نزاع مع نفسي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في البداية,أود أن أشكر جميع الأطباء القائمين على هذا الموقع وإن شاء الله يكون ذلك العمل في ميزان حسناتكم.. مشكلتي هي:
منذ ستة أشهر تقريبا قد تعرفت على فتاة محترمة ومؤدبة جدا ومتدينة وهي ذات شكل مقبول والمشكلة هي أن هذه الفتاة تحبني جدا وتحاول دائما إرضائي ولكن أنا لا أحس بحبي لها (أقصد بذلك أنى لا اشتاق مثلا لرؤيتها , ليست مثلا على بالى دائما, مثلا لا أشعر بأني سعيد جدا لحظة رؤيتها يعني(مش طاير من الفرحة إني شفتها) وهكذا...
وكذلك ينقص هذه الفتاة بعض الصفات لشكلها الخارجي حيث أني كنت واضع بعض الصفات للشكل الخارجي للفتاة التي كنت سأختارها أن تكون زوجة لي وذلك مع الصفات الأخرى مثل أدبها وأخلاقها وبقية الصفات...
كذلك أنا بالنسبة لي من الممكن أن أرى فتاتين لهما نفس الأخلاق الحميدة وغيرها من الصفات الداخلية ولكن أحس بأني منجذب لواحدة أكثر من الأخرى وذلك بمجرد رؤيتها (ليس أكثر)..ولكنى لا أحس بانجذابي للفتاة التي أحكي عنها..
كما أنني كان تخيلي للفتاة التي سأرتبط بها أني سأراها فأحس بانجذابي لها وبالتالي أفكر في ارتباطي بها..وهو عكس ما حدث.
كذلك كان ظهور هذه الفتاة في حياتي غير متوقع بالنسبة لي في هذا التوقيت حيث أنني طالب حديث التخرج ولم أعمل بعد وكان في مخيلتي أن أبدأ بحثي عن الفتاة التي أريدها وذلك بعد سنة أو أكثر من عملي لكي أكون (بدأت أقف على قدمي).. فكثيرا ما أقسو عليها..كثيرا ما أبين أني زعلان من أشياء لا تستحق الزعل..
ورغم كل هذا فإن حبها القوي لي يجعلها.تعود هي وتصالحني كما أنها تصبر على كل ما يصدر مني من غلظ..فهي حقا تتحمل الكثير وهي على استعداد بأن تتحمل أي شيء من أجلى وأن تقوم بعمل أي شيء أريده من أجل إسعادي .
أنا أعلم فعلا أنها تحبني لدرجة كبيرة جدا ومن أحد الأشياء التي تفعلها(أنها لا تنام ما دمت أنا مستيقظ، حتى أنه كان هناك فترة، كنت أسهر بها لمدة يومين متواصلين لعمل كنت أقوم به، ورغم طول الفترة تظل مستيقظة...رغم أنه يحدث في بعض الأحيان أن أنتهي مما كنت أقوم به وأذهب لأنام ولكن يكون لديها هي عمل يجعلها تظل مستيقظة..وحتى إذا حدث وكانت قد انتهت من عملها هذا الذي منعها من النوم وكنت أنا قد استيقظت فتصر على أن تظل مستيقظة رغم ما تحس به من تعب وإرهاق واحتياج شديد للراحة والنوم)...وغير ذلك من الأشياء، لدرجة أنه من كثرة ما وجدت من حبها لي وتسامحها (قلت لنفسي: ليتني رأيتها أولا وأحسست بانجذابي لها وأحببتها).
حقيقي أنا لا أعرف لماذا أقسو عليها هكذا؟؟
هل أن قلبي قاسي إلى هذه الدرجة، لدرجة أنه من الممكن كما يقسو عليها الآن أن يقسو على غيرها؟؟
أم أنني أفعل ذلك لعدم حدوث ما كنت أتوقع من مقابلتي لإنسانة أنجذب لها أول لحظة أراها فيها؟؟
هل أنا موهوم بذلك أنني لابد وأن أقابل إنسانة يعجبني شكلها الخارجي وأحس بانجذابي لها فيمكنني الارتباط بها؟؟ أم أنا محق بذلك؟؟أم أن الحب لا علاقة له بذلك وهو يأتي بعد الارتباط من خلال أشياء أخرى؟؟
لا أعرف... وأريد أن أعرف.. هل أرتبط بها لأنها تحبني كل هذا الحب وستستطيع إسعادي؟؟
هل سأكون سعيد عند ارتباطي بها؟ هل لو تركتها سأندم لأنني قد خسرت مثل هذا الحب؟
هل لو تركتها سأستطيع أن أجد إنسانة تحبني مثل هذا الحب وتقوم بعمل ما تفعله هذه الفتاة؟ أم أن أتركها هو ما يجب علىّ عمله؟؟
أنا قد صليت صلاه استخارة أكثر من مرة ولكن أحيانا الموضوع يسير وأحيان أخرى يتوقف...فلا أعرف!
في النهاية أريد أن أوضح أنني لست إنسان أناني (أريد كل شيء فيمن أريدها زوجة لي)...ولكنه قلبي!!! فماذا أفعل به!! حقيقة أنا متحير..وقد أتعبتها كثيرا(الفتاة), وهي لا تستحق هذا..وأريد أن أصل إلى القرار الأصوب إما: أن أتركها أو أن أرتبط بها.... مع العلم أنني إنسان متردد في اتخاذ قراراتي واختياراتي..
أرجو الرد على تساؤلاتي على قدر الإمكان......
ورجاء أريد رقم التليفون الخاص بالطبيب الفاضل الذي سيتكرم بالرد على هذه الرسالة..
11/11/2005
رد المستشار
الرسالة جاءتني غير كاملة ولكنني سوف أعلق على ما أتى.
صديقي
من الواضح أن لديك بعض المفاهيم والتوقعات الدارجة المعتادة الخاطئة عن الحب وأحاسيسه...
إن قسوتك الحقيقية هي الاستمرار في هذه العلاقة في حين أنك لا تحب هذه الفتاة التي تحبك وتضحي بالوقت والمجهود من أجلك وتحتمل تعسفاتك وتفعل ما بوسعها لإرضائك... وليس من الضروري أو من الواجب عليك أن تحبها ... إنك لا تقبل حبها، وليس في هذا عيب أو خطأ أو ذنب...ولكن الخطأ أن تعطيها انطباعا بأنك تريد الارتباط بها في حين أنك لا تريد ذلك.
من ناحية الحب وأحاسيسه، فأنت تتوقع توقعا خاطئا بأن شريكة حياتك الحقيقية سوف تعرفها عن طريق الإحساس بالشغف والنشوة وأحاسيس أخرى عندما تراها لأول مرة... إن الحب الحقيقي يتدرج ويتكون عبر إعجاب ومعرفة وممارسة حياتية ... إن ما تتحدث عنه في الإعجاب بالشكل
والانجذاب له هو شيء طبيعي... فمن الممكن أن تنجذب لواحدة دون الأخرى على مستوى الشكل فقط وأيضا من الممكن أن تنجذب على مستوى الشكل والشخصية، وهو الأفضل... من ناحية أخرى، فإنك تتحدث عن البحث عن فتاة بعد أن " تقف على رجليك" وهذا الأسلوب مناسب أكثر عند التفكير في شراء سيارة وليس في الحب والعلاقات الإنسانية.
عندما تحب امرأة أو فتاة فليس من الضروري أن "تطير من الفرحة" عند رؤيتها كعلامة على الحب... ولكن عندما تحب حقيقة فسوف تريد رؤياها ومقابلتها والتعامل معها وإمضاء الوقت
معها... وفي بعض اللحظات سوف تحس بأنك سعيد أو "طاير من الفرحة" لكونك معها وتتشوق للمقابلة القادمة وتشتاق لها وللتواصل معها... ولكن عندما يحدث هذا في بداية العلاقة فقط فهو ليس بحب حقيقي وإنما انجذاب وقتي وانفعال بحالة النشوة والحماس التي تصاحب شيء جديد واحتمالات جديدة تبشر بمتعة قادمة.
على أي حال، أعتقد أنه من الكياسة والحكمة أن تحدد ما تريد وأن تعي أن حالة الطيران التي تبحث عنها لا تأتى حقيقة بدون تنمية علاقة صداقة أولا...
الحب يا صديقي يحتاج إلى أربعة أشياء بالتبادل بين الطرفين وفي نمو مستمر: المعرفة، الاهتمام، الاحترام، والمسئولية... هذه الأربع تحتاج إلى وقت وخبرة وتجربة....
الحب يبنى ويقوى ويحرر الطرفين... وبناء عليه فهذه المسكينة تحاول شراء حبك بتضحياتها ولكني أشك أيضا في أنها تفهم معنى الحب حقيقة... لا أنت ولا هي تحبان أنفسكما وبالتالي من المستحيل أن تحبا آخرين.... فكر في الأمر، أنت أقرب شيء لنفسك فإن لم تحب نفسك فكيف تحب من هو أبعد؟
مارس الجوانب الأربعة من الحب مع نفسك أولا: اعرف نفسك، اهتم بنفسك وبأمورك، احترم
نفسك (عامل نفسك باحترام)، وكن مسئولا عن نفسك وتجاه نفسك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
**ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وصلت معظم إفادتك إلى الأستاذ علاء مرسي فيما عدا السطرين الأخيرين، ولذلك فإنني سأضيف لك رابطا عن التردد مع الروابط التالية المهمة في الموضوع:
عناصر الحب الناجح : إهدار فرصة الخطوبة ، م
العاطفة والعقل معا في سماء الحب
البراءة والحميمية : الحب الحقيقي
الفرق بين العشق والحب والإعجاب
شكل الحب وحقيقة الحب:
الترددُ في قرار الزواج !
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.