من أنا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
عندي مشكلة أني ساعات لما أحب أفاتح ولدي في موضوع الزواج وأحاول أن قول له أنى مرتبط بواحد يحسسني أنه لا يثق في كلامي ويقول لي أني أريد أن أراها وأنا أقول له سوف تراها لما يكون في شقه إن شاء الله إلى شكلك كده مخموم هل هذا الكلام طبيعي.
البنت متدينة ومحترمة ومن عيلة أني لا أريد أن نفتح الموضوع في هذا حتى يكون عندي شقة ويكون الكلام أخذ موضع الجدية، هل هذا الكلام الذى يقوله عدم ثقة في اختياري أم ماذا؟
26/05/2006
رد المستشار
ابني العزيز
أبدا يا ولدي... ليس شكا أو عدم ثقة في اختيارك.......... بل هو التخوف الطبيعي من الآباء على أبنائهم وشعورهم أنهم مازالوا أطفالا مهما مرت بهم السنون.
أبوك يا ابني يخاف أن تكون "لافت" عليك واحدة من إياهم كما يقولون في الأفلام العربية... لأنه يعرف عنك الطيبة وقلة الخبرة... ولا يستطيع أن يتخلى عن دوره كأب مطلوب منه أن يحمي أبناءه حتى من أنفسهم...
فلو نظرنا للفكرة من وجهة نظر أبيك... أي إذا وقفنا مكانه ونظرنا لمشروعك قد نتفهم دوافعه، أنت بلا عمل...... أي أنك لا دخل لك.. وتقول له أنك مرتبط وأن هناك أنثى في مكان ما تنتظرك للارتباط بك.... فتكون الفكرة المنطقية التي ترد على ذهنه: من هي تلك التي توافق أن ترتبط بشخص بلا عمل؟؟؟ ولماذا هي مستعدة تنتظره؟؟؟ ولماذا تتمسك به؟؟؟ أم أنها ستتركه إذا جاءتها فرصة أفضل!!! أم أن بها عيبا يجعلها تقبل ذلك؟؟؟؟
كل هذه الأفكار ومثيلاتها يا ولدي تدور في رؤوس الآباء.... فالزواج بالنسبة إليهم ليس عش الحب فوق الشجراية... بل هو اسمك واسم عائلتك وشرفها الذى سيتم تسليمه لامرأة... وبالتالي يشعروا بواجب يدفعهم للخوف... وهذا لا يقتصر على الرجال بل على البنات... وربما للبنات أكثر وهذا يحدث بمستويات مختلفة من محاولات فرض الحماية أو الوصاية.
وهناك شيء آخر مهم... من أين لك بالشقة أو الزوجية بدون عمل؟؟؟؟ ربما هذا ما يدفع والدك للتصور أنك غير واقعي وأنك تعيش في الأحلام وبالتالي لا يأخذ موضع زواجك بمحمل الجد فإعلان الفكرة لا ينتظر الشقة... بل ينتظر العمل الدائم الذى يضمن لقمة العيش للبيت الصغير وبالتالي يضمن له الاستمرار
إذن يا ولدي حتى لا تنزعج بشدة... خوف والدك طبيعي ويحدث من كل الآباء... وقد يكون في حالتك هو أكثر وضوحا للأسباب التي ذكرتها لك ابحث عن عمل.... اكسب قوتك وقوت من تنوي أن تعول... ثم اذهب إليه بعد ذلك سيختلف رد فعله بالتأكيد.