتهم معي؟..
3/ أخيراً .. من ما آلت له الأمور والمشاكل أنني أحتاج أحد أي أحد يحبني.. وأبي ينظر لي بعين الشفقة لأن لا أحد تقدم لي بشكل رسمي.. وأنا أكره عين الشفقة علي ولو من أبي.. فهو يقارنني بأختي الكبرى وكأن الزواج بيدي.. فلجأت إلى مكالمة أحد الشباب مع أنني فكرت في عاقبة الأمور وأنني سوف أكشف.. وبالفعل عرف أخي وتشاجر معي وقطعت مكالماتي مع الشاب.. لكنني كلما غضبت أردت أن أكلمه مرة أخرى.. لكن لا أريد التشاجر مع أخي وقال لي سوف أخسره إن هاتفت ذلك الشاب..
أرجوكم أنقذوني سوف أموت من المشاكل.. أنا أختنق لأنني في عائلة كهذه.. خصوصاً من أبي.. وآسفة جدا على الإطالة المملة لكن ليس لي ملجأ سوى الله وأنتم....
ساعدوني على هذه المعاناة ولكم مني كل الحب والاحترام والشكر الجزيل..
أرجو الرد السريع لو سمحتم بسبب ظروف الدراسة....
16/09/2005
رد المستشار
أهلا بك يا "نادين" ثانية على موقعنا, نسأل الله تعالى ان يلهمنا رشدنا في الأمور كلها وخصوصاً عندما نحاول مساعدة..
الآخرين ونزيل حيرتهم وننوّر طرقهم بخبراتنا المتواضعة ثم أسأله أن يتقبل منا آمين..
مشكلتك بسيطة يا نادين, وأستطيع القول بأنك تحمّلين الأمور فوق طاقتها, أعلم أن كلامي الآن قد يصيبك ببعض الضيق, ولكن لو سمحت انتظري لا تسأمي من كلامي, ولا تحكمي عليه من الآن, من فضلك أكملي قراءة الرد ثم أطلقي حكمك اتفقنا؟
عندما تتمكن المشاعر السلبية من قلب ابن آدم فإنها تجعله يرى الأمور ويوزنها بميزان هواه, مع أنه يعرف تمام المعرفة أن الأمور ليست كذلك, ولكنه يرتاح كثيراً حين يفسر الأمور بالطريقة التي تشفي غليله, ولهذا أجدك يا عزيزتي تعتبرين أن رفض والدك لذهابك لصديقاتك اللواتي أسرهن غير جيدة, اعتبرت هذه نقطة في صالحك لحساب محاكمة أهلك على التفرقة في المعاملة بينك وبين أختك, مع أنك قلت بنفسك "صدقوني انني اقدر خوف ابي علي ولو كنت مكانه لفعلت مثله", أرأيت التناقض في موقفك؟ أرأيت كيف أنك تعرفين أن موقف والدك صائب ولكنك مع ذلك لا تستطيعين إلا أن تفسّريه التفسير الذي يرضي مشاعرك السلبية القائمة على الغيرة من أختك؟
الحل يا عزيزتي ليس فيما فعلته من تصعيد المشكلة في هذا الجانب: جانب التفرقة في المعاملة بينك وبين أختك, بل الحل هو في اتجاه مغاير تماما:
ما رأيك أن تغيري طريقتك في التعامل مع الظروف المحيطة بك, وتستثمري الإيجابيات المتاحة بدلاً من البحث عن الإيجابيات المفقودة؟؟ فتتعرفي على العائلات التي يرضى والدك بأن تختلطي بأولادهم بدلاً من هذه المشاعر السلبية العارمة لأنه يمنعك من ما تريدنه أنت؟
الحل هو في اتجاه البيئة التي تبحثين فيها عن الأصدقاء, وما المشكلة في أن تتعرفي على الأصدقاء من الأسر التي يعرفها والدك ويطمئن عليك بين يديها؟؟ أهو عند فقط؟ لا أعتقد ذلك, بل أعتقد أن كل ما في الأمر أنك تريدين أن تحصلي على ميزات معينة بالطريقة التي تريدينها أنت, ناسية أنك لا تعيشين وحدك, بل لديك أهل يعيشون معك ومن حقهم أن يطمئنوا عليك ..
وأما مقارنته لجسدك بجسد أختك فليست إلا من باب الخوف عليك , فأنت الوحيدة بين بناته التي تنحُلُ بهذا الشكل فخاف والدك من أن تكون لديك مشكلة ما في صحتك, ولهذا لجأ للطبيب, وبما أن بنيتك هي كذلك, تستطيعين في جلسة هادئة محبة ودودة مع والدك أن تقولي له أنك تبذلين كل جهدك لتكوني كما يحب ولكن هكذا خلقك الله, ولا يد لك في هذا, وإن لم يستجب ويتوقف عن هذه المقارنات, ف"فوّتي + طنّشي" ولا تعملي من الحبة قبة, فهذا فقط من باب الخوف عليك ليس إلا .. إذا كان والدك لا "يمون" أن يقول لك وأنت ابنته هذا الكلام, فعلى من "يمون"؟
ومن ناحية أخرى لا تقلقي, فأنت صاحبة الجسد المطلوب اجتماعياً, أما ترين كيف تميت الفتيات والنساء أنفسهن جوعاً ليحصلن على الرشاقة والنحول؟
أما بالنسبة لوالدك, فهو لا يزال من أولئك الآباء الذين لا يزالون يفكرون بمقاييس زمانهم, حيث كان الامتلاء هو المقياس للجمال ودليل الصحة, أما الآن فقد انقلبت الموازين, فلا تخافي على مستقبلك, فأنت ستتزوجين بإذن الله, ولا تنسي ان الزواج رزق وهو بيد الله فقط.
ثم هناك دليل آخر على صحة تحليلي لتفسيرك لموقف والدك, وهو تفسيرك لموقف والدك من أختك الكبرى فمشاعرك السلبية القائمة على الغيرة, هي التي تجعلك تشعرين بأنك الابنة المضطهدة, والتي يعامل أهلها كل أخواتها معاملة أفضل منها مع أنه قد تكون للموقف تفسيرات أخرى منطقية وقوية, ومنها:
ان الآباء يرون في الطفل الأول حين يأتي وراءه اطفال آخرون, يرون انه هو الطفل الكبير, وهذا له بعض الميزات حيث يسمحون له بأشياء لا يسمحون بمثلها لإخوته حين يصبحون في سنه, ولكن في نفس الوقت هذا فيه الكثير من المسؤولية وبعض الحرمان من الطفولة, أعرف سيدة ولدت طفلها الثاني بعد طفلتها الأولى بسنة ونصف فقط, يعني الأخت الكبرى كان عمرها سنة ونصف عندما جاء أخوها إلى الدنيا, ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن – بعد 11 سنة – ولا تزال هذه الطفلة تسمع كلمة أنت الكبيرة, ويطلب منها أعباء ومهما لا تُطلب من إخوتها
لا تقارني بين رد فعل والدك على تصرفاتك وبين رد فعله على تصرفات أختك الكبرى, فرد الفعل –من وجهة نظر الأب – يختلف باختلاف شخصيتيكما, بالإضافة إلى اختلاف مواقع ترتيبكما في العنقود:)
ثم لا أدري كم الفرق في العمر بينك وبين أختك الكبرى, ولو كان كبيراً بعض الشيء فهذا يعني أنها من الممكن ان تشتري ملابس مثل المغنيات لأن ملابس المغنيات في وقتها لم تكن كملابس المغنيات في وقتك, الأمور تغيرت كثيراً جدا وبسرعة في السنوات الأخيرة, فما عادت المغنية في زمانك تلبس ملابس, بل تلبس أشياء أخرى يا عزيزتي.
وأما بالنسبة لضحك والدك على الماكياج الذي وضعته لأول مرة, فاعتقد أن ضحكه كان بسبب عدم براعتك في وضع المكياج حيث يظهر كمحاولات فجة وغير ناضجة للتجميل, ولهذا ضحك, ولم ينتبه إلى أنك حساسة لهذه الدرجة, هذه الحساسية المفرطة التي تغذيها غيرتك ليس من أختك الصغرى فقط بل من كل أخواتك.
أنت يا عزيزتي تدورين في دوّامة الشكل وصورة الجسد, هذه الدوامة التي لن تكون نهايتها إلا تدميرك تماما, تحتاجين إلى تصحيح الكثير من مفاهيمك عن جسدك وعن صورتك, وتحتاجين أيضاً إلى الإحساس بنعمة الله عز وجل عليك بهذا الجسد الإنساني المتكامل الذي لا ينقصه يد ولا رجل ولا شفة, تستغربين من قولي شفة؟ نعم, فقد رأيت طفلة في ال13 من عمرها وهي بدون شفة سفلى, ولا ادري أهذا بسبب حادث تعرضت له أم بتشوّه خلقي منذ الولادة أرأيت مصائب الناس؟؟
هل ستعيشين حياتك كلها ولم تفعلي فيها شيء سوى الاهتمام بنفسك وبجسدك ؟
بماذا ستجيبين الله تعالى حين يسألك: فيم أفنيت عمرك يا نادين؟
وفيم أهدرت طاقاتك ؟
وأين صرفت وقتك ؟
وماذا فعلت بمواهبك ؟
هل ستقولين: باللهاث وراء شكل جميل .. ويا ليت المشكلة كانت عند هذا الحد, بل أنت تلهثين وراء سراب ليس موجوداً إلا في رأسك أنت فقط, بدليل أن كل من حولك يراك جميلة, إلا أنت !!
لن تخرجي إلى الناس وإلى الحياة إلا حين تثقين بنفسك وبما وهبك الله إياه من مزايا تحسدك عليها الكثيرات, الثقة بالنفس أولا, وهذه الثقة لا تأتي إلا حين تجدين لنفسك قيمة تؤدينها في هذه الحياة, فطالما أنت لا تضيفين شيئاً , سيظل تقديرك لذاتك منخفضاً بهذا الشكل هذه هي بداية الطريق التي إن سرت فيها فبإذن الله ستكونين شيئاً مذكوراً في الدنيا والآخرة, وكلما توغلت في هذه الطريق علا شأنك وسما ذكرك
لديك تساؤلات دينية مشروعة تماما, بل ومطلوبة لمن هي في مثل سنك, وأعتقد أنها بدأت مبكرة عن السن الذي أنت عليه, ولكن وبما أنها لم تجد حتى الآن إجابة عليها, فلا زالت تدور في رأسك, وأعتقد أنك تقصدين بتساؤلك عن المذهب الذي أنت عليه: الدين الذي أنت عليه, ومهما كان فالبحث والتعلم هو السبيل الوحيد للإجابة عن هذه التساؤلات لترسيخ الإيمان في قلبك .وتذكري أنك أصبحت كبيرة بما فيه الكفاية لتكوني مؤمنة عن اقتناع تام, ولم يعد مقبولاً منك التقليد في الإيمان .. وأرشّح لك كتب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله لتقوية هذه النواحي الإيمانية, هذه الكتب التي ستجدين فيها بإذن الله الأجوبة الشافية لكل ما تتساءلين بشأنه
ثم لماذا هذا التخاذل في المحافظة على الصلاة, هل تريدين أن تعرفي إذا كنت ستنجحين في حياتك المستقبلية أم لا؟ ستعرفين ذلك من التزامك وصبرك على أداء هذه الفريضة, فإن عجزت عنها فأنت عن غيرها أعجز, ويسوؤني أن اقول لك: لن يحالفك الحظ في مستقبل أيامك لأنك لا تريدين ذلك, فالحظ لا يحالف إلا الناس الناجحين, الناجحون هم من يصنعون الحظ, لا الحظ هو من يصنع الناجحين.
وإذا أردت أن تعرفي هل هو الشيطان فعلا الذي يصدك عن الصلاة, أم أنه بريء من ذلك, انظري لنفسك في رمضان, فإن كنت تصلين في رمضان, فهو الشيطان فعلا, وإن كنت مستمرة على عدم أدائك للصلاة في رمضان, فالشيطان بريء من عدم صلاتك, والمذنب الحقيقي هو نفسك الأمارة بالسوء والتي تفضل الراحة والدعة والسكون.
ولمزيد من المعلومات حول موضوع الصلاة أرشح لك سماع هذا الدرس عن الصلاة للأستاذ عمرو خالد.
كنت أتوقع من خلال حديثك عن مشاكلك مع أهلك أن أجد أمامي شخصية وسواسية, وها أنت قد صدقت ظني عما تحدثت عن أعراض الوسواس القهري الذي تعانين منه, فما نتفك لشعر رأسك وما شربك للمنبهات بهذه الكثرة إلا دليل صارخ على وجود هذا ا لاضطراب الذي لا أستطيع أن أحدد مدى شدته, ولهذا أنصحك بزيارة طبيب نفسي لمعالجة هذه الحالة والتي أعتقد أنها السبب فيما أسميته الغيرة المرضية من أختك, ولا تسهيني بالعلاج النفسي, فالحمد لله أنه قد تطور كثيراً في الآونة الخيرة والأجمل انه قد بدأ يُربط بالدين, كما ستعرفين حين تطالعين مقالات الطب النفسي الإسلامي.
لا تتأخري في زيارة الطبيب النفسي, فحالتك تحتاج فعلا لتدخل أخصائي, الآن منبهات وتدخين ونتف شعر, ولا نعلم ماذا سيحمل لنا الغد, فلا تدمّري نفسك, فهي الأمانة التي سيسألك الله تعلى عنها يوم القيامة.
وأبشّرك بأن الشفاء والخلاص من كل ما تعانين منه سواء من غيرة أو من وساوس: ممكن, وهناك طريق قوي جداً يدعم الطريق الذي وجهتك له من التماس للعلاج عند الأخصائيين ومن تصحيح للأفكار, وهو طريق الدعاء, لا تسهيني بهذا الدواء, فقد سماه النبي بالسلاح الذي لا يخطئ هدفه, ولأزيدك قناعة بفاعليته, إليك قصة المرأة التي استطاعت أن تتخلص من غيرتها بالدعاء؟
إنها أم سلمة, أم المؤمنين رضي الله عنها, فعندما أراد رسول الله أن يتزوجها اعتذرت عن الزواج, وكان من أسبابها أنها تعرف من نفسها انها امرأة غيرى – شديدة الغيرة- وخافت أن تسبب غيرتها هذه مشاكل للنبي خصوصاً وأنه لديه زوجات أخريات, عارفة النبي قال لها إيه "وأما غيرتك فأسأل الله فيذهبها عنك", وهذا ما حصل بالفعل, حيث لم تشعر يوماً بالغيرة من إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم, بل كانت هي من نساء النبي المتميزات برجاحة العقل والحكمة.
فقط استعيني بالله ولا تعجزي, وسترين من نفسك ومن حياتك وآخرتك بإذن الله ما يسرّك..
وأنت قادرة على ذلك يا نادين, فقد رأيتُ من خلال رسالتك فتاة ناضجة قوية متبصرة بنفسها تعرف تماما مكمن الداء, وهذا وحده نصف طريق الشفاء, وفقك الله وأعانك على نفسك وعلى رحلة العلاج القادمة..
ولا تنسي أن تتابعبنا بأخبارك....