المشكلة الآن أنني دخلت الجامعة وكل ما أري رجل أشعر بالحرمان أكثر وأبكي حتى في المحاضرات، أريد أتساعدونني كيف أتخلص من مشاعري أريد دائما أ{يد حضن والرجل كيف أنظر إليه بأنه عادي لا أستطيع أكلم رجل أخاف مشاعري تفضحني لا أستطيع السيطرة، عليها أنا جميله جدا البنات تحب تري وجهي فما بالك الرجال حتى عندما يناديني، الدكتور آخذ أكثر من بنت حتى أتخلص من ارتباكي لكن أن كنت لوجدي معاه أخاف أشعر بأني أريد ألمسه بيدي وأحضنه ذهبت لأخصائيه قالت لي عادي أنت أنثي لما تزوجين، سوف تنحل المشكلة وذهبت لأخصائيه أخري وقالت نفس الشيء وإذا ما تزوجت ماذا، أفعل عمري 20 سنة ومطلقة مرتين مشكلتي بدأت من البلوغ لكنها ازدادت كثيرا ، كثيرا بعد زواجي ثم زادت كثيرا بعد دخولي الجامعة
ابن خالتي يحبني، كثيرا عندما كان عمري 15 سنة قال لي أنت أجمل بنت في الدنيا وحضني بحنان وحب، وقبل رأسي كان عمره 16سنة وهذا الموضوع حدث ثلاث مرات حضن فقط هل هذا الموضوع هو السبب
رد المستشار
الأخت الفاضلة/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .أشكرك على صبرك وأحترم معاناتك عندما راجعت مشكلتك رأيت أن العرض الرئيسي الذي تعانين منه يترجم علميا بالمخاوف الوسواسية (obsessive phobia) بطبيعة الحال لم تتحدثي كثيرا عن وصف لنفسك ولا للظرف الاجتماعية والمعيشية التي نشأت فيها إلا ما ذكرته عن علاقتك بوالدك "والدي توفي وعمري 5 سنوات ولم أشبع منه وهذا الأمر عذبني كثيرا وجعلني أحب الرجل كثيرا".
ومن الناحية النفسية فللوالد دور مهم في حياة الطفل وخصوصا الأنثى ومن الأدوار المهمة التي يقوم بها الأب والتي تساعد على النمو النفسي للأنثى:
1. يسهم في شعور البنات بأدوارهن الجنسية ويساعد في نمو مفهوم الذات الأنثوي الإيجابي وتعلمها ما يجب أن يكون عليه سلوكها والطريقة التي تتعامل بها مع زوج المستقبل، فتقبل الأب لابنته كأنثى يسهل تقبلها لنفسها، وهذا يساعدها بصورة أفضل على تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي.
2. حنان الأب يجنب الطفل عوامل القلق أو الخوف أو العدوان، ويزيد من شعوره بالثقة بالنفس وتقدير الذات، بناء على شعوره بعاطفة أبيه والثناء عليه وتشجيعه لسلوكه، وتقويم أخطائه في حب.
3. ويلعب الأب دورًا كبيرًا في تكوين الذات العليا أو الضمير، بناء على درجة استيعاب الطفل لشخصية الأب واندماجه معه، وتعتبر صورة الواجبات الاجتماعية التي يتلقاها الطفل عن أبيه أول صورة للنظام الاجتماعي يواجهها الطفل، ويكيف نفسه معها.
4. كما يؤثر غياب الأب على النمو العقل للطفل، إذ وجد أن غياب الأب عن الأسرة، ولو كان هذا الغياب جزئيًا لفترة قصيرة، من شأنه أن يؤثر تأثيرًا سيئًا على النمو العقلي للطفل من سن الثانية حتى السادسة.
ولهذه الأسباب ولحساسية خاصة في تكوينك تأثر النمو النفسي لديك فانشغل ذهنك كثيرا في البحث عن هذا الأب المفقود فوجدته في خيالك وزادت فترات أحلام اليقظة لديك وأطلقت لنفسك العنان دون ما مشارك أو رقيب واختفى عنك حتى دور الأم – عن غير قصد- التي قد تعوض ولو لدرجة متواضعة لهذا الفقد. وكان ذلك أثناء فترة من الفترات العصيبة في تاريخ النمو الفردي ألا وهى فترة المراهقة والتي تتميز بتدفق براكين النمو البيولوجي والنفسي والاجتماعي. ووصل الحدث لدرجة مرضية فرسبت في الثانوية العامة مرتين متتاليتين وبزغ الحل ولكن "كمن يستجير من الرمداء بالنار" فعرضت على والدتك الارتباط والزواج السريع في عجلة دون ما روية ظنا منك أنه الخلاص ثم تمر هذه الخبرة بدون توفيق وتتكرر الخبرة مرة أخرى وتحسب عليك فتقولين "ماذا أفعل عمري 20 سنة ومطلقة مرتين مشكلتي بدأت من البلوغ لكنها ازدادت كثيرا بعد زواجي".
إذا فما الحل هل نوافقك على قولك "ساعدني أكره الرجل أريد أشوه صورته في خيالي" فرأى أن هذا خطأ أيضا جسيم ومن له قلب يفقه به أو عين يبصر بها لا يوافقك تماما على هذا الرأي ولكن نحاول مساعدتك في العلاج والمتداوى من أدران نفسك حتى تصبحي إنسانة متمتعة بصحة نفسية جيدة –بتواضع- وكما أسلفت أنك تعانين من مخاوف وسواسية وعلاجها بسيط مع وجود معالج وتحتاجين لبعض العلاجات النفسية كالعلاج النفسي البصيري والعلاج السلوكي وأوافقك تماما على الالتزام بالعبادات وخصوصا الوضوء لكل صلاه والصلاة في مواقيتها والإكثار من الصيام وذكر الله واعتبار ذلك جزء لا يتجزأ من العلاج.
وبالنسبة لاختيار المعالج فأرشح أن يعالجك رجل وليس امرأة وهذا قد يحل مشكلتك بطريقة أفضل وأوقع ويأخذ بيدك ويساعدك على التعامل مع الجنس الآخر بدون مشاكل ولا حساسيات "وخير حل للمشاكل مواجهتها". أليس كذلك.....؟
وأخيرا يا صغيرتي فقد أعلنت عن دور الرجل في حياتك فقلت " أشعر أنني بحاجه لرجل يحضنني ويلمسني ولا يتركني لحظة واحدة ويشاركني حياتي الصغيرة قبل الكبيرة الرجل يعني لي كثيرا فهو الأب والزوج والحنان والدفء والأمل والمستقبل والحماية والسكن والمودة والرحمة".
وهذا كلام طيب وأميل للمثالية والحاجة الذاتية ولكن لكي تصبح العلاقة بين الرجل والمرأة ناضجة وواقعية فكلاهما يحتاج للآتي:
1. فهي تحتاج الرعاية وهو يحتاج الثقة
2. وتحتاج التفهم وهو يحتاج التقبل
3. وتحتاج الاحترام وهو يحتاج التقدير
4. وتحتاج الإخلاص وهو يحتاج الإعجاب
5. وتحتاج التصديق وهو يحتاج الاستحسان
6. وتحتاج الطمأنينة وهو يحتاج التشجيع
وأخيرا أدعو الله أن ينير لك الطريق مع التواصل للاطمئنان عليك.