الخوف من السفر
سافرت للعمل في إحدى دول الخليج ومعي أسرتي وبدأ ابني البالغ من العمر 4 سنوات يلح علي بالرجوع ويبكي كثيرا ويطلب الرجوع لبلده ويسأل كثيرا عن موعد العودة ولا تنفع معه أية مداعبات أو ألعاب لإلهائه وأصبح عصبيا ومتوترا وللعلم فهو مرتبط بجدته في مصر وبأقاربه.
وعدت بالفعل لقضاء أجازة الصيف ورجع ابني لحالته الطبيعية ولكنه يقول أنه لن يسافر مرة أخري وأحيانا يختبئ مني ظنا منه أنني سآخذه معي وأسافر ولا أدري ماذا أفعل فأنا لا أريد السفر دون زوجتي وأبنائي فما تشخيص تلك الحالة وكيف يمكن معالجتها؟
وجزاكم الله خيرا.
24/7/2006
رد المستشار
أخي العزيز
لقد مست كلماتك شغاف قلبي لأنني عانيت كثيراً مما تعانيه نفسياً مع ولدك؛ وبالتأكيد فطفلك ابن الأربعة أعوام معذور فيما يحدث له، وهذا أحد ما ندفعه من أثمان الغربة وهي كثيرة، وبالطبع فالطفل يحب الحياة الاجتماعية الكاملة مع أجداده وجداته وخالاته وأخواله وعماته وأعمامه...... إلخ، وبالذات علاقاته مع الصغار من أقاربه وجيرانهم ممن هم في مثل عمره، ولكن هل الحل هو أن أترك زوجتي وأبنائي وبناتي كي يربيهم أقاربي، بعض المغتربين يفعلون ذلك، وأحياناً لفترات طويلة، ويصبح الأب مجرد ممول مالي للأسرة وحسب، كما يصبح الأب غريباً عن أسرته، تتحمله الأسرة في إجازته السنوية لمدة شهر على الأكثر، وبعدها يتذمر الجميع لو طالت إجازة الأب في البيت!!.
وهذا كله غير مقبول في عرف الحياة الأسرية الناجحة، ولكن وجود أسرتك معك يستلزم أن تعطيهم وقتاً وجهداً حتى تعوضهم عن النقص الشديد في الجانب الاجتماعي، حاول أيضاً أن تأخذ أطفالك للمسجد في بلد الغربة لأن ذلك يعزز من حياتهم الاجتماعية، مع التعارف على بعض العوائل المصرية أو العربية ممن لديهم أطفال في عمر طفلك كي يلعب ويندمج معهم.
هذا الطفل بالذات أنصحك بعدم استخدام الضرب أو الشتم كعقاب له إذا أخطأ، لأن استعداده للخوف عالي، وتلك النوعية من الأطفال ننصح لهم بالود والتفاهم والعقاب بالحرمان من بعض الأشياء التي يحبونها عندما يُخطئون، أو الحبس في غرفة آمنة منفرداً لمدة 4 دقائق مثلاً.
نقطة هامة أخرى نعلمها لأبنائنا الصغار جميعاً ألا وهي أنهم لا يخلعون النصف السفلي من ثيابهم أمام أعين أي شخص، ولا يُسمح لأي شخص أن يفعل لهم ذلك أو يمس عوراتهم إلا أمهاتهم عند استحمام أطفالهم، أو الطبيب المعالج عند قيامه بالكشف عليه.
أما الحل الفوري حالياً فهو ترغيب الطفل في السفر معك بالهدايا والفسح عند عودتكم للغربة (سلمك وسلمنا الله فيها) مع الالتزام الكامل بتنفيذ كل وعودك، وتيقن من أن كل وعد ستعده له سيتذكره طفلك ابن الأربعة أعوام بكل حذافيره أفضل منك؛ فحافظ على وعودك معه وإلا سيصبح كلامك بدون مصداقية.
واقرأ من على استشارات مجانين:
الخوف عند الأطفال .. غالبًا عابر !