الحياة مش حلوة، ولا عايزة أفهمها..!!
أه مش حلوة.. خالص!!
أعتذر لكن بداخلي شحنات كثيرة أخرجت بعضها عن طريق البكاء..
ولا أدري كيف أتخلص من الشحنات المتبقية..!!
أشكركم على موقعكم ولأنكم أنتم..مش أي حدا تاني، أنا بجد قرفانة حياتي مملة، رتيبة، روتينية، لا نسافر، أبدا منذ صغري لم نشم رائحة الطيارة، لا نخرج إلى فسحات عائلية ممتعة أهلي ما الهمش قرايب، ولا أصحاب، من الجامعة للبيت..ومن البيت للجامعة، وإذا خرجت، مش بنبسط أوي، نفسي أسافر أغير جو !!
نفسي أشعر بالحياة، بالجو الطليق، أنا مرحة جدا، ومحبوبة من الكل..
وليا صحبات كتار أوي، لكن برضو، حاسة أنو في هم كبير في قلبي ..
هم الروتين، اللي قاتلني، في البيت ملل، وفي الجامعة ملل..
وفي كل حتة، ما تقولوش أني أنا نظرتي كئيبة.. بالعكس، أنا اللي بحاول أخفف من اللي حولي..وباحاول أكون إيجابية،لكن، مهما حاولت، وحاولت واجهت الحقيقة، إن حياتي لا يوجد فيها تغيير، كنت طموحة، منطلقة، لدي أهداف ومشاريع، لكن بسبب عنصر الروتين.
خرب علي كل حاجة، مش قادرة أعمل حاجة، إمبارح نمت وأنا بعيط، الآن أبكي أيضا بالله عليكم..ماذا أفعل؟
أحوالنا المادية تعيسة، وبالتالي..لا نستطيع أن نسافر وأهلي بيتويين، يعني مش يحبوا الفسح، ولا حاجة، وأنا أعيش شخصية غيري، الحمد لله على نعم ربنا
أنا لا أقصد أن ألا أحمد ربي، لكن بجد،في أشياء حلوة بالدنيا لا أعرفها أشعر بالفضاوة، بالفراغ، باللاشيء، لا تقولوا املئي حياتك، فقد ملأتها كثيرا..
لكن بسبب الروتين المقرف،
لم أعد أحب أي شيء..!!
20/10/2005
رد المستشار
أهلاً بك يا أختنا الغالية, أم هل أقول: ابنتنا الحبيبة..؟
أوقعك قدرك –الذي تؤجرين عليه إن صبرت – تحت رحمة زحمة مشاغلي حين فرزت استشارتك لتكون من نصيبي.. فعذراً لتأخرنا عليك، ودعواتك لنا ليلهمنا الله عز وجل الصواب والسداد وليبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا وقوتنا..
ليست مشكلتك بالغريبة ولا بالنادرة, بل تكاد تكون شكوى عامة تجتاح معظم شبابنا نظراً لحالة الضياع التي يعانون منها.. لن أدخل دوامة تحليل أسباب هذه الحالة, فلا أجد جدوى من ذلك, بل سأدخل فيما أجد من ورائه طائلاً كبيراً وأجد فيه الحل لك ولشبابنا, وهو: كيف يمكننا مواجهة هذه الحال والتغلب عليها واستثمار إيجابياتها وتحويل سلبياتها إلى مكاسب ونقاط قوة.
ولكن , وقبل أن ابدأ, أريد أن اتفق معك على أمر مهم جدا إذا اتفقنا عليه كان لكلامي جدوى وألا .. فلا..
وهو: أن تغيير حياتك يبدأ منك أنت, وإذا كنت تعتقدين أن تغييرها سيأتي من تغير الظروف فأنت تنتظرين أن يتحول السراب إلى حقيقة، وكم سيطول انتظارك, لأنك تنتظرين تحقق المستحيل يا عزيزتي.
بل إن التغيير الصحيح لا يأتي طفرة واحدة بل يحتاج إلى الكثير من الجهد والصبر والثبات على العمل لتحصلي في النهاية على ثمرة مرضية نوعاً ما.. والتي ستكبر وتكبر إذا ما واصلت رعايتها لتصبح مرضية جدا.
من المهم جداً أن نتفق على هذا لأنني لمحت من كلامك أنك ترفضين التأقلم مع حياتك، وذلك من أول عبارة لك في هذه الرسالة وهي:
"الحياة مش حلوة..ولا عايزة أفهمها..!!"
إذا كنت لا تريدين أن تفهمي حياتك ولا أن تصنعيها بنفسك، إذاً سيذهب كل كلامي سدى , فأنا أستطيع أن أنير لك الطريق ولكنني عاجزة تماما عن إرغامك على السير فيه ! أليس كذلك ؟ : )
ثم هناك ناحية أخرى وهي أن الوقوف عند مرحلة إنكار الوضع القائم والتذمر منه دون الانتقال إلى المرحلة التي تليها منطقياً وهي مرحلة: بدء التغيير، هذا الوقوف أمر في منتهى الخطورة لأنه يجعل التذمر والشكوى والنقد هو ديدن الإنسان وشغله الشاغل، النقد إن لم يكن بناءً بأن يكون مرحلة تؤدي للتغيير فإنه يدمر العلاقات ويدمّر الحياة ويصبغها بالسواد والحزن وعدم الرضا، وهذه النفسية الساخطة وهذه الطريقة المتسخطة في التفكير والتقييم ستنسحب على كل شيء في حياتك حتى على علاقتك مع الله عز وجل، فتجدين نفسك بعيدة كل البعد عن الرضا بما قسمه لك , بل وساخطة على قضائه وقدره، والحديث يقول :" من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط"
لا أعتقد أنك تريدين أن تصل علاقتك بالله عز وجل إلى هذه الدرجة، فأنت تحبين الله عز وجل وتحمدينه على نعمه، أي تعرفين فضله ونعمه، ألست تقولين :" الحمد لله على نعم ربنا.. “ !
كأنني أراك الآن وقد أهمّتك كلماتي, فبدأت تعيدين حساباتك من جديد.. وأسأل الله تعالى أن يهديك – وإيانا جميعاً - إلى الطريق الصحيح الذي تنقذين به دنياك وآخرتك.. آمين .
ألا تعتقدين الآن أن حياتك تستحق محاولة الفهم ؟ فضلاً عن أن تستحق أن تعيشيها وتصنعي منها ما يسعدك في دنياك وأخراك ؟؟؟
ما يجعلني أجد أملاً كبيراً جداً من كلامي معك هو أنك تقولين :" أنا اللي بحاول اخفف من اللي حولي..وبحاول أكون إيجابية..
لكن..مهما حاولت.. وحاولت.. واجهت الحقيقة.. إن حياتي لا يوجد فيها تغيير..!! "
وهذا جهد مبارك بإذن الله, ليست المشكلة في أن حياتك غير قابلة للتغيير, بل المشكلة هي في أن الطريق التي سلكتها للتغيير ليست هي الطريق الصحيحة, وعليك إذاً المحاولة في اتجاه آخر, لا تسمحي لهذا الفشل – إن جاز أصلاً أن نسميه فشل – أن يدمر معنوياتك, بل انظري إلى الأمر من زواياه الإيجابية, فها أنت قد بذلت كل ما بوسعك لتغيري, ولم تحصلي على ما أردته, بل حصلت على أشياء أخرى : أولها ثواب الله عز وجل على جهدك المبارك بإذن الله, ثم ازددت وعياً بمشكلتك وبوضعك الراهن , ثم عرفت طريقاً لا يوصلك لما تريدين فستكون المحاولة التالية أسهل وأكثر دقة وصواباً بإذن الله .. ما رأيك ؟ ألست محقة في تعدادي لهذه المكاسب ؟
كل ما عليك أن تحذريه الآن هو تلك الخدعة الشيطانية التي يحاول الشيطان إيقاعك بها وهي : تقليل قيمة إنجازاتك في عينيك, وتزيين وإعلاء قيمة ما لم تستطيعي إنجازه . لأنك إن وقعت في هذا الفخ, فستفقد كل الإنجازات - حتى التي تريدينها منها – قيمتها في نظرك وهذا ما سيجعل ثقتك بنفسك تتدنى إلى الحضيض.
معك حق في هذا الملل الذي تعيشينه, فأنت لا تجدين جدوى من الدراسة ولا من لقاءك بأصدقائك ولا تحسين بفائدة اللهم إلا قضاء بعض الوقت في المزاح والضحك لكسر الروتين القاتل, هل هذا لأنك تفتقدين رسالة تسعين لها في الحياة وأهدافاً مرحلية تفضي بك في نهاية الأمر إلى تحقيق رسالتك تلك ؟
ليس هناك ما يشعل حماسنا الداخلي مثل أن يكون لنا شيء ما نطمح إلى تحقيقه, وأستطيع أن أستخلص لك حافزاً داخلياً من كلامك وشكواك بحد ذاتها, ألست تحسين بالملل ؟ ألست تريدين الخلاص من هذه الحياة الروتينية ؟
إذاً لم لا نتخذ من هذه الرغبة المشتعلة داخلك الآن حافزاً يدفعك للعمل على تحقيقه ؟؟ هل تريدين أن تبقي أسيرة ما أنت عليه الآن ؟
بالتأكيد لا, إذا هيا على طريق التغيير الذي وكما قلت قبل قليل يبدأ منك أنت لأن حياتنا هي من صنع أيدينا, فإما أن نتقدم ونمسك دفّة القيادة, وإما أن نقف متفرجين على من يقودها بدلاً منا.. ولكن ساعتها لا يكون للتذمر والشكوى أي فائدة.. هذا إذا كان من حقنا أن نشتكي أصلا.
الوضع المادي يلعب دوراً في حبس الإنسان في بوتقة واحدة, ولكن من رحمة الله أننا نعيش في بلاد يأتي الآخرون إليها ليسيحوا فيها لمكانتها التاريخية والدينية ولجمال طبيعتها, إذا لماذا لا نستغل هذه النقطة الإيجابية ؟ألا تستطيعين أن تتمتعي بجمال بلادك ؟؟
إن كانت أوضاعك المادية تمنعك حتى من هذا, فلا بأس, ولنحوّل هذا الذي تحبينه ولا تستطيعين تحقيقه الآن إلى هدف تسعين لتحقيقه في المستقبل بعد أن تتخرجي وتعملي بإذن الله، وعلى كل حال, أعتقد أن الله تعالى أرحم من أن يغلق في وجهك كل مجالات الخروج, ربما أنت التي لا ترين ما فتحه الله أمامك من فرص, فما رأيك أن تبدئي برؤية الأمور من جديد وكأنك ترينها لأول مرة , ربما استطعت بهذه الطريقة أن تري الفرص المتاحة أمامك والتي لم تلاحظيها قبل الآن , ولا أخفي عليك بأن تذمرك الشديد ومللك الرهيب من كل شيء في حياتك يعمي القلب والبصيرة فلا يعود المرء يرى حتى أوضح الأشياء أمامه .
تقولين: يعني الأمور المتوفرة لي لا تناسب شخصيتي..لأني أحب الخروجات، والسفر.وكدا، هناك حكمة مفيدة جداً وهي : إذا لم تعمل ما تحب, فأحب ما تعمل
لقد رأيت من كانت مثلك يا عزيزتي, تحب الخروجات والفسح, ولكن ظروفها تمنعها منها, ولكنها حوّلت هذه الفسح والخروجات إلى هدف وحققته فعلا
ثم إن كسر الروتين أمر مهم جدا وهذا ليعطي للحياة تجديداً مما يضفي عليها بهجة وحماساً, حتى أنه في رمضان, وحتى نشعر بأننا فعلنا شيئاً مختلف يجب أن نكسر الروتين العام الذي يفعله كل الناس, فنضع لكل رمضان خطة جديدة, تتضمن طبعاً الصيام والقيام والقرآن – ولا تنسي أن كل الناس تصوم وتقوم وتقرأ القرآن -, لكن لا بد أن يكون هناك تجديد في طريقة الأداء, فمرة تراويح في المسجد, ومرة في البيت على أن نقرأ بجزء فيكون تراويح بختمm, ومرة نعتكف ومرة، ومرة....وهكذا. الحل ميسر وسهل بإذن الله, وقد سبق الكثيرون على نفس الطريق الذي تسيرين فيه أنت الآن, وقد نجحوا في أن يصنعوا من حياتهم حياة ملؤها النشاط والعمل والتجديد, ولكن بعد ا، سلكوا الطريق الصحيح لتعديل أفكارهم وطريقة تعاملهم مع ظروفهم، وها قد حان دورك لتفعلي فعلهم, فتنجحي مثلهم بإذن الله وفقك الله وبارك بجهودك وألهمك الصواب والرشاد والسداد, وإيانا جميعاً، إنه سميع قريب مجيب، آمين..
ولا تنسينا من متابعاتك وصالح دعائك..
وهذه بعض الروابط لمشاكل مشابهة لمشكلتك..
زرع الفسيلة للتخلص من الاكتئاب
زرع الفسيلة...وفن الممكن مشاركة
أخرج من الأبواب .. أو اكسرها !
وحيد وميت .. هيا إلى الحياة
وحيد وميت .. هيا إلى الحياة- مشاركة
فقدان الطعم والمعنى جوهر الاكتئاب
لا أشعر بطعم السعادة .. تذوّقي جيداً !