أهيم بالمطلقة... هل أتزوجها؟ مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عناية الدكتورة سحر طلعت، عناية الأخت dandoona وأيضا الدكتورة الفاضلة نعمت عوض الله صاحبة أول رد على مشكله الأخ السائل أود التعليق على مشكله الأخ أيضا على تعليق الأخت الفاضلة.
أولا في تقييمي لاستشارة السيد السائل فهو يبدأ رسالته بشرح خلفيات مشاكله التي هي عبارة عن (الحقيقة مشاكلي كثيرة وكبيرة نفسية واقتصادية) وكما قالت الدكتورة نعمت في أول رد لها أن هناك سببا ما عند الأخ السائل هو السبب الأساسي في قربه من هذه السيدة أو احتياجه لها فالظروف العامة للأخ كما يقول سنه وصل لمرحله ما بين 30 إلى 35 سنه بدون زواج وأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لديه يسودها بعض الارتباك كما أن من ارتبط بها تكبره عمرا وكذلك تسبقه في الوضع الوظيفي وأعتقد أيضا أنها تفوقه في الوضع المادي.
أعتقد أن انجذابه لها لما تتمتع به من مميزات وحياه يظنها هو أنها هادئة نظرا لتحقق أغلب أسباب الراحة الظاهرية وأن افتقدت الزوج الذي يكمل الصورة الجميلة والتي يعتقد صديقنا أنه يستطيع أن يكمل هذه الصورة الجميلة في حياة هذه الإنسانة.
صديقنا يقول أنه يريد حل الابتعاد أو الزواج وكالعادة على مجانين حضراتكم لا تعطون قرارات ولكن فقط نوضح الصورة للجميع وكل فرد يأخذ قراره الذي يستطيع تحمل نتائجه، أعتقد أن الأخ في حاجة إلى أن يأخذ وقت كافي مع نفسه ليفكر مليا في الأمور فهو يريد الزواج والعفاف ولكن ظروفه لا تساعده فهو يعتقد أن الزواج من مطلقة سيكون أسهل عليه في التكاليف من الزواج من فتاة وذلك لظروف الطرف الثاني واحتياجه لإتمام هذا الارتباط.
وأوضح أن الأخ السائل -وهو ليس محور تعليقي الأساسي في المشاركة - يملك من الحكمة ما يجعله لن يقدم على مثل هذه الخطوة التي أعتقد أن عيوبها أكثر من ميزاتها.
وبالنسبة للأخت التي ترى أن الحب وحده يصنع المعجزات وتقول أن (الحب لا يعرف سنا) فأعتقد أن خبرتها في الحياة ليست كافيه للحكم سأحاول أن اشرح لها بعضا من الظروف التي قد تخفى عليها في الحياة وسأحاول أن أعمم الكلام حتى لا يظن أحد أنني اقصد صديقنا السائل أو غيره تحديدا أنا فقط سأطرح مجموعه من الأمور قد يكون أحدها أو كلها متواجد في حالة صديقنا أو في حالات غيره ولكنها موجودة في واقعنا المرير.
أولا الزواج من مطلقه حتى لو بدون أطفال يحتاج حكمه وسعه عقل من الزوج لأنه سيجد نفسه بدون قصد في أوقات كثيرة موضع مقارنه سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وسواء من زوجته أو من أي طرف خارجي في المحيط العائلي وهو ما قد يسبب إحراجا علنيا أو حتى مكبوت داخل الزوج وذلك إحساس الزوج بأنه ليس الأول في مواقف معينة قد يجعله محبط إذا كان حساسا أو سريع التأثر(مع ذلك أنا لا أنكر على أي فرد الزواج من مطلقة ولكن فقط أبين أنه سيواجه بعض الأمور لابد أن يتعامل معها بحكمة وسعة صدر).
ثانيا الزواج ممن تكبره سنا يحتاج إلى بعد نظر والى عقل كبير يستطيع التأقلم مع نظرات بعض الناس وكذلك مع المتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الزوج والزوجة مع مر السنين والنقطة الأهم وهي مسئولية الفرد تجاه قيادة الأسرة فكما هو معروف لابد من وجود القدوة دائما في البيت وكلما كان الرجل هو قدوة بيته كلما كان ذلك أدعى وأقرب لنجاح البيت ودوام بعده عن محيط المشاكل التي تنتج من العصبية وقلة الخبرة(وإن كانت هناك حالات لا يشترط أن تكون قيادة المرأة سيئة أو أن الزوج على الرغم من صغر سنه إلا أنه لديه سمات القيادة ويستطيع الإبحار بأسرته في سفينة الحياة ).
ثالثا الزواج ممن لديها أطفال شيء ليس سهل أبدا لما يترتب عليه من محاذير شرعية لا يأخذ أغلبنا باله منها من مخالطة واختلاط زوج الأم بالبنات إذا كانوا بنات أو اختلاط الأبناء الجدد بالأولاد من الزواج الأول (وإن كان ذلك من الأشياء الجميلة أن قدر عليها أن يرعى أبناء زوجته فسينال نعم الجزاء ولدينا المثال الظاهر الجميل على ذلك. كلنا يقرأ القرآن بأشهر الروايات حفص عن عاصم وحفص هو ربيب عاصم أي ابن زوجته).
إن الزواج ليس:اثنان يضمهما بيت وفراش... الزواج بيت ومسئولية وتربية أبناء ورفقة عمر فأين أبناؤها ثم أبناؤك من كل ذلك؟؟؟ هل ستضمهما إليك إذا تزوجت الأم؟؟ هل ستجعلها تتركهما عند أهلها؟؟؟؟ هل أنت قادر على متابعتهم وتربيتهم والإنفاق عليهم أحيانا والمساواة بينهم وبين أبناءك منها بعد ذلك؟؟؟؟
هذه الأسئلة والتي وجهتها ماما نعمت للسائل - وهذا إذا سمحت لي أن أناديها ماما-كفيله أن تزلزل كيان أي متدبر لها فكلها عقبات كبيره لابد أن يدرس الإنسان المقبل على الارتباط كيف سيمر بها ويتخطاها ويتعامل معها وليس الحب هو المفتاح السحري أنا أعتقد أننا نرى الأمور معكوسة فالحب الحقيقي هو الغاية من الارتباط ولا يتحقق إلا بوجود علاقة وارتباط ناجح وبيت مثمر هذا هو الحب المنتج أما حب التملك والسيطرة والرغبات فهو مجرد حب وقتي لإشباع غريزة ما.
الأخ السائل يحدد طلباته من هذا الارتباط (المهم في الموضوع أنني وقعت في عشقها وبصراحة شديدة أرغب جدا في معاشرتها ولكن بالطريق بالحلال وهو الزواج)، صحيح هو يرغبه في الحلال وهذا لا غبار عليه, ولكن هل هذا هو هدف الزواج والارتباط؟
هل هذا يكفى لبناء بيت مسلم عصري يكون مبنى على الأسس الشرعية والتربوية التي نتمنى أن نجد عليها بيوت المسلمين أم أنه صورة من صور الرغبة الجنسية ولكنها تتوارى في أشكال وصور مختلفة(أنا لا أنكر عليه أيضا رغباته ولكن طلبي فقط من كل إنسان أن يكون صريح مع نفسه ويحدد أهدافه واحتياجاته بدون مواراة).
آسف للجميع على الإطالة ولكن رسالة الأخت أثارتني للتعليق على مفهومنا للحب والارتباط وعلى مفهوم الجهاد من أجل الحبيب واعتقادي أننا نضخم من مفعول الحب على أنه هو المسير لحياتنا دون أن نفكر في أننا نصنع الحب ونزرعه ونرعاه ونوفر له البيئة المناسبة للنمو أولا ثم يصير شجرا وارف الظلال يحيطنا من تقلبات الدهر فالحب لا يولد كبيرا ولا ضخما إلا بالقدر الذي نمده نحن بالحياة وذلك بحسن الاختيار والتفكير المتأني فيمن يستحق حبنا.
فالحب مثل أي نبته لابد لها للنمو من أن يتوفر لها البيئة المناسبة للنمو وكذلك الوقت المناسب للزراعة والرعاية والاهتمام والمداومة على الصبر عليها حتى تكون كما نريد ونتمنى وأذكركم ونفسي بخطورة التعلق القلبي بأي شيء وأذكركم بقول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) وهى دعوة لعدم التطرف في الحب أو البغض وشكرا لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوكم
14/6/2006
رد المستشار
الأخ الكريم "محمد الصاوي":
أشكرك علي رسالتك ومشاركتك القيمة وأتفق معك في كل ما قلته، وإن كان اتفاقي معك لا يعني رفضي لزواج أي إنسان من مطلقة ولها أولاد، ولكن أعتقد أن أهم ما ينبغي أن نتحلى به هو أن نكف عن التفكير بعاطفية شديدة وأن نتعلم التوازن وتقييم كل أمورنا عاطفيا وعقلانيا...
مهم جدا أن ننظر لمواضع أقدامنا وأن نتحسب لخطواتنا المستقبلية، وأذكر أنني منذ فترة كنت أتجول بين دروب الانترنت ووجدت الكثير من البرامج التأهيلية المعدة خصيصا لتدريب الأفراد من داخل الأسر التي تحتوي على أبناء من أكثر من أب أو أم على التعرف على مشاكلهم والتعامل مع هذه المشاكل بأفضل صورة، وعموما رسالتك مطروحة لجمهور القراء ولآخونا صاحب المشكلة الرئيسية وأختنا دندونة وأتمنى أن يستفيد منها الجميع.