الطب النفسي ونظرنه التربوية..!؟
بسم الله الرحمن الرحيم.! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.!
أوجه رسالتي للدكتور/ وائل وذلك لأنني سبق أن استشرته من قبل على موقع الأضواء، لقد أرسلت لك منذ عامين وكنت حينها في الثانوية العامة وكانت تتضمن سؤالين:
1-ما الفرق بين دراسة علم النفس في كليات الطب وكلية الآداب.
2-أيهما أنسب بالنسبة لهدفي وهو "الدمج بين التنمية البشرية وعلم النفس الحديث والنموذج النبوي في التربية" والحم دلله كانت إجابتك دافعا ومشجعا فبعد أن كان هذا حلما في الخيال سعيت بعدها أن أبحث فيه وأسال المتخصصين وأنا مازلت في سعيي حتى أنتهي إلى صياغة رؤيتي الواضحة للهدف الذي ننشده .
لقد اخترت طريق كلية الطب بدلا عن التربية وبعد الاستخارة واستشارة والدتي ومخالطتي لطلبة تربية وجدت ميلي للطب النفسي وأن مدخله للتنمية البشرية والتربية أفضل من كليات التربية ذلك لأني أرى أن هذه الكليات لا تثمر ما ينبغي أن تثمره على النشء ولا نرى أثرا لها فعالا أي أن عجلة التغيير فيه ستكون صعبة جدا كما أني لاحظت انه من السهل أن تجد بين طلبة الطب من لديهم نفس الهدف "التركيز على الجيل الجديد" ويضيفون إليه الهمة العالية والإرادة لتحقيقه وهذا ما لم المسه بين طلبة كلية التربية.
وبعد أن قضيت نصف العام في كلية الطب أعود لأسال من جديد :
1-ما الذي ينبغي علي أن أفعله طوال الست سنوات من الدراسة !!! الكل يشهد أنها صعبة خاصة وأني إن شاء الله أرمي إلى التفوق فيها، أعني انه لابد أن أسير في هدفي خطوات لا أكون كمن طمع للنجوم فظل ينظر إليها حتى أخلد إلى النوم، مع إدراكي بأهمية التفرغ لدراستي أولا وأخر هل اكتفي بالاطلاع على الجديد والقراءة ؟؟؟؟ أو ما هي الكتب التي تقترح علي الإفادة منها .
2-بأي طريقة ينظر الطب النفسي إلى التربية هل مجرد معالجة السلوك المرضي للأطفال أم أن مفهومه أوسع,وماذا عن التنمية البشرية لماذا لا أرى لها صدى من اهتماماتكم أليست هي من أفرع علم النفس الحديث ولماذا لا تدرس في أحد كلياتنا أو أي مؤسسة أكاديمية في مصر هل ينبغي لكل من يريد التخصص فيها السفر للدراسة في الخارج أم يكتفي بالدورات المقامة هنا في مراكز التنمية البشرية, أريد أن أعرف المزيد عنها أريد أيضا الكتب التي ألجأ إليها للتعريف بمدخل هذا العلم ونشأته
أريد لفت النظر أنني احضر دورات للتنمية البشرية وجميع من يحاضرون فيها إما أطباء بشريين أو من ليس لهم عمل بالطب أصلا أي أن المحاضرين أنفسهم لم يتلقوا دراسة أكاديمية بل اعتمدوا على الدورات.
3- أريد أي وسيلة للاتصال ب (لمى) كاتبة (قصة نجاح أخبار مفرحة) أرى أن لديها نفس هدفي كما أنها أشعرتني بمدى تكاسلي ونومي وأن هناك من يبذلون ويقدمون الكثير وأنا لم أنجز شيئا حتى الآن كما أني أريد الاحتكاك بالمتميزين لعلي أنال بصحبتهم شرفا وعلما أنتظر آراء كل من اطلع على موضوعي أن أتسع وقته فأنتم فريق عمل رائع وأنا أحلم يوما أن أكون معكم لعلي ارتقي وأكون منكم
رزقنا الله وإياكم الإخلاص.!. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.!.!
ابنتكم سهيلة.!
29/1/2006
رد المستشار
أهلاً بك يا "سهيلة", وها هي ذي لمى كاتبة قصة نجاح, أخبار مفرحة ترد عليك بنفسها..
وأسأل الله تعالى أن يعينك لتحقيق كل أحلامك, وأن يعينني لأستطيع إفادتك بما تسألين عنه..
وشكراً لأنك أخبرتني أن قصت نجاحي ألهبت حماسك, فجزاك الله كل خير, والحمد لله أن جعلني من عباده الذين هم للمتقين إماما .. وأسأله أن يديم نعمته هذه علي ولا يحرمني منها بأخطائي وعثراتي..
بالنسبة إلى سؤالك:
أيهما أقرب للتنمية البشرية, علم النفس أم الطب النفسي, المجالين يصلحان, ولكل منهما جمهوره وطريقته, فمجال الطب النفسي تستطيعين التوجه فيه بالخطاب إلى المربين سواء والدين أو مدرسين وهذا سينعكس بالتالي على النشء الجديد الذي تريدين التأثير فيه ,ولهذا مصداق واقعي فعلى سبيل المثال تجدين الدكتور عمرو أبو خليل ناشط رائع في هذا المجال .. وبما أنك اخترت الفرع الذي ارتاحت له نفسك بعد الاستخارة والاستشارة فبالتأكيد سيكون هو الخير في حقك . فأعانك الله على تحقيق كل أحلامك.
وهذه بعض الروابط لاستشارات سابقة تتحدث عن علم النفس والطب النفسي قد تفيدين منها بما قصّرت به هنا:
دراسات عليا في علم النفس
أريد أن أكون طبيب نفسي
فتاة مسلمة بين الطب وعلم النفس
الطب أم علم النفس: بعيدا عن الرجال
الطب أم علم النفس: بعيدا عن الرجال-متابعة
أحب علم النفس وأريد دراسته
علم النفس: معلومات وفرص عمل
صراع الإقدام الإقدام: إنجليزي أم علم نفس ؟وأما ما تقولينه من أنك رأيت أن كليات التربية لا تثمر مع الجيل الناشئ شيئاً, فالعيب ليس فيها, بل في الكوادر البشرية التي تتخرج منها والتي تُخرّج منها.. فمن يمكن أن يكون أكثر تأثيرا من المدرسً في حياة الناشئة ؟!؟!
وأنت بعملك المستقبلي في مجال الطب النفسي تستطيعين أن تقتحمي مجال الكوادر البشرية من المربين سواء والدين أو مدرسين لتدريبهم وتعليمهم مما ينعكس على النشء والجيل الجديد.. وأما ما يجب أن تفعليه طوال سنوات دراستك الجامعية, فالدراسة الجامعية يجب أن تأتي أولاً, وفي أوقات الفراغ اطلعي وتابعي مجالات التربية والأسرة والتنمية البشرية, وتدرّبي فعلاً عليها, تدرّبي أنت شخصياً, وتدرّبي على أن تكوني مدرّبة لغيرك أيضاً .. وأقترح أن تبدئي على نطاق صديقاتك اللواتي يشاركنك اهتمامك, أو مجموعة من أطفال العائلة .. وهكذا .. والتربية هي ليست مجرد تعديل السلوك الخاطئ للطفل, بل هي زرع للقيم والمبادئ والأفكار في نفسه بالوسائل المتنوعة والمناسبة مما يحقق التأثير فيه, وللطب النفسي دور في هذه التربية فهو القادر على علاج الحالات المرضية والمضطربة للأطفال والناجمة عن سوء التربية أو عن مشاكل صحية واستعدادات مرضية لديهم ..ونحن على هذا الموقع نهتم بالتنمية البشرية, راجعي باب المقالات وستجدين الكثير منها, وأما لماذا لا تدرس في الكليات فهذا ما لا أستطيع التحدث فيه لأنني لا أعرفه. حتى الآن طريقة الحصول على التنمية البشرية هي من خلال مراكز الدورات التي تقدمها, فتابعيها لتحصلي على الجديد أول بأول ولا تأتي بعد ست سنوات فيكون الركب قد سبقك بكثير....
وأما عن الكتب التي تتحدث عن نشأة هذا العلم, فأنا شخصياً ليس لدي اطلاع, وهنا أطلب ممن يعرفون شيئاً عن هذا الموضوع أن يشاركونا بمعرفتهم..
شكراً يا سهيلة على دعواتك الرقيقة وعلى إطرائك, وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك وأن يرزقنا الإخلاص وأن يستعملنا ولا يستبدلنا.. وأن ينصر بنا دينه حتى نكون ممن يباهي بهم ملائكته آمين..
ولا تنسي أن تشاركينا بتجاربك وآرائك..وأن تتابعينا بأخبارك....