ضحايا صامتات لنفسهن لائمات
أختي الحبيبة
لا أعلم لماذا تقع الفتيات الصغيرات دوما ضحية لتصرفات جسيمة يسميها البعض فيما بعد "لعب جنسي" بين الأطفال وكأنه شيء طبيعي.
لا إنه ليس طبيعيا وأعلم تماما ما تشعر به هذه الفتاة فأنا مررت بالكثير مما مرت به وأشعر بمعنى القهر وتحديد المصير.
أعلم أنه ليس ذبنها وليس ذنبي في هذا العمر المبكر، ولكن والحمد لله أني استطعت أن أوقف الأمور عند حدها عندما بدأت أفهم ما يحصل ولكن الضرر النفسي هو الأكبر.
للآن أعلم ما معني شعورها أنها مجرد آلة لإفراغ الكبت الجنسي لكل منحرف. وأنا إنسانة غير سوية وأعلم معنى القهر عندما يتقدم لك من تحبين ولكن ترفضينه أولا خوفا من الفضيحة وثانيا لأنك تشعرين في قرارة نفسك أنك صالحة لك وكأنك مدنسة غير صالحة لحياة عادية.
لو تكلمت الفتاة منا عشرات الأعوام لظل القهر والظلم في قلبها جبالا عارمة ولكن من يفهم ومن يصدق؟؟؟
22/10/2005
المشاركة الثانية من houssam
ضحايا صامتات لنفسهن لائمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ العزيز الدكتور وائل أبو هندي على رده الشافي على هذه المشكلة, وأريد فقط أن أشجع بدوري أختنا الكريمة حفظها الله على الزواج وقبول الخاطب الذي تقدم لها مادام على خلق ودين, وأن لا تهتم بالماضي فما حدث لا يعدو أن يكون تحرش على شكل لعب جنسي كما قال الدكتور, ولا أثر له على الإطلاق إن شاء الله على سلامتك العضوية بل ما يجب أن تهتمي به هو سلامتك النفسية حتى تستطيعي أن تكوني زوجة ناجحة في حياتك الزوجية والأسرية وأنت تستطيعين ذلك بفضل الله.
وحاولي قدر المستطاع أن لا تخبري هذا الشخص الذي سيصبح زوجك بإذن الله, بما حصل فأنت لست مطالبة بذلك والله ستارٌ يحب الستر, كما أنه ليس كل إنسان قد يتفهم الأمر, وإن تفهم الأمر قد يستغل الشيطان هذه الهواجس فيما بعد خاصة وأن المتحرشين بك من أقاربك مما يعني أن زوجك سيتعرف عليهم .
المهم أختي توكلي على الله واقبلي على الزواج من هذا الشخص, فالاستشارة قد قدمها لك الدكتور الفاضل بقي عليك أن تستخيري رب العالمين, وتستعيني به سبحانه.
أسأل الله أن يفرج همك وهم المسلمين ويوفقك إلى الزوج الصالح ويجعلك وإياه لبنة في بناء المجتمع الإسلامي الصالح .
وأرجو من أخي الدكتور وائل أبو هندي وفريقه أن يحرروا لنا مقال متخصص في معالجة الآثار النفسية للتحرش الجنسي على الفتيات وكيفية التخلص منها, لأنه في وقتنا الحالي كثير من الفتيات يتعرضن للتحرش وأن آثاره تمتد حتى إلى ما بعد الزواج لتحول البيوت حطاما بعد بناءها .
والسلام عليكم ورحمة الله.
25/10/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة الأخ العزيز، أهلا وسهلا بكما على مجانين وكل عام وأنتم طيبون فأنا أكتب لكم في الليلة الأخيرة من ليالي رمضان، وعسى ربي أن يجعل تعليقي على مشاركتيكما عملا صالحا، إنه أكرم الأكرمين.
حضرتك منفعلة جدا لأسباب لم تفصلي لنا فيها ولكنها تعني أنك تعرضت لعذابات التحرش الجنسي، ولذلك فأنت تتخذين موقف المتعاطفة مع بنات جنسها المسكينات، ونحن أيضًا متعاطفون مع الضحايا منهن، -فهناك جناة من البنات ومن النسوة يستغلون ضحايا من الأطفال الذكور، ربما بنسبة أقل في بلادنا ولكن ليست عندنا دراسات علمية أو أرقام تخمينية- المهم أن التعاطف لا يجب أن يدفعنا إلى إنكار حقائق، واللعب الجنسي بين الأطفال حقيقة، ويقتصر على فعل جنسي بين طفلٍ وطفلة أو بين مجموعة أطفال ليس بينهم أحدٌ مكلف شرعا، وهو يحدث حتى على مستوى القطط الصغيرة، ولا نحسب منطقيا أن له أضرارا نفسية إلا في حالات استثنائية كأن يحدث استخدام لأشياء كالأقلام أو غيرها بحيث يحدث فعلا وقوع للأذى سواء على الطفل أو الطفلة، وهذا أمر نادر الحدوث، وهو فعلا قد يترك أثرا نفسيا في هذه الحالة فقط، ولكنه يظل برغم ذلك لعبا جنسيا بين طفلين ليس فيهم جانٍ ولا مجني عليه واقرئي :
لعبة الأسرة : عروس وعريس على الطريقة الخليجية !
إذن أرفض منك أن تقولي: (تصرفات جسيمة يسميها البعض فيما بعد "لعب جنسي" بين الأطفال وكأنه شيء طبيعي، لا إنه ليس طبيعيا وأعلم تماما ما تشعر به هذه الفتاة فأنا مررت بالكثير مما مرت به وأشعر بمعنى القهر وتحديد المصير)، بل هو لعب طبيعي وأحيانا قد يفيد على المستوى النفسي رغم أنه قلة أدب، ولا يصح أن يحدث بين أطفال المسلمين، لكنه غير ضار وقد يفيد خاصة في زمن السيولة القيمية والجنسية التي نعيش، وأنا مصرٌ على ما أقول!
ثم أي قهر وأي تحديد مصير ذلك الذي يفرضه طفلٌ أو مجموعة أطفال على طفلة، إلا إن كنت تتكلمين من منطلق نسوي متطرف يرى في اللعب الجنسي مع طفلة أنثى ما يجعلها فيما بعد كيانا ممتعا للذكور دون وجه حق، لن أستطرد كثيرا.... في ذلك لأنني لا أحسبك أكثر من متطرفة الحكم بسبب انفعالك وتعاطفك، ولكن تذكري جيدا أن الفرق بين التحرش الجنسي والضرار النفسي الناتج عنه وبين اللعب الجنسي، كبير.
وأشكر الأخ حسام بارك الله فيه على إطرائه، كما أحييه على النقطة المهمة التي أشار إليها والمتعلقة بما يجبُ أن يقال لشريك الحياة عن ما تعرض له الطرف الآخر من تحرشات جنسية أو حتى غير ذلك من علاقة مع الجنس الآخر، والحقيقة أن كثيرات من الفتيات يقعن في ذلك الخطأ بعد أن يشعرن بالأمان في علاقتهن مع شريك الحياة وكثيرات يندمن على ما صرحن به في لحظات الصفاء رغم أن شيئا لا يجبرهن على ذكر ذلك الماضي، ونفس الكلام ينطبق على الذكور وإن كانت قصصهم غالبا ما تقال بغرض إظهار الخبرة وكأن الحرام لا يعيب الذكور مع الأسف، ولكن من شريكات الحياة من يصبح ذلك الإخبار من قبل الزوج عن علاقة قديمة له بأنثى بمثابة الهاجس والوسواس أو على الأقل فتيلا مغموسا للغيرة ينتظرُ موقفا يشعله.
وأما بخصوص ما طلبته يا حسام عن العلاج النفسي لحالات المتعرضات للتحرش وأعدك بذلك إن شاء الله، وأحيلك إلى ما كتبناه في بدايات مجانين ضمن مقالات متنوعة: الاستغلال الجنسي للطفلة، وأهلا وسهلا بك، وبأختنا المنفعلة، وبكل المشاركات وكل عام وأنتم طيبون.