أخيرا.. أصبحت مطلقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعود إليكم من جديد أصدقائي, بل إخواني.. أنا صاحبة المشكلتين هارب من الخطيئة ووداعا ميثادون أعود إليكم, ولكن هذه المرة ليس من الغربة بل من وطني وبين أهلي وأحبائي.. أعود إليكم ولكنني أيضا متعبة. ومتعبة جدا... عدت إلى أهلي بعد سنة زواج أو بالأصح عذاب.. غربة ووحدة وزوج مريض.. عدت مطلقة بعد أقل من سنة..
الحمد لله.. أشعر أني مقتنعة جدا بقرار الطلاق الذي اتخذته.. يلومني الكثيرون أنني انتظرت سنة.. ولكنني مقتنعة جدا بما فعلت.. صحيح أني تعذبت سنة ولكني خرجت مقتنعة جدا وهذا سيوفر علي عذابات سنوات ربما.. لكم جزيل شكري.
فبفضلكم عرفت الكثير وفهمت الكثير.. تطلقت بعد أن رفض زوجي العلاج أو التعاون معي.. وبعد أن اكتشفت أن زوجي وللأسف مدمن.. نعم مدمن.. عرفت أنه كان يأخذ ميثادون بطرق ملتوية, دون وصفة طبيب.
يكتبه لواحدة من المريضات وهي بدورها تشتريه وتحضره له.. عندما واجهته جن جنونه.. قال أنه بحاجة لهذا الدواء بسبب ألم ظهره وأنه طبيب ومحال أن يضر نفسه.. رأيت صورته الحقيقية. رأيت هذا الشاب المحترم والطبيب الناجح. رأيت كيف تحكم حياته أقراص الميثادون و ال ليكسبرو (مضاد اكتئاب) وحتى الفاليوم أحيانا.. رأيت كيف دمرت أمريكا بفتياتها وزينتها حياتنا..
عندما استشرتكم بشأن ميثادون, لم أخبركم عن ذلك, أردت أن أعرف إن كان هناك أملا في الإقلاع عنه, وعندما جاءني الجواب شعرت أن المشكلة أكبر مني, وأن الأمر صعب جدا, خاصة وأن الإرادة ضرورية, وهي للأسف غير موجودة لديه أبدا.. بل هو يرفض الاعتراف أن الأمر وصل للإدمان أو على الأقل الاعتياد..
كان يشعرني دوما بتأنيب الضمير بشأن علاقتنا الزوجية.. ويقول أني سببت له صدمة نفسية بسبب خوفي وخجلي. كان هذا الشعور يعذبني كثيرا ..وبصراحة لا زال هذا الأمر يعذبني حتى الآن.. أيعقل أن أكون أنا السبب؟؟
سألت الكثيرات من صديقاتي وعرفت أن جميعهن كن مثلي في المرات الأولى.. أرجوكم أخبروني هل هي غلطتي.. هل أنا كنت السبب في تدمير حياتي.. ما يحيرني أن زوجي وفي كل الفترة التي مكثتها معه بعد عودتي من بلدي وهي 6 أشهر لم يقم معي علاقة زوجية وحاول فقط مرة واحدة ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت أحس بوجود علاقة غريبة تجمعه بإحدى ممرضاته وقد تأكد لي الأمر قبل طلاقي بيومين ولكن لا أدري مدى هذه العلاقة..
وقد رويت لكم في الهارب من الخطيئة كيف أن له علاقات سابقة ولكن لا أدري إن كان في وقتها يأخذ هذه الأدوية أم لا.. هذا ما يدفعني للجنون.. إذن الخطأ في أنا!! والله كان هو من يشعرني بالارتباك.. حتى عندما لا أكون مرتبكة كان يقول انظري كيف ترتجفين.. انظري كيف أنك متشنجة.
كان يقول أن رغبته الجنسية معدومة بسبب أدويته.. إذن لم كنت أستيقظ ليلا بعد شهور قليلة من زواجنا لأجده على المواقع الإباحية على الانترنت.. أرجوكم اشرحوا لي الأمر.. أعاني الآن من معظم الآثار السلبية للطلاق، تعرفون نظرة الناس بين شامت ومشفق، تعرفون الذكريات المؤلمة والشعور بالظلم كم هو صعب خاصة وأنه رفض تثبيت طلاقي بشكل رسمي في الولايات المتحدة وقال عودي إلى بلدك ووعد بأنه سيوكل أخاه لإجراء الطلاق رسميا.
وعندما عدت رفض أن يقوم بتوكيل أخيه وبالتالي علي أن ارفع دعوى تفريق وهذا الأمر قد يستغرق سنة أو سنتين في المحاكم بسبب عدم وجود وكيل له ووجوده خارج البلاد، هذا الأمر يتعبني كثيرا الآن كنت أظن أني بمجرد التنازل عن حقوقي سيتم الطلاق ولكن هيهات.
أحاول البحث عن عمل ولكن لا استطيع الآن المباشرة به بسبب العدة، خرجت من بيت زوجي الذي أحببته من كل قلبي وصبرت عليه وعلى غربتي ووحدتي وحرماني، خرجت وقد رفض أن يدفع لي حتى ثمن بطاقات الطائرة لأعود إلى وطني. عدت إلى وطني مطلقة مكسورة الخاطر بعد أن خرجت منه عروسا مبتهجة قبل أقل من سنة ولكن والله لا تدرون كم أنا راضية. أشعر أن هذا امتحان من الله, والله أشعر بالفخر لان الله اختارني له، أعلم علم اليقين أن الله قد خبأ لي غدا أفضل، وأن القادم أجمل إن شاء الله.
صحيح أني مكسورة من الداخل ولكنني أقوى، تمر بي لحظات يأس.. لا زلت اصطدم بحقيقة أني أصبحت مطلقة، إن فرصتي للزواج أصبحت قليلة وخياراتي أقل، أحزن عندما أتذكر أنني ربما لن أتزوج أبدا مرة أخرى أو قد أتزوج رجلا يكبرني كثيرا أو رجلا متزوجا وله أولاد هذا هو واقع المطلقات في مجتمعنا ولكن ثقتي بالله كبيرة جدا ربما يبدو كلامي لكم متناقضا ولكن هذه هي الصراعات التي تدور داخلي أرجوكم اخبروني ماذا افعل لأكون أقوى وأفضل ولا تنسوا أن تدعو لي أن يمن الله علي بالثبات والصبر والرضا واليقين.
وأحب أن أقول لجميع الشباب اتقوا الله فينا نحن النساء، وحذار من الغرب وبريقه الزائف ولجميع الشابات والله إن العلم سلاح بيد الفتاة.. الحمد لله أنا بشهادتي الجامعية أقوى وأقدر على مواجهة مشكلتي وعلى استئناف حياتي من جديد لكم جميعا جزيل شكري وخاصة الدكتور أحمد الموجي الذي شرفني بإجابته علي في المرات الماضية وأختي و حبيبتي الدكتورة دعاء أبو بكر التي كنت على اتصال معها من خلال دورة ا-ب فراش الزوجية على إسلام أون لاين السلام عليكم.
14/04/2006
رد المستشار
الأخت الطيبة: "حيراء"
لا تحتاري من الآن يا "حيراء"، بل لك أن تتفاءلي في الله خيرا. لقد أنقذك الله من المدمن وتصرفاته الحمقاء، ومن العاجز جنسيا وغوايات الشيطان بسيدة عزف عنها زوجها وتركها تحلو في عيون الرجال، أما عن الغربة فان النفوس العاطفية الباحثة عن الحب مثل نفسك فإنها تتألم كثيرا بعيدا عن تراب أوطانها وبعيدا عن عيون من تربت بينهم، ولا ينقذ مثلك من الغربة إلا فرط من الحنان وأنى للأخير أن يأتيك؟؟؟ وقد اختصرت كل القلوب حواليك إلى قلب تكدس بحب الخمور ومذهبات العقول.
أيتها الطيبة
أنا أظن أن حياتك قد بدأت لا انتهت، فمثل من في ثقافتك ومهنتك وقلبك الطيب أظن حظوظه من السعادة ليست قليلة، وان كانت علامات التقييم بغرض الزواج عشرة فستأخذين أنت عشرة، لأنك إن نقصت درجة في التقييم لكونك لست الآن بنتا، فستزيدين درجة لثقافتك ومهنتك وقلبك الطيب. فلا يعرفك اليأس وتعرفيه وثقي بالله خيرا، لأن الصفقة كانت خاسرة من البداية، لأنك بحاجة إلى إنسان يستوعبك ويأخذ بيدي قلبك الصغير... لا إلى إنسان يريد زوجة خبيرة بأمور الجنس وتفانين العشق الماجن.
إذن فأنت من البداية تحاربين بميدان مهزوم لا محالة لأنك كنت تواجهين الصعاب وحدك ومطالبة بتحقيق النصر. من الآن لا تضيعي من العمر لحظة، بأن لا تتوانى عن فض علاقتك السابقة فضا يائنا لكي لا تكون لمشكلتك توابع، ولكي تتفرغي لبداية طقوس حياة نقية الهواء لا مغبرة بدنس الخطيئة كالتي كنت تحيينها،وجميل منك أن تبدئي بممارسة عملك فالعمل سيفرغ كثيرا من هم نفسك ويساعدك على التقارب من قلوب أناس قد تجدين فيهم ضالتك.
لكن الأمر الأخير الذي أحرص على أن أقوله أنك لا تتحملي أي وزر من أوزار حياتك السابقة فلا تدعى الإحساس بالذنب يطرق أبواب قلبك وكفاك من الآن هموما، لأن شأنك كشأن كل نساء المسلمين تربين على العفة وعلى الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان وهن بحاجة إلى زوج يأخذ بأيديهن ويقوم أخطاءهن لا إلى انساب شاذ في عواطفه يريد أن يقلب الآية فتكون البنت ولدا ولها الدور الفاعل في إتمام العلاقة الجنسية، إذن لك أن تحمدي الله الذي أنقذك من مستنقعات الإدمان وأوحال أمريكا، وان رجوعك إلى وطنك سيساعدك كثيرا، وعسى الله أن يهيأ لك من أمرك مرفقا.
شكرا على ذوق كلامك وخصوصي بالشكر ويسعدني أن أكون دائما لك طبيبا وأخا.