متزوجة ولكن
أشكركم على هذا الموقع المفيد... أتمنى أن تأخذوا الأجر والثواب....
أنا متزوجة منذ سنوات.. عندما كُتب كتابي كنت في الثامنة عشر، وأنا الآن في الثامنة والعشرون أعيش مع زوجي الطيب القلب منذ ذلك الوقت في كذبة اسمها زواج، فأنا لم يحدث بيني وبينه أي اتصال جنسي أبدا أبدا.... ولأني ما عندي أهل ولا مأوى غيره فأنا سوف أعيش معه إلى آخر عمري.... أتألم منه ألم شديد جدا ومن استهتاره بالمشكلة وعدم محاولته طوال هذه الفترة أن يعالج....
أشعر أني أحبه بسبب طيبته معي ولكن عندما أتذكر هذا الموضوع أشعر بكره شديد له...
خلال زواجي أحببت مرتين رجلين غيره... ولكن لم يخرج الحب من مجرد مشاعر داخلي ولم أتجرأ بأن أعبر بأي طريقة عنه، وأحمد الله أني لم أفعل لأني بعد فترة أشعر بتلاشي المشاعر من داخلي وعودة لحب شديد لزوجي......
حاولت أن أراجع طبيب نفسي ولكن الحالة المادية لي غير سامحة لهذا... و زوجي يرفض أن يتحدث أصلا في الموضوع... أشعر أن بركانا في داخلي سوف ينفجر في أي لحظة...
الذي يقهرني أن زوجي يريد الأطفال ويريد أن يتم حقن لسائله حتى يحصل على الأطفال دون أن يفكر حتى أن يتمم زواجي به... في بداية زواجي به كان على الأقل يقبلني بين حين وآخر ولكن منذ خمس سنوات كانت آخر قبله....
أشعر بالقهر عندما يطلب مني أن أنظف المنزل.......... أشعر بالقهر عندما يطلب مني أن أخفف وزني.... أشعر بالحزن عندما يتعرف على صديقة ويخرج لمقابلتها رغم أني أعرف أن علاقتهما لا تتعدى الصداقة النظيفة... ولكن أتمنى أن أستطيع أنا أيضا فعل الشيء نفسه... أشعر بالظلم عندما يصنفني بأني غير جميلة رغم أنني كنت في نظر كل من عرفتهم من قبل جميلة وجذابة......
في اللحظات التي أنسى هذا الموضوع أشعر أنني سعيدة معه وأعيش معه في سلام.... ولكن ما أن أحضر عرسا أو أرى عروسا أو حبيبين أشعر أن خنجرا ينغرس في قلبي... وأتمنى لهم أن يبارك الله لهما خوفا عليهما من أن أحسدهما دون أن أشعر لأني محرومة من الحب ومن الرجل ...
أعلم يقينا أنني سوف أعيش طوال عمري هكذا، ولكن أتمنى أن يدلني أحد على طريقة لزيادة قدرة التحمل... خاصة أنني أقول عنه كل الكلام الجميل والمنمق وأنه رجل نادر وعظيم لكل من حولي، لكي أستر على نفسي من جهة ولكي أعوض جزء من الحرمان من خلال الكذب من جهة أخرى ولكن هذا يزيد من عذابي...... أتمنى أن أسمع أكثر من رأي لأن الحيرة قتلتني ماذا أفعل؟؟
23/09/2005
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك على صفحة الاستشارات.... الواقع أنني أشعر أن مشكلتك هي أنك تعانين من مشاعر اكتئاب، ويمكن اتباع الخطوات التي ورد على الرابط التالي: حزن وكسل الحل: ض ح ن، ولكن يبدو أن لدى مجتمعاتنا نقص في الوعي الصحي والنفسي بدرجة كبيرة... تابعي ما تنشره د.هالة مصطفى ضمن المقالات وردها على مشكلات متعددة منها بعنوان: للتدريس في مناهج الظلم الزواجي.
وبعد... نحتاج إلى نضع أيدينا على المشكلة حتى نستطيع تحديد العلاج المناسب، فزوجك إما أنه ليس لديه رغبة أصلاً في النساء وأظن أن أي امرأة قادرة على اكتشاف هذا الأمر... أو أن لديه مشكلة جنسية نفسية قد ترجع إلى أسباب مختلفة، كأن يكون فشله هو جزء من فشله في حياته عامة!! أو إلى مرضه بشيء آخر... وحتى لا أطيل اقرئي: العنة : فشل استجابة العضو الذكري وذلك حتى تتسع رؤيتك للموضوع وأتناول في ردي زواية محددة.
تقولين أنه يرفض أن يعالج وهذا يعني أن لديه مرض أو مشكلة... وبما أنك أرسلت مشكلتك إلى موقعنا فهذا يشير أن تصورك لمشكلته على أنها نفسية وليست عضوية... ولنتحدث باعتبار أن الأمر كذلك... أحب أن أوضح لك مفاهيم هامة كثيراً ما تكون مغلوطة فنجاح أو فشل العلاقة بين أي زوجين سببه كل منهما وليس أحد هما فقط!! وهاهي بعض الأمثلة لأوضح لك كيف أن الفشل –عند أي منهما- مرده إلى الطرفين معاً:
هناك رجل يشعر بأن غير مرغوب فيه...والزوجة بالفعل لا تحبه
زوجة تقلل من شأن زوجها باستمرار... وهو بداخله إحساس بالنقص
زوجة تخاف من العلاقة الحميمة... والزوج لا يطمئنها بل يزيد من قلقها
وغيرها من أشكال العلاقات التي يتضح من خلالها أن كل طرف يعمل –شعوريا أو لا شعورياً- على تفاقمها، على العكس من هذه الصورة نجد:
زوجة تخاف من العلاقة الحميمة والزوج يطمئنها فتنجح العلاقة بعد عدة محاولات
زوج يشعر أنه غير محبوب وهي تعبر عن حبها ورغبتها فيه، فتنجح العلاقة حين يشعر أنها تحبه بالفعل
أردت أن أوضح لك أن لك دوراً فيما حدث ولا يزال يحدث إلى الآن... فهل صمتك هو نوع من الموافقة الداخلية على ما يحدث أو هو الخوف من العلاقة الحميمة؟ تقولين ليس لي أهل أين هم؟ كيف تزوجك؟ عادة ما يكثر الأهل من السؤال حول الحمل خاصة في السنوات الأولى... ألم تخبري أحد بالمشكلة وتطلبي النصح!! أتعجب من موقفك غير الواضح بالنسبة لي... لماذا بقيت صامتة عشر سنوات...؟ في رأيي إما انه نوع من الجهل.!! أو نتاج مشكلات قديمة –ربما في صغرك- لا تزال تؤثر على تفكيرك أو رغبة منك في أن تلعبي دور "الضحية"!! ضحية لزوج عاجز وظروف قاهرة أو تعيشي زوجة عذراء... وهذه الكلمة الأخيرة تحتاج إلى وقفة... اقرئي ما كتب حول:
نتاج التحرشات القديمة: متابعة وتساؤلات عن الغشاء
كابوس الغشاء : أمية الجسد والنساء
قصة للتدريس في مناهج الظلم الزواجي
يوميات الزوجة العذراء : تساؤلات وهواجس وكهرباء !
سيدتي إن إظهاره للاستهتار هو مجرد استهتار ظاهري أو شكلي ليخفي أمامك ما يطعن في رجولته، أو كنوع من الاعتراض على رؤيتك أنه مريض ويحتاج علاج!!... ومن المتوقع أن يظل يرفض. اسألي نفسك: ما هو دوري في المشكلة؟ وحين تفاتحينه في الموضوع كوني صريحة وأخبريه أن لك دور وأنك مستعدة للتغيير حتى تتحسن العلاقة، وأخبريه أن الجماع ليس هو الأساس ولكن تبادل المتعة الحسية من تلامس ومداعبة وأحضان يكفيك، وأن بدأ أي من هذه المتع لا يلزم أن يتبعه بالضرورة محاولة اتصال.
إن تكرار تبادل هذه المشاعر في جو من الاطمئنان المتبادل يؤدي إلى نمو هذه المشاعر ونمو تقبل كل منكما للآخر، مما يصل بكما إلى العلاقة الحميمة في المستقبل بإذن الله.
إن العلاقة الجنسية بين الزوجين هي عملية طبيعية لا تحتاج إلا إلى الرغبة في الطرف الآخر في جو آمن.
العلاج يتطلب زيارة منكما المتابعة مع معالج نفسي متخصص في العلاج الزواجي!! فالأمر يتطلب:
1)دافع ورغبة من الطرفين
2)اكتساب بعض المعلومات والوعي بها
3) إضافة إلى بذل الجهد...
ولكن حتى يمكننا الوصول إلى هذه النقطة سنبدأ بمحاولات عبر النت وإن كان لا يساعدنا هنا...المهم سأطلب منك بعض الواجبات، وهذه الواجبات تقدم على مراحل فحين تنجحين في أداء الواجب الأول سأخبرك بما هو مطلوب بعد ذلك... المهم أن تتابعينا... أو ما أطلبه منك الآن أن تقفي مع نفسك لتحددي هل لديك دافع حقيقي للخرج من المشكلة؟ أم أن الإحساس باليأس وصل لدرجة تقبلك للأمر؟؟؟ فإذا كنت مستسلمة عليك أن تبدئي بعلاج هذه النقطة قبل أي خطوة أخرى وأن تتأكدي من أن كل مشكلة ولها حل، وأن الله تعالى لا يكلفنا ما هو فوق طاقتنا... ولكن حبي نفسك وبيتك وأدخلي البهجة على حياتك... فهناك سيدات يقترحن تغيير نظام الشقة وهناك من يفضلن وضع زهور طبيعية... الخ، فتنظيفك لمنزلك هو لك أنت أولاً واهتمامك بشكل سيرضيك أنت وهذا هو المهم.
من ناحية أخرى ابدئي بتحسين العلاقة بينكما بشكل عام ، اهتمي به وابدئي بالأشياء التي يحبها فإذا كان يحب الخروج مثلاً أو الذهاب لمكان معين أو أكلة مفضلة أو أن تسرحي شعرك بطريقة معينة أو تلبسي لون ما... فافعلي هذا، إلى أن يشعر أنك لديك مشاعر إيجابية نحوه... كلما كانت هذه المشاعر حقيقية وكلما كان تقبلك له تقبل كامل كلما بادلك تلك المشاعر، وفي الخطوة التالية اختاري الوقت الذي تتبادلان فيه بعض المشاعر الحسية واطلبي المزيد كأن تطلبي أن يضمك إليه وعيشي تلك اللحظات الجميلة وعبري عن مشاعرك وأنه ما يعطيه لك هو شيء جميل، بمعنى أن تعبري عما بداخلك... ودعي الفرصة لتنمو هذه المشاعر دون تعجل.
وفقك الله لما يحب ويرضى