مريض السكر والزواج
الأخوة الأفاضل القائمين على الموقع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خير الجزاء على جهودكم الجبارة التي تقومون بها في سبيل خدمة مجتمعنا الإسلامي.
أنا من المتابعين الدائمين لموقعكم وموقع إسلام أون لاين منذ البداية، وأجده حقاًٌ لكم علي أن أشكركم على هذه الخدمة المميزة التي كانت سببا في الإجابة على الكثير من أسئلتي وتغير الكثير في حياتي؛ خاصة لأني بدأت بمتابعة إجاباتكم منذ سن صغير (14 سنة)،فكان موقع إسلام أون لاين ثم موقعكم مصدرا أساسيا لي من مصادر ثقافتي. وفقكم الله وجزاكم خيرا.
مشكلتي ليست بمشكلة كبيرة، إنما هي استشارة طبية نفسية، آمل أن أجد عندكم إجابة شافية عليها. لقد تقدم لخطبتي رجل ذا خلق ودين، ومن مركز اجتماعي مرموق... بالأحرى لا أجد فيه عيبا سوى أنه مبتلى منذ الصغر بداء السكر، ولقد كنت سمعت سابقا أن نسبة كبيرة من مرضى السكري يعانون من ضعف جنسي كبير، وأنه ليس لديهم القدرة على إتمام العملية الجنسية بطريقة طبيعية، وأن سببا كبيرا في ذلك يعود لوضعهم النفسي وخوفهم من الفشل.
أنا بصراحة معجبة بذلك الرجل ولكن هذا الأمر يؤرقني جدا.. فما هي برأيكم الطريقة المثلى للتحاور قبل الزواج لتخطي هذه العقبة؟ وإذا ما حدث وتم الزواج ما هي الوسيلة التي يمكنني بها أن أجعله يثق في نفسه ويتعايش مع مرضه فيما يخص الناحية الجنسية؟
أشكركم جزيل الشكر، وتقبلوا فائق احترامي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
14/4/2006
رد المستشار
الأخت الطيبة "فاطمة"؛
لا ننكر أن نسبة ليست بالقليلة من مرضى السكري يعانون من الضعف الجنسي، لكن تقريبا كل هذه النسبة غير ملتزم على علاجاته وتاركا نسبة السكر تعلو كل يوم حتى تصل إلى حد معين، هو الذي يسبب التهابات بالأعصاب الطرفية ومنها الأعصاب الحسية والحركية المتعلقين بالوظائف الجنسية.
أما المرضى الذين يكتشفون مرضهم مبكرا ويتعاملون مع المرض بمرونة ورضا، هؤلاء المرضى لا تحدث بهم التهابات بالأعصاب وان حدثت تكون طفيفة ولا تعرقل العملية الجنسية. لكن السبب الآخر الأهم الذي يعرقل الجنس لدى المصابين بالسكري، انه هو نفس السبب الذي يجعل الرجل لا يشعر بلذة جنسية مع زوجته ويشعر أمامها بالعجز بينما هو كالرهوان إن داعبت مخيلته صورة لامرأة هيفاء تعجرم رجولته وتداعبها.
هذا الملل الزوجي هو الذي يوحى إلى معظم الأزواج ولا سيما المصابين بمرض السكري أنهم عاجزون جنسيا. وربما لأنهم يخشون الفشل والنقص في رجولتهم، إن كانت الرجولة تكتال بالقوة الجنسية في نظر زوجاتهم، أو هو نفس الملل الزوجي الذي يعجز غيرهم من الأزواج الأصحاء.
أيتها الأخت الطيبة؛
إن مرض السكري الذي يعانى منه صاحبك ليس مهملا وصاحبك يداوى نفسه ويتقبل الأمر برضا وطاعة لقضاء الله، لذا لا تخشى عليه من السكري قدر خشيتك أن ينتابه الملل الزوجي كما انتاب غيره من الأزواج، وأصبح يرى الجنس المنزلي روتينا يومي كغسل الأطباق وتشطيب المطبخ، عندها تحدث الصراعات النفسية بين إحساس الرجل أنه ما يزال رجلا يبحث عن اللذة الجنسية التي لم يعد يصادفها في بيته من ناحية، وبين خوفه من الوقوع بالحرام من ناحية أخرى، عندها فالرجل الخائف من الله يفضل الإحساس بالعجز عن الإحساس بالحرمان ويساعده على ذلك أنه يعانى من مرض كالسكري والكل يدرى أنه يعرقل الجنس ويلتمس الأعذار لمريضه.
أما النصيحة
جددي نفسك وحياتك الزوجية وأشعري زوجك أنه يأتي الفراش ليستمتع ويمتعك وليس فقط ليتخلص من الشهوة التي توقعه بالحرام، دعية يرى المنزل كما يتمنى ويراك أنت كما يحلم. ولا تنسى أن تشجعيه على أخذ الدواء ومتابعة نسبة السكر بالدم بحيث لا ترتفع ولا تبقى زمنا مرتفعة. وإن كان لكما نصيب في بعضكما، دعواتي بحياة زوجية هانئة.
واقرئي أيضًا:
النواحي العصبية والنفسية للاضطرابات الجنسية (1-3)