الخوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أود أن أوجه رسالتي هذه للدكتور/ وائل أبو هندي في البداية دكتور وائل أود أن أشكرك على هذا الموقع المتميز وأود أن أشكر القائمين عليه، وأود أن أشكرك ثانيتا على كتابك الأكثر من رائع (الوسواس القهري) حيث أنه كان البذرة التي من خلالها بدأت مشوار العلاج وفهمي للطبيعة النفسية والمرض النفسي.
في البداية كنت أشك أن عندي مرض نفسي وتحديدا مرض الوسواس القهري، لما تحمله شخصيتي من أعراض وكانت هذه الأعراض منذ صغري وتحديدا 16 سنة وهي الخوف من لقاء إلا غراب والخوف من التعامل مع الأنثى مع أن هناك تناقضا كبيرا جدا وهو أني أعشق هذا الجنس مثل باقي الرجال بل وأكثر منهم .
ولا أنسى عزيزي الدكتور وائل أن أذكرك بما يحدث لي قبل لقاء الأغراب أو النساء من خوف وتفكير وتخطيط وأثناء لفائي بهم من خوف وجمود وعدم قدرة على التفكير ولا النطق بكلمة وبعد اللقاء تأنيب ولوم لنفسي وتحقير من شانها ولا أريد أن أنسى أن أعطيك خلفية عن الماضي حيث أني ولدت في بلد غير بلدي بين أبي وأمي ثم انتقلت تحت رعاية جدتي بعد ستة أشهر من ولادتي في مصر بدون وجود أبي وأمي. وكان المتحكم فيه هم أخوالي ذوي المعاملة الجافة والصلبة والتي تتسم بالعنف وانعدام الحنان حتى في وجود والداي حيث أن أبي ذا شخصية ضعيفة وأمي ليس لها قلب كباقي البشر بمعنى أنها غير حنونة علي حيث أني لم أذكر يوما أنها احتضنتني يوما.
زادت طبعا معاناتي وكان يؤلمني ضعف شخصيتي أمام أصحابي واستغلالهم لي وجعلي أضحوكة بينهم، قررت أن أذهب إلى طبيب ولكنه كان طبيبا فاشلا حيث أنه لم يكن هناك علاج سلوكي (معرفي) مثلما ذكرت في كتابك، حيث أني لم أشعر بالراحة النفسية معه لأنه ما استطاع أن يخرج ما بداخلي، ولكنه كتب لي على علاج وهو (ديبريبان وتوفرانيل) ودواء احتياطي في حالات القلق الشديدة وهو (ليكسوتانيل) أخذت الدواء لمدة سنة ولم أشعر بتحسن إلا بنسبة قليلة ناهيك عن نشفان الريق وقلبة المعدة التي تسببها الدواء ...........الخ.
ثم ذهبت لطبيب آخر ومن الواضح أني أخطأت في اختيار الطبيب مرة ثانية حيث أني قد تم إغرائي بالعيادة الفخمة والمكان الشيك والدكتور الشيك أيضا في التعامل، هذا الدكتور سمع مني قليلا أكثر من الطبيب الآخر..وأشعرني براحة ولكن ليست ما كنت أنشده، كتب لي على (سبرالكس) و(إندرال) ورغم ارتفاع سعر الدواء إلا أني كنت أقوم بشرائه وأحيانا كنت أحصل عليه مجانا من البلد الأخرى.
لم أتحسن قط من ناحية سلوكي كل ما تغير هو بعض الأفكار، وضعفت ذاكرتي جدا، حيث أني استطعت حفظ سورة البقرة في أسبوع ولم أنسها يوما إلى الآن.
استطعت أن أكون فكرة عن مرضي ومعاناتي وهو (الخوف) مرضي ليس وسواس ولا أي حاجة غير الخوف الذي يجلب بدوره عدم الثقة بالنفس وجمود الفكر وبالتالي جمود الجسد والكسل كره الحياة وأشياء لا حصر لها. والآن أنا أعمل في مكان العلاقة فيه هي أهم شيء وأرجو التأكيد أن هنا محور رسالتي، وهذا المكان ممتلئ بالناس ويجب أن أكون معهم كفرد في عائلة ولا أريد أن أظهر أمامهم مهزوزا أو غير طبيعي كما كان في سابق عهدي مع كل الناس (أنت عارف يا دكتور ده أكل عيش ولو ماكنتش كده مش هأنفع في الشغل) سؤالي هو:
1- هل يمكن أن يتحول شخص من جبان وخواف وبالتالي مهزوز وغير مرغوب فيه، إلى شخص جرئ ومقدام( عاوز أبقى جرئ).
2-هل يتجمد الفكر إذا كان الإنسان خائف . وشكرا دكتور وائل وأرجو الرد ..
28/10/2005
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك على صفحتنا وصلتني استشارتك أمس ويبدو أنه حدث خطأ أخر وصولها إلىً، الحمد لله أن قراءة الكتب تساعد على مزيد من الوعي النفسي والفهم للطبيعة الإنسانية...فهذا من ضمن أهداف تأليف الكتب، من الواضح أن لديك قدرة رائعة على الفهم والتحليل ساعدتك على فهم المعلومات الوفيرة الموجودة بكتاب "الوسواس القهري" كما أن لديك قدرة على الاستبطان (أي تأمل الذات) ثم الاستبصار (إدراك وفهم ما يحدث بداخلك) والوصول إلى فهم كبير لشخصيتك مع القدرة على تحديد مشكلتك الحقيقية... كل هذا أعطاني راحة نفسية وإحساس أنني أكتب لشخص له فكر متميز، إن عرض مشكلتك بطريقة المختصر المفيد مع ذكر التفاصيل الهامة كان أمرا في غاية الروعة... بارك الله فيك.
مشكلتك سيدي لها شقان الأول: الخوف حين تقترب من الناس، والثاني طبيعة عملك كمسئول خدمات الذي يتطلب القدرة على إقامة علاقات عامة مما زاد من مخاوفك وقلقك.
لنبدأ بالإجابة على سؤالك الأول... فأقول لك: نعم يمكن أن يكون الشخص أكثر جرأة ولكن هذا يتطلب وجود دافع ورغبة من داخلك في التغيير، وكذلك بذل الجهد... وأظن أن الدافع والرغبة موجودان بداخلك ذلك أنك ذهبت إلى أكثر من طبيب وقرأت وتواصلت مع موقعنا .... الخ كما بذلت الجهد وبقى أن توجه جهدك في الطريق السليم، والأمر يحتاج سيدي إلى بعض التدريبات العملية لتحسين قدرتك على إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، وقبل أن تبدأ التدريبات عليك أن تحدد المواقف الاجتماعية التي تسبب لك انزعاجاً ثم رتبها من الأسهل إلى الأصعب، وابدأ بالتدريب الأول، وسأذكر لك تدريبا على سبيل المثال حتى تتعرف على الطريقة:
*حدد اسم أحد المقربين منك وليكن شخص ممن ترتاح إليه
*حدد نشاطا معينا تقوم به معه (خروج/ أداء مهمة عمل/ زيارته لك/.........)
*اتصل به أو قابله وأخبره برغبتك في الخروج مثلاً
*إن لم يناسبه الزمان حدد وقتا آخر يناسبه، وكذلك الأمر بالنسبة للمكان
*اذهب في الموعد المحدد وقم بالنشاط الذي اتفقتما عليه
*شجع نفسك على نجاحك في الأداء وكافئها بالكلام (أنا قدها وقدود، يا سلام عليك يا فلان، مافيش مني اثنين.......)
*إن لم تنجح هذه المرة حاول مرة أخرى بهدوء وبساطة ولا تؤنب نفسك، فلا أحد يصل إلى النجاح إلا بعد أن يجرب الفشل، وكل ابن آدم خطّاء
أثناء هذا النشاط وغير مما هو أصعب يمكنك ممارسة تمارين الاسترخاء وأبسطها أن تسترخي على سرير لمدة نصف أو ثلث ساعة كل يوم وتتنفس بعمق وانتظام وتفكر في النشاط الذي ستقوم به... وكلما شعرت بالقلق عاود التنفس والاسترخاء، كما يمكنك أن تسترخي وأنت في الموقف المقلق أيضا، والاسترخاء مكتوب في الرد على مشكلة: خجلي أبعدني عن الناس!
كما يمكنك أن ترجع إلى مشكلة: صعوبة التعامل مع الآخرين: الأنموذج والعلاج فبه نقاط مفيدة وكذلك كيف أبني ثقتي بنفسي؟ وكذلك خبرة إحدى صديقات الصفحة حين كتبت مشاركة في الرهاب: عالجت نفسي بنفسي!
العلاج المعرفي يعتمد على تغيير الأفكار فحين تؤنب نفسك تشعر بمشاعر سيئة مما يعيق نجاحك، والعكس صحيح لذا فكر دوماً في إيجابياتك واكتبها على ورقة بخط جميل وعلقها بغرفتك واقرأها كل يوم ولا تنس أن تسجل نجاحاتك في التدريبات العملية، توقف عن لوم نفسك وتحقيرها... فقد عوملت بعنف وبلا حنان لفترات طويلة من عمرك ولا داعي أن تجلد نفسك أنت أيضاً... حب نفسك وكن طيباً في التعامل معها واعلم أنها تستحق الحب وبه ستنمو وتتطور.
من جانب آخر تذكر في أنه لا مشكلة من الإحساس ببعض التوتر وأنت مع الناس... فهذا سيقل بالتدريج، وهو أمر لا يلاحظ في العادة فتقبل بعض التوتر.كما أن الأدوية قد تكون عاملا مساعدا.. واقرأ مشكلة أضع نفسي تحت المنظار
أما سؤالك الثاني فأجيب عليه أنه بالفعل حين يشعر الإنسان بالخوف فإنه يفكر ويركز كل تفكيره على موقفه وشكله ورد فعل الإنسان له ولا يتيح لعقله فرصة كي يتعامل مع الموقف الأصلي كأن يجيب على الأسئلة الموجهة له أو يحكي أو أو... لذا ركز على من هم حولك وعلى الأحداث التي حولك وليس على نفسك حتى تستطيع التعامل مع الموقف بسهولة ويسر.
أخيراً سيفيدك أن تتابع برامج قناة سمارت واي خاصة برنامج "أطلق قدرات"،.. أنهي كلامي بأن لديّ تفاؤلا كبيرا أنك ستتحسن بشدة، واقرأ على موقعنا:
كيف أكسب الأصدقاء؟
خجلي أبعدني عن الناس!
الصمت = تواصل من نوع آخر
رهاب الإناث : الداء والدواء
تقدير الجنس الآخر , ليس أكبر المصائب !
الخجل من الجنس الآخر
رهاب الجنس الآخر
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.