بسم الله الرحمن الرحيم؛
أردت فقط أن أشارك برأي أو هو بمعنى اصح دفاع عن مرسلة الاستشارة حيث أن الدكتورة جزاها الله كل خير قد انهالت عليها بكل صراحة وأمانة ولكنها كذلك بكل قسوة. بما أنني لم انس يوما من أيام دراستي الثانوية مع صديقاتي الغاليات فانا اعرف جيدا مدى شعور السائلة بصديقتها التي تفتح لها قلبها شعورها أن كان كما كنت أنا: أنها تشاركها الحزن والفرحة أنها في محل ثقة وان عليها أن تساعد من تعتبرها أكثر من أختها بكل ما تستطيع، وحتى أن كان ما تشير به على صديقتها في كثير من الأحيان ليس بالصواب في نظر الآخرين أو هو حقيقة ليس صوابا فانه في نظرها شخصيا لا يمثل أكثر من أنها تحاول جاهدة أن تخفف عن صديقتها وان تعينها بكل ما تستطيعه وأنها لا يمكن أن تتخلى عنها عندما تحتاجها وتهرب. فالصديقة الحقيقية هي التي تثبت وجودها وعونها في السراء والضراء. هذا في نظري هو موقف الأخت ألسائله من القصة ليس أكثر.
صحيح أنها أخطأت وصحيح أن إرشاداتها قد ضرت أكثر مما نفعت وصحيح أننا نعتبره تدخل في شؤون الآخرين. بينما هي لم تكن تراه بهذا المنظار أبدا. فماذا علي أن افعل عندما تأتى إلى اقرب صديقاتي ومن هي تاتمننى على إسراره تأتى إلى تبكي مكتئبة حزينة وتشكي إلي همومها. هل أقول لها سهل الله عليك وكفا أم افتح لها أذني واسمع منها ثم افتح لها قلبي وعقلي وأحاول أساعدها بكل ما استطيع . ويكون هذا دليلا على صدق حبي لها وصدق علاقتي بها حيث أنى لا استغلها فقط في حاجتي وإنما أعينها وقت حاجتها.
نصيحتي للأخت الحبيبة أن تسمع لنصيحة الدكتورة رغم قسوتها حاولي أن تنسحبي أنت من المشكلة وبكل لطف وليس بإظهار انك لست مهتمة بأمور صديقتك ولكن بما أن أمورها في تحسن إذا فهي لا تحتاج إليك الآن وحاولي فقط أن تقومي بدور المطمئن لها فكل ما تحتاجه هو قليل من الطمئنه بما أن أمورها تسير مسارها الطبيعي وأفضل . وكما قالت الدكتورة أن كل مقدم على جديد يكون لديه بعض المخاوف وهذا طبيعي. فلا تحاولي أن تسالي كثيرا عن أحوالها الشخصية مع خطيبها ولا تفتحي هذا الموضوع معها وأشعريها أن الموضوع خاص جدا بها ولا تحتاج أن تبرر لأي احد مواقفها في اتخاذ مسرى حياتها.
لم أرسل لاعترض على الدكتورة الفاضلة وإنما شعرت أنها قست كثيرا على اختنا السائلة وأحببت أن أطيب قلب أختي وأبين للجميع موقفها فليس الغرض من تدخلها التلذذ بمشاهد المسرحية وإنما مساعدة أخت لها وصديقة مقربه.
وأسفه على التعليق ولكم منى الاحترام الكامل واسأل الله أن يتقبل منكم عملكم المبروك والصالح ويجعله في ميزان حسناتكم . فكلنا نستفيد والله من موقعكم وأنا أولهم ولي مشاركات واستشارات كثيرة استفيد منكم استفادات عظيمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
5/7/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
نطحن بعضنا بعضا بمبررات مختلفة منها الخوف على المصلحة وتفوق الوعي وباسم الحب والاهتمام أحيانا وأشياء أخرى كثيرة تبدو جيدة في مظهرها ولكنها في الحقيقة بائسة من حيث الدوافع والنتائج.
لجميع الأطراف حق علي كل حسب حاجته من كتبت تخاطبني من حقها أن الفت انتباهها لما سيتركه سلوكها من أثر على شخصيتها وحياتها، كما للصديقة الخاطبة الواقعة تحت ضغط أهلها وخطيبها حق علي بأن أكف أيدي وقسوة وفضول صديقاتها عنها. أنا مع الصداقة ولولا الصداقة لا أعرف أين أكون وغيري من خلق الله لكن يجب أن نعرف ونفرق بين قدراتنا وقدرات أصدقائنا وأن نعرف حال كل منا وحدود طاقاته.
موقفي فيه مصلحة الطرفان أنهى الأولى عن السماح لنفسها بأن تستأسد على صديقتها لأن هذا سيؤدي لخلق شخصية متسلطة لا يرغب أحد على المدى الطويل في التعامل معها، ومصلحة الخاطبة التي تعاني مما نسميه الآثار السلبية أو ضغوط الصداقة عندما يدفعنا الأصدقاء لنعيش وفق قدراتهم ورؤيتهم للحياة والأمور ومخالفتهم تعرضنا لخطر فقدانهم فيزيد موقفهم صعوباتنا الشخصية وهكذا تتحول الصداقة إلى مطرقة إضافية في الحياة وتفقد قيمتها ومعناها.
لماذا تعتذرين عن مشاركتك لنا؟؟ لا علاقة بين الاحترام والاختلاف فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. ترينها قسوة وقصدتها حزما مطلوبا في بعض المواقف فالقسوة في رأيي ألا أنبهها أو أتجاهلها فهي كما ذكرت تتدخل في شئون الآخرين. بالمناسبة قد نلوم الصديقة التي تثرثر بتفاصيل حياتها فهي مسئولة نوعا ما ولكن تحديد المسئولية أو توجيه اللوم ليس النقطة الأهم في لحظات الاحتكاك بقدر تبريد حرارة الموقف المشتعل.
مدركة لحزمي معها أعطيت مشاركتها عنوان ما تزعلوش مننا ولكني آمل أن تطيب كلماتك خاطرها وكنت بداية قد فكرت أن انشر مشاركتك بدون تعليق ولكن كما ترين فعلت!!
لا تترددي أبدا في مشاركتنا والتعليق علينا فرحم الله امرؤ أهدى إلي عيوبي وإن كانت في عملي فأي بأس في هذا.