العلاقة بين العاقدين...!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه في هذا الموقع، سؤالي هو عن العلاقة بين العاقدين...
كما نعلم فإن في بعض بلادنا الإسلامية يتاح للفتاة رؤية الخاطب مرات قليلة قبل العقد وحتى لا يتاح لها أكثر من مرة في كثير من الأحيان أو لا يتاح أبدا..لذا فإن السبيل للانجذاب العاطفي محدود جدا, وقد فهمت من كلامكم أنه يكفي القبول العاطفي عند الرؤية..
في حالتي, أنا لم تتطور مشاعري بشكل طبيعي بعد العقد, خاصة أنني وخطيبي نعيش في بلدين مختلفين، فلم أره إلا أسابيع معدودة في فترات متفرقة، فأنا مثلا لا أشتاق له، ولا أحس برغبة في رؤيته! في إحدى المرات التي أتيحت لي فيها رؤيته حاول خطيبي التقرب مني جسديا (ليس ما يذهب إليه الأزواج) ولم أرتح للوضع أبدا ولم أستمتع به..أحسست أنه أشبه بالعنف منه إلى التواصل بين المحبين..لا أخفيكم..فقد أحسست أنه يأخذ شيئا ليس له..لم يحتل مكانة في قلبي لدرجة تتيح له أن يفعل ما فعل..ولم يحترم رغبتي عندما قلت له أن يتوقف..إلى درجة أنه اتهمني بعد فترة بالبرود الجنسي والعاطفي..فهل هذا طبيعي؟ قرأتها في أكثر من موقع أن الحب يأتي بعد الزواج، لكن ماذا إن لم يأت أبدا؟
أنا أتمنى أن أحب خطيبي، لكن لا أدري لماذا لا أستطيع..
أنا أفكر كثيرا في الموضوع, ولم يعجبني اتهامه لي ,فهل لهذا أي دلالات؟
وما الحل برأيكم...؟
09/12/2005
رد المستشار
أهلاً بك يا "زينب"، بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير, وجعلكما قرة عين لبعضكما, وجعل بيتكما الوشيك قبلة للمؤمنين ومنارة للحائرين، آمين...
الحقيقة أن مشكلتك لست وحدك التي تعانين منها, فالأغلبية من فتياتنا الملتزمات المتدينات اللواتي يراعين شرع الله وأعراف المجتمع يعانين منها، وطبعاً ليس في شرع الله الحنيف ما يجعل الإنسان يعاني من مثل هذه الضغوط, بل إنه تفسير شرع الله بما يوافق أهواءنا لنقرّ عرفاً أو لنغيره، الحديث عن أسباب ما أنت فيه يطول ولن أفيض فيه فقد تناوله أساتذتنا بالتفصيل الكبير والشرح الجميل فارجعي إلى ما قالوه في هذه الروابط..
زوجة بلا إعداد جنسي ! ثم ماذا؟
البنات والعرقسوس!: البنات وعلاقتهن بالجنس
الجنس والعولمة: الحلال والحل
الرغبة الطبيعية وعقدة الجنس !
المخيلة الجنسية لفتاة عربية : فك الرموز
المخيلة الجنسية لفتاة عربية : كركبة !
المخيلة الجنسية لفتاة عربية : مشاركة!
المخيلة الجنسية لفتاة عربية، فك الرموز : مشاركة
وصايا ليلة البناء
الجنس وقرفه......والإفادة
مازال هناك من يسأل
بعض أسرار الرجال.. لا تخبري أخرى!
واقعنا الجنسي: قلق البهدلة المعرفية
الوصفة السحرية لتخطى الصعاب جسر المودة والتفاهم
البرود الجنسي في النساء
الجنس في حياة الفتاة العربية!
سيكولوجية الفتاة العربية
الجنس ومعناه الإنساني
الفتاة العربية.. ماذا تقرأ؟ ماذا تسمع؟ ماذا تشاهد؟ (1)
الفتاة العربية.. ماذا تقرأ؟ ماذا تسمع؟ ماذا تشاهد؟ (2)وأيضاً ارجعي إلى مقالات الدكتورة هالة على الموقع والتي ستعطيك ثقافة وتصورات جنسية صحيحة :
التربية الجنسية (2)
مرحلة البلوغ
المرحلة الثالثة: مرحلة البلوغ (2)
المرحلة (4) ( ما قبل الزواج ) الجزء الأول
قبل ليلة الزفاف (اللقاء الأول)
فن الإمتاع والاستمتاع .. فن الزواج والحب
ولا أدري إن كنت قد اشتركت في الدورة الالكترونية "أ.ب.فراش زوجية" على إسلام أون لاين, وإن لم تشتركي, فتابعي الدورة التي ستعرض للجميع والتي ستعقد مرة أخرى في بداية السنة الجديدة, وكل عام وأنت بخير.
بل يجب أن تحضري هذه الدورة أنت وزوجك أيضاً, لأنه لا يكفي أن تعرفي أنت ما يجب أن تعرفيه لتتحسن حياتك, فهذه الدورة بمثابة العلاج المعرفي الذي يجب أن يتلقاه كل من اختلت المفاهيم في رأسه, وشبابنا وبناتنا في هذا سواء.
الآن, وبعد كل ما قرأته, أعتقد أن العقد بدأت تنحل شيئاً فشيئاً, لأن تصوراتك السابقة الخاطئة عن الجنس وعن العلاقة الزوجية قد بدأت تعتدل. والحمد لله.
نأتي إلى أسئلتك :
1- اتهمني بعد فترة بالبرود الجنسي والعاطفي..فهل هذا طبيعي؟
نعم طبيعي, ليس الطبيعي أن تكوني باردة, فالبرود بحد ذاته أمر غير طبيعي يجب معالجته, ولكنه في ظل تنشئتنا للفتاة بهذه الطريقة التي تؤثّم وتدنس الجنس أمر طبيعي.
وهو ليس محقاً طبعاً في اتهامه لك بالبرود, فهو لا يعرف ولا يقدّر التنشئة التي نشأتها والتي صاغت وعيك وموقفك من الجنس بهذه الطريقة, ففسّر رد فعلك على أنه برود جنسي.
2- قرأتها في أكثر من موقع أن الحب يأتي بعد الزواج، لكن ماذا إن لم يأت أبدا؟
الحب يا عزيزتي لا يأتي من فراغ, بل يحتاج إلى رعاية لينمو ويكبر, فبذوره موجودة في قلب كل منكما للآخر, إذ تكفّل الله تعالى برميها, أليس هو القائل "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "؟
الحب موجود, ولكنه يحتاج إلى الهواء النقي ليتنفس, والتربة والماء الطهورين ليتغذى, والشمس ليكبر ويترعرع ويخضر ويورق، وهواء الحب هو أجواء الاحترام والتقدير, وتربته وماؤه: المعاملة الجيدة وكلمات الشكر والتشجيع والدعم المعنوي والتجاوز عن الزلات والهفوات, وشمسه: الاجتماع على طاعة الله.
بهذه الطريقة سيزداد حبك وينمو ويترعرع كلما ازدادت تقدم زواجكما في العمر.
3- أنا أتمنى أن أحب خطيبي، لكن لا أدري لماذا لا أستطيع..
يحول دون حبك لخطيبك إحساسك بأنه يأخذ شيئاً ليس له كما سبق وذكرت, والخطأ هنا ليس في أنه أراد أن يتقرب منك جسدياً, بل الخطأ هو في رد فعلك واعتبار أنه يأخذ شيئاً ليس من حقه فبدلاً من تتجاوبي معه اتخذت موقف الدفاع عن النفس، كما لو كنت في معركة !! ثم لم يقدّر هو حالتك ربما لأنه لا يعرف كيف يكون موقف بناتنا من الجنس, وبالتالي لم يتراجع حين طلبت منه التراجع وهذا يا عزيزتي ما ولّد في قلبك نفوراً منه لأنه لم يراع رغبتك ولم يلبها، وربما كان تصرفه هذا من منطلق بأن الفتاة التي لا تتقبل الجنس بسهولة فلا يمكن تعويدها عليه إلا بالقوة, وإلا فقد يقع كغيره فريسة خوفها فيقضي سنوات بعد الزفاف وهو صابر ينتظر أن يزول خوفها الذي يتعاظم، كما رأينا من حالات حقيقية مثل هذه الحالة
لا بأس, فلنتجاوز ما حدث ولنبدأ من جديد في بناء علاقة سليمة يعرف كل منكما ما له كما يعرف ما عليه , علاقة ملؤها الود والرحمة والاحترام المتبادل ..
4- أنا أفكر كثيرا في الموضوع, ولم يعجبني اتهامه لي, فهل لهذا أي دلالات؟
لا تفكري, ولا تعطي الأمر أكبر من حجمه, فغريمك الحقيقي هو جهلك الجنسي الذي تربيت عليه – مش بشتمك والله فهذا حالنا جميعاً في مجتمعاتنا– وهو من يجب أن توجهي طاقاتك للتخلص منه, لا خطيبك الذي كان تصرفه عادي جداً إذا نظرنا إلى مبرراته ومنطلقاته.
تقربه الجسدي منك وأنتما في مرحلة عد القران صحيح عادةً في كثير من مجتمعاتنا, ولكن إلى حد طبعاً, فلا يُسمح عرفاً أن تتجاوزا كل الحدود وتتصرفا كما لو كنتما زوجين في بيتهما, ولكن في نفس الوقت من المطلوب بعض التقارب الجسدي الذي يزيل رهبة الجنس المعششة في قلوب المتدينات من بنات حواء.
لا تقلقي فما دمت متسلحة بالمودة والرحمة وبالرغبة في إرضاء الله, فإنك في البداية ستشعرين أنك كما لو كنت تقترفين إثماً, ولكن مع الصبر والثبات سيلقي الله عز وجل السعادة في قلبك، فأنت تفعلين ما لا تريدين من أجل إرضاء زوجك لإرضاء ربك, وبالتالي من المحال على البر الرحيم أن يتركك تتألمين وتمارسين وأنت منزعجة, بل سيتحول الأمر إلى سعادة وسترين، فقط اسلكي الطريق الصحيح الموصل إليها.
5- وما الحل برأيكم؟
سأوجز لك الحل يا عزيزتي في نقاط محددة:
1- محاربة هذا الجهل الجنسي وتعلم أصول الزوجية, ولهذا طريقه المعروف والميسر والحمد لله.
2- عدم اليأس من النجاح مهما بدا هذا النجاح بعيداً وصعباً, فالحياة الأسرية الهادئة والتي ملؤها المودة والرحمة تستحق هذا العناء.
3- ما يعينك على الثبات على طريق التغيير الشحنات الإيمانية القوية التي يجب أن تشحني بها نفسك باستمرار, والتي يأتي في مقدمتها: الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يعينك ويثبتك ويقوّيك وخصوصاً الدعاء بهذه الآية "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً", بالإضافة إلى أنواع العبادات الأخرى من صلاة وتلاوة لآيات القرآن وفهمها وحضور مجالس العلم والوعظ التي لها قدرة كبيرة على التذكير بالله ولمدة طويلة نسبياً.إذا نفذت هذه الخطوات أنت وخطيبك فستكون نقلة نوعية وكبيرة في حياتكما المباركة إن شاء ....
ومرة أخرى : بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير ..
أستودعك الله, ولا تنسينا من طيب أخبارك....