زواج الزوج من امرأة أخرى
إلى المرأة المعذبة قصتي تشبه قصتك كثيرا الفرق أن زوجي يخاف الله، أنا امرأة ملتزمة متزوجة منذ 10 سنوات، زوجي فقير وكان حلمه السفر والعمل في الخارج لتحسين الوضع الاقتصادي أنا أتحمل مسؤولية البيت والأولاد لم يعد بيننا سوى مكالمة هاتفية مرة في الأسبوع يدور معظمها حول النقود كيف أتصرف بها وأين أصرفها، حرمت أنا وأولادي من وجوده بقربنا من العاطفة يعيشون كأن لا أب لهم كالأيتام، يزورنا مرة كل 6 شهور لمدة شهر يهدم في هذه الفترة كل ما أبنيه في تربية الأولاد.
وهو قاسي عليهم غير حنون، لا أذكر يوما أنه قال لي قبلي الأولاد عني، وفي الفترة التي يقضيها معي كل ما يهمه هو الجنس، أشعر أنني محرومة من العاطفة الحب الاهتمام، كل ما يهمه هو متعته هو وحتى عندما يفكر بالتنزه يفضل التنزه لوحده وكأننا غير موجودين بحياته، أناني، يطلب دائما حقوقه ويصر عليها وأنا يمنعني من أن أطالب بحقي، فأنا غير موجودة يجب أن أوافق على جميع طلباته وألغي نفسي لأجله تجرأت مرة وطلبت منه الطلاق لكنه رفض بحجة أنه يحبني ولا يمكنه أن يستغني عني وأنا أعتقد أن هدفه هو التملك فقط لأنني لا أشعر بحبه، أتحمله فقط من أجل الأطفال وعدم توفر البديل.
أشعر بالوحدة، الملل،
أحاول التقرب إلى الله (واستعن بالصبر والصلاة).
27/1/2006
رد المستشار
يا الله يا ابنتي، ما هذا العذاب ولماذا؟؟
أتعرفين؟؟ في إحدى الدورات التي قدمتها بعنوان افتح حدود الصناديق وأطلق لإبداعك العنان.... ناقشتني شابة صغيرة في مثل سنك أن ما قلته مستحيل التنفيذ وأن الذي يده في الماء وأن وأن.... وكل ما طلبته منها هو أن تجرب لمدة شهر واحد وتتصل بي.... بعدها.... شهر واحد وتكتب يوميا في جدول مدى نجاحها في التنفيذ ونسبته المئوية، لن أقول لك أنها خاطبتني بعد شهر ترقص من الفرحة وتدعو لي بالصحة والبقاء وطول العمر لأنها أصبحت في سعادة بالغة أبدا، هي هاتفتني بعد أسبوع واحد وقالت لي: إنه لم يتغير ولكني تغيرت، على الأقل الأثر بيننا تغير....
وأعتقد أنه بعد شهر ستكون الأمور أفضل كثيرا.... وأردفت أردت أن أقول لك ذلك بسرعة وأول ما شعرت به حتى لا تواصلي إعطاء هذه الدورة.... أتعرفين يا ابنتي ما هي الصناديق المطلوب فتح حدودها لنرى الأمور من زوايا مختلفة:
0 إنها صناديق أفكارنا وفهمنا للأشياء، لقد تزوجت رجلا وعلمت قبل زواجك أنه يشتاق إلى السفر لتحسين دخله.... وأن هذا هو همه الأول والأخير، فهل تغير أو اختلف؟؟؟؟ وحين وافقت أو لم توافقي دعينا نقول أنه حين سافر لماذا انتظرت أن يقول لك كلام حب أو شوق في الهاتف؟؟؟؟ إنه صادق مع نفسه ومعك يا ابنتي... هو يحبك فعلا ولكن بطريقته، بأسلوبه الخاص.... وهو توفير النقود لك وللأبناء لحياة كريمة رغدة.
تقولين لا يحب أولاده ويقسو عليهم!!!! لو خرجت قليلا خارج إطار الصورة فستجدين أنه لا يعرف أبناءه حتى يحبهم، وهو لا يقسو ولكنه لم يعتد وجود أطفال أو مراهقين بين قدميه يطالبونه ويحاورونه....... من سنك أستطيع أن أقدر أنه هو أيضا مازال شابا....... والشباب قوى يا ابنتي ويسهل عليه الاستغناء عن العصا والعكاز... وفى يوم قريب ستجدينه يبحث بنفسه عن الأولاد ويحاول التقرب إليهم.......
وأنت محرومة من العاطفة.... يا ابنتي أي عاطفة يعطيها إنسان ملتزم بدينه كما وصفته في أول كلمة لك وأن هذا ما يميزه يحيا محروما من الأنثى وفي زهد كامل لمدة ست شهور غير الجوع الجنسي والظمأ لجسدها.
هل تتصورين أن هذا دفاعا عنه؟؟؟ أبدا هذا رسم للصورة من خارج البرواز....... انظري إليه بطريق مختلفة وقد تجدين أن لكلامي معنى، وعليك أن تزرعي حبه في قلوب الأبناء وتشرحي لهم سبب قسوته أحيانا أو عدم اهتمامه أحيانا أخرى....... وقبليهم نيابة عنه فهو يقبلهم مع كل درهم ودينار تبهدل في بلاد الله حتى يجمعها ويؤمن مستقبلهم حتى لا يضطروا إلى هذه الهجرة الإجبارية التي حكمت عليه بها الظروف، وإذا أعطاك جسده ولم يحتضن مشاعرك فاحتضني أنت مشاعره وداعبي قلبه برقة وحنان ودفء، علميه أن يشتاق للمسة الحنان من يديك مثلما يشتاق إلى جسد الزوجة.
إن ما يحياه الرجال والنساء صعب التخيل على كل المستويات....... ومادام واقعنا قد فرضه علينا بطريقة أو بأخرى فلا تفتحي للظروف أبوابا تتحكم بها في حياتنا فتنغصها وتقتلها.... بل كوني أقوى وتحكمي أنت فيها.... بمحاولة الاستغناء والتكامل والعطاء.......
واعلمي يا ابنتي أن في نهاية الطريق هناك دائما رجل وبيت وأولاد وأحفاد....... فاحسبي حساباتك من الآن حتى لا تشقي في يوم من الأيام تكونين فيه أضعف من أن تواجهي أي نسمة وليس زوبعة، مع دعواتي لله أن يمنحك القوة والسكينة ويحفظ لك زوجك وأولادك........
ويتبع>>>>: زواج الزوج من امرأة أخرى مشاركة1