هل سؤالي سطحي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا صاحب مشكلة:(أفضل مني) المستشارون سقطوا :
أحببت فتاة ولكني أحس أنها أفضل مني من حيث التدين، والالتزام لذا فإنها تستحق من هو أفضل مني، أنا لست ملتزم مثلها، أنا أحاول أحافظ على أداء الصلوات ولكنها ما شاء الله تحضر دروس وتحفظ نصف القرآن ومتدينة، فهل أتقدم لها، أم أتركها لمن هو أفضل مني؟
ولكني لم أستطيع معرفة لماذا كان رد الدكتورة فيه نوع من التهكم والسخرية والاستخفاف، ولكني كان لي غرض آخر من إرسال هذه الرسالة هو أن من يفكر من خارج المشكلة يستطيع أن يأخذ قرار أحسن من الذي في المشكلة، ولهذا إني أردت أن أعرف إذا كنت مكان هذه الفتاة هل سوف أقبل أن أتزوج بمن هو أقل مني في التدين أم لا؟ كيف ستفكر في الموضوع (إني أردت أن أضع نفسي مكانها لكي أحاول التكهن بمعرفة رد فعلها لكي استطيع مواجهته ولكن لم استطيع فلهذا لجأت إليكم لأنكم عندكم كثير من الخبرة وعلى دراية بالنفس البشرية) آسف جدا في أنني لم أبين نيتي بصراحة من الأول ولكن ظننت أنكم سوف تتكلمون في الموضوع من جميع الجوانب.
ولكن لما كانت السطحية في الرد على استشارتي، إني لأقصد أي شيء يا دكتورة ولكن هل كان سؤالي سطحي وساذج،
وشكرا كثيرا على اهتمامكم ومجهودكم العظيم.
26/05/2006
رد المستشار
بالطبع لم أقصد السخرية أو التهكم، ولكن ما زالت رسالتك لم توضح الكثير مما يساعد على وضوح الرؤية ومازلت مصرة على أن تعي أن الدين بالطبع مطلوب عند الاختيار ولكنه ليس المحدد الوحيد والذي على أساسه أقرر الارتباط أو لا فلا أعلم هل تعرفها عن قرب ولو من خلال آخرين قريبين منها أم لا؟
هل هي في نفس مستواك الاجتماعي؟ كيف تفكر؟ وكي تتصرف؟ وهل هي تعي معنى زوجة وأم هل تعي ما هي الحياة الزوجية؟ والكثير الكثير من الأمور الغاية في الأهمية لا يمكن إغفالها أو جبرها بالتدين الذي تتحدث عنه فأنت ستحتاج إلى امرأة تعرف كيف تتعامل مع الرجل وتدير معه دفة الحياة ولن يقوم حفظها لنصف القرآن بذلك!!!
ولو أردت أن اسرد لك عشرات الأمثلة لأناس يحفظون القرآن كاملا ولا يفقهون شيئا في الحياة لملأت صفحات الموقع فلقد أصبحنا نحتاج أن نفهم أولا ما هو التدين هل هو حضور الدروس؟ وحفظ القرآن؟ والشكل الخارجي -والذي لا أقلل من شأنه إطلاقا بل هو مؤشر على مجرد حب الاستقامة وفي ظل معرفتك بالطرف الآخر كذلك- فالغلبة يا أحمد تكون للحياة اليومية التي تتطلب كما أراد الله أن يعلمنا أن يملأها الرحمة لأن الطريق ليس ممهدا طوال الوقت بالورود فهناك مشقة وكدح كما قال الله عز وجل.
وكذلك يملؤها المودة حتى تسير الحياة برضاء رغم زخم المسئوليات والمتطلبات ولقد أفضنا بالحديث حول تلك المفاهيم والمعاني الهامة على صفحة الاستشارات، ولكن أعود وأقول أهتم بتلك النقاط:
1. إذا كنت تحديدا تريد ردا على تساؤل إذا كنت في مكان الفتاة ماذا سيكون رد فعلها فأقول لك إذا لم تستطع أنت أن تحدده وأنت بالتأكيد أقرب إليها منا فهل تتوقع أننا نكون أدرى؟؟؟ ولكن رغم ذلك فإن موافقتها أو رفضها يتوقف على طريقة تفكيرها وتقيمها للتدين فلو كانت تفكر بأن التدين هو الشكل الخارجي وكنت لست على نفس مقياسها فغالبا لن توافق أما إذا كانت تقيم الشخص ككل وتعلم أن التدين كما سئلت أمنا عائشة كيف كان رسول الله فردت كان خلقه القرآن فلم تقل كان حافظا للقرآن أو غيره فستعطيك فرصة لتتعرف عليك عن قرب.
2. بالطبع كل ما ذكرته سابقا يعد دربا من الحكمة والقدرة على التفكير وهو من الصعوبة بمكان إلا من رحم ربي لأننا ببساطة لم نتربى أو نتعلم ما هي الحياة ولا ما هو الزواج ولم نتعلم في الأساس كيف نبني علاقة وكيف نرعاها ونحافظ عليها ناهيك عندما نتحدث عن ميثاق غليظ كالزواج.
3. لا تأخذ كلامي على أن الدنيا ظلام في ظلام بل بالعكس قد يكون اختيار الزوج أو الزوجة أمرا ليس سهلا ليس لأنه صعب في حد ذاته ولكن لأنه "مهم" حيث سيترتب عليه حياة كاملة ومسؤوليات جديدة ورسائل مشتركة وأبناء قادمون لتلك الحياة فلم يعد مقبولا أن نكون نسخا مكررة مما نلحظ ونرى ولكن علينا أن نطبق ما تعلمناه لعلنا نختلف وتتحسن النتائج إن شاء الله.
4. الأفضلية بالخلق والمعاملة والفهم وليس بكم وكثرة العبادات وارجع لسيرة الصحابة وستجد ما أقول فلو حسنت خلقك ومعاملتك وفهمك لدورك فلن يكون هناك من هو أفضل منك.
وأخيرا أقول لك خلقني الله عز وجل محبة للبشر أهتم لشئونهم فأرجو ألا يكون ردي قد أغضبك ولكن تذكر دوما أننا هنا ومنهم أنا من أجلك أنت.
ويتبع>>>>>: المستشارون سقطوا مشاركة