غير قادرة على إسعاد زوجي والآخرين
الأخت/ لميــاء المحترمة
قلبي عندك فأنا أعرف ما تشتكين منه تمام فقد مرت ابنتي بمشكلة مماثلة.
أعتقد أن الحل يكمن في المصارحة بينك وبين زوجك. ويجب أن يقر كلاكما أولاً أنكما لازلتما صغاراً (في العشرينات) والأهم هو أنه لم يسبق لأي منكما الزواج من قبل لإكتساب الخبرة.
زوجك صغير السن ولا يكف عن المقارنة بينك وبين أمه وكيف هي ترعاه وتغدق عليه من حنانها وأنت في المقابل عجزت عن مواجهة مشكلة بسيطة بيت صغير (80متر) وطفلة وزوج بينما أمه تقوم على خدمة أسرة كبيرة دون كلل.
كل الأمهات على فكرة بيزودوا جرعة الحنان بعد أولادهم ما يتجوزوا كأنهم يريدون إشعار الأولاد .أو البنات علشان يحسسوهم إنهم هم الأصل وإن مش ممكن زوجاتهم أو أزواجهن هيكونوا أحن عليهم منهن (أي الأمهات).
ودائماً تلاقيهم واخدين صف أولادهم ولا يحاولن مساعدة الزوجات الصغيرات في بداية زواجهن بل يستمتعن كلما أخطأت الزوجة الصغيرةليثبتن نظريتهن حاجة غريبة فعلاً . وساعات تلاقي نفس الأم الناقدة لزوجة الإبن متحاملة على زوج إبنها (متهمة إياه بالغلو) لو تشدد في حقوقه كزوج أو تمادى في طلباته وإتهم زوجته الصغيرة بعدم الخبرة والضعف وقلة الحيلة.
ببساطة محدش فاهم إيه هو الزواج كل واحد عنده تصور لمفهوم الزواج ومنتظر من الطرف الآخر أن يلبي ويحقق أحلامه دون تنازل أو معاناة. الحياة مش كده أبداً لازم نحب بعض الأول ونخاف على بعض ونقدر المجهود إللي بيبذله الطرف الآخر مهما كان متواضعاً ..ولازم يحصل تنازل من الطرفين. مش معقول إني أتوقع أن تكون زوجتي بنفس عطاء أمي فالوضع مختلف. ثم عاوز أسأل هنا: كيف كانت أمي في بداية زواجها من أبي؟ أكيد كانت ضاربة لخمة هيا كمان .. ومحتاسة وبتغرق في شبر ميه.
لازم نحب بعض يا جماعة علشان نقدر نواجه الحياة وصعابها فالصعاب كتيرة ولسه إنتوا ما شوفتوش حاجة . نفسي أسأل الزوج سؤال يا ترى كنت هاتعمل إيه لو زوجتك هيا إللي كانت عيانة ؟ ومحتاجة حد يقعد يداويها، وينظف البيت، ويطبخ، ويرضع إبنكم كمان؟
عاوز أقول لكما والدتك أو أبوك لن يعيشا مدى العمر ولازم نتعلم إزاي نواجه مشاكلنا بنفسنا ونتكلم مع بعض ونزعل ونتصالح بس بحب أيوه حب الحب هو إللي هيخلينا نستحمل بعض وإحنا عيانين، وقرفانين، ومفلسين.
وأرجع وأقول إنتم لسه صغيرين وإتعلموا من دلوقتي إزاي تعاتبوا بعض بحب وحنان ومن غير شماته أو توبيخ أو معايرة فهذا يقتل الحب.
وربنا يهديكم
12/10/2005
رد المستشار
السلام عليكم
أهلا بك، لفت انتباهي عمرك تخيل أني أستخدم نفس الجواب كثييير!! في الطاعات إن شاء الله.
ومع أني أوافقك في تقديرك لعمرك إلا إني أخالفك بموقفك المتحامل على الأمهات أنا يا جماعة بحب الأمهات بأمانة مع أني لست أما(لنستبعد التحيز الشخصي) ونفسي حد يتبناني بعد والدتي (رحمة الله عليها) فالحياة بدون أم مجدبة، ففي رأيي أن الأمهات لا تزيد جرعة الحنان والرعاية بتعمد ولكن ما يحدث هو ارتقاء في نوعية الرعاية لانخفاض الوقت المسموح لها به, بمعنى أن ما كانت تنفقه من تعاطف واهتمام على ولدها أو أبنتها طول اليوم أو الأسبوع ستنفقه دفعة واحدة بتركيز عالي للجرعة في الساعة التي ترى فيها صغيرها المستقل حديثا أو عند لجوئه إليها فرفقا بالأمهات والحموات.
ولكني أحييك على رأيك بوجوب التعامل بحب وتفهم وتقدير وأنسخ كلماتك "لازم نحب بعض الأول ونخاف على بعض ونقدر المجهود إللي يبذله الطرف الآخر مهما كان متواضعاً ولازم يحصل تنازل من الطرفين" فهي تلخيص واقعي ومن الواضح نتيجة خبرة حياتية.
ما لم أقدر لشريكي عطاؤه سيتوقف عن محاولة إرضائي فالتقدير يجب أن يكون للجهد وليس للنتيجة, أما قضية المقارنة بين الوالدين وبين الشريك الجديد فهي بالتأكيد غير عادلة فالوالد بغض النظر عن جنسه يتمتع بكل تأكيد بخبرة أكبر بولده وما يرضيه وهذه نقطة تميز بالإضافة لما لديه من خبرة في التعامل مع المشكلات الحياتية وهو ما نسميه الحنكة ولا ننسى قضية التعود على تحمل المسئولية والموازنة بين الأدوار والتي هي جميعها أمور غائبة عن أي فتاة أو شاب في مقتبل حياته، ولكن هذا لا يعني القبول بالمستوى الحالي بل يجب أن يسعى كل طرف لأن يطور من نفسه ليستطيع القيام بما استجد في حياته من أدوار.
يحتاج المتزوجون وغير المتزوجين تعلم فنون التواصل والتعبير عن النفس وتقدير الآخر, ونحن نركز هنا على المتزوجين فقط بحكم الموضوع الأساسي للحديث، يزيد تقلبنا للنقد عندما يوجه بكلمات حانية ويصاحبه تقدير للجهد المبذول.
نعم وفق الله شباب المسلمين إلى تكوين لبنات صالحة نحتاجها بقدر حاجتهم الشخصية لها.
أهلا بك معنا وبمشاركاتك دائما.