أول سنتين... أهم سنتين
بسم الله الرحمن الرحيم؛
أبدأ بسؤال لا يخصني وهو أن صديقة لي خطبت هذه السنة وستكتب كتابها الشهر هذا ويكون الزفاف بعد سنة إن شاء الله هي خائفة من أن لا تنجح في التواصل معه مستقبلا للأسباب التالية:
1- أنه هو قد أتم دراسته الجامعية وهي ما دخلت الجامعة بعد وهي ستكمل واتفقت مع أهله على ذلك لكن خائفة أن يكون عقلها أو تفكيرها أقل من عقله مع العلم أنها كما أراها أنا فاهمة جدا ومثقفة وتعرف أن تتكلم في كل المواضيع ولديها معلومات كبيرة ومتابعة للسياسة.
2- هو إضافة إلى دراسته وهي الطب فإنه إنسان واسع الثقافة والاهتمامات شاعر، ولديه الكثير من الهوايات، جسمه قوي، وهي ترى نفسها أنها لا تملك تلك المميزات التي يشار إليها بالبنان بعكسه، أيضا هو جميل جدا شكلا. لكن أنا أرى أن عندها مثلا قدرة الجلد على إنجاز أمر ما لمدة طويلة، هي مثقفة جدا وعندها أسلوب فريد من نوعه في الحديث.
3- هو إنسان بطبعه صامت أو قليل الكلام، بطيء حتى إذا تكلم، لا يعطي إلا المختصر المفيد، وهذا يجعله غامض في عينيها.
4- هو أيضا ربما بارد المشاعر، تمر أكثر من عشر أيام ولا يتصل لا بها ولا حتى بأبيها مع العلم أن أبوه وأباها أصدقاء منذ أيام الدراسة أي هناك علاقات قوية بين العائلتين. هو يحبها وسألتها إن كانت تشعر بذلك من خلال تعابير وجهه عندما يزورهم، نعم هو كذلك لكنه بارد في أسلوب تعبيره.
5- بحكم كون الأبوين أصدقاء فعائلته تبدو "ضامنة للبنت" وقبولها وأهلها لهم لذا هم يقصرون في الواجب وغير مكترثين ولو كانوا خطبوا أحد الغرب لكان هناك وضع مختلف واحتفاء واتصال، أما هي كما قلت، فهم لا يحسون أنهم أمام واجب.
6- ربما اقتنعت هي جزئيا بأن المهم أن تتأكد أنه فعلا يحبها ومرتاح معها وراضي.. وأسلوب تعبيره ممكن أن يتغير كما أن فترة الخطوبة ليست واضحة المعالم خاصة وأن أهله من النوع الذي يتشدد في مثل هذه الأمور ويرى أن الزيارة عيب.
7- لكن أهم من هذا كله هي تسأل ماذا بعد كتب الكتاب الذي سيبقى سنة ثم الزواج، هي خائفة أن تبقى بعيدة عنه في أول فترة وأهم فترة بحيث دوامها طويل ولديها دراسة ومع أنه هو كذلك سيكون لديه دراسة الاختصاص ودوامه طويل لكن في النهاية هي غير متفرغة وبعد الدراسة سيكون هناك الأولاد، فكيف تستطيع أن تنظم وقتها بحيث تقوي العلاقة معه، وكيف تحصل على نوع وقت جيد ما دام الكم غير موجود.
8- أرجو لو تكرمتم أن تجيبوا على سؤالي خلال أسبوع إذا سمحتم .
9- أشكركم الشكر الجزيل
وأنوه أن هذه البنت سورية، أقصد هنا كل معارفهم وأصدقاؤهم سوريون وليس لديهم أقارب وعلاقاتهم مع الجالية إن صح التعبير.. هم أصحاب عزائم كثيرة وزياراتهم كثيرة.
21/07/2006
رد المستشار
السلام عليكم؛
لماذا تتشابه المشكلات في وقت ما؟؟ كل بات يسأل عن أصدقائه وأحوالهم!! أنا مع الصداقة ولكن الحقيقة أن تعبير الإنسان عن نفسه أفضل من تعبير صديقه أو قريبه رغم فرحي بالتكاتف الاجتماعي المطلوب.
تحوى أسئلتك أكثر من بعد بعضها يصعب على أي كان أن يعرف الإجابة عليه مثلا كيف تنظم وقتها وأنا لا أعرف تخصصها ولا مكان أقامتها وما شابه من التفاصيل ولكن بوجه عام عندما يكون هناك توافق بين الزوجين يسهل تنسيق كافة تفاصيل الحياة.
معظم الأسئلة الأولى تشير إلى قلق صديقتك من إقدامها على خطوة هامة في الحياة مثل الارتباط وفي الوقت الذي يرى من حولها أنها اصغر من أن تستشار في التفاصيل يرون أنها ناضجة كفاية كي ترتبط فواحدة من ايجابيات الزواج اعتبار المجتمع لها كراشدة بعد ذلك.
تأتي الثقة بالنفس في أوقات كثيرة من خلال تجارب الحياة أكثر من الاستغراق في تمحيص التفاصيل مثلا لماذا تشك بقبول الشاب أو احترام أهله لها ولأهلها أليس اختيارهم لها دليل على التقدير والاحترام؟
قد لا يكون الطبيب الشاعر المثقف راغبا في زوجة متفلسفة تناقشه بل يريد مثل أغلب الرجال زوجة مقبولة مطيعة, وكونه ناضجا كما تقولون فغالبا أنه مدرك لخياره وهو حر فيه ولها نفس الحرية في الرفض والقبول. على العموم ستجيب الفترة القادمة من الخطوبة حتى بعد عقد القرآن عن الكثير من أسئلتها حيث سيصبح التفاعل معه أسهل ويحقق درجة أعلى من الفهم.
من الطبيعي أن تسقط بعض الشكليات بين الأصدقاء فهي مثلا تحدثك مخاوفها فهل تراها تحدث باقي معارفها! قد لا يكون استهانة من أهل العريس بقدر ما هي ألفة ورفع للتكلف طبيعي بحكم الصداقة يجعل بعض الشكليات غير ذات معنى, ونحن مأمورون بحسن الظن ما لم يكن هناك ما يستدعي عكسه.
لم أستشف من كلماتك مبررا لقلق صديقتك غير ما هو طبيعي ومتوقع عند اتخاذ قرار هام في الحياة, لتتوكل صديقتك على الله ولا تبالغ في قلقها بعدما استشارت أهلها واستخارت ربها ولتهون على نفسها بأن غالبا نفس الطبيب المثقف لديه نفس القلق.