أحبها .. هل ستبقى كذلك ؟؟؟
بحبها لكن ظروفي لا تسمح
هذه مشاركة من الأستاذة أميرة بدران في مشكلة أحبها .. هل ستبقى كذلك ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا شاب عندي 18 سنة وسوف أكمل 19 عام بعد حوالي 4 شهور, متدين وعلى خلق والجميع يشهد لي بذلك, متفوق في دراستي منذ صغري, وها أنا قد اجتزت الثانوية العامة بمجموع كبير لم أكن أحلم به قط وحققت ما تمناه والدي والتحقت بكلية الصيدلة ونجحت في السنة الإعدادية بتقدير جيد جدا على الرغم من أن الدراسة في الكلية باللغة الإنجليزية ودراستي قبل ذلك كانت باللغة العربية.
نشأت في أسرة متوسطة الحال تتكون من أب يعمل بشركة مقاولات معروفة دخله ليس كبير بالقدر الذي يحقق لنا طموحاتنا الزائدة وأم عظيمة تحاول أن تلبي لنا كل احتياجاتنا (بالطبع في حدود المعقول) والذي يتناسب مع إمكانياتنا, أخت تكبرني بعامين, وأخ يصغرني بعشرة أعوام.
في بداية هذا العام أخذت أتردد على الكلية قبل بدء الدراسة بحوالي أسبوعين تعرفت على أشخاص كثيرين ومن ثم اندمجت في أنشطة الكلية وحققت نجاحا باهرا وسريعا في مجال الكمبيوتر وصنع أفلام الجرافيك وعمل الإعلانات عن أشياء كثيرة للكلية, ومن بين هؤلاء الذين تعرفت عليهم بنت جميلة جدا ورقيقة جدا, ومحترمة جدا ومتحضرة جدا في تعاملاتها مع الآخرين من الجنسين, هي تكبرني بخمسة شهور فقط ولكنها تسبقني بعام كامل في الدراسة.
في البداية أحسست بانجذاب ناحيتها هذا الإحساس بدأ يتزايد شيئا فشيئا, حتى حدث وأن وقع أحد أصدقائي في الكلية في مشكلة صحية وتم حجزه في المستشفى وهو من أسرة مستواها المادي ضعيف, فحكيت الموضوع لأمي فتعاطفت معه واقترحت على أن أقدم له مبلغا من المال على سبيل المساعدة وأعطتني مبلغا من المال الخاص بالزكاة لديها ومن أخواتها, وعندما طلبت من أصدقائي وأصدقاء هذا الشخص الوقوف بجانبي في حملة التبرع هذه لم يسمع أحد ندائي سواها رغم أنها لا تعرفه لأنها تسبقنا بعام كما ذكرت سابقا وأخذت تساعدني حتى جمعنا مبلغ كبير لم أكن أحلم بتكوين ربعه والفضل يرجع لها بعد الله سبحانه وتعالى, كما أنها تجمع مبالغ من المال وتقدمها كمساعدات لدور الأيتام ومستشفيات الأطفال الحكومية لمساعدة أهالي المرضى.
ومن هنا بدأت تكبر في نظري أكثر وأكثر وبدأت أشعر بحبها يغزو قلبي بشدة وكان ذلك واضح في تعاملي معها وطريقة كلامي لها, ثم جلست معها ذات مرة وحكيت لها عن كل شيء في حياتي وهي أيضا أخذت تحكي لي عن حياتها وأنها ولدت وتربت في السعودية حيث كان يعمل والدها هناك, ومن هنا عرفت أن مستواهم المادي أعلى منا بمراحل ثم أخذت تحكي لي عن علاقاتها بأصدقائها من الجنسين وحكت لي عن قصة صدمتني وهي أنها ذات مرة تلقت مكالمة هاتفية على الموبايل من رقم خاطئ تم أخذ صاحب هذا الرقم يتصل بها مرارا وتكرارا ويصف لها كم هو منجذب إليها حتى بدأت تضعف تم تلاقت معه ورأته ورآها وطلب منها أن يتقدم لخطبتها فحكت لوالدتها ولكنها رفضت فرفضت هي الأخرى وأخبرته بذلك, ثم أخبرتني أن هناك أرقام غريبة تتصل بها ولا أحد يرد وهي تشك أنه ذلك الشخص يتصل فقط ليسمع صوتها فكان يحبها حبا شديدا.
في البداية غضبت منها بشدة, ولكن تعاملها معي في مواقف كثيرة غيرت من رأيي فيها وزادتني حبا لها وجعلتني أتغاضى عن هذا الموقف لعدة أسباب:
1- حياتها في السعودية لمدة طويلة قد تكون سببت لها نوع من أنواع الكبت حيث أنها لم تصادق أي أشخاص هناك وهذا هو سبب انفتاحها في علاقاتها وكثرة أصدقائها.
2- والدها شخص عصبي جدا ومتزمت جدا وهذا أيضا قد يكون أثر عليها بالسلب.
ولكني أحببتها جدا جدا هذه ليست مشاعر مراهقة فلقد تأكدت تماما من مشاعري ومن صدقها وحقيقتها فأنا أود فعلا الارتباط بها ولكن هناك عدة مشاكل تواجه ارتباطي بها وهي:
1- فارق السن وعلى الرغم من أنه عام واحد إلا أنني ولد ولي جيش قد يمتد لثلاثة سنوات كضابط احتياط.
2- الفارق الاجتماعي(المادي) بيننا وسوء معاملة والدها والذي قد يطلب منى أشياء قد لا أستطيع تحقيقها في بداية حياتي.
3- الموضوع الذي حدث لها عن طريق التليفون والذي حكيته من قبل.
ولكن كل الذي أعرفه أنني أحبها بشدة فأنا لا أكف عن التفكير فيها لحظة واحدة دائما في خيالي حتى أنني قد أظل متطلعا لصورتها على جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة وأنني قد بكيت عندما تخيلت أنه قد يأتي اليوم الذي لا أراها فيه وتنتهي علاقتي بها إلى الأبد، والسؤال يكمن هنا:
هل أكمل في هذا الموضوع؟
هل من حقي أن أحلم بها أم أن هذا الحلم مكتوب عليه الفشل؟
هل أصارحها بحبي هذا وأطلب منها أن تنتظرني لمدة لا تقل عن 4-5 سنوات بعد تخرجها أم أن هذا يعتبر أنانية من ناحيتي؟ هل موقفي من موضوع التليفون صحيح أم خاطئ؟
أرجو الرد على تلك المشكلة المعقدة وإرسال الرد على الإيميل الخاص بي:
…….@hotmail.com
…………..@yahoo.com
(أرجو عدم نشر إيميلاتي)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
13/01/2006
رد المستشار
أشعر بنبضات قلبك الصغير يا ولدي... فما أجمل ما يتذوقه القلب من مشاعر حين يحب...
ولكن تمر المشاعر باختبارات كثيرة لتثبت حقا أنها جادة حقيقية ولا أقصد هنا فورة الإحساس أو الرغبة في القرب من المحبوب ولكن هناك اختبارات حقيقية منها اختبار الزمن ومنها أيضا اختبار تحمل ما نكره ومقاومة ما نحب!!! وأنت تتعرض لهما الآن وقبل أن نفكر معا ماذا سنفعل أردت أن أهمس إليك بعدة همسات لتراجع نفسك فيها.
1- كل ما ذكرته عن محبوبتك خلق عام صفات عامة حقا جذابة... جميلة... ولا تتوافر كثيرا في كل من حولنا لكنها لازالت خلقا عاما نحبه ونتمنى وجوده بيننا دوما وحين تعرضت لصفات خاصة بها تأثرت كثيرا وأخذت تحلل وتصول وتجول فأرجو أن تهتم أكثر بصفاتها الشخصية لأنها هي الصفات التي ستتعايش فعلا معها حين تقرر الارتباط.
2- تحدثت عن حبك أنت لها ولكن لم تذكر لنا كيف الحال عندها هي؟
3- الفارق الاجتماعي... رغم ثقتي بأنك ستكون ناجحا علميا وعمليا وماديا كذلك ولو بعد حين -وهذه حقيقة- إلا أن هناك دوما بعدا خفيا يخلقه الفارق الاجتماعي والذي لا أعني به كثرة المال ووفرته ولكن ما يترتب عليه من أسلوب ممارسة الحياة بدءا من طريقة الملبس ونوعيته، المأكل، أماكن التردد، طريقة التفكير، التعامل مع المال، نوعية المسكن وموقعه، المدارس التي سيتعلم فيها الأبناء وهكذا، فكلما كان الفارق الاجتماعي "الخفي" قريبا حتى وإن قل المال لسبب أو لفترة نضمن للزواج استمرار نجاحه حين نراعي باقي الجوانب الأخرى.
4- أي فارق سن هذا الذي تتحدث عنه فالمرء يا ولدي بذاته وشخصه فكم من رجل كبير السن يساوي صفرا وكم من امرأة صغيرة السن ولكنها تعي تحمل المسئولية وحسن التصرف ووضوح الفكر والعكس كذلك صحيح.
5- تلمست بين سطورك صيغة مبالغة أخشى أن تكون قد تسربت من كلماتك لمشاعرك فهل أنا على صواب؟
طموحاتنا الزائدة، أم عظيمه، جميله جدا، رقيقه جدا، محترمه جدا، متحضرة جدا، مستواهم أعلى منا بمراحل...
والآن هيا نفكر سويا فيما سنفعل فحين يدهمك البرد في منزلك يكون أمامك حلان إما أن تقوم بغلق جميع النوافذ لجميع الغرف وكذلك سد الشقوق التي توجد هنا أوهناك فتضمن قدر الإمكان صعوبة دخول البرد إلى بيتك حتى يذهب البرد ويعود الدفء من جديد!!!
أو تلجأ لحل سريع وهو رفع درجات الحرارة باستخدام المدفأة ولتقاوم حرارة المدفأة برد الشتاء، ونحن كذلك أمامنا إما الحل الأول فتجنب نفسك تماما الخوض في معركة الارتباط الآن وهذا يتطلب منك تجميد علاقتك بها حتى لا يتسرب إليك ضعف أو تخاذل أو ألم فتتمكن من رؤية مستقبلك دون تشويش وفي ذلك تبعات يجب أن تعلمها أولها وأعتقد أصعبها هي العودة إلى الوراء خطوة حيث ستقف من جديد عند خطوة الزمالة أو الصداقة الطبيعية وأعلم كم هو مؤلم ولكن الحمد لله أنه ليس مستحيلا وهذا الحل ليس مظلما تماما وإنما له عدة مميزات منها:
الاختبار الحقيقي لمشاعركما فأنتما مازلتما صغيرين والتغيير وارد فقد يحدث وتتغير مشاعرك نحوها أو العكس فمن منا يدري ما يحمله الغد؟ وكذلك ستحقق تركيزا أشد في دراستك وتخطيطك لمستقبلك فسوف يكون هناك هدف تسعى له فلن تضيع وقتك فيما لا يفيد كمن في سنك فنحن نتحدث عن 5 سنوات على الأقل وقد يصلوا لـ 8 سنوات حتى يحين الارتباط (وربنا ما يحرمنا من الجيش)، والحل الثاني هو التصرف الفوري من الآن وفيه ستتحدث مع أهلك أنك ترغب في الارتباط وكذلك هي على أن يكون الكلام واضح تماما بأنكما ستنتظران حتى يحين الوقت المناسب وستقدم لنفسك قبل اهلك وأهلها خطة ذات ملامح بشكل ما وذلك الحل سيكون من تبعاته تحمل مسؤوليه حقيقي واختبار لمشاعرها ورغبتها الحقيقية في الارتباط بك ومن مميزاته الوضوح ومباركة الأهل وتعميق العلاقة وهذا الحل رغم أنه يعطي بانطباع الفانتازيا إلا أنه يحدث في الواقع.
يبقي لدي أن أذكرك بأمر سواء اخترت غلق النوافذ أو المدفأة أن الحب الحقيقي حب "مسؤول" ليس فقط اشتياقا للحبيب أو سعادة عند لقائه والائتناس بالحديث إليه فهو شعور يدفعك دفعا للعمل وكلمات تصدق عندما تؤكد بالأفعال فهناك رباط وعهد يجمع بين اثنين حيث يقوم كل طرف فيه بمسؤولياته تجاه الآخر وتجاه الحب نفسه مع الصبر على عيوب شريكه ونقائصه!! لا تبخل علي بالمتابعة لأطمئن عليك.