بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل أتمنى أن رسالتي تصلكم وأنتم في فسحة من المشاغل حتى تقدروا تردوا عليها بسرعة..
أنا أم لـ 4 أطفال ومنفصلة عن أبوهم صار لي 3 سنوات ونص وخلال هالفترة تعرفت على رجل عن طريق عملي والحمد لله حسينا بارتياح لبعض هو منفصل وعنده أولاد وأولاده مع زوجته في بلدها (هي من دولة خليجية وهو مصري) إنسان ملتزم ومثقف.
خصوصا أن طبيعة عمل هالشخص وواعي وأحس براحة كبيرة في التعامل معاه.. وهو فاهم ظروفي وعارف إنه لو ارتبطنا ارتباطنا ما راح يكون علني من البداية علشان أبو الأولاد لا يأخذهم مني تخليه يشتغل في البحر طول الأسبوع ويجي خميس وجمعة بس يعني الوقت اللي يكونوا فيه الأولاد مع أبوهم.. أنا مهدت للأولاد وهم شافوه كذا مرة خارج البيت طبعا وارتاحوا معاه بس لسة مو عارفين شي عن موضوع الارتباط.. فيه ناس من المقربين مني بس هم اللي عارفين>
المشكلة الآن أن أبو الأولاد قاعد يسوي محاولات للرجوع هو ما تزوج لسة، والكل مقتنع بمحاولاته وبيعطي وعود للاستقرار والقيام بشئوني وشئون الأولاد.. لما أفكر في أولادي أحس أن الأفضل لهم أنهم يكونوا طبعا بين أبوهم وأمهم بس لما أفكر في نفسي أحس إني مو قادرة أرجع أعيش معاه من تاني أنا ما كنت أحبه أصلا ووجود خطيبي الحالي الآن يعزز هالشي..
أنا كنت أتعالج عن الاكتئاب وأحس نفسي الآن انتكست وخايفة أرجع للأدوية تاني، والفترة اللي كنت أخذ فيها الأدوية كانت من أسوأ فترات حياتي، أبو أولادي ما يعرف شي عن موضوع الخطوبة.. بس خطيبي عارف بالموضوع أحسه زعلان ومتضايق ومو حاب يضغط علي علشان الأولاد، أرجوكم ساعدوني.. خايفة جدا ومتشتتة ومو قادرة أركز في شي.
26/05/2006
رد المستشار
الأخت الصديقة "أحلام"؛
أراك حائرة بين سعادتك وسعادة الأولاد، الذين من مصلحة مستقبلهم أن يتربوا بين أحضان أبيهم وأمهم الحقيقيين، لكن هذه المصلحة قد لا تكون إلا وبالا عليهم، إن كان هذان الوالدان لا تسكن بينهم المودة، ودائما ما يصاحب أيامهم الشجار والنزاع على الريادة الأسرية.
إذن المهم ليس هو الشخص نفسه ولكن المهم هي العلاقة بعينها. أقصد أنه إن كان زوجك الماضي يريد حقا صلاح ما بينكما لأجل الأولاد، شريطة أن تتأكدي فعلا من نيته باختباره عن قرب ومناقشته في كل شئون حياتكما، في مجالسة حيادية مفتوحة القلوب. وأظنه مثلك أبا وله نفس مشاعر الحرص على أولاده خاصة أنه ما يزال يعزف عن الزواج برغم افتراقكما منذ ثلاث سنوات وبرغم استطاعته المادية، هذا قد يعطينا انطباعا أنه ما يزال يبقى عليك وعلى أولاده.
أما موقفك الحالي تجاهه فأظنه نوع من الارتباط الشرطي الذي يذكرك بالأيام السود التي شهدتها علاقتكما قبل الانفصال. إذن من الفطنة أن تفكري بحيادية وبعقلانية بعيدة عن ذكرى الأيام الخوالي، وان كان يريد الفرصة فادرسيها وأعطيها له ولك وللأولاد أن تقتربوا من بعضكم، فقد يجمع الله شملكم من جديد.
أما إذا استحال الوفاق، أو إذا كنت ترفضين الرجوع إليه لنقيصة في طبعه يستحيل أن تجدي لها علاجا كنقيصة التدين أو السمات التي تتأصل بالشخصية كالبخل أو الشك أو الخنوع أو الجبن..أو ما إلى ذلك فلا تثريب عليك إن استترت برجل يريدك زوجة ويرتضى ظروف حياتك، على شرط أن تضمني حسن معاملته للأولاد، لأنه وإن كانت ظروف عمله تمنع احتكاكه بالأولاد الآن، فمن يدري المستقبل ماذا يخبئ، فقد يلتقي بهم ويتحتم عليك وعليه وعلى الأولاد أن تتعايشوا في نفس الظروف. إذن الأمر كله أصبح مشكلة تتطلب الدراسة عقليا لا عاطفيا، وهي حسبة تحسبين فيها خسارتك قبل مكاسبك.
وإلى متابعات قادمة، أتمنى لك السعادة.