مشكلتي my problem
بسم الله الرحمن الرحيم،
أنا أحب أن اشكر كل من ساهم في إخراج هذا الموقع وتقديم الخدمات للمحتاج. أنا آسفة أنني أرسل بمشكلتي على الإيميل الخاص بحضرتك بس أنا فعلا كان نفسي ألاقى موقع يبحث في المشاكل النفسية، ولم استطيع أن أجد ولكن الحمد الله وجدت موقع حضرتك لكن الخدمة متوقفة عن استقبال أي مشاكل، أقدم اعتذاري مرة أخرى، يا رب يسع صدركم لسماع مشكلتي.
أنا فتاة وآنسة عندي 26 سنة، يشتغل مدرسة إنجليزي في مدرسة خاصة عشت طفولة قاسية للغاية، وأنا لا أبالغ لأن أبي لم يعطيني أي حب أو حنان لم يكن لي أصحاب أزورهم لا في الماضي ولا حاليا.
ملتزمة دينيا حضرت الكلية ولم أختلط مع أي شاب لم تكن لي أي قصة عاطفية وهذه كانت نابعة من داخلي ومن الخوف من الأب بعد تخرجي بعام لم أكن أعمل ففكرت في الدراسات العليا وعملت دبلوم مهني خلال هذه السنة تعرفت على شاب مهندس كان يعمل نقاشا عند جار لنا تعرفت عليه من خلال علاقته بأبي كان يعمل مع والده مع العلم إني من أسرة ميسورة الحال.
المهم تعرفنا وخرجنا وحبيته وجاء له عقد في السعودية يعمل مهندس مدني وقضى العام الأول وحب يتقدم لخطبتي ووجهت المأساة لم يوافق أبي ولم يخبرني أبي أنه تقدم لخطبتي لكنى عرفت من الشخص الذي أحبه زعلت وزاد كرهي لأبي سافرت القاهرة مع المهندس أنا وأخي وقضينا يوما معا ورجعنا فحدث خلاف بيني وبين أبي هو لم يعلم أني على علاقة مع شخص وساعتها قرر عدم خروجي من المنزل فقررت الهروب وهربت من السجن (المنزل).
نعم إنه يمثل لي كسجن وسافرت القاهرة وحدي لم أعرف أين اذهب لم أكن معتادة أن أسافر وحدي أو المواجهة لوحدي اتصلت بخالي وعدت إلى بلدنا مرة أخرى(طنطا) وبعد يومين عدت للمنزل لكن كل أهلي عرفوا إني على علاقة بشخص وأبي عرف لم يوافق بحجة أن أبوه مش من مستوانا مع العلم أن أبوه يتصرف بسلوك غير واعي من تأثير الحبوب المخدرة، المهم ظللت على علاقة به حتى الآن ودي السنة الثالثة لنا مع بعض المهم أتقدم لي كتير اتخطبت بالفعل تحت تأثير من أهلي لواحد عنده 39 ومدرس أنا لم أكن موافقة اتخطبت في أول الشهر الماضي واتفسخت في آخره.
آه كانت تجربة صعبة للغاية أبي المتحكم كان الأول موافق وبعدين لاحظ أنه مش مناسب لأنه ابن أمه صدقت هذا الخطيب وأخلصت له ولم أتصل بحبيبي الأول وكنت أتألم من هذا السلوك لكن كنت بقول يمكن ربنا إداني ده تعويض لي بس للأسف أبي كسر فرحتي يوم الشبكة لاحظ الحكاية كلها كانت بسرعة كلها في شهر و نص أبي تشاجر معه أمام الجميع وأخذها كلاهما على أنها مسالة كرامة وأنا الضحية لم اعد أطيق بكاء باستمرار عدم الأكل عدم تركيز في شغلي قرر أبى أن يفسخ الخطبة ولست أنا حسيت إني ولا حاجة أقبلت على الانتحار للمرة الثانية أخذت 3 شرايط حبوب كالمببام ونمت 3 أيام متواصلة بس ما حصليش حاجة.
أنا حاسة باكتئاب شديد حاسة إني عاوزة أنطلق أطير في السما بعمل شات على النت لم أعد أقبل على الصلاة مثل الأول حاسة أني تائهة مذبوحة مجروحة مع العلم إني الآن بكلم الشخص الأول أعمل إيه لا أحب الحياة بسبب أبي أنا نفسي أتكلم مع حضرتك أرجوك كلمني أو اسمح لي أن أراسلك أنا فعلا تعبانة أنا بفكر أن أذهب إلى مستشفى نفسية لأبعد عن المنزل هذا البعد يمثل لي حلم حياتي يا رب تكون فهمت مشكلتي.
أنا آسفة إني طولت بس اعذرني لأني محتاجة أفضفض.
أرجوك رد عليّ
27/1/2006
رد المستشار
الأخت الطيبة: "هايدي"،
لكم تألمت من أجلك، ولكم ساءني أن مثل أباك مازال يتحكم في مثلك بمثل هذه القسوة وذاك العنفوان، لكن المشكلة ما زالت مشكلتك والمأساة مأساتك، فأنت التي تتألمين فأحرى بك أن تثوري، وأنت التي تدفعين الثمن من شبابك ومن سعادتك، فأولى بك أن تنتفضي وتخرجي من الرمال رأسك وتطالبي بحريتك فقد مضى عهد الاستعباد.
أختي العزيزة؛
أعتقد أن مشكلتك ما زال بالإمكان حلها، فإن المشكلة تكمن في علاقتك بوالدك، فيبدو أنه يعامل الأسرة كما يعامل القطيع الراعي، فهو متعود أن يسوق الجميع والكل يطيع ولا يسأل أحد أين يمضي بكم، هذه الشخصية الديكتاتورية الصلبة، لابد لها من وقفة منكم ومنك أنت بالذات، لا أقول عقوقا به بل أقصد أن تصله رسالة حادة الكلمات: أن كفى تدخلا في حياتنا وكفانا ذلا وسكوتا.
هذه الرسالة يمكن أن تكون لفظية بذكاء المثقفين أمثالك أو بتدخل أحد المنصفين من العائلة أمثال خالك، بشرط أن تكون الرسالة مؤثرة قوية نابعة من أكثر من شخص كأن تستميلي إليك أخاك أو أكثر من أفراد العائلة وعندها ستكون الرسالة قوية ترهبه وتجبره أن ينصت لكم، لأنه مهما بلغت قسوته فهو أب كباقي الآباء، وان كان بقسوة الحجارة فان قلب الأب بداخله عليكم إيقاظه.
الأخت الطيبة؛
لا أخفي عليك أن شخصيتك لابد لها أن تقوى وتدافع عمن أحبت وخصوصا أنك الآن مستقلة ماديا وبلغت من العمر ما يدعم موقفك عند كل من يتهمك بالعصيان، لكنك تفضلين دفن رأسك بالرمال وتبكين بل وتحاولين قتل نفسك أي غباء هذا الذي تفعلين؟ أتتركين سعادتك تسرق أمام عينيك وتتركين حريتك تمتهن لهذا الحد ولا تدافعين عن كيانك؟ بل وتقتلين نفسك!، أتكونين والظروف على "هايدي"؟!
إذن لابد لك أن تتفكري وتدبري أمرك بعقلانية وتحاولي كسر الاكتئاب الذي تشعرين، فأولى بك أن تواجهي مشاكلك من أن تتركيها مشتعلة وتهربي إلى القاهرة أو تحاولين الانتحار، لكنك يلزمك تبرير موقفك ببعض الجماليات التي تقنع الناس ومن قبلهم والدك.
فمن من أولياء الأمور يرضى لابنته خطيبا يكون أبوه مغيبا طول الوقت من وراء العقاقير التي يتناولها؟ فلابد إذن من تجميل الصورة، فهل يمكن علاج هذا الأب من العقاقير المخدرة؟ أو هل ينوب عنه أحد من عائلة ذاك المهندس يتقدم لخطبتك ويكون مقنعا لأبيك؟ أو هل تستطيعين استمالة أسرتك وأهلك ضد والدك فقد يمكنكم جميعا إقناعه؟.
كل هذه الحلول وأكثر يمكنك أن تتبعيها لكن بشرط أن تبدئي من الآن بتقوية نفسك والدفاع عن الموقف الذي تقتنعين به، وابدئي بالتعبير عن نفسك في المواقف التي يكون لها عدد ضئيل من المعارضين بحيث تستطيعين الصمود، ثم مع الوقت سيأتي الوقت الذي تدافعين عن موقفك حتى ولو كان العالم كله ضدك، فالمهم أن يكون لك مبدأ في الاختيار ومنهج في التفكير، فمادام ما تفعلين لا يخالف شرعا ولا عرفا ولا قانونا فاستقتلي في الدفاع عنه فان ثقافتك ستأهلك في الصمود.
وأخبرا يا صديقتي؛
اهتمي بنفسك، وحاولي الاسترخاء وممارسة هواياتك، والتفاني في عملك ومن فبلهم القرب من الله، فعسى الله أن يهيأ لك من أمرك مرفقا، تابعينا بأخبارك مع تحياتي.