السلام عليكم؛
أَنا مهندسة خريجة جديدِة بعد شهرين مِنْ تخّرجِي تَزوّجَت مهندسا أقدم مِني بسَنَة، هذا الزواجِ على شكل كتب كتاب؛ ولم نقم بالزفاف لحد الآن وهنا تكمن المشكلة،هو يَعْملُ في الجامعةِ حيث دَرستُ لَكنِّي لم تكن لي علاقةٌ به مطلقاً من قبل، هكذا تقدم لي.
لعائلته وعائلتي صديقِ مشتركِ هي امرأة داعية مُحترمة جداً، اقترحتْني على زوجةِ أبيه (وهو بالمناسبة لَيسَ مِنْ جنسيتِه لكن رباهُ أيضاً هو وأختَه لـ 15 سنةِ)، أمّي وأنا اجتمعنا بهما والمرأة وقَبلنَا بعضنا البعض، وحددوا يوما لزيَاْرَتنا لكي نَقْرأَ "الفاتحة"ونلْبسَ دبل الخطوبة.
قبل ذلك اليومِ، ذَهبنَا نحن الأربعة لشِراء الدبل و"الشبكة "وزوجة الأبّ كانْتُ حلوّةَ ومتحمسَة للزواجِ حتى يومِ الفاتحة"، ثم تَغيّرتْ بالكامل نحوي، أَشْعرُ بأنّها لا تَقْبلُني لا أنا ولا عائلتي. منذ ذلك الحين، هي تُحاولُ إبْعاد زوجي عنّي، وتدمير الزواجَ بكل الوسائل، تَعتقدُ أمَّي بأنّها تريد زوجَي لابنة أخت زوجةَ الأبّ، أمّي لا تعتقد أن تصرفاتها بلا سبب وقد أُخبرتْ مِن قِبل زوجةِ الأبّ عَلى نَحوٍ غير مباشر.
قبل"الفاتحة" أمّي وزوجة الأبّ وافقا بأنّ زوجَي سَيَجْلبُ المهرَ مَعه سويّة مع الدبل، لكن هذا لَمْ يَحْدثْ فهم لَمْ يَجْلُبوا المهرَ، أبويّ لَمْ يَقُولوا أيّ شيء، لاحقاً أبي تَكلّمَ مع أبي زوجِي حول تلك المسألةِ وهو ظَهرَ بأنّه لَمْ يَعْرفْ أيّ شيء حول ذلك، لذا أبي أخبرَه بأنّ أيّ شيء تَعلّقَ بالزواجِ سَيُناقشُ بينه وعَمّي فقط، لكن بطريقةٍ تعيق زوجةِ الأبّ كُلّ شيءِ، ويَدُورُ زوجَي وأبّاه ضدّنا. تُؤثّرُ عليهم كثيراً.
مشكلة أخرى أيضاً أثيرتْ قبل كتب الكتاب هي المؤخر، وَضعتْ كميةَ المالِ الّتي سَتُدْفَعُ مثل هذا بأنّه لا يَتجاوزُ كمية المهر، أبي لَمْ يَقْبلْ في بادئ الأمر لكن أبي في القانونِ وضّحَ بأنّ زوجَي ما عِنْدَهُ مالٌ بما فيه الكفاية ليَدْفعَ ضِعفَ مهرِي بينما اقترحَ أبي في وقت سابق، لذا اتفق أبي على المؤخر الذي قدموه، تجيءُ بعد ذلك حفلة الخطوبة الآن التي كَانَ واضحا لزوجِي أن الرجالِ سَيَكُونونَ مفصلين عن النِساءِ طبقاً للشريعة الإسلاميةِ.
هو لَمْ يُردْ أَنْ يَجْعلَ الحفلة مختلطة باعتبار أنّه حرامُ وبَعْدَ أَنْ أصبحَ متأكّدا بأن لَنْ يُخْلَطُ، زوجة أبّيه وهو أيضاً قالَ بأنّه ما كَانَ عِنْدَهُ كفاية من المال ليفعل ذلك، وإذا أردنَا، فسَيَكُونُ على نفقتِنا، أبوايّ وافقا بعد وقت طويل من التفكير، وعَملوا للنِساءِ فقط. قبل تلك الحفلة، سَألَت زوجةُ الأبّ عن برنامجِ الحفلة، أخبرنَاها وهي لَمْ تَقْبلْ؛ واقترحتْ برنامجَها الخاصَ.
في ذلك الوقتِ لَمْ نُستسلّمْ لهم وكَانَت عِنْدَنا ترتيبة للحفلة على طريقتنا، فهَلْ ذلك يُخبرُكم بشيء ما حول زوجةِ الأبّ هذه؟ هي لم تتوقّف عند ذلك، فهي لا تَتْركَه يَجيءُ إلى بيتِ والدِي للجُلُوس مَعي لأَتكلّمُ أَو أَخْرج معه حتى، وكل مرة يَجيءُ تَجعلُ واحدة من بناتِها تكلمه على نقَّاله لإخْباره بالمَجيء مبكراً وفي الطّريق يَمر على بعض دكاكينِ البقالة.
أخبرُوني كيف ما عِنْدَهُ مالُ، فمما أَرى وأَجمّعُ هو يَصْرفُ مالاً على أخواتِه وأَخِّيه (هو له 3 أخواتِ شاباتِ جداً و3 إخوةِ شبابِ جداً مِنْ أبّيه + أخت مِنْ أبويهِ الذين أيضاً يعَيْشون معه)، يَأْخذُهم للغذاء، ويَجْلبُ للبيت عشاءً، يَأْخذُ أَخَّاه وأخواته إلى مدن الملاهي تقريباً كلّ يوم، أخبرني ذلك بنفسه لكن ليس كشكوى وإنما "أَنا مشغولُ اللّيلة، أنا لا أَستطيعُ رُؤيتك اليوم، أمّي (بالإشارة إلى زوجةِ أبيه) تُريدُني أَنْ آخذَها إلى السوقِ، الخ. نحن تُزوّجنَا من أجلهم حوالي 5 شهورِ الآن وخَرجنَا سوية لوحدنا حوالي أربعة خمس مراتِ. هو لا يَشتري لي هدايا ولا حتى وردة بالرغم من أنَّه اشترى لي عطرا في بِداية ارتباطِنا فقط.
العطلة الصيفية جاءتْ وكان لابُدَّ أنْ أسافرَ مَع عائلتِي، وحَصلَ هو على شُقَّةِ بينما كنت بعيداً وهي شقة معقولة وأنا أحبّها، سألتُه سألته ماذا أعمل للشقة وما هي الأشياء التي يحب أن أحضرها، وبعدما رَجعت وَجدت بأنّه اشترى من الإلكترونياتِ ما لَسنا بِحاجةٍ له الآن وانتقوا الأشياءَ المعاكسة لما طلبته منه هو، بالطبع، أَخذَ زوجةَ أبيه مَعه لانتقاء الأشياء، وهكذا كُلّ شيء تكلّفَ كثيرا بينما كان بإمكانه حفظ بعْض المالِ للزفاف بشكل أو بآخر.
فتحتُ قضيةَ الزفاف قَبْلَ أسبوع - متى وأين وكيف ستكون الحفلة، فانزعجَ وأخبرَني عذرَه القديمَ أنه ما عِنْدَهُ مالُ. وأنّ المالَ الذي يُتْرَكُ سَيَكُونُ للأثاثِ، ويَرْفضُ إقامة حفل الزفاف بالرغم من أنَّ أبي أخبرَه بأنّه سَيُشاركُ في النفقاتِ، ما زالَ هو لا يُوافقَ. أبي تَكلّمَ مع أبيه، فقالَ بأنّه لا يَستطيعُ مُسَاعَدَة ابنُه وأنه رباه حتى صار مهندسا الآن وانتهى دوره كأبّ وأن أطفالَه الستّة يَستحقّونَ ويحتاجون أكثر بكثيرَ من المالَ الذي سَيَصْرفُ على الزفاف، أَيّ نوع من الآباء هذا الذي لا يُساعدُ ابنَه؟
بالمناسبة أَنا الأكبر سناً مِنْ أختِي وأَخِّي وزوجِي أيضاً الأكبر سناً من إخوته، أين حاجةِ الأبِّ للإحْساْس بالفخر والسعادة بتجهيز ابنِه الأقدمِ للزَواج؛ أليس هذا شعور أبويّ؟؟ أخبروني كيف صَرفَ الآلافَ على الإلكترونياتِ، والشُقَّة وما زالَ على الأثاثِ.
سَألَني ماذا اشتريت أنا؟ أخبرتُه بأنّ عائلةَ العروسَ في المقام الأول يَجِبُ أَنْ لا تَشارك بأيّ شيء ماعدا بَعْض الملابسِ للزواجِ لكن بسبب الحالةِ الماليةِ في الوقت الحاضر فإن عائلةِ العروسَ تُشاركُ في تَأثيث البيتِ.
واتفقتْ العائلات بأنَّ أسرة العريس تَجْلبُ الإلكترونياتَ والأثاثَ وأسرة العروسَ تجْلب ضرورياتَ المطبخِ والمفروشات، والمناشف، الخ. صدْقني يا سيدي، هم يُكلّفونَ كثيرا، وعندما قلت له ذلك، سخر مني وقُلتُ بِأَنِّي اشتريت لا شيءُ مقَارنَة بما اشتَرى.
وأخبرَني بأنّني إذا كنت بحاجة إلى حفل زفاف فعلي تحمل النفقاتِ وحدي، غَضبتُ بالطبع، لكن في نفس الوقت هَدّأَت نفسي وأُخبرتُه دعنا لا نتشاجر بسبب حفل الزفاف ومن يَجِبُ أَنْ يَعمل كذا وكذا؛ ولنترك هذه الأمورِ لتَكُونَ موضوع مُنَاقَشة بين أبّيكِ وأبي، أخبرتُه بأنّني لا أريدُ معركة بسبب مثل هذه الأمور، لمدّة أسبوع الآن هو لم يتصل بي ولا تَكلّمتُ معه.
أُريدُ إضافة أشياء ما حول زوجةِ أبيه، فقد أخبرتْ أمَّي في وقت سابق في بِداية الارتباطِ، بأنّ المؤخر قليل جداً لحد أنه كان قَريبا من مهرها، وأيضاً هم لَن يكلفوا حفلة زفاف، الذي يُضايقُني أكثر من ذلك هو أنها بطريقةٍ ما تَستجوبُ زوجَي لإخْبارها بما قلنَا لبعضنا البعض على الهاتف، أين ذَهبنَا، الخ!. وهو لا يَتردّدُ في إخْبارها بكُلّ التفاصيل عندما أخبرَني قبل أَنْ أكشفَ أيّ شيء بيننا لأبويِّ، أَتذكّرُ حادثةً.
زوجي وأنا كنا في السيارةِ نتسامر ونتبادل النكات بينما هو يَقُودُ. فجأة صادفنَا مطب على الطريقِ لَكنَّنا لَمْ نَره لذا فإن السيارةَ قَفزَت لمستوى عالي حقيقيَ بسببه، بعد أيام قليلة العائلة جاءتْ إلى بيتِ والدِي لزيَاْرَة وبينما كَانتْ تُتكلم هي حكتْ الحادثةَ، أنا فُوجئتُ، كَيْفَ يُخبرُها بأنّه كَانَ يَمزح مَعي بحيث لَمْ يُلاحظْ المطب، بينما أنا نفسي لَمْ أُخبرْ أمَّي بأنّه كَانَ يَمزح مَعي. أيضاً، كُلّ شيء تَقُولُ لي أَجِدُه يُكرّرُه هو في وقت آخر؛ مثلا هي تَأْمرُه بإخْباري بكل شيء بخصوص حياتِنا وهو مقتنع جداً إلى حدّ أنه يُكرّرُ ما تَقُولُ بغض النظر عن مشاعرِي وهل يتفق معها أَو لا.
ارتباطه بزوجةِ أبيه يُخيفُني حقاً. أَحسُّ أن مستقبلَنا سويا مهدّد بالضياع، أنا لا أأتمنُه أصبحت الآن وتنامت لدي مشاعرُ بالازدراء نحوه لأنه لم يفعل أيّ شيء بغرض إسعادي لحدّ الآن، ولأقول الحقّ, أنا لا أحمل أيّ مودّة نحوه حتى من قبل هذه المشاكلِ.
ويتخذ أبو زوجي موقفا سلبيا جداً، ويَتّفقُ مع زوجتِه حتى إذا هي خاطئةُ ولا تَأْخذُ موقفَا عادلا، هو مثل كُلّ شيءِ كُلّ قرار، حتى حياتي في أيديها. أُريدُ أَنْ أَنهي هذا الزواجِ لكن أمَّي لن تَتركَني، أخبرتْني بأنها هي نفسها صادفتْ مشاكلَ مماثلةَ مَع عائلةِ أبي بالرغم من أنَّ آبائهم كَانتْ إخوةَ والكثير مِنْ الناسِ يُواجهونَ المشاكلَ في البِداية، هذا لَيسَ هو الوضع، أمّي لم تكن بحاجة لِكي تَكُونَ منتصرةً أن تنجح في عَمَل ما في عقلِها، كُلّ هذه الشهور الماضية فعلت زوجة أبيه كل ما تستطيع لإبعادنا عن بعض، أَشْعرُ الذي يَحْصلُ هو أنني أجر نفسي إلى حرب لا أَستطيعُ تَحَمُّلها.
تَدّعي أمَّي بأنّنا الآن تقريباً مُتَزَوّجان، وأنه بعد الزفاف سَيَكُونُ كُلّه لي إذا عاملته معاملة حَسنة كما أَمرَ اللهَ الزوجاتَ. أَعْرفُ بأنّه سَيَبْقى مرتبطا بها لأنه مدين لها بأنها ربته وجعلته مهندسا ناجحا بدلاً مِنْ أمِّه الحقيقيةِ التي هي مطلّقةِ مِنْ أبّيه، لكن لا يَحترمُني ولا يقدر رغباتُي. كُلَّ مَرَّةٍ أنا أقترحُ شيئاً يَقُولُ بأنّه الرجلُ وأنا يَجِبُ أَنْ أستمعَ إليه. أمّي تَرى بأنّه متدين يَخَافُ اللهَ، لكن أنا لا أرى ذلك مِنْ تصرفاته ومواقفه مَعي.
هو لَمْ يَأْخذْ رأيي في ذوق الأثاثِ - قرّرَ لوحده. أخبرَني بأنّه قرر ذلك لأنني لم أكن موجودة لأختار معه، وبالتالي هو اختاره لوحده ووَضعَني في 'الوضع الراهنِ'، أَشْعرُ بأنّه يَلغي شخصيتي بمساعدةِ زوجةِ أبيه. أيّ شيء تخبرُه به يَعمَلُه هو بدون مُناقشةِ إلى حدّ أَنَّهم عندما كَانوا في زيارتنا، أرادَ البَقاء لفترة بعد إجازتِه الأصلِية لَكنَّها أخبرتْه 'لا، أبوكَ يُتعَبُ وأنت يَجِبُ أَنْ تَقُودَ بدلاً مِن ذلك'.
رجاءً وجّهوني إلى الطريقِ الصحيح، أَنا مشوّشة جداً. أنا عَمِلتُ استخارة عندما خطبني، أَخْشي إغْضاب أمِّي لأن عِنْدي الاعتقادِ الكبيرِ بأن الذي يَفعلُ أيّ شيء ضدّ رغبة الأم سَيَأْسفُ عليه لاحقاً،
آسفة على الإطالةِ لكنني أردت أن تكونوا على معْرِفة بحالتِي بكل التفاصيلِ لتخبرُوني هل أنهي هذا الزواجِ علما بأنني لا يعنيني أن أصبح مطلّقة.
رجاءً أجيبوني بأسرع ما يمكن.
26/4/2006
رد المستشار
ابنتي الصغيرة: في البداية أحب أن أهنئك بتخرجك وأدعو الله أن يرزقك التوفيق والفلاح في حياتك العلمية والعملية، أما بالنسبة لقصتك أو مشكلتك مع زوجك فتعال سويا ننظر في الأمر من جميع جوانبه، وسأحاول معك في السطور القادمة أن نتناول جوانب مشكلتك نقطة نقطة:
* وأول هذه النقاط وأهمها على الإطلاق هي كلمة قلتها في معرض حديثك، ولم تركزي عليها كما ركزت على باقي الجوانب، ولا أدرى مقدار فهمك واستيعابك لمعنى هذه الكلمة، وهذه الكلمة هي قولك أنك لا تشعرين نحو زوجك هذا بأي عاطفة حتى قبل تفجر المشاكل بينكما، فهل حقا تعنين ما تقولين؟!!! هل فعلا تشعرين أنك ترفضينه عاطفيا؟!!! وأنا هنا لا أقصد الحب المتوهج البراق، ولكنني أقصد بدايات الميل القلبي؛ بمعنى الارتياح لوجوده بجوارك، والاشتياق إليه عندما يبتعد عنك، هل تشتاقين لكلماته الحلوة ولمساته الحانية؟ ابحثي داخلك عن هذه العلامات وغيرها من الدلائل التي تشير إلى تقبلك له زوجا وحبيبا، فبدون هذه البوادر وبدون هذا التقبل القلبي سيكون من الصعب عليك أن تكملي المسير معه، فراجعي أمورك جيدا وابحثي داخلك عن حقيقة مشاعرك تجاهه، ولا تتسرعي في اتخاذ القرار، فإذا تيقنت فعلا من أن مشاعرك تنحى منحى آخر فلا تترددي في فض الارتباط، وإذا كان الأمر كذلك فلا تشغلي بالك بوالدتك وحاولي أن تسترضيها بأي وسيلة أخرى ولكن حذار أن ترضيها على حساب حياتك وتقبلي لنفسك ما لا يرضيك.
إذا تيقنت من حقيقة مشاعرك نحو زوجك وأنك في الحقيقة لا تكنين له الرفض القلبي فيمكننا أن نناقش سويا باقي مشاكلكما معا، وهذه المشاكل يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- علاقة زوجك بزوجة والده التي تكفلت برعايته هو وأخته بعد انفصال والديه.
- الأمور والمشاكل المادية المتعلقة بترتيبات الفرح والجهاز والمقدم والمؤخر وخلافه.
- انشغال زوجك عنك برعاية إخوته وأهله.
- عدم مشاورته لك في الأمور التي تخصكما سويا.
* وفي البداية نتحدث عن علاقة زوجك بزوجة أبيه، هذه المرأة التي يبدو من قربه منها وسعيه لإرضائها أنها كانت له أقرب من أمه، فلماذا تغضبين إذا حاول رد جميلها وذلك بالمشاركة في رعاية إخوته الصغار منها؟ ولماذا تغضبين إذا قدم لهم بعض المال وهم إخوته ومن الواضح أن والده مسن ودخله لا يكفى لرعاية هؤلاء الصغار؟ والمشكلة أن أمور الحياة في كثير من الأحيان لا يمكننا حسابها، فما يصرف من جهد ومال على هؤلاء الصغار سيعوضه الله بركة وفضل من عنده سبحانه.
أعلم جيدا أن أدوات المطبخ وفرش الأسرة والفوط (وهى الأشياء التي تفترضين أنكم كعائلة العروس ستتكرمون بإحضارها) تتكلف كثيرا، ولكن بالطبع تكلفتها جميعا لن توازى تكلفة حجرة واحدة من حجرات المنزل، وزوجك قام بتوفير الشقة وشراء الأجهزة الكهربائية وسوف يقوم بشراء الأثاث، أي أنه تقريبا قام بتوفير كل مستلزمات المنزل رغم أنه في مقتبل حياته العملية، فهل من المقبول أن تحمليه أيضا تكاليف حفل الزفاف؟!!! وما هو المنطق المختل الذي يفترض أن الإنفاق على حفل الزفاف أولى من الإنفاق على شراء الأجهزة الكهربائية رغم أن حفل الزفاف ليلة والأجهزة الكهربائية تدوم لراحتكم ولخدمتكم سنوات وسنوات؟!!!
أعلم أن الزوج في السابق كان يوفر متطلبات الزواج ولكنها كانت أشياء بسيطة على قد استطاعته، ولقد حفظت لنا كتب السيرة أن بعضهم اشترى فراشا وإناءا، وبعض النساء كان القرين صداقها وبعضهم كان صداقها مكيال من التمر أو الحبوب، ومع زيادة تطلعاتنا للفراش الوثير والأجهزة الكهربائية الحديثة ومع زيادة الضغوط المادية كان لزاما على الزوجة أن تشارك في تجهيز منزل الزوجية، وفى مصر الآن يتفق أهل العريس وأهل العروس على تقسيم الجهاز مناصفة بينهم، ونصيحتي لك – إن كنت باقية على هذا الزوج – ألا تتدخلي في هذه الشئون المادية، واتركي الأمر ليتفق عليه والدك معه، ولا تتدخلي إلا للتخفيف عنه لأن هذه المواقف منك تزيد من حبه وتقديره لك لمساندتك له.
أما بالنسبة لشكواك من أنه لم يشاورك ولم يعمل برأيك عند شراء الأدوات المنزلية، وشكواك من أنه ينشغل عنك كثيرا بمتطلبات عائلته، وشكواك من أن يطلع زوجة والده على كل تفاصيل حياتكم، فهذه الأمور يمكنك مناقشته فيها والاتفاق على صيغ ترضيكما سويا، على ألا تتصوري أن حبه لك يمكن أن يسول لك أن تمنعيه من مساعدة والده وإخوته، فكوني متوازنة وموضوعية وتخيري أوقات النقاش بذكاء، مع دعواتنا ك أن يقدر الله لك ما فيه الخير وأن يسعدك به ويقر عينيك به وتابعينا بالتطورات.