التردد
السلام عليكم، جزاكم الله خيرا على موقعكم الجميل وعلى ما تقدمونه لنا من نصائح.
والحقيقة أنا أكتب لكم بخصوص خوفي من تحمل المسؤولية...
فأنا أخاف أن أكون في المقدمة عادة في شغلي... أخاف أن أقول رأي لوحدي... دائما أحتاج من يساندني في موقفي... أجد نفسي عندما أتحدث في موضوع قد اتخذ رأي يرضي من يتحدث معي... وقد يكون هذا الرأي لا يتوافق تماما معي...... أخاف أن أغضب أحد... أخاف من النقد في عملي...
حدثت مشكلة مع زملائي في الشغل كل ما أتحدث مع أحدهم أجد أن في رأيه صواب، وعندما أتحدث مع الآخر أجد أنه أيضا صواب، لم أستطع أن أحدد موقفا ثابتا، ووجدت نفسي أقف كالمتفرجة، وكنت أبرر هذا الموقف لنفسي: أن رأيي قد يسبب طرد أحد زملائي وأنه من الخطأ أن يكون لي دخل في هذا القرار، رغم أنني كنت أرى بعض الأشياء التي لا أرضى عنها ولكن كنت لا أتكلم...
وحاليا تصرف في موضوع له علاقة بشغلي وقال رأيه، ورغم عدم موافقتي على هذا الرأي فأنا أخشى المواجهة، فهذا الشخص يدافع عن رأيه بالأدلة وهذا مالا أستطيع أن أفعله...
ورغم أن هذا الشخص يدفعني لأن يكون لي رأي الخاص في مواجهة الآخرين فهل سيتقبل مني رأي؟ فأنا أرى أن كل واحد يقول رأيه في ما يقوله بناءً على ما استفاده من موقفي...... فمن لم يتأثروا بموقفي وهو (عدم الكلام) اثنوا على موقفي... ومن رأى أني لم أقف جانبه اتهمني بضعف الشخصية ولفت الأنظار... ومن اثنوا على اتهموني عندما كان موقفي في غير صالحهم...
عندما أقع في مشكلة أقوم باستشارة من حولي أجدني أتاثر برأيهم، أنفذ ما يقولون...
أرجو أن أجد لديكم ما يساعدني...
30/09/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة
لم تحدثينا عن طفولتك؟، وعن الطريقة التي تربيتي بها؟، وعن تربيتك في أسرتك ومدى الحرية التي كانت تتيحها لك الأسرة؟.............
أما أنا فأرى أن تربيتك كانت أقرب إلى الحزم ودرأ الشبهات ولم تحتمل التفسيرات الداخلية لدى بعض أفرادها إن هم جانبهم الصواب في بعض المواقف أو هم أخطئوا من وجهة نظر رب الأسرة. ومن هنا يا عزيزتي أبدأ...
إن المشكلة الحقيقية تكمن في الطريقة الأولى التي عبرتي فيها عما ترين بصدق وعما ترتاح إليه نفسك، فان كنت واجهتي بعض اللوم أو كنت قد أنبك البعض على صراحة أبديتها في سنينك الأولى أيام كانت شخصيتك تتكون، فمن هنا يحدث الربط بين إبداء الرأي صراحة وبين غضب أحد الحضور لأن هذا الرأي سيخالف أحدهم لا محالة، وهذا الارتباط الشرطي غالبا ما يتدخل في تكوين شخصيتنا فنكره أمورا هي في قرارة جوهرها متعادلة التأثير لا تضر ولا تنفع ليس لشيء إلا لأن بعض المؤثرات المؤلمة قد تزامنت معها.
أعود إلى شخصيتك وأظنها من النوع المنظم الدقيق الذي يجدول الأمور ويحسب الحسابات قبل الهنا بألف سنة، هذه هي سمات الشخصية الموسوسة بالإضافة إلى التردد في حسم الأمور وهو الذي يؤلمك أكثر.
يا عزيزتي
يكفى مداراة وكفاك كبت لأرائك، فاني أشتم بين كلامك إحساسا يفيض ويكفي أن يشعر بالناس ويراعي مشاعرهم ولا يجرحهم إن أبدى ما يراه بصراحة. وإني أيضا أرى بين مفرداتك سلاسة في التعبير تصل إلى القلب قبل العقل وأظن هذه السلاسة تكفى أن تبلور رأيها وتصوغه في إطار مقبول من الناس.
إذن المشكلة هي مجرد ثقة بالنفس وكسر الارتباط الشرطي الذي حدث في أيام تكوين الشخصية، فقولي لنفسك ما الضرر إن أنا أبديت رأيي بشجاعة؟ وماذا سأكسب وماذا أنا بخاسرة؟.... تكسبين تفريغ كبت وتكسبين ثقة بالنفس وتكسبين أيضا تحقيق ذاتك ورسم كيانا لوجودك... ولكنك ستخسرين شخصا ولو لحين من الوقت لأنك قد قلت ما ليس يشتهيه.. وقد يعود إليه الصواب ويتفهم رأيك ويبصر الأمر بحيادية ويقدر موقفك وأنك قد قلت الحق... والا فبماذا يفيدك أن تكسبي شخصا يغالط نفسه ويريد الأمور مزيفة.
ومن هنا تبدئين ومن هنا تكسرين طوق الخوف الذي يلتف برقيتك ويحرمك كثيرا من إمكاناتك ويبخسك كثيرا من السعادة التي تنتظر عقلا وقلبا وإحساسا كالذين أنت بهم تتمتعين!
ثم تعالى، كيف يعيش مثلك بلا هواية، إن الأمر كله مجرد ميل ومزاج، كل الأمر أنك مشغولة بأمور تنحيك بعيدا عن اللهو إن كانت الهوايات محض لهو وترف. بيد أن من الهوايات ما هو إبداع وفن، واني أرى في سطورك أبجدية الأدب وأشعر أنك تميلين إلى فنونه لكن الأمر سيحتاج إلى إعادة حسبتك للطريقة التي تعيشين بها وتقضين أوقاتك.
مع تمنياتي بالسعادة
ويتبع>>>>> : اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية مشاركة