استشاره معاق حركياً..
السلام عليكم..
انا شاب عندى 23سنة وعندي إعاقة حركية ابتلاني بها المولى عز وجل وطبعا الحمد لله على كل شيء....
لكن بيجي لي أوقات بتكون حالتي النفسية مدمرة وتعبان أوي بسبب الإعاقة لأني لما أروح مثلا مكان أحيانا بيضطروا يشيلوني وده بيتعبني أكتر لو في مكان عام..
أنا نفسي أتخلص من القلق والتوتر ده لأني بصراحة بتعب أوي في الأوقات دي، فمثلا العيد السنادى محستش به بسبب كده واللي تعبني أكتر إن كل أقاربي متجمعين
وفرحنين بالعيد انا الوحيد اللى كنت منطوى..
أرجو الرد والإفادة للأهمية القصوى....
13/1/2006
رد المستشار
أهلا يا "أحمد"..وكل عام وأنت وأمتنا الإسلامية بألف ألف خير جعله الله عام خير وبركة وقرب من الله عز وجل..
مشكلتك أنك تشعر بالتوتر من إعاقتك الحركية, يبدو انك يا أحمد تتلقى عناية خاصة لا يتلقاها ذو الاحتياجات الخاصة في بلادنا إلا قليلاً, هذه العناية التي مكنتك من استعمال الكمبيوتر والانترنت..فأوصلتك إلينا .. فحمداً لله على وصولك بالسلامة..
أنت تشعر بالتوتر لأنك تظن أنك تسبب الغلبة لمن حولك, ولكنك لم تنتبه إلى ناحية وهي أن الله عز وجل يحب أن يرانا متعاونين, خصوصاً في وقت الحاجة, وبالتالي فهو يثيبنا على مساعدتنا لبعضنا, ألم يقل نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه..
يبدو عليك الرضا والقناعة بما قسمه الله لك في هذه الدنيا ..فلماذا الحزن ؟؟ ربما حين ترى غيرك معافى من الابتلاء الذي ابتليت به تشعر بالحزن, ولكن من منا يا بني يخلو من الابتلاء .. بل إن من سنة الله تعالى في الابتلاء أنه كلما كان الإنسان أقرب إلى الله ازداد بلاء, ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: أشدكم بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .. بل إن للبلاء معنىً إيجابي مهم جداً وهو أنه يكفّر الذنوب والخطايا,"لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وما على ظهره خطيئة" .. ومن منا بدون خطيئة ؟؟ ؟؟إذاً ومن منا لا يحتاج إلى "مطهّر خطايا" ؟؟
وأن الله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه فإذا صبر اجتباه فإذا رضي اصطفاه..
ثم هناك معنى إيجابي جداً لوجودك بين الناس, وهو أنهم حين يرون إعاقتك يتذكرون نعمة الله عز وجل عليهم بأن أتمّ عليهم الصحة والعافية, فأنت تذكرهم بالله وبالتالي أنت في طاعة دائماً, والحمد لله أنك راضٍ بما قسمه الله لك حتى يتحقق الأجر والثواب دائماً, وكما قال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : خير الناس من ذكّركَ بالله حالُه .. تماما كما تتذكر أنت نعمة الله عليك بأن أعطاك العقل الكامل والوعي والنضج حين ترى الشباب الذي يسير هائماً على وجهه في هذه الحياة..
افرح واحمد الله على ما أنت فيه, فإن الله تعالى قد أخذ من كل منا شيئاً وأعطاه اشياء, فلله ما أخذ ولله ما أعطى وله الحمد على ما أخذ وما أعطى.. ثم هناك دعاء جميل جدا كان النبي يدعو به "اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب"....
إذا تفكرت في حالتك من هذه الزوايا التي ذكرتها لك تغيرت نظرتك لمعاناتك واستطعت أن تجد المنحة في قلب المحنة .. دع عنك التفكير السلبي في إعاقتك, وتابع صناعة حياتك وتحقيق أهدافك .. ولا تنس أن كثيراً من عظماء الدنيا الذين تركوا فيها بصمة لا تمحى كانوا معاقين .. ويأتي في طليعتهم الشيخ أحمد يس.. لقد حرّك الدنيا وهو قعيد..
الإعاقة الحقيقية هي الإعاقة الفكرية التي تقف حائلاً دون تطوير الانسان لنفسه فيغو عبئاً حقيقياً على كل من حوله:
على أولاده على أهله على مجتمعه على دينه, وبهذا المفهوم فإن مجتمعاتنا تعاني من إعاقة فعلاً, لا نجد حلاً لها إلا ببذل كا ما نستطيعه عسى ولعلّ الله تبارك وتعالى يمنّ علينا فيجعل شفاء مجتمعاتنا على أيدينا....
فأهلاً بك واحداً ممن يصنعون الحياة رغم ما يبدو من إعاقتهم الظاهرية....
وتابعنا بأخبارك....