السلام عليكم موقع مجانين
أنا فتاة جامعية وبعد عام سوف أكون مهندسة كمبيوتر أنا مخطوبة من شاب في الثلاثين من عمرة هو من محافظة أخرى وأنا من القاهرة تعرفنا واحنا في المصيف لمدة قصيرة عن طريق بعض الأصدقاء لي في المصيف وهو في ذلك الوقت كان يبحث على عروسة وهو يعمل في مجال الكمبيوتر وبجانب عملة يفتح محل كمبيوتر والصيانة وكانت صديقة لي تعرفه اخذتني معها لشراء بعض أشياء الكمبيوتر في يومها تكلمنا في عجلة وتعرفنا على بعض واخذ بريدي الالكتروني فان أحب التعارف وعندي أصدقاء عبر النت غير أنى اغلب الوقت أنا ادخل على النت فهو مجالي ومجاله أيضا كنت في الأول أتكلم معه طبيعي جدا وبشكل جادة.
كنت في الأول نتكلم في النت ثم في التلفون لكن مع الوقت التعارف زاد بينا لكنى في أول تعارفنا مع بعض اكتشفت أشياء عنه مثلا: يقول أنه متدين وأنا كنت أعيش في الخليج وعندي من المعلومات في الدين ما يجعلني أستطيع المعرفة عن ديني فوجدته أنه يظن نفسه أنه هو المتدين الوحيد في الدنيا وأن كل شخص بلحية هو الملتزم وله الجنة وغير الملتحي هو في النار وأيضا كل فتاة محجبة هي الملتزمة وغيرها هي أيضا في النار..... وجدته لا يفهم في الدين شيء.
وعندما يتحدث معي أجده يقول لي آيات في القرآن الكريم غير صحيحة ولا يفهم معناها وأحاديث لا يستطيع تكملتها وأنا كنت طول الوقت أصحح له هذه المعلومات وأقول له الصح على حد معرفتي بها ومن معلوماتي، وهو عرف مني شيء, أنه كان غير ملتزم بالطريقة الصحيحة وأنه لا يجب أن ينظر للناس بهذا الشكل وأن يداوم على معرفة المعلومات الصحيحة في الدين وأن يبتعد عن كل ما ما هو غلط في حق دينا وفى خلال الفترة دى انقلب هذا الحال بحب وطلب الزواج مني على طول لكني أنا لم أوافق عليه وقلت له أنا لا أريد الزواج أبدا لأن الزواج مسؤولية كبيرة وأنا أجدها منتهى الصعوبة بنسبة لي ولا أريد تحملها وبصراحة هذا رأيي بجد.
ومازلت عند رأيي لكني لا أريد الزواج من الأصل ولكني كانت أقول له إذا أردت الزواج فلان أجد زوج مثلك هو طول الوقت يقول لي أن كلماتي مجاملة لكني أنا كنت أنا جادة في كلامي لأنة إنسان طيب القلب ولو قلت صفاته سوف تستغربون أن رجل واحد بهذه الموصفات الجميلة ومرات على معرفتي به سنة كاملة كان حب من طرف واحد والطرف دا هو فقط وهو يحاول طول الوقت أن يطلب مني الزواج ولكني كنت لا أوفق وأقول له نفس الكلام بأني لا أريد الزواج طول الوقت هو يقول لي أنى محتاج لي واني أنا الإنسانة التي يبحث عنها فهو طول الوقت يقول لي أنه يحبني وان لا أخاف منة ولا من الزواج وانه سوف يتحمل معي هذا المسؤولية وأنها ليست بهذا الصورة التي أنا أرها.
وفي نفس الوقت أهلي كانوا يطلبون مني الموافقة على الزواج لأني أنا ناس كثيرة كانوا يطلبون من أهلي الزواج لكني كنت أرفض لكن من كثرت الطلب من أهلي والخوف علي من عدم الزواج وبإقناع مرة وبشدة مرة جلست مع نفسي وفكرت وقلت لنفسي لمتى سوف ارفض وهل أنا عندي القدرة لعدم الزواج خالص وإذا فعلت هذا هل أعيش بدون أولاد وعائلة حتى أحس بمشقة الزواج وأني لا استطيع التحمل هذه المشقة وإذا أردت عدم تحمل مسؤولية الزواج هل استطيع تحمل عدم زواجي ونظرة المجتمع لي وجدت نفسي لا أستطيع غير القبول بزواج برغم أني لا أريد هذا لم أجد أمامي غير هذا الشاب لقبول منة لأني أنا عرفت وافهمه وهو يحبني وأنا معجبة به.
لكنى عندما قلت له أني موافقة على الزواج وجدته أنه كان أسعد مخلوق على وجه الأرض وقلت كيف أخبر أهلي بك وأنهم سوف يعرفون أننا كنا نتكلم مع بعض طول الوقت هذا قال لا تشغلي باك فان مشترك معك في هذا ولن أحاول عمل مشاكل مع اهلك في هذا الشأن بهذا سوف لا اخبرهم أبدا وبهذا وفعلا تطلع معي شهم ومرات حفل الخطوبة بسلام ووجدته يتصل بي ويقول لي لماذا كنت حزينة في الحفل قلت له أني لا أحب الأفراح ولا الإزعاج حتى أني لا أحب حضور الأفراح أبدا فما باك وأنا العروسة نفسها قال لي لكنك المفروض أن تكوني سعيدة قلت له كنت أفضل عدم وجود فرح من أصل ومرات هذا أيضا بسلام.
لكن المشكلة هنا وما أريد أنا اعرف منكم هو خطيبي أصبح مختلف جدا أن لا أقول في الأخلاق لكنى في هو فأنا لاحظت انه يحبني بشدة ومتعلق بي بشدة وبشكل غريب لكنة أناني معي جدا فهو طول الوقت يقول لي أنا لا أريدك أن لا تهتم بأحد غيري ولا أيضا تحبي احد غير وأيضا وجدته غيور من أهل جدا بالرغم من أنه يحبهم فهو يقول لي أنتي بهتمني بأهلك أكثر منى لا أريدك أن تفعلي هذا أنا فقط لا تهتمي بغيري أنا احبك لا اسمح بأحد أخذك منى لو لحظة احده.
أيضا يقومني على أختي مثلا كنت مرة احكي له موقف حصل مع أختي قال لي أزاي تخلى أختك الصغيرة تعمل ليك كده أنتي الكبيرة قلت له لا يهم أحنا الفرق بنا بسيط قال لي لا لا تخليها تعمل معاكي واتصل بأختي في التلفون وأنا غير موجودة في البيت واتخانق معها بشدة بسب دا مما خلاني في موقف وحش جدا مع أهلي وأختي فأنا لم أطلب منه التدخل فلما كلمته على اللي عملة قال لي انه لم يسمح لحد بفعل أي حاجة معاكي وأنا موجود لكني اتخنقت معه وبرغم من أنه غلطان في لم يعتبر نفسه عمل أي حاجة ودي سمة عنده يغلط ولا يعترف بغلطة ويتطلع في الأخر أنا اللي غلطانة لازم اعتذر وكمان أجدة في بعض الأوقات يتصل بي في التلفون ويخناق معي على مفيش مثلا يقول لي أنتي لم تهتمي بي ولا بتحبي ويطلع كلامي وأشياء غريبة وتكررت الحكاية اكتر من مرة.
فبدأت ألاحظ دا مما خلاني أحاول اعرف أيه مشكلته كنت بعد لما يحصل كده اتصل بيا أخر اليوم وأعرف أي كان يوما في الشغل ومع الكلام اكتشف أنه بيحصل مشكلة معه في الشغل فعرفت انه كل لما يحصل مشكلة له يتصل عليا ويحاول انه احن عليا لكنى كنت لم افهم هذا طول الوقت يطلب منى أن احبة واحن علية وان اعطف عليا وان لا أكون باي شكل من الأشكال شخصية وحشة فهو لا يسمح بان أكون غير ما هو يريد يردني مثال الحب والعاطفة وأنا أريد أن أكون مثل ما أنا أريد مثلا قال أنتي سوف تهتمي بى على طول الوقت قلت له نعم قال حتى بعد الزوج وإنجاب طفل قلت له نعم قال لي مهما حصل قلت نعم اليوم دا لما قلت له ذلك فرح منى جدا.
هو أنا اتعملت معه بحب وحنان هو بفرح جدا منى لدرجة انه يقول لي اطلبي اي شيء وأنا سوف أعمله لك وهو لم يتركني إلا لو طلبت منة وأظن لو طلبت منة أنة يرمى نفسه في البحر سوف يفعل في قبل الخطوبة قال لي أنا لا أريد زوجتي عندما ارجع المنزل لا أجدها فيه قلت إذا مثلا ذهبت إلي أهلها قال سوف أجعلها تذهب لكن تكون معي لا أريدها تبعد عنى وعندما قلت له كل متى سوف اذهب إلي أهلي قال لي كل 3 شهور قلت المسافة تقدر بساعتين وتردني أن أسافر إلي أهلي كل 3 شهور لماذا قال سوف نتفق مع بعض كل فترة كويسة لكن سوف أكون معاكي.
فهمت انه سبب اختياره لي هو أني أنا من محافظة أخرى وأني سوف اذهب كل فترة لبلدي وهذا أمر جيد بالنسبة له طول الوقت يريدني أن أهتم به وهو مش مشكلة عنده أن يهتم بي أم لا هو لا يهتم بي لكن يهتم بنفسه من خلالي سؤالي هنا بعد كل هذا هل خطبي مريض نفسي هل محتاج العلاج هل أم المقصرة تجاه أم الآن تعبت منة طول الوقت خناق في خناق على مفيش هل افسخ الخطبوبة هل حالتة سوف تتغير بعد الزواج أم كان للأسوأ أم للأحسن أنا خائفة جدا منه برغم طيبة قلبه وثقته في وإخلاصه لي
هل أنا يجب أنا أتغير هو لا يقبل مني أي كلام وحش بأي شكل من الأشكال حاولت أفهمه هو بيعمل أي مرة بذوق ومرة بعصيبة
إذا كان يحصل هذا قبل الزواج فما بال بعد الزواج هل لي حق بعدم الزواج أريد المعرفة.
18/08/2006
رد المستشار
أختي العزيزة تحية طيبة وبعد؛
ما شاء الله كتبتي لنا رسالة تقترب من السبعين سطراً ولكن لا يوجد فيها سطر واحد خالٍ من الأخطاء اللغوية!!!؛ وهذا يبشرنا بمستقبل لغتنا الجميلة –لغة القرآن– ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!، وأرجو من الله تعالى أن لا تكون معلوماتك عن الدين مثل كتابتك وأنت ستكونين مهندسة كمبيوتر -بعد سنة- كما تقولين!!!.
أختي العزيزة أرجو ألا يضايقك مقدمتي الهجومية تلك، ولكني معذور والله العظيم فلقد عانيت حتى أتفهم ما كتبته يداك عن مشكلتك مع خطيبك؛ يقول الله عز وجل في محكم كتابه: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم" سورة النساء، آية 148، وفي الحقيقة أشعر بظلم شديد على هذه اللغة الصامدة!!!، وعلى العموم يشارك أساتذة اللغة العربية -ممن يعلمون الأجيال- في تحمل ذلك الوزر!!!.
والآن خلينا في المختصر المفيد، فهناك معادلة رياضية سمعتها من أحد المتخصصين في مجال الاستشارات الزوجية ألا وهي:
إذا كان لدى خطيبك مشاكل سلوكية واضحة في فترة الخطوبة مثل الغيرة المرضية، وعدم التحكم في اندفاعاته السلوكية، والأنانية، وحب الجدل في الباطل، وسرعة الغضب، والتعصب الذي قد يصل إلى التطرف في الرأي أحياناً، مع عدم توافر الصبر والحلم -وكل هذا متوافر في خطيبك على حد قولك- فكل تلك الصفات ستزداد على الأقل عشر مرات بعد الزواج!!!.
والاختيار هنا لك، فإذا كنت من نوع السيدات اللاتي يتحملن إساءة الزوج احتساباً لله عز وجل، ومن السيدات هادئات الأعصاب جداً، وطويلات البال بشدة؛ وأنك سوف تتحملين نقاط الضعف الكثيرة تلك في شخصية خطيبك؛ وذلك في مقابل طيبة قلبه وحبه الجنوني لك وتلبيته لمتطلباتك، وكما قيل في المثل الشعبي: "مرآة الحب عمية"، فتوكلي على حبك له وتزوجيه!!!
وأما إن كُنت من النوع المؤكد لذاته الحازم الواثق بنفسه فاضربي قلبك "بالجزمة القديمة" عندك، واطرحي هذا الحب المُذِل أرضاً، واركضي عليه وفوقه كالفرس العربي الأصيل. ولا تنتظري أختي الطيبة أن يتغير سلوك خطيبك إلى الأفضل بعد الزواج!!!؛ لأن ذلك مثل مستحيلات ألف ليلة الثلاثة وهم: "الغول والعنقاء والخل الوفي".
وهنا أتذكر معنى الحديث الحكيم لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير"، وما أدق قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقل دينه فقط، بل قال دينه وخلقه، وفي النهاية لك وحدك حق الاختيار أختي الغالية، كما أهدي إليك قراءة هذه القصة من كتاب: تأكيد الذات وأثره في نهضة الأمة، الفصل الثاني:
[أذكر لكم قصة هذه الزميلة التي كانت تعمل كممرضة عالية الكفاءة بغرفة العمليات وذلك بأحد المستشفيات المرموقة بدولة خليجية ما، فلقد فوجئت بأحد الزملاء يطلب مني أن أساعد هذه الزميلة لمواجهة مشكلة ما تعاني منها؛ حيث أثرت هذه المشكلة سلبا على نومها وعملها، بل وعلى علاقاتها بزميلاتها!، فما هي قصة هذه الزميلة؟ والتي أذكرها وقد جلست أمامي مضطربة متوترة وبصوت باك متهدج، بدأت تسرد قصتها لي:
لقد تعرفت على فتى أحلامها عندما كانت تعمل بمستشفى آخر، في مدينة أخرى بنفس الدولة من حوالي ثلاث سنوات، حيث كان هذا الشاب يعمل بنفس المكان الذي تعمل فيه هذه الزميلة، ونظرا لاتفاقهما في العديد من الطباع في العمل، وبمرور الوقت ازداد تعلق كل منهما بالآخر، فقد أظهر فتى أحلامها رغبته ليس فقط في إسعادها ولكن أيضا في مساعدة أهلها ببلدهما الأصلي، حيث كان أبوها عاملا بسيطا يسعى لإعالة أسرة مكونة من زوجته الطيبة وولدين وبنتين في مراحل التعليم المختلفة، وكانت هذه الزميلة قد رفضت أكثر من خطيب في مراكز مرموقة ببلدها بعد أن طلبوا منها أن تتخلى عن عملها، مع التفرغ للعمل مستقبلا كزوجة وربة أسرة، وعند عودتهما لبلدها في أجازتهما السنوية.
تقدم هذا الطبيب لخطبتها من أبيها، ووافق الأب الطيب على الخطوبة نزولا على رغبة ابنته، وبدأت هذه الزميلة تشعر بغيرة خطيبها الشديدة عليها، في البداية بررتها بأنها زيادة في حبه لها وشغفه بها، لدرجة أنها تذكر في يوم خطبتها أنها قامت بتقبيل طفل فريب لها لا يتجاوز عمره ثمانية أعوام، جاء مع عائلته لتقديم التهاني لخطبتها، فما كان من خطيبها إلا أن تغير لونه وغضب وأخبرها أن هذا التصرف لا ينبغي أن يصدر منها، فهو يغار عليها من أي شيء!.
ولقد قرر هذا الطبيب أن يعمل في بلده ولا يعود للسفر للبلد الخليجي الذي كانا يعملان فيه، ولكنه وافق أن تعود هي للعمل بهذا البلد الخليجي، بشرط أن تقوم بارتداء الحجاب، وألا تتحدث مع أحد من الزملاء من الرجال إلا في أضيق الحدود، وعند الضرورة فقط، وكانا على اتصال دائم، رغم الغربة وبعد المسافة وتكاليف الاتصال الباهظة بالنسبة لدخليهما، وعند عودتها في أول إجازة بعد الخطوبة ذهبت لزيارة والدته وأخواته والذين أصبحوا يحبونها ويقدرونها لما لمسوه منها من حب وبر ومودة وتواضع للآخرين، حيث كانت تلبي كل ما تطلبه منها أم خطيبها وكل ما تطلبه أخواته من طلبات.
وفي معرض الحديث أخبروها أن أخاهم الطبيب يغار على أخواته أيضا بل ويقوم أحيانا بمراقبتهم عند عودتهم من المدرسة أو الجامعة، والأعجب من ذلك مراقبته وتجسسه على أخيه الطالب الجامعي!، وفي أثناء هذه الإجازة السنوية لخطيبته تواعدا على عقد قرانهما، ولكن الخطيبة فوجئت بخطيبها يتصل بها قبل يومين من الموعد المحدد لحفل عقد القران ويعتذر عن الحضور دون إبداء أسباب مقبولة لعدم الحضور، وتحملت الخطيبة هذا التصرف الغريب من خطيبها، وغفرت لحبيبها أكثر من ذلك، فلقد غفرت له أن تمتد يداه عليها بالضرب أحيانا!!
ولم يتوقف هذا المسلسل من الغيرة المرضية المؤلمة من الخطيب، والذي كان مصحوبا دائما بالإيذاء الجسدي والنفسي للزميلة المخطوبة، لدرجة أنها شعرت في النهاية بالعزلة التامة، بعد أن ابتعدت عنها الصديقات والزميلات، وذلك لغيرة هذا الخطيب منهم، والذي اختلق الأسباب المختلفة كي يبعدهم عن خطيبته، وكان على المخطوبة أن تقدم لخطيبها تقريرا يوميا مفصلا بالصوت والصورة عن طريق الإنترنت، وذلك عن تفاصيل يومها بالبلد الخليجي البعيد الذي تقيم فيه، وهو المقيم ببلده، ولو تأخرت لبضع دقائق عن الاتصال به مهما كان العذر المتسبب في هذا التأخير!.
وعندما استمعت لهذا السرد المتلاطم من الأحداث، شعرت أن هذه الزميلة محتاجة أولا لاسترداد ثقتها في نفسها، وذلك حتى تستطيع أن تتخذ الموقف المناسب من هذا الخاطب المريض نفسيا بداء الغيرة المرضية، والذي يطلق عليه أيضا: الاضطراب الزوري المتعلق بالخيانة، ففي حالة هذه الزميلة كان هناك العديد من العوامل التي أدت إلى فقدان ثقتها بنفسها مثل خطوبتها مرتين قبل أن يتقدم لها هذا الطبيب، والذي أظهر لها رغبته في مساعدتها بالإنفاق معها على عائلتها المحتاجة للمساعدة بالفعل، وإن كان هناك شك كبير في تنفيذه لهذا الوعد بعد زواجه منها!
أضف إلى ذلك تذبذب هذا الخطيب في معاملته لها من الود والكرم والعطف والكلام المعسول، والذي يذيب القلوب عشقا وهياما، إلى الغضب والإيذاء اللفظي والجسدي والنفسي لها عندما يحرق قلبه لهيب الغيرة، ويقتله الشك المرضي في خطيبته، فعند هذا الحد من التقلبات شعرت هذه الزميلة بأنها مقيدة بداخل شباكه التي نسجها من حولها بإحكام، فمن ناحية هي تذكر له وده وكرمه وعطفه عليها أحيانا ولكنها في نفس الوقت تذكر له أيضا إيذاءه وإهانته لها في أوقات أخرى، تلك القيود التي يتقن بعض الناس" والذين يُطلق عليهم أصحاب الشخصيات البينية أو الحدية "من شد وثاقها حول ضحاياهم من بني البشر، فلا يستطيعون فكاكا منها إلا بشق الأنفس، كما هي شخصية الطبيب الخاطب مع زميلتنا الممرضة المخطوبة، هذا الطبيب الذي جمع بين الشخصية الزورية الشكاكة والشخصية الغضوبة المتقلبة "البينية".
وكطبيب نفسي فإن دوري ينحصر في إيضاح الخيارات المتاحة أمام من يلجأ إلي من زبائن سواء كانوا مرضى يعانون من اضطرابات نفسية أو أشخاص أصحاء يواجهون بعض الصعوبات أو المشاكل الصعبة، هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى إيضاح وشرح لأبعاد مشاكلهم، مع استجماع ثقتنا بأنفسنا وتأكيد ذواتنا، وذلك باتخاذ القرارات الأقرب للصواب في حل تلك المشاكل، ومن يتخذ القرار هو أو هي العميل أو العميلة صاحب أو صاحبة المشكلة، فنحن المعالجين النفسيين لا نقدم حلولا جاهزة لمشاكل عملائنا، ولكننا نحاول عرض الخيارات المتاحة، وعلى صاحب المشكلة الاختيار متحملا المسئولية كاملة ومدافعا عن اختياره أياً كان.
وفي حالتنا هذه كان من الاختيارات المطروحة كحلول لتلك المشكلة الحرجة هو أن تسأل الزميلة المخطوبة خطيبها الذهاب لطبيب نفسي للعلاج مما يعاني منه من اضطرابات نفسية أو أن تقوم بقطع علاقتها به تدريجيا في حال استمراره في إيذائها، أو أن تواجهه بمشكلة غيرته المرضية مع تقلبات مزاجه والتي لا تطاق ولا تُحتَمل، وتقوم بفسخ تلك الخطوبة المعوقة والمؤلمة بالنسبة لها، فيكفي أنه أحرجها أمام أهلها، بل وأمام كل من يعرفهما بعدم التزامه بالحضور لعقد القران أكثر من مرة، وذلك بعد تحديد أكثر من موعد لعقد القران!. ماذا اختارت هذه الزميلة من الاختيارات السابقة؟
لقد توقعت أن تقوم بمحاولة توجيه خطيبها بلباقة ولطف إلى الطبيب النفسي كي يتم علاجه من شكوكه وغيرته المرضية وخصوصا أن خطوبتهما استمرت لأكثر من سنتين، تحملت من هذا الخطيب ما لا يتحمله من هو أدنى من مرتبة البشر؛ من إهانات جسدية ونفسية، كما أنها أظهرت لي خلال حديثها معي أنها تحبه ومتعلقة به!، رغم كل هذه الاعتداءات من جانبه على إنسانيتها!، ولكنها بعد أن استعادت ثقتها بنفسها، وبعد أن تبين لها حجم المشكلة التي تعاني منها في الوقت الحاضر، وأنها قد تواجه ما يربو على عشر أمثال تلك المشكلة أو أكثر لو تزوجت من هذا الطبيب، وبالذات في حال إصراره على رفض العلاج النفسي، وهذا متوقع منه!.
فكان اختيارها هو قطع العلاقة معه وفسخ خطوبتها منه، وذلك بعد أن واجهته بما سببه لها من إيلام وآلام لا طاقة لها بتحملها، وأن خسارتها له الآن في وقت الخطوبة مكسب كبير لنفسها وذاتها مقارنة بما هو متوقع حدوثه إذا تمت هذه الزيجة المعقدة.
ويتبع>>>: الخلاف في الرأي ظاهرة صحية مشاركة