مش عارف
أنا شاب عاطفي من فئة خاصة حيث أن عاطفتي لا أستطيع أن أصرح بها أو بمعنى أصح أعيش في مرحلة الحب الصامت.
المشكلة تبدأ في تعلقي وحبي الشديد بفتاة من جنسية أجنبية كانت في زيارة لمصر من وقت قريب تعرفت عليها من خلال عملي وتطورت معرفتنا من الصداقة إلى الحب في الحقيقة أنا صرحت ليها بحبي ليها وهي اكتفت بإعجابها ليا وذلك نظرا لظروف المسافة الكبيرة ما بين بلدها وبلدي أخذنا في استمرار العلاقة عن طريق الرسايل عبر الانترنت والموبايل حوالي شهرين وكانت كل رسايلها تتضمن نفس المعنى أنها ترغب بالمجيء مرة أخرى إلى مصر أو أن أذهب إليها لكن المشكلة كانت في طريقة السفر إليها فالسفر يكلف الكثير من الأموال مع صعوبة أخذ التأشيرة.
من يومين تقريبا وصلتني رسالة منها كان محتواها صعب للغاية فأخبرتني أنها تعرفت على شاب وهي معجبة بيه وذلك بسبب بعدي عنها(تقصد بعد البلدان) وأخذت تخبرني بأنها لن تنساني يوما وأنها فعلا معجبة بي لكن بما يفيد كل هذا وأنا في مصر مكتوف الأيدي.
أرجو النظر إلى مشكلتي ليس بنظرة شاب يبحث عن طريقه للسفر إلى الخارج ولكن يبحث عن حبه الضائع.
أنتظر ردكم قبل الأقدام على أي خطوة أنوي بها تجاهها.
14/9/2005
رد المستشار
أهلا بك معنا وأشكرك على ثقتك في أرائنا
لست وحدك من لا يستطيع التعبير عن مشاعره فهناك كثيرون مثلك وهو ليس خللا أو عيبا شخصيا بل قصور فاضح للتربية القامعة التي تتجاهل المشاعر عموما سواء في التعبير عنها أو التنبيه لوجودها فلا تشعر بالغرابة.
يبدو أنك حديث عهد يا بني بمهنتك ولم يشتد عودك لتعلم أن الناس في الإجازات ليست هي ذات الناس في حياتها العادية فمعظم من يخرج في إجازة يسعى وراء التغيير والتجديد يسعى وراء الإثارة وبينما تكون الإثارة بالنسبة لي الذهاب إلى ساقية الصاوي وذلك لصعوبة الوصول إليه للسياح أمثالي تكون الإثارة بالنسبة للكثيرين الانغماس في مغامرة عاطفية, وكثيرا ما نقرأ ونسمع تحذيرات عن حب الإجازات فهو غير صادق ويقوم على شخصية غير حقيقية فمن تجده يتسكع في الإجازة يكون في حياته العادية مسرعا للحاق بالعمل ناسيا ربما إلقاء التحية.
أقرب شخص وأكثر شخص يسمعك بتفهم هو البارمان كما تظهره الأفلام إنسانا هادئا يعمل بصمت، ومستمع جيد لكل الهموم التي يتحرج الإنسان من البوح بها بعيدا عن عتمة البار وتأثير المشروب, ولا أعلم في الواقع مدى صدق هذه الصورة ولكنها الصورة النمطية التي تعرضها كل الأفلام لأصحاب هذه المهنة ونادرا ما يكون البارمان شرير بل يكون بهي الطلعة طيب المعشر أي مثلك مما قد يؤدي بالبعض إلى الخلط بين حقيقة الإنسان ومطالب المهنة خصوصا من كان في إجازة بعيدا عن بلده حيث تأخذ الأمور صورة مختلفة.
والحقيقة أن الفتاة كانت واضحة معك فبنما اندفعت أنت لتسمى مشاعرك حبا كانت هي ربما لفرق الخبرة أكثر حذرا حين عبرت فقط عن إعجابها بك, ونعم ستبقى في ذاكرتها جزء من إجازة حلوة قضتها في الشرق تعرفت فيها على وسيم أسمر, وستبقى هي في ذاكرتك قصة حب غير مكتمل!!!
وكما تعلم تنتهي الإجازات وتنتهي ما تتركه فينا من أحلام وأوهام حين نعود للحياة المعتادة فكان طبيعي أن تتعلق بمن هو مناسب حقا لظروفها وحياتها وأشكر لها أنها لم تنسحب من العلاقة دون شرح لك عن تغير موقفها.
لا أعرف ما الخطوات التي تفكر أنت في اتخاذها تجاهها ولكني أنصحك أن تضع الخبرة في حجمها الحقيقي بأنها دليل حي للحذر من اشتعال العواطف في الإجازات فهي وان كانت ممتعة إلا أنها سرعان ما تندحر أمام أشعة شمس الحياة الواقعية, كن أكثر حذرا في حياتك المقبلة من الانغماس مع زوار مكان عملك وتذكر أنهم هناك يسعون وراء التغيير.