هل أنا خطأ ؟ نعم ..أحياناً متابعة....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
في البداية أقول كل عام وانتم جميعا بخير بمناسبة شهر رمضان المعظم أكرمنا الله جميعا بالعتق فيه إن شاء الله. ثانيا إلى الدكتورة العزيزة د/لمى. لم أزعل من التأخر فقد كنت أولا أود التحدث فضفضة وثانيا كل واحد منا لديه ظروف لا يعلمها إلا الله وهو ويجب أن نقدر غيرنا حتى يقدرنا غيرنا. اشكر لك وبشده ردك على الرسالة ولكن لي بعض التعليقات أردت أن أشرك حضرتك معي فيها.
أولا الحمد لله أنا اتبع أسلوبي في حل مشكلاتي مع الآخرين معي الآن أنجح أحيانا وأفشل مرات أخرى لكن المحاولات مفيدة فهي لن تضر. صدقيني لو قلت لك أنى كدت أبكى عندما قرأت ما كتبته أنا بيدي ولكني أحاول التغلب على ذلك وأعتقد أني أفضل قليلا من السابق على الأقل الآن. عندما ذكرت حضرتك أنك تلومينني على أني انفردت مع هذا الشخص في حوار خاص، أقسم بالله العظيم أنى لم أتحدث معه على انفراد مثلا أو في معزل أو في حوار شخصي عميق أو هكذا فالذي انتقده في غيري الأولى ألا أقوم أنا به فهي أيضا تندرج تحت ما يكسر ثقة الأهل والله والنفس ولكن الحوار يكون في وجود الزملاء يمكن ألا يسمعوه ولكن ليس همسا ولكن الجميع يعلم ويرى وأنا أود أن أوضح أنه إذا صدرت من شخص نظره شك ولو صغيره لي يمكن أن تقتلني في لحظتها ولا أتحملها فلن أضع نفسي موضع شك لأي شخص ومع أي شخص مهما كان فهذه أساسيات لدى.
عندما يتعامل مع زملاء وخاصة بالطبع الشباب والرجال أتعامل بكل حب واحترام ولكن هناك حدود تعتبر خط احمر غير مسموح في الاقتراب منها وهذا ما يحترمه الجميع فيا بل ويشجعوه أيضا.
بالنسبة لرأيك أنها أول اختبار لي في الحياة فانا لا أستطيع الحكم بدقه عليه فلهذا تحدثت لأعلم أين أنا ولكن أحب أن أزيد توضيحا أننا لم نكن العائلة التي مرت بهم الدنيا بدون أزمات ولا أقول عثرات ولكن يمكن لما مر بنا أن يكون بالفعل ساعد في تربيتنا لذلك فهذا لا يعتبر أول محك لي بالحياة بل اعرفها على الأقل بما مررنا به ولكن هذه أول مرور لي في عالم المشاعر لأني وأقولها بصراحة لم أكن أعترف بأي حب قبل الارتباط قد أكون صح قد أكون خطأ. وأنا لست بالرومانسية الباحثة عن الحب ولكنه إحساس شعرت به بل ولم أكن البادئة يمكن أن أكون لم أستطيع أن أوضح كلامي أكثر في رسالتي السابقة لكنه لم يكن شعور وددت أن أعيش فيه وأصدقه بل حاولت الخروج منه كثيرا.
في الرد على رسالتي ركزت الإجابة على تلك المشكلة وأنا في الحقيقة اعتبرها سبب ولكن ليست كل الأخطاء مني فلم أوضح. مشكلتي أيضا في آخى الذي بدا يبتعد عنى شيئا فشيئا وجاء ذلك في نفس الوقت تقريبا فلقد بدا ينشغل بأصدقاء جدد له وفى نفس الوقت بدأ يزيد في الالتزام حتى التزمت وبدأ يحدث صدام بيننا في بعض الأفكار ولم يتقبل فكرة الخلاف والجدل فبدأ يبتعد وأنا أشعر أني أصبح وحيدة والصديقات تفرقن لظروف الحياة الطبيعية المختلفة ولظروف أخرى وجدت بين مجتمع آخر ارفض أن أتعامل مع من فيه لان طباعهم مخالفه لي قد تصل للنقيض وعندما بدأت التعامل مع بعضهم لن أقول صدمت بل أصابني الكثير منهم فرفضت التعرف على الجميع أتعامل بكل ود وحب معهم لكن ارفض الاندماج حتى لا اصل أن أكون مثلهم يوما ما أو فقدت الثقة في التعامل معهم. لست بالشخصية الضعيفة سهلة الانقياد أو سهل اللعب بها ولكني كما قلت سابقا أحب أن أتعامل بوجه واحد لا أستطيع التعامل بوجه بشوش وأنا أعلم جيدا أن من أمامي مخادع أو كاذب.
أما بالنسبة للتسامح فانا كما قلت من الشخصيات العصبية في الأساس أحاول أن أمرن نفسي على الصبر والتحكم في الأعصاب منذ 5 سنوات واعتقد أني نجحت ولو بنسبة 75% والآن مثلا عندما أزعل من شخص قريب منى إذا كان السبب بسيط أتناساه فمشكلتي أني لا أنسى أبدا أحداث حياتي مهما صغرت أو مر زمن،لا استرجع السيئ في خلاف مطلقا ولو في نفسي. أما إذا السبب مؤلم بدون قصد ابتعد حتى اهدأ أنا وأصالح نفسي إذا كان فتح الموضوع يزيد الزعل ولا أعود للتعامل إلا بعد أن أعود صافيه حتى لا أكون مخادعه. اكبر من ذلك إما أن أتناساه أيضا أو أتعامل معه بما ينهيه حسب الشخصية أيضا. ولكن صبري هذا الذي أتعلمه قد يضغط عليا أنا من داخلي فيساعد مع كل ما ذكرت على زيادة الألم والحزن داخلي والآن لم اعد أتحدث مع احد عنى سابقا كنت افعل أما الآن فارفض حتى مع نفسي . كل هذا حدث معي في فتره تقريبا واحده وأصارع حتى لا يشعر أحد ولكن قد تفلت منى لمحات على وجهي تظهر ولو قليلا واجتهد لألا أظهرها أيضا.
أرجو أن أكون قد أفلحت في تفسير بعض النقاط التي قصرت فيها وفي توضيحها المرة السابقة. ولكن لي سؤال مع أني أعرف كل الأسباب تقريبا إلا أني ما أزال أعانى هل أنا في حاجة لمساعده خارجية؟ سوف اذكر لحضرتك حلم غريب لي أتمنى أن أجده الآن أتمنى أن أجلس مع شخص أكون أنا الفرد الصامت وهو المتكلم يحدثني عنى وعما بداخلي وعما ارفض الحديث عنه مع حالي يتكلم بلساني وعقلي دون أن أتكلم يجبرني على سماعي وسماع ما بداخلي ولكن أكون أنا الفرد الصامت. وشكرا على ردودكم وسوف أتابع معكم دائما إن شاء الله فمنذ عرفتكم لم أتوقف عن موقعكم أبدا بارك الله فيكم ولكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
15/10/2005
رد المستشار
أهلا بك ثانية يا "ريم" وشكراً على هذه التهنئة برمضان الخير, وأنا أهنئك بدوري بالعيدين, أعاده الله علينا هو ورمضانه أزمنة عديدة وتقبله منا جميعاً بأحسن ما يتقبله من عباده الصالحين.
وشكراً لأنك قدّرت ظروفي التي أسأل الله أن لا تتكرر بهذا الشكل الذي يجعلني مقصرة مع مجانين آمين..
نأتي إلى نقاط متابعتك..
اعذريني, يبدو أنني أسأت الفهم وحسبت أنك تكلمت معه بشكل خاص, شكراً لهذا التوضيح....
وبارك الله لك التزامك بمبادئ دينك إرضاءً لربك وتقبل منك..
مؤكد أنه ليست هناك بيئة ولا أسرة خالية من المشاكل, ولكن هناك نوعية من المشاكل لا تُخرج بيئتها عن أن تكون البيئة المثالية, والحمد لله كانت أسرتك من هذا النوع, فمثلاً لم تتعرضي أنت وأخيك لما يدمّر نفسيتيكما في الصغر من اضطهاد عاطفي أو جسدي أو جنسي فيؤدي بكما للوقوع فريسة الاضطرابات والمشاكل النفسية, طبيعي أن تحدث بعض المشاكل المتناثرة على مدى سنوات الطفولة بين الطفل ووالديه وبين الطفل وإخوته, ولكن حسب ما فهمته من رسالتك الأولى فإن مشاكل أسرتك كانت من النوع الخفيف جدا والذي كما قلت لك لا لا تُخرج بيئتك عن أن تكون البيئة المثالية وكما قلت في متابعتك, فأنت وعيت الحياة على قدر مشاكل بيئتك, أما تلك المشاكل التي تهز الإنسان من أعماقه فلم تحدث ولله الحمد في الطفولة, لم تحدث إلا حين أحببت هذا الشاب. وهذا هو الحب الذي ليس بيد الإنسان وبالتالي لا يؤاخذ الله تعالى عليه, حيث كما قلت:" لم أكن أعترف بأي حب قبل الارتباط قد أكون صح قد أكون خطأ. وأنا لست بالرومانسية الباحثة عن الحب ولكنه إحساس شعرت به بل ولم أكن البادئة يمكن أن أكون لم أستطيع أن أوضح كلامي أكثر في رسالتي السابقة لكنه لم يكن شعور وددت أن أعيش فيه وأصدقه بل حاولت الخروج منه كثيرا. "
ومع ذلك لم تتجاوزي الحدود التي حدها الله تعالى في تعاملك معه, فالحمد لله أن وفقك للوقوف عندها..
نجد أنفسنا أحيانا –بل ربما كثيراً – في موقف نضطر للتعامل فيه بوجه بشوش رغم معرفتنا أن من أمامنا مخادع, لن أقول لك ولنفسي إلا أن نتأسّى بخير خلق الله حين كان يعامل الجميع بوجهه البشوش وبأخلاقه الكريمة رغم أنه يعرف أن هذا منافق وذاك حاقد، بل أنه حين اقترح عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقتل المنافق عبد الله بن أبي بن سلول, رفض النبي وقال: بل نُحسن صحبته مادام فينا، ما هذه الطاقة الجبارة الهائلة التي كانت في قلب النبي ليستطيع أن يتجاوز بها غيظه من أعداء الدين فيظل يعاملهم بكل بشاشة وود؟
أعتقد أنني أعرف السبب الخفي وراء قدرته على ضبط نفسه بهذا الشكل الرائع, وهو: رجاء أن يسلموا, أي أنه كان يضع نصب عينيه مهمة إنقاذهم من النار, ولهذا كان يعاملهم على أنهم حالات دعوية عليه أن يبذل كل جهده ليكسبها إلى الدين وينقذها من النار التي ستدخلها بتصرفاتها السيئة، أرأيت مدى رحمته ؟؟ ألم يقل الله عز وجل عنه "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين" ؟!؟!ولهذا حاولي أن تدربي نفسك على ذلك يا ريم, ولتشحني عزيمتك على ذلك تذكري بأنه" لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس"
صبرك هو من نوع الكبت لا الكظم ولهذا يزيد الحزن في داخلك, هل تعرفين الفرق بينهما ؟
عندما نمنع انفعالاتنا السلبية من النفاذ للعالم الخارجي و نبتلع مشاعرنا السلبية في الكبت فإنها تظل تفور وتغلي في أعماقنا, هي لم تنطفئ جذوتها بل لا تزال ناراً تحت الرماد تحركها أدنى نسمة عابرة، وهكذا تظلين دائماً وأنت حزينة قلقة, فيكون بذلك قد تم توجيه الانفعالات السلبية من العالم الخارجي المحيط بنا إلى الداخلي، وهذا مدمّر جدا, أما حين تكظمين مشاعرك السلبية فالأمر يختلف كثيراً, لأنك حينها تمنعين انفعالاتك السلبية من النفاذ للعالم الخارجي فإنك لا تبتلعينها لتبقى تفور وتغلي بداخلك, بل تفتحين لها أبواباً جانبية لتصرّفيها منها, ومن هذه الأبواب الجانبية: تطبيق مبدأ: "التمس لأخيك المؤمن سبعين عذراً فإن لم يكن له عذر فقل لعلّ أن يكون له عذر"
ومن هذه الأبواب التفريغية الجانبية باب: معاملة الناس بمنطلق دعوي, أي النظر إليهم جميعاً على أنهم مكاسب دعوية, نريد كسبهم للدين لأن في ذلك ثواب كبير لنا وإنقاذ لهم من النار، وفي هذا تأسي بالنبي في طريقة تعامله مع الناس على اختلاف مللهم .
وإذا وجدت نفسك فشلت يوماً ما في التعامل بهذه الطريقة, فلا تسمحي لهذا الفشل أن يصيبك بالإحباط, بل حاولي من جديد, واعلمي بأن هذا الفشل قد قرّبك جداً من النجاح.
لماذا لا تكونين أنت ذلك الشخص الذي يستمع إليكِ ؟ لن يفهمك أحد في الدنيا كلها كما تفهمين أنت نفسك ..
ولكن حتى يكون كلامك مع نفسك مثمراً, أقترح أن تدوّنيه كتابة أن تسجليه على شريط, ليتسنى لك فيما بعد قراءته والعودة إليه, وهذا سيفهمك نفسك أكثر وأكثر وسيعرفك على نفسك أكثر فأكثر.
ثم في ابتعاد أخيك عنك ميزة أنت لا تنتبهين لها وهي: التخلص من الاعتمادية والدخول في الاستقلالية الكاملة, وهذه مرحلة مهمة جدا يجب أن تدربي نفسك عليها لأنك وبما أنك بنت فإن تربية مجتمعاتنا تكرّس الاعتمادية لدى الفتاة بخلاف الفتى، وهذا برأيي نقطة ضعف على الفتاة أن تعمل للخلاص منها..
وأريد أن أخبرك سراً من أسرار الحياة اكتشفته من خلال تجربتي فيها وهو: حياتك هي المسرحية التي تلعبين فيها دور البطولة وفي كل فصولها, فأنت الشخصية الوحيدة الثابتة في كل الفصول, والممثلين الآخرين يتغيرون كل شوية, فلن يبقى معك للفصل الأخير إلا أنت، ليس أنت فقط, بل هناك أيضاً من يرافقك للآخر: الله عز وجل.. هل فهمت ما أريد قوله ؟
وثّقي علاقتك بمن بيده ضرك ونفعك وهدايتك ودنياك وآخرتك، وتأكدي بأن كل تغير يحدث في حياتك فإنه يحدث في التوقيت الأنسب لك ولنفعك مهما بدا هذا التغيير قاسياً. لأنه يحدث بتدبير وتخطيط من الحكيم العليم الرحيم الودود. لا تحزني لابتعاد أخيك وأصدقائك فقد آن الأوان لتنتقلي إلى مرحلة نضج جديدة فيها كل الخير لك في الدنيا والآخرة.
وأما بالنسبة لهذا الحلم الذي ترينه, فأنا لست ماهرة بتفسير الأحلام, ولكنني اعتقد أن هذا الحلم هو تعبير واضح عن حالتك وعن مدى احتياجك لأن تفهمي نفسك، فأعانك الله وسدد خطاك ورزقك الهداية، وإيانا جميعاً آمين.
نصيحتي الأخيرة لك يا ريم هي أن تملئي وقت فراغك بتطوير ذاتك سواء في مجال مهنتك أو على صعيد شخصيتك أو على صعيد ثقافتك وعلمك, بالإضافة إلى زيادة احتكاكك في المجتمع من حولك, فهذا كله كفيل بمنع هذه المشاعر السلبية من التسلل إلى نفسك, بالإضافة إلى أنه سيزيد نضجك لزيادة خبراتك النظرية العملية, وكل هذا سيؤدي في النهاية إلى أن تصبحي أكثر تماسكاً وقوة في وجه الظروف والضغوط التي ستواجهينها.
وفي النهاية, أشكر ثقتك وأشكر صبرك الطويل علينا الذي إن دلّ على شيء فإنما يدل على شخصيتك الهادئة الصبورة، وها قد امتلكت أهم مفاتيح النجاح في الحياة: الصبر، فهنيئاً لك..
أستودعك الله والسلام عليك....