في انتظار شبح الفصام: أزمة نمو، م
سمكة.... وتعيش خارج الماء
الدكتور المهدي بعد التحية بداية فأنا صاحب مشكلتي الشبح 1 ومتابعتها الشبح2 وأرغب أن أخبرك بآخر التطورات....
في سبتمبر 2004 قصدت الأراضي المقدسة لأداء العمرة وظللت أدعو الله بالشفاء في البيت الحرام أمام الكعبة وأمام قبر النبي ثم عدت وكلى يقين أن الله لابد أن يفرج عني، هوا فيه أكثر من كده إيه، وكنت لا أزال أتناول العلاج كوجنتول واوراب فورت وانافرانيل 75 وسارت الأمور طبيعية إلى أن دخلت الامتحانات العملية فأصابني ما كان يصيبني كل مرة: اكتئاب، عدم الرغبة في المذكرة، بله الحياة....
فظللت أبكي وأصرخ.... ليه كده ليه أنت عاوز مني أيه عملت لك عمرة ودعيتك عند الكعبة وأمام قبر رسولك ولم تفرج عني ما أنا فيه، وأخذ إيماني يضعف رويدا رويدا أمارس الموبقات ما استطعت منها ولكن في السر طبعا لأنني المفروض أني ملتزم وأخذت أضبش وخلاص وظهرت نتيجة التيرم الأول وشلت كل المواد بدرجات فاضحة فانتفى مني الإيمان تماما وهجرت الصلاة ولا أصلي إلا أمامهم في البيت ولابد أن أكون جنب (علشان أغيظه وأضايقه)....... عفوا فدموعي الآن تبلل الكي بورد.
وأخذت أضبش أيضا وأعاند وأصر حتى نجحت وعديت من هذه السنة الكئيبة بمادتين وبعد أن نجحت على الرغم من البعد الشديد عنه طرأت في ذهني عدة أفكاري وهي أنني لا أنجح ولا تنفتح نفسي للحياة وللمذاكرة إلا إذا عصيته، أرجو ألا تقول أن هذه وساوس شيطان فمثلا أحيانا كنت أجد نفسي مكتئب لا أريد المذاكرة أقوم لأفتح النت على المواقع الجنسية لمدة ساعة مثلا فتنفتح بعدها نفسي للمذاكرة وهكذا نجحت ثم دخلت الدراسة بهذه الاستراتيجية وكنت أذاكر أول بأول إلى أن أقبل رمضان فوجدت نفسي أعود وأتوب وأستغفر وأنوب إلى طريق التدين من جديد..
ثم دخلت الامتحانات وحدث ما كنت أخشاه هجرت المذاكرة نهائيا وبعد أن كنت قد منيت نفسي بالتفوق حيث كنت أذاكر أولا بأول ومن ثم اقتنعت اقتناعا جازما بصحة النظرية أنني كلما بعدت وأذنبت وعصيت كلما استطعت النجاح والتفوق.... فهل يا سيدي هذه بداية هجوم الشبح وما علاقة الالتزام الديني بالشيزوفرينيا وبالأمراض النفسية عموما خصوصا أن أبي رحمه الله كما قيل لي أن نوبات المرض بدأت تنتابه بعدما استغرق ما يقرب من سنتين في قراءة كتاب الفتوحات المكية لابن عربي وهو كتاب من 4 أجزاء كل جزء حوالي 2000 صفحة المهم أن أبي دخل في حالة استغراق أودع بعدها مصحة نفسية لمدة عام تقريبا وظل رحمه الله يسير على العلاج إلى أن اختاره الله لجواره بعد 30 عام من المرض فهل أنا ينتظرني نفس المصير؟؟؟؟؟؟؟؟
أفدني بالله عليك يا دكتور عاجلا وأريد أن أحيطك علما أنني رسبت السنة دي أيضا وأتناول حاليا فيلوزاك وانافرانيل لكن اليأس مسيطر علي لأبعد حد والاكتئاب يحيطني بشرنقته السوداء لأنني بقى لي 7 سنين في الجامعة ولازلت طالبا في الفرقة الثانية كلية الصيدلة، بالله لا تتأخر في الجواب يا دكتور فحياتي على محك النضوب
أهنئ سيادتك بافتتاح زمزم طلخا وعقبال الصفا والمروة بالمنصورة ومنى بطلخا ويثرب بالزقازيق....
ولا بلاش الزقازيق عشان ما تقطعش ع الدكتور أبو هندي وسلاما.
11/08/2006
رد المستشار
أخي العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لديك رغبة داخلية عميقة في التحرر والتحلل من أي التزام، فالدراسة التزام لذلك تجدها ثقيلة على نفسك، وتعاني فيها تعثرا واضح، والدين التزام لذلك يحاول عقلك الباطن أن يصل إلى نتيجة مفادها أنك حين تقترب من الله تفشل في الدراسة، وحين تبتعد عنه تنجح، وأنك حين أذنبت وعصيت تفوقت دراسي، هذه هي البرمجة التي تسعى إلى ترسيخها بدون وعي منك، ولكن شيئا مبهما بداخلك يكتشف هذه الخدعة ويؤرقك، وهو الذي دفعك لكتابة هذه الرسالة والسؤال عن حل لأنك لو كنت استرحت تماما لما توصلت إليه ما كنت أرسلت هذه الرسالة بل كنت ستتبنى هذا الحل فورا.
موقفك من الدراسة يشبه إلى حد كبير موقفك من الدين ومن الله فأنت تريد أن تنجح (أو هكذا تعلن) ومع هذا لا تفعل ما يوصلك إلى النجاح وتظل تراوح مكانك سنوات طويلة بلا حسم، وفى علاقتك بالله لا تملك الحسم فأنت حتى الآن تحاول أحيانا أن تقترب وتحاول في أحيان أخرى أن تبتعد، وتجد نفسك غير مستريح في الحالتين، وهكذا تظل تسبح كالشبح في المنطقة الرمادية في كل أمور حياتك الدراسية والدينية، منطقة التيه واللاحسم، منطقة التردد المزمن، منطقة الضياع الممل، وقد تكون مستفيدا بشكل خفي من هذا الموقف المائع فهو يبعد عنك المسئوليات لأنك لو آمنت فسوف تتحمل تبعات هذا الإيمان، وفي نفس الوقت أنت لا تحتمل دفع فاتورة عدم الإيمان، وأنت على ذمة الدراسة من سنوات طويلة فلا أنت انتهيت منها ولا أنت تركته، والدافع وراء ذلك هو الرغبة الداخلية في عدم تحمل أي مسئولية لأنك لو تخرجت فستكون مطالب بالعمل وبأشياء أخرى ربما لا ترغبها.
إذن فالوقوف في المنطقة الرمادية هو الهدف الخفي الذي تسعى إليه نفسك دون أن تدري، ولكن هذا يحتاج إلى بعض تبريرات أو تعميمات أو استنتاجات اعتباطية تقدمها لك نفسك حتى تظل في موضعك الحائر والمتسائل ربما إلى نهاية العمر.
وإذا وصلتك هذه الرسالة وأخذتها بالجدية اللازمة فأنا أتوقع أن تكف عن كل هذا وتبدأ مع نفسك صفحة جديدة تكتبها بشرف بعرقك وجهدك، وتعرف أن النجاح شرف ومسؤولية، والإيمان شرف ومسؤولية، ونحن البشر خلقنا لهذ، وبدونه تضيع كل المعاني الجميلة في الحياة.
ويتبع >>>>>>>>>: الشبح والمنطقة الرمادية مشاركة
التعليق: كنت خائفا في ما مضى من مرض الفصام . وكان في جواب الدكتور سداد جواد التميمي راحة وطمأنينة لقلبي وأجدني مند رده مند أكثر من عام بخير وأتحمل كل مسؤولياتي كزوج وأب.
مسؤولية: تكتب الهمزة على الواو إذا كانت مضمومة ومسبوقة بساكن .