مبتدأة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه ليست أول استشاراتي ولن تكون الأخيرة.. فأنا صديقة للموقع منذ مده طويلة جدا.. سأدخل لصلب الموضوع مباشرة.. أنا فتاة حديثة التخرج.. منذ العام الدراسي الثاني بالجامعة وأنا دخلت مجال العمل... لا أتقاضى عنه مالا.. فقط أعمله كهواية... استمرت لمدة 9 أشهر في هيئة حكومية تابعة لوزارة الإعلام.. كتدريب.. وبعدها ظللت أعمل بدون مقابل لأني أعشق عملي.. وأشعر بسعادة غامرة عند الانتهاء من أية قطعة ومن ثم رؤيتها في مكانها.. وظلت عروض العمل تأتي إلي منذ بداية عامي الأخير بالجامعة.. ولم أستطع تنفيذ أحدها بسبب ضغط الدراسة ومشروع لتخرج..
وكان هناك شخص من أحد معارفي.. ذكي جدا جدا وشخصية عملية لأبعد الحدود... كلما رأى أحد الأعمال.. يظل يشجعني ودائما ما كان يخبرني أنني أملك موهبة رائعة وأنه يود لو اعمل لديه بشركته... حقيقة كان يدفعني دفعا كي أزيد من قدراتي.. وكنت سعيدة.. وهو أيضا كان سببا في جعلي من بداية عامي الدراسي الثالث في تحديد جهتي وأي مجال سأختار حتى أستطيع تحديد مساري.. لأني أمتلك العديد من المواهب والقدرات التي كانت في فترة ما عائقا لي فلا أستطيع تحديد أي الطرق سأسير..
المهم.. ومع آخر يوم امتحانات في هذا العام وهو الأخير.. ولم أكن استطعت بعد الخروج من الضغط السيئ الذي كان يقع علي... فذهب لشركة حتى أقوم بالمقابلة التي بعدها يحددون إذا كنت سأعمل لديهم أم لا... وكل شيء حينها كان يسير بشكل ممتاز.. وكنت أشعر أنني أحلم وأسير فوق السحاب.. فأعطوني عدة مهام أقوم بها إذا أعجبتهم عملت فورا بالشركة وان لم تعجبهم فلن أستطيع.. فوقع علي ضغط أشد... وبكيت أياما لشعوري بالعجز والضعف.. لأنها كانت أشياء أول مرة أقوم بها.. ومن شدة الضعف... ومن خوفي من الفشل.. رفضت أن أقوم بأحد الأعمال وقمت بالآخر بشكل سيء جدا ودون مستواي.. فرفضوني.. مع أنه كان شيئا متوقعا...
حزنت كثيرا لفترة ما.. والتحقت بعمل آخر صاحبه كان قد عرض علي العمل معه من فترة طويلة ولكنه يعمل في الإجازات الصيفية حيث أنه مازال طالبا.. فأنا لا أعرفه شخصيا ولكن فقط عن طريق الانترنت.. وهو بمثل عمري... وأعامله على انه مديري -وهو بالفعل كذلك- ولكنه يرفض هذه المعاملة ونتعامل على أننا أخوة فقط.. المهم.. قابلتني مشكلة سيئة جدا بعد العمل معه لمدة شهر تقريبا....... فإذا بحالتي المزاجية هي انعكاس لحالته..!!.. لا أدري حقا لماذا.. إذا طلب مني أن أقوم ببعض الأشياء... وهو ذا مزاج سيء... أشعر بالاختناق.. ولا أستطيع القيام بتلك الأشياء... أو إذا قمت بها -على أفضل تقدير- أقوم بها بشكل سيء جدا ودون مستواي بمراحل.. وإذا تحدث إلي وكان مزاجه جيد جدا... أقوم بالعمل بشكل فوق الممتاز... وأشعر أني سأرقص فرحا.. فأنا أحب عملي جدا جدا...
والأكثر من هذا... عندي طاقة قوية فوق الحدود ولكن لم أستطع استغلالها بالشكل المطلوب إلى الآن.. أحب أن أكون منتجه... أحب أن أشعر أنه (ليا لازمه في الدنيا)... وعندما أصبحت أتقاضى أجرا ماليا عن عملي.. شعرت لحياتي طعما آخر عملي بالنسبة إلي... يعني لي الكثير.. ولكن بالمنزل الأمر مختلف.. فبالنسبة إليهم هو مجرد مصدر مال.. أصبحت أمي تدقق معي في الأمور المالية كثيرا.... فإلى الآن لم أتقاضى ما يكفيني.. ولكنها أصبحت تحملني كل احتياجاتي.. وإذا لم أقدر على شيء أو أشياء.. تحاسبني عليها.. فقد فعلت لكي كذا وكذا وكذا.. وأريد ثمن كذا وكذا.. أعلم تماما أن ما أنفقته علي طوال حياتي من أعصاب وصحة وأموال لا يقدر بملايين..
ولكنهم لا يتركوني أعمل في سلام فعملي في البيت يتطلب مني تفرغ أكثر مما لو كنت أعمل بشركة.. فقد ضيعوا علي صفقة بسبب تأخري لمدة 3 أسابيع كاملة.. وكانت أختي وابنها هم السبب.. فكانت أختي تنام النهار كله وتترك لي ابنها ذي ال 8 أشهر.. وعندما تستيقظ هي وزوجها يخرجون ولا يرجعون إلا في الليل.. فأنا من أطعم وأجلس مع ابنهم وأذهب به إلى النوم.. ويعودون في ساعة متأخرة جدا...تصل إلى الثالثة فجرا أو الرابعة.. وعندما أتذمر..تضايق أمي.. كثيرا... فإذا طلبت أختي وزوجها حياة أمي... لأعطتها لهم دون أي حزن.. ولا لدي أدنى اعتراض على ذلك.. ولكنهم لا يدعوني أعمل ثم يسألوني عن الأموال.. لا ألوم أمي عندما تطلب مني تحمل مصاريفي... ولكني لا أستطيع..فلم أحصل بعد على ما يجعلني أتحمل نفقاتي.. وأيضا لا يدعوني أعمل.. ويعتبرون عملي شيء سخيف.. وأنني مرتاحة لأني أعمل من البيت ولكن العكس صحيح فأحتاج أن أطلب منها..
وهنا يأتي الحرج بالنسبة إلي.. فلم أعد أستطيع تحمل أن أطلب من أحد أي نفقات.. وأريد وبشدة أن أستقل ماليا.. ولا أدري عندما أتزوج كيف سأطلب من زوجي مالا.. فقد سمعت أحد الرجال... يبرر الخرس الزوجي..أنه إذا تحدث مع زوجته(واداها ريق حلو) هتطلب منه فلوس.. ولهذا فالرجل لا يحب أن يتحدث مع الزوجة..
أعتذر على تشوش أفكاري.. أردت أن أستشيركم في أشياء أكثر.. ولكني وجدت باب الاستشارات مفتوحا.. فكتبت ما أتذكر ونسيت الباقي..
جزاكم الله خيرا..
والسلام عليكم
11/08/2006
رد المستشار
طالما رسالتك هذه ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، توقعي أيضا أن إجابتي عليها لن تكون الأخيرة، ولن تحمل إليك كل ما يمكن أو ينبغي قوله تعليقا على حكايتك!!
تعلمت في" البرمجة اللغوية العصبية" أن من الناس أصحاب "تحفيز داخلي"، وآخرون أصحاب "تحفيز خارجي"، والمقصود أن البعض يستمدون الدافعية للعمل والإنجاز أساسا من مشاعرهم الذاتية، ونظرتهم الداخلية لأنفسهم، وليس من رؤية الآخرين لهم أو لأعمالهم، وليس من تقدير هذا أو مديح ذلك، ولا يتأثرون كثيرا بالذم أو النقد.
أقول لا يتأثرون "كثيرا" لأننا بشر، ومن الطبيعي أن نتأثر بالمناخ المحيط بنا إحباطا أو تشجيعا، ولكن يكمن التحدي في درجة هذا التأثر!!
الخطر يكون حين يرتفع تقدير الآخرين لنا ولأعمالنا بمعنوياتنا إلى أعلى سماء، ويهبط بنا قدحهم أو ذمهم أو مزاجهم السلبي معنا إلى تحت الصفر، فنصبح مثل الريشة العالقة في مهب رياح أمزجة الآخرين!!
وتكون الأزمة أننا ننتظر مديحهم أو رضاهم في كل لحظة وخطوة حتى نمر إلى ما بعدها، ونتعثر ونكتئب إن لم نصادف هذا الرضا!!
وتكون إيماءة إعراض، أو لفظة لوم، أو كلمة توجيه أو تقريع كافية لإفساد يومنا، وربما أسبوعنا، إن لم يكن أكثر!! وهذا حالك أنت مع أهلك، ومع مديرك!!
كيف تصبحين من ذوي التحفيز الداخلي؟ هذا هو التحدي الذي أمامك!!
كيف تكون الدوافع للعمل والإنجاز من داخلك؟!
كيف تستطيعين إقامة عالم خاص بك، أعني قوة نفسية مستمدة من ثقتك بالله، وانعكاسها على ثقتك بنفسك، واحتفالك بكل نجاح تحققينه!! كيف تجمعين بين احترام والدتك وأختك، وبين جدولة وقتك وجهدك لتعطي لهما ما يمكنك، ولا يضايقك ما يقولونه بعد ذلك، رضوا أم سخطوا!!
كيف تعيدين هيكلة مطالبك المادية لتكون في حدود إمكانياتك صغيرة كانت أو كبيرة أو متغيرة؟!
كيف تفكرين في تغيير عملك هذا إذا وجدت ما هو أفضل؟! وإذا آمنت أن فشلك مرة في إنجاز ما تريدين لا يعني أنك فاشلة، أو أنك ستفشلين كل مرة؟!
كيف يقل تأثير أحكام الآخرين عليك وعلى نفسيتك؟! وكيف تقطعين علاقاتك بمن يقلل من نظرتك لنفسك، ما أمكنك القطع، وتتواصلين مع من يساعدك على تحفيز نفسك داخليا أكثر وأكثر؟!
أهلا بك، وتابعينا بأخبارك.