والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد المستشار
صديقنا الفاضل.. "حازم"
جزاك الله خيرًا على إفادتك، التي نتمنى أن تقرأها الصديقة صاحبة المشكلة الأصلية، فإنه وللأسف كما قلت في مجتمعها.. قد وضعت العادات في إطار من الشرع وكأنها بحد ذاتها أصبحت شرعًا مقررًا بالرغم من مخالفتها للدين والفطرة في مواطن أكثر..
عندما لا يحكم الحق في أي أمر من الأمور، وتطغى المصالح ونزعات الأهواء، ويرتشي حتى أصحاب القضاء وأهل القانون.. فلا تعجب من أن تجد فسادًا مجتمعيًا لأحد له إلا أن يبدأ كلٌ منا بنفسه ثم بمن حوله، ولو أصبح كل مسلم نواة خير لما قامت للشر قائمة..
وفي تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير، يفسر بالحكمة والرفق الذي ما وضع في شيء إلا زانه كما قال عليه السلام..
المرأة "إن أنت رفقت بها" ماديًا ونفسيًا، فليس الرفق أن تضعها في قصر ولديها ألف من الخدم وأنت تكسر قلبها كل يوم.. كما أنه ليس من الرفق أن تحملها من الأعباء ما لا تطيق فتكسرها أيضًا..
وفي ذات المعنى إن قسوت عليها سواء كانت القسوة بالضرب والإيذاء البدني أو النفسي حتى إن كان بغطاء لطيف..
وهو ذات التعامل الذي يجب على المرأة أيضًا أن تتعامل به، وأن يكون دأبنا في كل حياتنا، وصدق عليه السلام حين قال "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فلو عاملنا الناس كما نحب حقًا أن يعاملونا، لو وضع كل ظالم نفسه في مكان زائل الجبروت لما تجبر.. والأيام دول.. وكم رأينا من ضعيف نصره الله ومن جبار ذل..
قهر المرأة في المجتمع الخليجي بالذات لم يعد قنبلة موقوتة، بل هو غاز سام يتسرب بشراسة.. ويكاد أن يكون المجتمع قد قسم إلى نصفين تمهيدًا للثورة على كل شيء من قبل النساء.. الثورة على العادات والتقاليد والرجال والسلطة.. والثورة على الدين الذي لم يُعلم بطريقة صحيحة، والذي أصبح سواد المجتمع ينسلخ من كل مظاهره بطريقة سافرة.. ولم يعد يجدي الحديث من أبراج عاجية.. وإنما "مخاطبة الناس على قدر عقولهم" والاقتراب من همومهم الحياتية والبعد عن تقسيم المجتمع إلى أحزاب وتشويه صورة الدين في وسط ذلك هو ما يجب التنبه له، وكما أسلفنا.. بداية تغيير كل إنسان من نفسه، ثم لاتساع دائرته..
وأبسط ما يقال عن الحياة الغربية، أو القوانين الغربية، أن قانوننا قد وضعه من خلقهم، فلا يستبدل الأدنى بالذي هو خير إلا جاهل أو غير عاقل.. وليس لنا أن نتهم الإسلام بالنقص ولا أن ننقد منهجه مادمنا لم نتمسك به ولم نتعلمه ولم نعمل به، وآفة العامة هي عدم الرجوع إلى المصادر الأصلية، وإنما أخذ الدين كموروث شعبي من الجيران أو الأهل.. ثم انتقاد ما يرونه غير مناسب من هذه "السواليف"..
نسأل الله لنا ولأمتنا الهداية والتوفيق، وجزاك الله خيرًا على مشاركتك النافعة، ونرجو أن تشاركنا دومًا وأهلا بك.