زميلي في الجامعة
كنت أحب زميل لي في الجامعة، وبعد عدة مشاحنات ومشاكل لا يتحملها بشر تمت خطبتنا، بعد رفض أهله دون أسباب للارتباط، بسبب تعلق والدته الشديد به.
المشكلة أنه مرت الآن سنتين على الارتباط ولم يفعل جديدا، وكل وعوده أوهام وكذب، وأنا بطبيعتي أحب الرجل الملتزم في كلمته. أشعر أني مللت الوضع، وأريد أن أنفصل عنه لأنه كذاب ووعوده غير حقيقية.
وهناك أخ لزميلتي يحبني، وهو (كويس) ومحترم جدا، ويرغب في الارتباط بي رسميا. كما أن رئيسي في العمل يحبني ويرغب في الزواج بي وطلب يدي من أهلي لكن كانت له تجربة زواج سابقة فشل فيها، من قبل أن يعرفني، وهو لديه علاقات نسائية متعددة، لكنه يقسم لي أنه قطعها عندما أحبني، ويحلف على ذلك.
أنا مش عارفه أكمل مع خطيبي وأتحمل كذبه، ووعوده الزائفة في كل شيء أم ارتبط بأخ زميلتي أم أرتبط برئيسي في العمل الذي مستواه المادي ممتاز جدا مع كونه صغيرا في السن والفارق العمري بيني وبينه بسيط.
26/6/2006
رد المستشار
أختي الكريمة، السلام عليك ورحمة الله وبركاته؛
رسالتك من النوع السهل الممتنع، أنت ترغبين في فسخ العلاقة مع خطيبك، باعتبار أن كذبه وزيفه وو.. أسباب منطقية جدا لهذا الفسخ، وأوافقك في ذلك إن كانت الصورة فعلا كما نقلتها، ولم يكن الأمر له أبعاد أخرى لا تدركينها بسبب الضغوط التي تكتنف علاقتكما، مثل أن يكون يحبك حقا، وحريص عليك حقا، بدليل تمسكه بك في البداية، لكن لديه عوائق داخلية أو خارجية تحول بينه وبين إتمام الارتباط بك. ومن العوائق الداخلية ضعف شخصيته الذي لم يكن واضحا لك بداية وتبين لك أخيرا.
حسنا، أيا كانت الأسباب يا عزيزتي لفسخ العلاقة، فعدم قبولك النفسي له يعد سببا كافيا في تقديري ما دمت بذلت كل ما في وسعك لإنجاح العلاقة، أي قمت بواجبك تجاه نفسك والتزامك لخطيبك، فإذا كان الأمر كذلك فلا تتردي في قطع علاقة ستكون محور حياتك كلها، ويجب أن تكوني حاسمة في تقدير ما يلائمك.
فكري في علاقتك بخطيبك بشكل مستقل عن قصة أخ زميلتك أو رئيسك في العمل، واتخذي قرارا يتواءم مع عدالتك مع نفسك ومع خطيبك.
بالنسبة للقصتين الأخريتين فيراودني حقا استفسار عن هذه التداخلات وأنت مخطوبة، يعني يفترض أن يكون التزامك تجاه شخص واحد، وليس هناك مجال لأن يبقى الباب مواربا أمام علاقات جديدة، هذا الأمر لا يفرضه الشرع فقط، بل الالتزام الأخلاقي تجاه نفسك والارتباط الذي التزمت به. وقد تكون التداخلات ليست بتشجيع منك، فقط أحببت أن أثير هذا الأمر لأن السياق يتطلبه، والمستشار مؤتمن.
مديرك مر بتجارب متعددة زواجا أو علاقات غير شرعية، وقد يكون صادقا في طلبه لك، والقضية هنا ماذا تطلبين في شريك حياتك تحديدا، وما أهمية المادة مثلا لديك، ما هي السمات الايجابية لدى مديرك أو أخ زميلتك، وما هي السمات السلبية، وأي من هذه السمات يمكن التنازل عن عدم وجودها أو وجودها؟ ثم بعد ذلك إن ترجح لديك قبول مديرك، فكيف تتوثقين من صدقه بطريقة متزنة؟ أتصور أن ذلك يكون مبدئيا (بدخوله من الباب) كما عبرت في وصفك لجدية أخ زميلتك.
عزيزتي: حاولت أن أفكر معك في النقاط التي وردت في رسالتك، لأنه في النهاية أنت من تختارين حياتك، وفقا لطبيعتك وقيمك ورؤيتك، وانتظر تواصلك بتفاصيل أكثر نناقشها سويا. واستعيني بالله واطلبي منه أن ينير طريقك. بارك الله فيك، وأصلح لك شأنك كله في عافية.