عمري ضاع مني
أشكركم على هذا الموقع والجهد الكبير المبذول فيه.
أرجو أن لا تأخذوا مشكلتي على أنها تافهة... فأنا مش قادرة أن أخرج هذه الأفكار من رأسي مهما حاولت أنا أتفه من هذه الحياة التي مهما طالت أو قصرت فهي نفس النهاية الموت وسواء كنت مليونيرا أو عالم كبير أو معلم أو بائع علب كبريت فهي نفس النهاية للجميع
أنا من شهر تقريبا احتفلت بعيد ميلادي التاسع والعشرين... وفزعت أنني على وشك أن أصل للثلاثينات وأكبر في العمر... لا أحب أن أكبر في العمر.. وتذهب النضارة من وجهي... ويتهدل جسدي وينحني ظهري...هذا الموضوع يضايقني... والذي يزيد من ضيقي هو أني رغم وصولي لهذا العمر.. لم أنجز شيئا أفخر به... ولم أتمتع بهذه الحياة التي كنت أعيش على هامشها... والدليل على هذا أنه في أيام العيد هذه أجلس أنا وزوجي وطفلي... وحيدين في المنزل لم يزورنا أحد وهذا لأننا كنا في الغربة حيث يعيش كل أهلنا وعدنا وحدنا هنا للوطن.. حيث نعيش بدون أهل... وتمر بنا كل المناسبات دون أن يتفقدنا أحد...
حتى حين ولادتي لطفي كنت وحيدة في المستشفى... وفي غرفة المستشفى كانت كل النزيلات معي حولهن الكثير من الناس والأقارب وأمهاتهن..
إلا أنا أجلس وحدي مع طفلي أنظر له بحيرة ماذا سأفعل معه.... زوجي بعيد عني هو مثل الغريب عني.. أو مثل صديق يجامل صديقته بدون أن يتعدى حدوده!!!
أنا وحيدة وضاعت أيام شبابي لم أتمتع به... لم أخرج وأسهر... لم ألبس الملابس الجميلة... لم أتعلم في جامعة جيدة بل أخذت البكالوريوس بطرق لا تتخيلها بعيدة عن المعنى الحقيقي للدراسة....
لم أسافر وأرى الدنيا.. لم أتعلم اللغات... لم أتمتع بمواهبي مثل الرسم والكتابة حتى فقدت هذه المواهب لأني لم أستعملها حتى وصلت لهذا العمر الكبير... لم أحصل على صديقات قريبات مني فصديقتي الوحيدة تعيش الآن في بلد بعيدة عني... والاتصال بها مكلف... وأخوتي الأعزاء جزء منهم لا يريدني حتى لأني بعيدة ونسياني أفضل.. وجزء مشغول عني ... وأختي التي تتواصل معي أكثر شيء لا تملك القدرة على زيارتي أو التواصل معي كثيرا لأنها لا تملك هوية وجنسية تمكنها من زيارة البلد الذي أنا فيه... فالانترنت هو الطريقة الوحيدة بيننا وهذا إن وجدت الوقت لهذا...
أنا وحيدة وبدون فائدة... أعمل في وظيفة تتفاني مديرتي في إذلالي.. ورغم أني متفانية في عملي وأبدع في جوانب كبيرة فيه... أحاول أن أقوم بشيء أرضي نفسي فأقوم بعمل مشاريع مفيدة من إنتاجي وتفكيري... فلا أجد إلا الغيرة والحسد... لا أجد من يقدر عملي.... تقدم مديرتي انجازاتي وتنسبها إلى إدارتها الحكيمة... وتأخذ التقدير... وأنا... من أنا..؟؟
لا أصدق أن حياتي ضاعت فجأة وأنا لم أفعل شيئا مما كنت أطمح له... وأغلب الأحيان السبب هو ضيق الحال المادي لزوجي...
هل ممكن أن أعوض المواهب التي ضاعت.... هل ممكن أن أعوض الحب الذي لم أحصل عليه... هل ممكن أن أعوض المركز الذي لم أصل له... هل ممكن أن أعوض اللغات التي تمنيت أن أتقنها.. هل ممكن أم أن العائق المادي سيقف أمامي... هل ضيق الحال لهذه الدرجة يقتل السعادة.
13/01/2006
رد المستشار
السلام عليكم
عزيزتي رسالتك ملغومة بالمعاني الفكرية, حبلى بأفكار وقناعات كثيرة كل منها يحتاج إلى رسالة, كي أفيك حقك (أو أفش خلقك) في المناقشة أحتاج لأكثر من رد ولكني سأجتهد وأدعو الجميع للمشاركة في الرد عليك ويمكنك متابعتنا.
أوافقك الرأي طبعا حول طبيعة تساوي النهاية ولكنها ليست ما يشغل تفكيرنا فما ينبغي أن يشغلنا حقا هو كيف نجعل الطريق والسير نحو تلك النهاية مختلفا وجميلا, ما الأثر الذي قد نتركه خلفنا ويدل على مسيرنا ووجودنا في لحظة ما ويبيض وجهونا عند عرضه علينا على رؤوس الأشهاد فهل توافقني بأن ليس كل الرحلات التي تصل إلى نفس الجهة متشابهة؟؟
ليس بالضرورة أن يكون الأثر الذي نتركه على مستوى العالم أو المجتمع فرب يد تسندين فيها مسنة على عتبة تجعلك أكثر الناس تميزا, قد تعليك كلمة حق في الدنيا والآخرة, قد تكون تربيتك لشاب مسلم صالح أعظم انجاز تفخرين فيه في الدنيا والآخرة, لا تربطي سعادتك بأهداف بعيدة ومعقدة فالانجاز مهما كان بسيطا هو مصدر السعادة والاكتفاء.
يجب أن يكون هدفك في حياتك أكثر وضوحا كي تستطيعي أن تقيمي درجة اقترابك من تحقيقه فساعة تريدين السهر والترف وتارة تفتقدين الانجازات حددي أيهما أكثر أهمية لك, لا يعني بالطبع كونك جادة أن تنسي نصيبك من الدنيا ولكن النظرة الشاملة للأمور بهذه الطريقة يفقدك التركيز فتضعين ما هو مهم فعلا مع ما إن حضر كان به وإن غاب فن نأسى عليه وهناك فرق, لا نستطيع أن نهتم بجميع جوانب الحياة بنفس الدرجة فاجلسي مع نفسك ورتبي أولوياتك في الحياة.
ما الحب الذي ضاع منك؟؟؟ هل تقصدين علاقتك بوالديك وأسرتك أم زوجك؟؟ استخدامك لكلمة ضاع تفيد أنه كان موجود وفقدته فما السبب في ذلك؟؟ ما كان دورك أنت في الحفاظ على أو في إضاعة هذا الحب؟؟ أم أنه لم يكن موجودا وأطلب منك بالتالي أن تعملي على بث الحياة فيه بما لديك من منطلقات جيدة منها طفل يستحث همتك نحو الحياة وزوج لطيف يشكل مرشح مناسب للحب, فهو يعاملك بصداقة وهي جانب من أهم جوانب الحب ولدينا جانب الالتزام (بحكم زواجكم) يبقى ما ينقصك هو جانب الشغف وأنت جديرة ببنائه.
لا علاقة إطلاقا بين الحال المادي والسعادة فالمال له مشكلاته الخاصة به والتي كثيرا ما تكون أقسى من ضيق الحال, فبعد أن يؤمن الإنسان قوته الأساسي ما يبقى هو فائض قد يوفر رفاهية ولكنها ليست السبب في السعادة فمفتاح السعادة الأول هو الرضا بما لدينا فلو لم ندرك قيمة ما لدينا لن تكون لنا طاقة في السعي وراء ما نرغب, وكثيرا ما تكون الحاجة دافعا أقوى للعمل من الرفاهية والأدلة على هذا كثيرة من حولك. تلومين ضيق حال زوجك على محدودية أحلامك فما مدة زواجكم تمنيت أنك ذكرتها كي أبعد عن نفسي الشعور بأنك تلومينه على أمور هو غير مسئول عنها.
المشكلة أنك تشغلين تفكيرك بما لن يحدث فعلا فعندما ينحني ظهرك لن يشغلك مظهرك أبدا بل سيكون تركيزك كيف تحافظين على توازنك, وعندما تصبحين عجوز لن يكون لمظهرك غالبا قيمة مرتفعة بل ستركزين على أمور أكثر جدية مثل الصحة والرزق ومن واقع تجربتي الشخصية لن تشعري أبدا بأنك كبيرة كفاية!!! فعند بلوغك أي عمر ستختلف نظرتك له ولن يعود للرقم نفس المعنى الذي ترينه من مكانك الآن.
من قال بأن عمرك قد ضاع فأنت كما تقولين مثابرة اجتهدت بكل السبل كي تحصلي على تعليم غير عادي وهي نقطة مضيئة أو هكذا أراها أنا, وبعض الناس تأتيهم فرص عمرهم أو يحصدون- لنكن واقعيين- ثمار جهدهم في الخمسين من عمرهم كما حدث مع الممثلة التي فازت مؤخرا بجائزة أحسن ممثلة في الأفلام التلفزيونية وقالت أنها أمضت عمرها في هذا المجال وأن هذا دور البطولة الأول لها في ال53 فهل تعتقدين أن فوزها كان صدفة؟؟ كل يوم تمضينه عزيزتي تتعلمين فيه جديد وكل إنجاز تفخر به مديرتك أنت فقط من يستطيع إعادته دورها الوحيد أنها أتاحت لك فرصة تحقيق ذاتك وإن لم تشكرك على انجازك.
ترين أن سنينك قد مضت وأنا أرى أن سنين الحصاد قد اقتربت بإذن الله فكي نحصد لا بد من أن نزرع وهذا يحتاج إلى وقت, فأنت قريبة من الثلاثين ولكن من كم؟؟ قد تكون ستين وقد تكون ثمانين وبالتالي أمامك وقت لتحقيق ما تريدين فقط لو كنت مقتنعة حقا بقيمته لك وثابرت على تحقيقه, أرجو أن تكون رسالتك مجرد تعبير عن لحظة معتمة لا تخلو منها حياة تعلمي التخلص منها بالتفكير العقلاني الواقعي، واقرئي من على مجانين:
الأفكار السلبية والقهرية - موأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
ويتبع >>>>>>>: عمري ضاع مني!! مشاركة