لا أعرف ما الحل..!؟
السلام عليكم ورحمة الله....
أود أن أعرض مشكلتي التي أتعبتني ولا أجد لها حل فأرجو المساعدة..
منذ ثلاث سنوات أعجبت يشاب في المنطقة التي أسكن بها وكان هو يعمل في مجال التجارة وكان له محل خاص به في المنطقة وكنت أبتاع منه الكثير من المشتريات لاحظت نظرات الإعجاب في عينه وأخذ يسألني عن أهلي وأين أسكن وكان يريد رؤية أمي ولكني لا أعلم سبب هذا وهو شاب متدين ومهذب لا يتكلم إلا وهو في حالة خجل شديد وكان يراقبني دائما وأنا ذاهبة إلي الجامعة..
وكنت أنا أراقبه من الشرفة وهو ذاهب إلى المسجد وأعجبت به حتى أحببته ولكنه في يوم كان يريد أن يقول شيء لكنه لم يتكلم وفي صباح اليوم التالي عرفت أنه أغلق المحل وذهب فعلمت ما كان يريد أن يقوله لي ولم يستطيع وساءت حالتي النفسية ورسبت هذه السنة في الجامعة وانقطعت أخباره عني وبعد سنة ونصف ظهر مرة أخري ورأيته أمامي ولكني لم أكلمه ولا كنت أريد أن يراني ولا أعلم لماذا لكني كان بداخلي إحساس مختلط ما بين الحزن والفرح ولا أعلم ماذا أفعل هل أكلمه أم لا..
لكني كنت التزمت أكثر وحيائي لم يعطيني الفرصة أن أكلمه وأيضا التزامي بديني واختفي مرة أخري ولكني جاهدت نفسي حتى لا تحزن لأنني كنت في فترة الامتحانات وكنت أريد النجاح فقررت أن أنساه تماما والتفت إلى مستقبلي ودراستي التي بدأت تتسرب من بين يدي وتمكنت من هذا ولكنه الآن ظهر مرة أخرى ولا أعلم ماذا حدث لي وأين القرار الذي كنت قد أخذته وأين العهد الذي أخذته على نفسي بعدم البكاء والحزن والتفات إلى دراستي لماذا لا يظهر إلا في أيام الامتحانات فهل هذه صدفة لا أعلم فكلما يظهر أكون في قترة الامتحانات لا أعرف ماذا أفعل وكيف أتخلص من حبه فأنا لا أعلم إلا اسمه وأنه غير مرتبط وهو لا يعلم حتى اسمي يعلم فقط مكان سكني ماذا أفعل فهو يؤثر على قراراتي في القبول من يتقدموا لي لأنني دائما أعقد مقارنة ويكون قراري لصالحه فلا أستطيع أن أكون مرتبطة بشخص وقلبي مع شخص آخر فأخلاقي لا تسمح لي بهذا وأنا لا أستطيع أن أعرف عنه أي شيء أو أن أوصل له أي مشاعر أو أن أعرف مشاعره ماذا أفعل أرجو مساعدتكم فهذا الموضوع بقدر ما هو بسيط ولكنه يؤرقني كثيرا وأعتذر لعدم ترتيب الكلام....
25/11/2005
رد المستشار
أهلاً بك يا أمة الله, وأهلاً بمشكلة صاحبة القلب النابض حباً وألماً، الحقيقة أنني تألمت حين قرأت استشارتك ليس لألمك وحزنك فقط, بل تألمت أكثر – وسامحيني إذا تجاوزت حدودي في الرد – لضعف نضجك وقلة خبرتك التي أوقعتك فيما وقعت فيه.. لماذا أقول أنك قليلة الخبرة ضعيفة النضج...؟
لأن كل ما بينك وبين هذا الشاب هو نظرات, فقط.. يا عزيزتي لقد أخطأت حين سمحت لخيالك أن يبني أحلامك على هذه النظرات التي فسّرها كما يحب ويرضى, فهذه النظرات لها عدة تفسيرات منها تفسير الإعجاب والحب, فلماذا اختار هذا التفسير دون غيره ؟لأنه يوافق رغباته, وأنا هنا لا أريد أن أؤثّم هذه الرغبات, بل هي فطرية تماما, ولكن ما أريد أن ألفت انتباهك إليه هو أن النفس قد سلكت طريقاً هشاً جدا لتلبية هذه الرغبات وهو الاعتماد على النظرات , والنظرات فقط، وتبع هذا التفسير تفكير في الحب واستعراض مميزات هذا الشاب من أنه يذهب للمسجد و ...و، فكان أن استمرت النظرات منه لك ومنك له..واستمر بالتالي تأجج الحب وازدياد اشتعاله في قلبك, ولا ندري شيئاً – حقيقياً بعيداً عن مستند النظرات - عن قلبه هو، أين القاعدة الثابتة في كل هذا ..؟؟ ثم أين الدليل العملي الحقيقي على صحة هذا التفسير ؟؟ لا شيء .
ليس هناك ما يمنع الشاب من أن يتقدم لك إذا كان قد عزم فعلا ًعلى ذلك, ولكن وبما انه لم يتقدم بشكل رسمي للزواج فهذا يعني أحد أمرين: أنه كان قد فكر فعلا في موضوع الزواج منك ثم تراجع, أو أنه كان عابثاً لاهياً منذ البداية, فكيف بالله عليك تفعلين بنفسك ما تفعلين ؟ وبناء على ماذا ؟
وما عقدك لهذه المقارنات بينه وبين الشبان المتقدمين للزواج منك إلا مقارنة جائرة في حق نفسك أولا, لأنك تقارنين واقعاً قائماً بسراب لا وجود له إلا في ..
كفاك عيشاً في الأوهام يا عزيزتي, هذه الأوهام التي قررت أن تحاربيها وتقفي في وجهها لتنقذي مستقبلك الدراسي بعد أن رأيت ما فعله جريك وراءها حين رسبت في امتحاناتك, ويا خوفي أن يتكرر الرسوب ولكن ليس في امتحانات الجامعة, بل في امتحان الزواج, وفي امتحان الحياة, بأن تنتظري سراباً ليصبح حقيقة, أو بأن تظلمي نفسك لصالح شاب لا تعرفين عنه شيئاً ولا أساس لعلاقتك معه سوى النظرات.
لا تلومي نفسك كثيراً, فأنت مثل كل الفتيات مرهفات الحس رقيقات المشاعر, وبالتالي سريعاً ما يقعن في الحب من أول نظرة, ولكن عليك وعلى كل فتياتنا أن يكنّ أكثر عقلانية وتماسكاً لئلا يدمرن مستقبلهن بأيديهن.
هل استطعت أن أزيح عن عينيك غشاوة الأحلام الوردية التي تمنعك من رؤية الحقائق والتفكير فيها بعقلانية ؟؟
أتمنى ذلك حقاً. ما العمل الآن لتستطيعي الصمود والخروج من الحالة النفسية التي أنت فيها سواء حالة الحب أو حالة الحزن التي تمنعك من دراستك والامتحانات على الأبواب.
أولا: تعالي نتفق على أمر مهم جدا, وهو أن ما أنت مقدمة عليه ليس سهلاً, فهو يحتاج منك إلى استنفار كل طاقاتك لتحقيقه, وما سننقذه جدير ببذل هذا الجهد, إنه مستقبلك, ومن قبله: أنت.
الأمر ليس سهلاً, ولكنه ليس مستحيل, أي أنه في مقدورك القيام به, ستجدين أصعب خطوة هي الخطوة الأولى, وكما يقول المثل: الضربة التي لا تقصم ظهرك تقوّيك, وها أنت مازلت هنا, إذا ستقوّيك هذه الضربة, وبما أن الله تعالى وضعك في هذه التجربة وهو سبحانه العليم بخلقه وبقدراتهم "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" فهو سبحانه وتعالى يعلم أنك قادرة على الخروج منها لأن الله "لا يكلف نفساً إلا وسعها".
اتفقنا ؟
فلنبدأ على بركة الله..
أولا: كل ما يؤجج في قلبك مشاعر الحب تجاه هذا الشاب من تصرفات وأفكار, تجب محاربتها حرباً لا هوادة فيها،.مثلاً: عليك أن توقفي مراقبة الشارع و"الرايح واللي جاي", أعرف أنك لا تراقبين بهذه الصورة, ولكن عليك أن تزيدي من تجاهلك لما ولمن في الشارع, وذلك بأن تلتزمي غض البصر تماما والنظر دوماً إلى الأرض التي تسيرين عليها, بهذه الطريقة لن تعرفي من مرّ إلى جانبك، ولا تقفي على نافذة بيتك لتري منها ماذا يدور في الشارع، امنعي نفسك ولو بالقوة.
ثانياً: عليك أن توقفي التفكير فيه, طبعاً لن تستطيعي ذلك من أول مرة, ولكن باتخاذك الخطوات الصحيحة ستتمكنين من ذلك في النهاية, وذلك بأنك كلما وجدت نفسك تفكرين فيه انتبهي وتعوذي بالله من الشيطان واصرفي تفكيرك إلى شيء آخر, ويعينك جداً على هذا:
1- العلاقة القوية بالله عز وجل بالدعاء وطلب المساعدة منه.
2- إياك والفراغ, لا بد من إشغال وقتك بالمفيد النافع بحيث لا تُبقي ذرة وقت دون أن تشحنيها بالمهام والأعمال, والحقيقة أننا جميعاً يجب أن نستغل أوقاتنا أقصى استغلال فما الوقت إلا العمر، وما العمر إلا ساعة توشك أن تنقضي، ورحم الله القائل: الإنسان في هدم عمره منذ أن ولدته أمه !!
قد تتساءلين بماذا أملأ وقتي..
3- دوائر: خيارات متعددة تدور في دوائر: العمل التطوعي, تنمية المواهب بأن تكتشفي مواهبك وتنميها بالدخول في دورات تهتم بذلك, تنمية الذات بأن تتعلمي مهارات حياتية جديدة ما عرفتها من قبل كمبادئ التحكم في الذات وأسرار التميز والنجاح, اكتساب وتعلم حرف مهنية إلى جانب دراستك الجامعية, كل هذا سينمّيك ويعطيك أبعاداً أرحب في التفكير, وسيعرّفك على الناس أكثر مما سيكون له أجمل الأثر بإذن الله على شخصيتك، والذي سيزيدك نضجاً وخبرة فتتلافين هذا الخلل الخطير في شخصيتك والذي أوقعك فيما أنت فيه..
ولا ننس الجانب الأهم والذي سيشحنك بالطاقة الروحية التي تمكنك من الاستمرار والثبات كلما عصفت بك رياح التقلّب، وهي: العبادات والأخلاق الحسنة والتي يأتي في مقدمتها بر الوالدين. ضعي لنفسك جداول زمنية للتقدم في كل مجال من المجالات التي ذكرتها لك وبحسب طاقاتك وقدراتك, على أن لا تحمّلي نفسك فوق قدرتك وعلى أن لا تتركي شيئاً من طاقاتك دون استغلال تام، ثم قيسي مدى التزامك بهذه الجداول ومدى تقدمك فيها، وحسني وطوّري وعدّلي, وبإذن الله وبعد عام من هذه التجربة ستكونين قد أصبحت أكثر قوة وثباتاً واتزاناً وستصنعين نجاحك الرائع في الحياة فيرضى الله عنك وترضين عن نفسك..
مشكلتك يا عزيزتي بقدر ما هي بسيطة, بقدر ما هي مدمرة إن استسلمت لها ولم تبذلي جهدك لتنقذي نفسك منها، فأعانك الله وأيدك وثبتك وحفظك وكتب لك النجاح في كل مساعيك، آمين..
ولا تنسي أن تتابعينا بجميل أخبارك......