الزواج من مطلقة
العشق والجنس
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخوة الاستشاريين الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا في الحقيقة مشاكلي كثيرة وكبيرة نفسية واقتصادية وثالثتها ما وقعت فيه من العشق لامرأة هيمنت على عقلي وقلبي، وأنا بصراحة بعثت إليكم في السابق استشارة سابقة في الزواج من مطلقة ولها طفلين، وهذه المرأة هي التي وقعت في عشقها وغرامها، وتنتابني تجاهها مشاعر كثيرة مؤلمة وهي أنني أعشقها وأرغب فيها بشدة ولكنها مطلقة ولها طفلان وتكبرني بعام ونصف فأنا في 35 من العمر وهي في 36 أو 37 من العمر وهي زميلتي في العمل وأنا أراها كل يوم تقريبا في غير خلوة بل أمام جميع الناس، ورؤيتي لها يوميا تقريبا لسببين الأول طبعا حبي لها، والثاني أنني مرتبط من ناحية العمل بها فأنا أرجع معاملاتي كلها عندها هي، فهي أعلى مني في السلم الوظيفي، المهم في الموضوع أنني وقعت في عشقها وبصراحة شديدة أرغب جدا في معاشرتها ولكن بالطريق بالحلال وهو الزواج.
ومن المشاعر التي تنتابني ناحيتها أنني أشعر بالذنب تجاهها لأنني تسببت في أن تحبني هي أيضا وأشعر شعورا قاسيا بالحرمان منها وأيضا أشعر بحرمانها مما يحق لها أن تتمتع به وخاصة أنها مازالت في سن المتعة، وأنتم تعلمون جيدا أن الله عز وجل ركز فينا هذه الشهوة الجبارة ولكن نحن الشباب وخاصة في البلاد العربية حرمنا من أبسط حقوقنا الإنسانية وهي السكن والزواج والبيت وحياة كريمة، وأقصد بالحياة الكريمة التي تتوفر فيها الضروريات وهي الأكل والشرب والمسكن والملبس والجنس وهي الحاجات البيولوجية الأولية التي من حق كل إنسان.
المهم أنا أفكر في الزواج منها حتى أخرج من حالتي التي أعانيها من حرمان وفتنة وأعف نفسي وأعفها هي، فإذا لم يكن سبيل إليها بالحلال فكيف أتعامل مع مشاعري ورغبتي الشديدة فيها، وخاصة شعوري أنها تعاني من الحرمان العاطفي والجنسي مع أنني أعلم أنني لست المسئول عن مأساتها ولكن هو شعور بالرحمة مع الحب.
أنا يا سادة في معاناة ولا أعلم كيف الخروج منها، هل أتزوجها وليكن ما يكون ولأضرب بنظرة المجتمع عرض الحائط خاصة إذا كان زواجي منها ليس في شرع الله ما يحرمه، وهل يا ترى سأندم بعد سنوات من زواجي منها لأنني ربما اضطررت بالزواج من أمرة أخرى لأنني الآن في قرارة نفسي ومن أعماقي أقول أنني لن أندم أبدا ولكن يقال أن الحياة بعد الزواج بمسؤولياتها ومشاكلها لها منطق آخر، المهم في الحالتين كيف أتصرف أنا في قلق شديد ولفترة طويلة لم أستطع حسم هذا الأمر.
أرجو المساعدة، وشكرا جزيلا،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
13/04/2006
رد المستشار
الأخ الكريم: أهلا ومرحبا بك صديقا لموقعكم هذا الذي ينمو بفضل ثقتكم فيه.
مشكلتك أنك تحب هذه المرأة المطلقة وأم الطفلين، ولكنك حائر بين قلبك ومشاعرك ورغباتك من ناحية وبين المجتمع ونظرته من ناحية أخرى، من المسلم به في ديننا أن للمطلقة الحق في أن تتزوج وتعيش حياتها مع الإنسان الذي يختارها وترتضيه زوجا لها، وأنت تحب هذه المرأة بشدة ولا تتخيل نفسك بعيدا عنها، ولكنني في البداية أود أن أسألك عدة أسئلة لابد أن تجيب أنت عليها ولن يجيب عنها غيرك:
هل حبك لها سيمنحك القوة والشجاعة لمواجهة المجتمع باختيارك؟ ما موقف أهلك من هذا الزواج؟ وما هي الآليات التي سوف تستخدمها لإقناعهم باختيارك إن كانوا رافضين أو غير مرحبين؟ هل أنت مدرك لأنك ستبدأ حياتك ومعك طفلين وأنت مطالب أن تتقي الله فيهما وأن تترك لوالدتهما الوقت الكافي لرعايتهما وتلبية احتياجاتهما؟
إذا قدر الله أن تنجب من هذه المرأة.... فكيف ستدير العلاقة بينك وبين أولادك وأولادها؟ كيف ستدير العلاقة مع والد الأطفال إن كان يريد أن يراهم أو أن يشملهم ببعض رعايته؟ بعيدا عن كون هذه المرأة مطلقة وأم وبعيدا عن كونك تحبها..... هل تعرفت على مزاياها وعيوبها..... وهل هي بالفعل الاختيار الملائم لك؟ هذه الأسئلة لن يجيب عنها غيرك ففكر فيها بروية وأجب عنها بكل صدق وحينها ستدرك في أي اتجاه تسير.
فإما أن تسير في اتجاه الزواج من هذه المرأة مع إدراكك لكافة الصعوبات والعوائق التي يمكن أن تعترض طريقك، وإما أن لا تجد في نفسك القدرة على أعباء هذه الزيجة، وحينها لابد من أن تسعى جاهدا لقطع علاقتك بها.... مع التركيز على ما فيها من عيوب حتى تتمكن من نسيانها ونزع حبها من قلبك.
أخي الكريم: خلاصة الأمر أن زواجك بها يمكن أن يكون مقدمة لحياة زوجية سعيدة ويمكن أن يكون بداية للعديد من المشكلات ولن يقرر غيرك.... فتروى في الأمر وأبذل جهدا لتجيب على الأسئلة السابقة بموضوعية... مع دعواتنا أن يبارك الله لك وأن يرزقك التقوى وأن يقدر لك الخير حيث كان.
ويتبع >>>>>: أهيم بالمطلقة... هل أتزوجها؟ مشاركة