لا تريدينه اتركيه وأعلني ذلك مشاركة2
لا تريدينه اتركيه مشاركة 3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تعرفت على هذه المشكلة من خلال المشاركات التي وردت عليها -وقد احتوى أحدها هجوما في الرأي لا معنى له ويغلق الآذان من الاستماع إليه- وجادلهم بالتي هي أحسن- ثم قرأت المشكلة نفسها.. وقد أحسست بها كثيرا. وأود المشاركة بالرأي من أكثر من زاوية
أولا: بالنسبة لعمر السائلة البالغ نحو 18-20 سنة حسبما فهمت من عرض المشكلة والرد ومنه يقودني أن أقول أن السائلة تمتع برجاحة عقل أكبر من سنها قليلا , وهو أمر جيد ولكن مشكلته حين يدرك صاحبه ذلك, حيث قد يقوده إلى نوع من الغرور يجعله واثقا تمام الثقة من تفكيره, لذلك يجب أن تنتبه السائلة أن الحياة ليست مليئة بالرجال المغاوير -اللي مقطعين السمكة وذيلها- وأن الحياة بها الكثير من الرجال العاديين.
لا أقول ذلك دفاعا عن خطيب السائلة، ولكن أقصد أنها حتى وإن لم تكن تريده يجب ألا تتوقع أنها ستلقى الرجل اللي من الآخر.. وقد يكون ذلك لصغر سنك, فمع تقدم العمر يتعرض الإنسان لنجاحات وإخفاقات تشكل إلى حد كبير قدرته في تقييم الأمور والأشخاص كذلك.. فعادة الناجح منذ الصغر ينظر بعين الاستصغار إلى من لم يحققوا شيئا ذا بال على أنهم بشر أقل شأنا.. وعادة يتغير ذلك مع تقدم العمر وإدراك الحياة بصورة أكثر إنسانية ومن ثم إدراك قيمة من حولك من أشخاص أن الله ميز كل شخص بخصلة ما....
ثانيا: توقفت كثيرا عن قول السائلة: "انا مش شايفة فيه حاجة تخليني أقول لربنا يوم القيامة لما يسألني رفضته ليه أقوله رفضته عشانها" هوة الجواز ده مش مشاعر وارتياح نفسي بالدرجة الأولى -إذا نظرت إليها سرتك- يعني هل يتزوج المرء لمجرد إنه مستخسر أو مستحرم!!!!!! الجملة ده كافية تماما لأن تعلني رفضك للرجل.. ليس معنى أن الرجل ملتزم وأنه عنده طموح وأن وأن وأن، ليس معنى كل ذلك أنه الشخص المناسب لك.. نعم الزواج مسؤولية, نعم الزواج ارتباط أسرتين -إلخ ما ورد في مشاركة مستشار- ولكن جزءا كبيرا منه هو ارتباط ذكر بأنثى.
الموضوع مش مجرد متغيرات في معادلة بمجرد اكتمالها تنجح المعادلة، أهم عنصر -من وجهة نظري الشخصية- هو إحساسك برجولة من أمامك وإحساسك بأنوثتك معه، ولم أذكر هنا شيئا عن الشكل أو الستايل، بل ذكرت الإحساس من انجذاب وميل قلبي وارتياح نفسي، ولم تكن السائلة تشعر بذلك فكيف وافقت، اخترت حياة بدون مشاعر فكان ما سعيت إليه..
لا أريد أن أكون قاسيا على السائلة، ولكن يجب أن تعرفي أن الخطوبة هي وعد بالزواج نعم وأيضا فترة يتعرف فيها الاثنان على بعضهما أكثر، فلو لم يحدث لك ذلك الميل القلبي الذي كنت تتوقعينه فذلك كافي لعدم الاستمرار في الخطبة.
ثالثا: تحليل السائلة لموضوع التواصل من خلال النت سليم تماما، فهو من وجهة نظري الشخصية غير صالح لتعارف اثنين يريدان الزواج للأسباب التي ذكرتها السائلة حيث يؤدي للكثير من سوء الفهم، أنا نفسي لي أصدقاء من الشباب لما أقابلهم على النت معرفش أقول معهم حاجة..
رابعا: عدم اهتمام خطيب السائلة باهتماماتها وهوايتها هو أمر مهم وليس شيئا ثانويا مثلما تحسست ذلك من رد المستشارة نعمت، ما دامت تلك الهوايات مهمة لك فأبقي عليها كذلك، ببساطة هتتكلموا في إيه ما دام خطيبك غير مهتم بهوايتك والحاجات اللي بتحبي تتكلمي فيها، أنا مش بقول إنه سيئ بسبب ذلك، ولكن ببساطة شخصيته مختلفة عنك، واللي شايفه مهم غير اللي إنتي شايفاه مهم، وده برضه كافي لإعلان رفضك من الآن..
أنا أعرف الكثير -رجال وسيدات- ممن تزوجوا ولا زالوا يمارسون هواياتهم بعد الزواج وحتى بعد ما رزقهم الله بالذرية، ويشعرون من أزواجهم أو زوجاتهم بتقديرهم لما يمارسونه إن لم يكونوا يشاركونهم فيه, منهم من يحب الصيد أو لعب كرة القدم أو التصوير..إلخ، ومنهن من تحب الخياطة أو الرسم على القماش، أو المشاركة بالمجهود الخيري في أي صورة كانت، ومنهم من له طبيعة عمل خاصة مؤثرة على حياته ولكنه يحب عمله، الحياة مش مجرد شغل وعيال وهم وخلاص.. كل شخص يختار أسلوب اندماجه في الحياة بالصورة المناسبة لشخصيته... ومن حقه أن يشعر بتقدير إن لم يكن باهتمام الآخر بذلك..
أخيرا إن لم تكوني تميلين له فكيف ستقضين عمرك كله تصحين في الصباح على رؤية وجهه أمامك.. عيشي حياتك ولا تخشي لوم الناس -وهو وارد جدا- فأنت تتخذين قرارا تتحملين نتيجته العمر كله، وحاولي المرة القادمة أن تدعي لقلبك مجالا، وفي نفس الوقت أن ترى الشخص الذي أمامك وليس الصورة المسقطة من خيالك عليه، فذلك يضعه في مقارنة مع صورة مثالية ومن ثم تزيد من حجم العيوب التي لديه في عينيك -فالكمال لله وحده-.
9/9/2006
رد المستشار
الابن العزيز "أحمد المصري"؛
واسمك بالنسبة إلي أغلى الأسماء... يعنى أحمد والمصري.. ده كتير!!!!
حقيقة يا ولدى أوجزت... وحققت.. وأصبت، أوافقك على كل ما قلته... وأتصور أنه يصل بالسائلة إلى ما قلته، يعنى عاوزاه خديه مش عاوزاه سيبيه ومتخافيش عليه.
وأعجبني جدا تصويرك الأول أن الدنيا كلها ناس عاديين..... وكلنا عاديين.... وما تفكيرها الأكبر من سنها إلا تهور المراهقة الأخيرة حين تجد نفسها أفضل من كثيرين.. ولكن كما قلت:
فمع تقدم العمر يتعرض الإنسان لنجاحات وإخفاقات تشكل إلى حد كبير قدرته في تقييم الأمور والأشخاص كذلك.. فعادة الناجح منذ الصغر ينظر بعين الاستصغار إلى من لم يحققوا شيئا ذا بال على أنهم بشر أقل شأنا.. وعادة يتغير ذلك مع تقدم العمر وإدراك الحياة بصورة أكثر إنسانية ومن ثم إدراك قيمة من حولك من أشخاص أن الله ميز كل شخص بخصلة ما. أشكرك مرة أخرى..... وأهنئك على هدوئك ورجاحة تفكيرك.
مع ملحوظة صغيرة... أني وزوجي لا تجمعنا أي هواية..... إطلاقا... وهذا يسعد كلينا إذ نجد لأنفسنا كل واحد على حدة وسيلة لتجديد نشاطه بعيدا عن الآخر قليلا... في زواج دام 26 سنة وأربعة أبناء وحفيدة جميلة والبقية تأتي.