كتلة متحركة من المشاكل!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
السادة الأفاضل لكم جزيل الشكر على هذا الجهد العظيم في بث بصيص الأمل لمن يرجو ا حياة أفضل.
أشعر بالخجل من نفسي حقا.... وددت أن أخبركم أن معرفتي بهذا الموقع كانت من أحد أصدقائي وكانت ردة فعلي الأولى لرؤيتي اسم الموقع هو الغضب ولكن منذ عرفت هذا الموقع وأنا أجد فيه سلواي.
لم أتجرأ أن أكتب لكم عن مشكلتي من قبل وذالك لأني لم أعرف كيف أبدأ فأحيانا أشعر بأني مكبلة بالمشاكل ولا أستطيع الحراك وأحيانا أخرى أشعر بأني تافهة أن فكرت باللجوء إلي المساعدة (فأنا لا أشكو من شيء!) ما هي حقا مشكلتي؟
اعذروا تخبطي وعدم تسلسل أفكاري فأنا متعبة ولا أعلم أن كان لي دواء أو بالأحرى لا أعلم إن كنت راغبة بهذا الدواء.
سأكتب عن حياتي علَكم تعرفون..... مما أشكو !
أنا الابنة الصغرى لأم مضحية ولأب لا يعرف للرحمة سبيلا! كنت الطفلة الهادئة المتمتعة برجاحة العقل رغم صغر سنها، كنت دوما أسعى للتفوق ونيل أعلى المراكز وهذا ما كنت أحصل عليه كنت دوما أعير اهتمامي لكلماتي المديح من أمي لأخوتي لذكاء أحداهن تارة ولحسن تصرف الأخرى وكانت أمي تسهب في مدحي رغم أني لا أبرها كما يجب فأنا كنت أميل للتمرد أو أيلفعل أي شيء لجعلي "متميزة "(أيا كان معناها!) أقوم بكل ما هو طائش وغبي (باعتراف منى انه تصرف غبي) لنيل هذي الصفة - متميزة - لست كأختك أو أنت مختلفة عن أخيك!
في طفولتي تعرضت لتحرش جنسي لا أظن أنه خلف أي آثار ألا أنني لم أفهم ما الذي حصل لم أعرف حينها لما قام صاحب المحل بتلمس صدري كنت في العاشرة من عمري - كنت مذهولة مما حصل- كل ما شعرت به كانت مشاعر الخوف فلقد كنت خائفة - ولسذاجتي فقد ظننت انه كان يريد الـتأكد أني لم أسرق شيئا من المحل حقا - لقد بكيت عندما عدت للبيت وكنت أسأل لما يعتقد أني سرقت ولم أفهم حقا لما قدم لي هدية، (فقط أريد أن أقول أني لم أكن قد بلغت ولم تكن أي مظاهر الأنوثة بادية علي) فكما أسلفت كنت طفلة هادئة- هادئة جدا لدرجة أني لم أخبر أحد بما حدث وقتها فقد نسيت الأمر لعدة سنوات إلى أن عرفت أخيرا انه لم يكن يظنني سارقة!!
أريد التحدث عن أبي لا أعرف ربما هذي الكلمة حركت أشياء كنت لا أرغب بأن أتذكرها.
سيدي\ سيدتي أستطيع القول (ودون مبالغة) أن أبي أساس معظم مصائبنا، أبي وللأسف لا يتحلى بمواصفات الأبوة فهو أنجب أطفالا لا يعرف غير أسمائهم - آآآآآآخ كم وددت أن يضمني أو يقبلني ولو مرة فأنا أحلم وأتمنى أن يحن قلبه . لي أب ولكني أشعر باليتم وانه لمؤلم هذا الشعور.
نشأت وأنا أرى ظلمه لأمي ولأخوتي، أنا أشعر بالتخبط فهو أبي ولا أريد أن أكرهه ولكنه لا يترك لي المجال فهو أكثر إنسان أساء لنا رغم أن الله أنعم علية بزوجة صبورة وبنات يتمناهم أي أب، أذكر عندما كنت مريضة كنت في التاسعة من عمري مريضة بالحمى - لم يهتم ورفض أخذي للمستشفى - أخذتني أمي للمستشفى - مشيت مسافات طويلة معها وكنت أبكي من شدة التعب وهى لا تملك المال الكافي لذالك كانت تصر أن لا نأخذ سيارة أجرة مكلفة كان ذالك في منتصف الليل تقريبا - كيف لي أن أنسى؟
والدي يرفض أخذي للمستشفى؟ والدي لا يحبني؟ لما ذا يكتبون أن الأب عطوف حنون؟ كان عالمي يهتز - ربما كان هناك ما يمنعه.......
أختي تبحث في أوراق أبي وحقائبه - ماذا تفعلين؟ أريد أن أقرأ لأمي حتى تعرف عنه - لماذا؟ والدك "حرامي"! نزلت علي كالصاعقة -لا أبي ليس كذالك لماذا تقولين هذا؟ لماذا؟
بعد عدة شهور - أرى أبي "يسرق" أمامي وفي حيرة من أمري أسأل هل من الممكن انه دفع واني لما أنتبه أو أني لم أره؟
بعد ذالك بسنة تقريبا- أنا وأبي في محل لبيع الحلوى - أبي يدفع ونحن نهم بالخروج - أبي نسينا شراء الخبز وليتني لم أخبره - أراه بكل بساطة يأخذ كيس الخبز ويعطيني إياه - "ضعيه في الكيس واخرجي"! أنا أقف متسمرة "لا - خلاص- أنا... أنا... لا نريد" ورفضت "أخذه" في تلك الفترة كان أخوتي وبروح الدعابة يسخرون من هذا الأمر - لا أنكر أني كنت أضحك أحيانا عندما تخبرني أمي قصص والدي مع أختي المتدينة والتي كانت تكتفي بتحذيره "أن لم ترجع ذاك "الغرض" سأقول للبائع" كنت أضحك وأعجب بجرأتها فهي تتحلى بقوة أيمان تحميها دوما
أما أنا فقد خسرت احترامي له وخسرت ذلك الاعتزاز بنفسي- فأنا أرى نفسي صغيرة.
كنت أذهب للمدرسة وأتخيل أن البنات سيلقبونني بألقاب..... كنت أخاف أن أرجع وأرى يد والدي مقطوعة والناس بتضحك علينا! لماذا؟ فوالدتي وأخوتي لا يأكلوا ولا يلبسوا أي شيء يحضره فهم يريدوا أن يستجيب الله لدعائهم لقد حزنت كثيرا لأنه خاب أملي وأنا لا أفهم لما يقوم بهذا - ربما لم أخبركم والدي غني لا انه غني جدا ولكنه على قدر من البخل لا يمكن تحمله أخبرتني أختي أن أبي قد يكون مريضا ولذالك هو يسرق- لم يعد يهمني ذالك الآن كل شيء تحطم فالمشكلة ليست منحصرة بهذا، عندما سألت لما لا يحبنا؟ كان ردها لقد كان يتيما ربما ولكني لا أؤمن بمقولة "فاقد الشيء لا يعطيه".
عندما مررت بحادثة اختطاف لم يحرك ساكنا - كنت طفلة آنذاك وكان المختطف - أستطيع القول بأنه stalker لأنه قدم في اليوم الثاني في نفس الساعة والدقيقة أرآه أمام منزلي وعندما يمتلكني الخوف وصوتي يرجف ويخفت أذهب لمنزل صديقتي وأراه منتظرا - لم أكن تلك الطفلة التي تخاف الناس ولكني ومن دون أرادة أو حتى تفكير خفت ذالك الرجل، أمي خرجت معي حتى تتأكد من سلامة وصولي للمنزل ولم يكن من الصعب أن تعرف أمي الشخص الذي أخبرتها عنه فقد أتى في نفس الوقت الذي أخرج فيه (الذي استدعاه للوقوف فترة طويلة أمام منزلي وربما ملاحقتي هي انه غالبا لا يوجد أحد في المنزل وأمضي فترة طويلة لأجد من يفتح لي الباب فأحيانا أجلس على عتبة الباب وأنتظر أحدا من أخوتي ليفتح الباب) كنت في العاشرة من عمري - نعم أنا أيضا أستغرب شيئا كهذا يحدث لطفلة!
تشاجرت أمي معه و تجمع صبيان ورجال الحي (ماعدا أبي طبعا فالأمر لا يعنيه) كنت خائفة جدا على أمي- عندما ذهبت للمدرسة في اليوم التالي إذ بإحدى "صديقاتي" تسألني عما حدث لي أجبت لاشيء وكنت أشعر بالذهول فأنا بطبعي كتومة ولا أحب أن أشعر بأني أقل من الآخرين فأجأتني باتسام - أخي كان هناك أعرف ما جرى!" لم يحدث أي شيء هذا ما ستقولون ولكني أريد أن أخبركم كيف شعرت أنا والحم دلله سليمة لم يحدث لي شيء- لقد شعرت بالخوف هذا كل ما في الأمر ولكن الأسوأ هو ذالك الشعور الذي لم يفارقني إلى الآن - لقد حدث لي هذا لأني"ليس لي أهل" لو كان لي أب يحميني أو أخ أو لا أعرف "لو تفتح عمل الشيطان " ولكن أنا شعرت بالخذلان - لقد راودتني الكوابيس لثلاث سنوات تقريبا بسبب هذا "الشخص"، لا أعرف ولكن هذا ليس مهم......... المثالية ليس لها وجود ولكن لا أحد ينكر بأن الطبيعة الفطرية هي أن نسعى لهذه المثالية (doesn't make sense ?) .
أنا أعاني من مشكلة قد تبدو تافهة وهي الخجل- فأنا أرتجف وبالكاد أتنفس عندما يتوجب علي التقديم أمام الجمهور- هذا يحرجني ويحزنني لأني لطالما حلمت بأن أتحلى بطلاقة اللسان فأنا أشعر بأن لدي الكثير لأقوله ولكني لا أعرف كيف (هذا بعيدا عن التقديم أمام الجمهور) أعني بأني عندما انفعل بموضوع قد يكون سياسي مثلا ولكني أنفعل وتدمع عيني ويرتفع صوتي وضربات قلبي تزيد- لا أعرف لما هذا الانفعال وذالك فقط عندما أشعر بأني أؤيد أو أرفض شئ بشدة وأريد أن أنقل ذالك للآخرين.
أنا أشعر بأن مكاني ليس مع الناس فأنا لا أعرف كيف أتحدث وما المفترض قوله في مناسبة ما - أشعر بالحيرة دوما ولا أعرف بما أرد عندما يسئ إلي احد فأنا بطبعي أنفعل وأغضب بسرعة وقد أصرخ وأتلفظ بجمل "غير مفيدة ربما لا أستطيع التحكم بعواطفي فأنا شديدة التعلق بأي شيء وأخاف التغيير حتى عندما أعرف انه لصالحي (ربما لهذا شعرت بأني أضيع وقتكم).
لدي تصور بأني سأكون إنسانة ناجحة ومتحدثة بارعة ولكني أفيق على انحراجي أحيانا من مديح لا أرده بالمثل ببساطة لأني لا أعرف ولكن قد يتهمني البعض بالغرور - لأ أعرف ماذا أفعل وعندما يضايقني أحد أتمنى أن أعرف بماذا أرد فأنا كمن يحترق ولا أستطيع قول أي شيء أكتفي أحيانا بالصمت وأحيانا أسلك طريق "أنا مؤدبة مش راح أرد على هالتفاهات" ولكن أشعر بضعفي. أريد أن أتحدت ويستمع لي الآخرون، أريد أن أمتنع عن الرد من منطلق قوتي وليس ضعفي، أنا لا أملك ثقة في نفسي - أعرف ذالك ولكن مالسبيل لكسب هذه الثقة؟
هناك أمر آخر -أنا أشعر بأن علاقتي مع الله ليست قويه- أشعر أني منافقة (لي أسبابي في قول ذالك وليس توهما أو وسوسة) أنا أريد أن أكون قريبة من ربي ولكن هناك ما يعيقني ولا أعرف كيف أشرح ذالك........ أنا مؤمنة بأن الله موجود - فهو الذي أنعم علي بوالدة حنونة ومحبة وحفظني ورعاني طيلة حياتي كنت ولا زلت أعتقد بأن الله عندما يحب عبدا يكون دوما معه ينصره - هنا مشكلتي.
لي أخت في منتهى الطيبة - إنسانة زاهدة في الدنيا تقرأ القرآن دوما وتبر والدتي وتحب الجميع فهي حنونة جدا - تهتم بالصلاة وبكل ما يقربها من الله ولكنها مريضة فهي تعاني من مرض نفسي - اكتئاب - وتأخذ أدوية تستمر معها طوال حياتها، المشكلة انها تتصرف تصرفات غريبة لا أفهمها أبدا - لا أعرف أن كان ذالك فعل الدواء أو..... لا أعرف لا أنكر أني أحرج منها (أعلم إني أنانية ولكني حقا لا أستطيع فعل شيء فأنا مكتئبة أيضا رغم أني لا آخذ أي دواء، هي تكبرني بعشر سنوات وتقول أنها تتوهم أشخاص وأشياء وهي حقا تخاف وأنا متعاطفة معها ولكني أشعر بأني سأجن أيضا لأن هنالك الكثير من الأسئلة لا أعرف لها جوابا، لماذا هي تتعذب وهي طائعة لربها؟ أحسبها كذلك، فهي لا صديقة لها ولا أحد يهتم بها - طيبتها لم تنفعها بشيء.
أعرف أنا ما عند الله أبقى وأن ربي سيجازيها لصبرها أحسن الثواب ولكني متضايقة لا أعرف لماذا- اعتقدت أن العبد الطائع يحظى بالسعادتين، أشعر بان ليس لها حياة، فهي ليس لها أي اهتمام بالدنيا والأسوأ مرضها وعدم وجود من يخفف عنها، أنا أفعل ما بوسعي ولكني بشر وأشعر بالضيق من كل هذا، أريد العدل وأريد أن أرى أخوتي سعداء فهم يستحقون ذالك، لقد تأخر زواجهم وأنا أشعر بالضيق الشديد لذالك كما أني أشعر بالخوف.
ليس لنا أهل في هذه المنطقة -لم أرى أقاربي من سنوات- فأنا أن كان خالي بالطريق لم أكن لأعرفه فأنا لا أذكر ملامح أحد منهم- يكتفوا بالاتصال على والدتي في المناسبات ولا أحد يكترث بمشاعرنا!!!!! أريد أن أخرج بصحبة أحد من أقاربي أريد أن يكون لي حياة اجتماعية ولكني لا أعرف سوى منزلي وجامعتي، جيراننا لا يزورونا لا اعرف لماذا حقا ولكن هذه أحوالهم هنا لاأحد يهتم ألا بنفسه وعائلته- أشعر بأن قيمي قد فقدت فأنا لا أرى سوى الظالم ولا أرى سوى المتهكم، لماذا لا يحظى الطيب الطائع لربه حياة سعيدة؟ اعرف أن هناك آخرة وهى التي يجب أن أهتم بها ولكن أشعر بالضيق وكأني في سجن.
أريد أبسط حقوقي وهي أن أشعر بأن لي أهل- أريد أن أعيش فأنا لست بالميتة ولست كمن عاشت حياتها.. بالطبع فكرت بالانتحار ولكني لم أفعل لا أريد أن ألقى بالنار- ربما سيكون لي مستقبل أفضل وكن بمجرد النظر لإخوتي ينتابني الحزن مجددا - فليس لهم نصيب من الدنيا، أشعر حقا بالخوف - أبي لا يرغب بنا في المنزل- لا يزوج أخوتي- انه هاجر لأمي منذ سنوات وبالطبع لا يصرف عليها ولا علينا (بأي صفة يصرف؟ فهو لم يكن لي أبا يوما) لم أرد منه أي شيء سوى أن يحتضنني أو يقبلني.....
هذا جزء فقط من مشاكلي- فأنا لم أحسن التعبير عنها- أظن أني أهملت المهم وأطلت في توافه الأمور- ربما لأني لم أعرف كيف أفسر لكم غضبي الدائم وضيقي وحزني ناهيك عن وحدتي القاتلة حقا فأنا لا أشعر بأني شابة بل أشعر كأني عجوز مثقلة بهموم.... لا تنتهي.
أرشدوني فأنا أريد سبب لحياتي أريد أمل- أريد أن أجد طريقا لله- فأنا أشعر بجهلي وأستغفر ربي لأني أعلم مدى سوء ظني الذي لم يأتي إلا من تخبطي!!
آسفة للإطالة, أرجو عدم نشر ايميلي وعدم نشر المشكلة.
رجاء خاص- أتمنى أن يجيب الدكتور وائل والأخت حنان على مشكلتي أو الدكتور أحمد عبدالله
03/03/2006
رد المستشار
لا بأس عليك من الإطالة ما لم تكن هذه سمتك, فالإطالة معنا مفيدة رغم أن غيرنا قد لا يحبها, فلنا هي فضفضة ومشاركة بمشاعر وأفكار ومخاوف فأهلا بك.
ذكرت الكثير عن موقفك من والدك وكم هو سيء وسلبي ولكن أسمحي لي أن أصحح وجهة نظرك من الآن فصاعدا فكري كالتالي" هو لم يكن على مستوى الأحلام ولكنه ليس بسيء لم يكن مثالي ولكنه ليس الأسوأ" كي تخففي من شحنة الغضب التي تعيشين عليها تجاهه فمثلا هو لم يكن عنيفا ولم يتخلى عن مسئولية تنشئتكم فلعلها حدود قدراته, لعلها قيمه.
نهتم بالماضي بمقدار ما نستطيع الاستفادة منه في الحاضر لبناء مستقبل أفضل, ليس من الضروري أن تتبعي أسلوبه ولا أن تنظري من أقاربك أن يزورك بادري أنت ببناء شبكة علاقات اجتماعية خاصة بك على أن تشمل من تستطيعين الوصول له من الأقارب فقناعاتي ترى أن البعد هو نفسي أكثر منه مكاني، تشكين جوانب عديدة من حياتك وأنت معذورة لو فهمت من أين تأتيك هذه الأفكار فالسعي للمثالية أكثر من منطقي من وجهة نظر أحد علماء النفس المعرفيين أسمه "أليس" يرى أن الإنسان بطبيعته قادر على التفكير المنطقي ويسعى للمثالية وأنه يتعلم أساليب التفكير ومعايير المثالية من خلال الثقافة البيئية ومن النماذج التي يقدمها الوالدان ولو طبقت وجهة نظره هذه على حالك سترين أن السبب في معاناتك سوء النماذج التي قدمت في حياتك وتناقضها مع ثقافة المجتمع من حولك.
ما تصفينه أنت بالمشكلة التافهة تقارب تشخيص للحالة المعروفة بالرهاب الاجتماعي وما يميزها عن فقدان الثقة في النفس نتيجة خبرات التنشئة السلبية هو فرق في الدرجة أي إلى درجة تشعرين حقا أنك غير قادرة على مواجهة الآخرين؟؟؟ عموما يمكنك دائما البدء بتدريب نفسك بتنظيم أفكارك على ورقة لمناقشة أي موضوع يعنيك دون أن تفكري أنك ستقرئينه لأي كان ثم كرريه بصوت عال لنفسك وباللهجة التي تريدين الحديث بها, بالمناسبة أنا أكتب بالفصحى ولكن لا أستطيع تركيب جملتان شفويا!!! أتحدث بطلاقة بالعامية فهي الوسيلة التي تعلمتها للتعبير عن نفسي وفي المواقف الضاغطة تسيطر اللغة الانجليزية!! فما كانت أنت وسيلتك؟؟ إذن لا تستغربي عدم قدرتك على التعبير عن نفسك ولكنها شيء يمكن تعلمه في أي وقت فابدئي الآن.
يمكنك أيضا تعويض شعورك بما ينقصك من اللباقة الاجتماعية بالقراءة التي تعتبر وسيلة مريحة وسهلة للتعلم أقرئي في الأدب وفي أي مجال تحبينه, عدم القدرة على الاستجابة بطريقة مناسبة للمجاملة سمة من سمات عدم التوكيد الذاتي والتي هي إشارة أخرى لعدم نضوج الذات لديك وهي جزء من الشخصية غير الواثقة من نفسها وهي السبب وراء تكرارك لجمل مثل "أضعت وقتكم" و"ليس عندي مشكلة حقيقة" فأنت لا تتعاطفين مع نفسك وتنفصلين عن مشاعرك أي تكررين تطبيق ما تعلمته, نحن نرحب بك وبمشاكلك حتى وإن كانت مجرد فضفضة وأنت لست كذلك فأنا أعتقد أنك بحاجة لمساعدة متخصصة تبدأ من الكشف عن كل ما مضى من خبرات سيئة وهو ما نسميه التفريغ الانفعالي أو تهوية الفرشة النفسية لنبدأ بعدها في تخزين الخبرات والأفكار المنطقية والعقلانية التي تساعد على النجاح، وكإجابة حتى يحين وقت استفادتك وذهابك للمتخصص فإن ابتسامة لطيفة منك هي رد مناسب لأي مجاملة سواء في العمل أو العائلة دون كلمات وأعتقد أنها طريقة سهلة يمكنك التدرب عليها مجرد ابتسامة لا ضحكة.
بما أن لا تفاصيل لدي كي أعرف لم تصفين نفسك بالمنافقة أخبرك بصفة عامة أن هذا يرجع غالبا لضعف الاقتناع برحمة رب العالمين وبقدرته على المغفرة لقصور تفكيرنا حين نظن أن رب العالمين الرحمن الرحيم له نفس نظرتنا الضيقة والعاجزة للعيوب، لا تبالغي بوصف نفسك بالنفاق فأنت عليك العمل وعلى رب العالمين القبول والمغفرة فلا تتجرئي على دوره ولا تسيئي الظن بالكريم, ادعيه دائما ليصلح شأنك وواظبي على عبادته, ألا تعرفين الحديث القدسي بأن العبد من كثرة ما أخطأ واستغفر ضاقت الملائكة به فحبسوا دعائه فسأل رب العالمين فقالوا انه يخطئ ويعود فيتوب ليعود فيخطئ فلا يستحق الغفران فأجاب جل علاه بأنه عبده خلقه وهو أولى به ويكفي أن العبد قد عرف أنه أخطأ وأن له ربا يغفر فهل ترين أن هذا الكرم قد يضيق بأخطائك التي سترها الله عليك؟؟ وستر الله عليك هو من رضاه سبحانه الكريم.
أعتقد أن أختك تعاني أكثر من الاكتئاب إذا كانت لديها هلاوس سمعية أو بصرية ولكنها ليست وحدها فأنت مكتئبة وأنصحك بنيتي بمراجعة طبيب نفسي في أقرب فرصة فلا معنى أن تعيشي الحياة تحزنين على حادثة بسيطة جرت وأنت في التاسعة أو العاشرة ومرت بسلام وإن عرف عنها كل البشر. انظري أمامك ليس الميت من لا أهل له الميت من لا هدف له في الحياة والفرق بين الميت والحي هو العمل فاعملي على تغيير ما يضايقك.
معذورة أنت لما تشعرين من ضيق وغم بسبب ظروف تنشئتك التي لم تسمح تحقق بيئة مناسبة للنمو النفسي الانفعالي السليم ولكن يجب أن تعي الجملة التالية جيدا "تشير الدراسات وتؤكد على أثر الظروف البيئية الحارمة في ظهور أشكال مختلفة من الاضطرابات ولكن هذا التأثير ليس حتميا" أي أنك تستطيعين تجاوز كل الخبرات التي مررت بها لتبدئي حياتك من جديد بالطريقة والأسلوب الذي يقنعك ويرضي رب العالمين فلا يفيد البكاء على اللبن المسكوب.
حال المؤمن كله خير إن أصابه خير وشكر كانت له الجنة وإن أصابه شر فصبر كانت له الجنة ولم يكن هذا الخير كله إلا للمؤمن فالخير والشر هما الامتحان في الدنيا والإجابة بالصبر والشكر وهما طريقان متوازيان للجنة فلا تحزني على أختك ولا على أخوتك ولا حتى على نفسك فالشعور الدائم بالأسى والشفقة على الذات لن يترك لك فرصة للعمل.
تدبري الحديث الشريف بأن المؤمنين أشد ابتلاء وأن الله ليقدر للعبد منزلة لا يبلغها بعمله فيبتليه ليصبر ليبلغ ما قدر له رب العالمين, تذكري أن رب العالمين حين خلق الرحمة جعلها على مئة جزء أنزل منها جزء واستبقى تسعة وتسعون جزء, تذكري أن رب العالمين لا يبتلينا إلا لخيرنا فمنا من يصلحه الغنى ومنا من يصلحه الفقر.
اشغلي نفسك بقراءة كتب السيرة والصحابة والسير الذاتية لتتأكدي أن ما من حياة تخلو من صفحات مظلمة. اطلبي المساعدة المتخصصة بأسرع ما يمكنك فما كلماتي إلا مسكن لألمك لن يعالجه مع دعائي بأن يفرج الله همك ويشرح صدرك ويعوضك وأهلك عما فات خيرا في الدنيا والآخرة.