البرود العاطفي
سلام عليكم إخوتي، أحببت أن أرسل لكم مشكلتي وأرجو منكم المساعدة، أنا متزوجة وفترة زواجي هي السنتين زوجي يكبرني بأربعة عشر عاما نحن نعيش في بلاد غربية منذ بداية زواجي لم أشعر بحنان حقيقي من زوجي حيث لا يقترب مني إلا حينما يريد غايته ويكون دائما لقاؤنا باردا حيث أشعر أحيانا بأنه يتعامل مع إنسان آلي لا يمتلك مشاعر فلا مقدمات ولا شيء من المداعبات الزوجية التي أسمع عنها.
أشعر بالحزن على عمري الذي أقضيه مع زوج لا يفهم مشاعري وحبي له فمهما حاولت أن أظهر حبي كنت أصدم بعدم الرد أحيانا أقول ربما لأنه يعمل لساعات طوال ويكون متعبا فلا يستجيب أو ربما لما مر به من معاناة الغربة وحيدا لأنني أعرف أن زوجي ملتزم ولا يمكن أن يخونني.
لقد تكلمت معه عن ما أشعر به وعن حاجتي لحنانه لأنني لم أتعود الغربة بعد وبالمقابل لم أقصر بشيء نحوه فأنا أعرف بأنه يفتقد الحنان لذلك أحاول معاملته كأنه ابن لي وليس زوجي وأراه سعيدا بذلك لكن بالمقابل لا أشعر بأنه قادر على إظهار ولو القليل من العطف فدائما يشعرني بأنه واجبي فقط وبأنه هو الوحيد الذي يحتاج تعويض الحنان.
ما يحزنني أكثر هو معاملة أزواج صديقاتي لزوجاتهن مع العلم أنهن لا يختلفن بشيء عني وأحيانا يكلفن أزواجهن فوق طاقتهم من خلال شراء الحلي وأخذ النقود والسفرات وغيرها عندما أتكلم مع زوجي عنهن يتضايق ويمنعني من التحدث بهذه الأشياء ويقول بأنه يفكر بالمستقبل والادخار إلا أنه غير صحيح فهو يشتري أغراض للمنزل باهظة الثمن ولا يكترث لي عندما أتكلم معه وما يحزنني أيضا معاملته لي بطريقة الأوامر فلا يمكن أن أرفض شيء يطلبه مني حيث إن طلب أن أحضر له شيء ولم أحضره يتضايق وأحيانا يصرخ.
آسفة للإطالة أرجو أن لا أكون قد أزعجتكم والسلام عليكم ورحمة الله.
أرجو إبقاء البريد الالكتروني مخفي وكذلك البلد
23/06/2006
رد المستشار
التدرج...
نعم يا بنيتي الصغيرة التدرج فهو معنى هام جدا ولكنه غائب عنا جدا فلا نعطيه حقه من الممارسة أو التفكير. رغم أن الله عز وجل أوضح لنا هذا والحياة تصرخ من حولنا لتقول لنا "التدرج" وأقصد بالتدرج "الإنجاز" مع أنفسنا ومع الآخرين وكل ما حولنا ولا أقصد بالتدرج الصبر المتخلف الذي يهدف للاشيء سوى أن أظل صامتا دون حراك لعل السماء تمطر لي حلولا أو ينجدني آخر له من الحنكة ما يمكنه من القيام بعمل العصا السحرية، ولكن أقصد التدرج في التعامل مع نفسي حين أواجه ما لا يعجبني فيها أو حين أحجمها عما تقوم به وكذا من سلبيات.
التدرج في التعامل مع الزوج حتى أستطيع أن أقول أننا نعرف بعضنا البعض ونفهم بعضنا البعض ثم نبدأ نتجاذب هذا التعارف والفهم لنصل لأفضل نتائج يمكن الوصول إليها في علاقتنا -على كل المستويات -رغم اختلافنا!!
فلم يعد مقبولا أن أقول أنني سعيدة وأفهم زوجي ويفهمني هكذا في عام أو عاميين!! فلا زال عمر زواجك قصيرا، إنها علاقة يتم بناؤها بالكثير من الجهد... والكثير من الصبر... والكثير من العطاء... حتى نبدأ في حصد ما قمنا بزرعه ولا تصدقي صديقاتك كثيرا ولا تقارني نفسك بهن فليس هناك أحد ابن الله ولم -ولن- يتخلى الله عن صفة العدل بعد!! فإذا أحرزت إحداهن شيئا -من وجهة نظرها- مع زوجها فلابد وأن هناك شيئا آخر تحرزينه أنت مع زوجك تفتقده الأخريات. فصبرا من تحت شعار التدرج وستجدين الحياة تختلف معه فقط تذكري:
1. إنك في مرحلة التعرف الحقيقي على زوجك وبناء علاقة متينة مستقرة ليس بالأمر السهل خاصة إذا كان هناك غربة وما ينتج عنها من قلق وخوف على المستقبل والتأقلم على الوضع الجديد.
2. الحب والحنان موجودان لدى زوجك لأنه يشعر بحنانك ومن يشعر الشيء يستطيع أن يعطيه ولكن عندما تكفين قليلا عن اللوم وتكفين قليلا عن التكلف مع نفسك فلا تحصين أعمالك له وعدد مرات صبرك –ولو مع نفسك- وحينها سترين ما يقوم هو به من أجلك.
3. جزء لا بأس به ولا تنكريه يسبب لك هذا الشعور تجاه زوجك ويضخمه اسمه "الفراااااغ" فهو يجعلك تضعين تصرفاته تحت الميكروسكوب تارة ويجعلك تستمعين لقصص معظمها وهمي أو مبالغ فيه تارة أخرى فلتبدئي سريعا بعمل شيء تحبينه وترغبين فيه في أوقات فراغك فلقد ذكرت أنك تحبين الرسم والطبخ فهيا.
4. أن تنظري إلى زوجك نظرة جديدة تجعلك تترجمين تصرفاته بطريقة أخرى فبدلا من رؤيته "باردا" ترينه "هادئا"- فلا تنسي فارق السن رغم أني لا أؤمن أنه يؤثر على روح الإنسان إلا أنه حتما يعني فرقا ما -وكذلك سترين فيه ما تسجلينه في خانة المميزات التي تجاهلتها!!!
5. أرجو قراءة مشكلة وقالت كليوباترا ومقالة سيكولوجية الرجل فهما حقا مهمان بالنسبة لك.