معاناة الابن، لأن الأم تعاني!
أنا صديقكم القديم
أرسلت رسالة إليكم من قبل وجدت الرد عليها تحت عنوان معاناة الابن، لأن الأم تعاني!. وتبين من ردكم أن سؤالي جاء أقصر من المطلوب ولم أذكر بعض النقاط المهمة.
وأنا أكتب لكم الآن لذكرها: أما عن إخوتي فهم ثلاثة سواي ولدان وبنت واحدة. الأول تعدى الثالثة عشرة. والثانية في الحادية عشرة. والثالث قارب على العاشرة.
ووالدي يغيب منذ حوالي السنتين ويعود كل حوالي سنة. بعد السنة الأولى جاء وبقي بيننا حوالي ثلاثة شهور ثم غادر ولم يأت حتى الآن.. ولكنه يتصل بنا أسبوعياً ووعدنا أنه سيصل في آخر شهر يوليو من هذا العام.
أما توتر أمي فقد ظهر تدريجياً منذ سفر والدي وبلغ ذروته الآن. مما أثر بشكل سلبي على نفسيتي وعلى مذاكرتي فحصلت على مجموع ضئيل نسبياً في الشهادة الإعدادية الأزهرية وهو ما زاد الطين بلة.
شكراً لسعة صدركم لمشاكلنا، وأرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
29/8/2006
رد المستشار
الابن العزيز أهلا بك؛
الحقيقةُ أن ما أضفته لنا من معلومات قد أكدَ ما كنا نخمنه من أن معاناة والدتك بسبب غياب شريكها في حياتها وفي إدارة أمور الأسرة المكونة من أربعة أبناء، هذا الكرب المستمر لها خاصةً وأن أباك غائب منذ سنتين قد قلل من قدرتها على مواجهة الضيق والقلق، وربما الاكتئاب، نصيحتنا لك هيَ كما سبق أن تحاول بشكل أو بآخر الاستعانة بمن يدلها على الطبيب النفسي، وربما تجدُ في والدك الذي اقترب موعد حضوره عونًا لك، فحالة والدتك إن لم تتحسن تمامًا في حضوره ستجعل من السهل عليك القيام بما نصحناك به.
وأما بالنسبة لمجموعك الذي حصلت عليه وتشعرُ أنهُ أقل من مستواك، فإن عليك أن تحمد الله أنك رغم كل الضغوط التي تعرضت لها استطعت الحصول على هذا المجموع، ثم أن سنواتٍ قادمةً أمامك ستتمكنُ فيها من تحقيق ما تتمناه لذاتك إن شاء الله.
وأما ما يتعلقُ بالعرض الذي وصفته بقولك في رسالتك الثانية (إذا سمعت شريط كاسيت أو اسطوانة أغاني أو أناشيد؛ أتضايق بشدة وأود لو أحطم شيئاً وعادة ما أخبط بيدي في أي شيء أمامي وقد أشد شعري أيضاً. مع العلم؛ هذه الحالة تصيبني عندما يحتوي هذا النشيد على موسيقى خلفية)، فإن الاحتمالات عديدة ونحتاج أن نعرف هل أنت هكذا دائمًا أم أن هذا عرضٌ جديدٌ لديك؟
فإن كانَ عرضًا جديدًا فإنهُ يشيرُ إلى أحد أعراض القلق البسيطة التي يضيق الإنسان فيها حتى بأبسط المثيرات ويفقدُ أعصابه لأتفه الأسباب وهذا ما سيكونُ عابرًا إن شاء الله وسينتهي بمجرد عودة جو الاستقرار إلى بيتكم، وأما إن كانَ هذا العرض غير جديدٍ عليك فإن الأمر سيحتاجُ إلى مقابلةٍ وربما أكثر مع طبيبٍ نفسي لكي يستطيعَ تشخيص حالتك، كما قد يحتاجُ الأمر إلى العرض على اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة،
وفقك الله ومبروك اقتراب عودة والدكم، وتابعنا بأخبارك.