بعد الزواج أضربي سوء خلق خطيبك×10
في الحقيقة لم يعجبني الحل المقترح أو الخيارات المتاحة في إجابات الدكتور المستشار، وخاصة في القصة المعروضة من قبله ومن خلال الشرح وأن الطبيب الخاطب يرفض الذهاب إلى طبيب نفسي والخطيبة تحب خطيبها وهو يحبها فالجميع يتوقع من موقع مجانين حلول عملية مثل إرشادات للزوجة أو الخطيبة للتعامل مع الخطيب الغيور وهذه الإرشادات هي بداية طريق العلاج يعني مثلا كيفيه التعامل بالمواقف.
والله الحل إما تقبل بالوضع السيئ أو يذهب خطيبها إلى طبيب نفسي أو الانفصال ومن الممكن أنها هي أيضا تعاني من اضطرابات نفسيه وأغلب مجتمعنا يعاني منها حل غير مقبول يا دكتور نحن بحاجه لإرشادات عملية في التعامل تؤسس لإنسان صحيح نفسيا، وطرق ربما أقول ربما تنزع الغيرة من قلب هذا الخاطب الغيور
وهذا ما ينتظره السائل
ولكم جزيل الشكر.
11/9/2006
رد المستشار
أخي المهندس "رائد"؛ بعد التحية
شكراً جزيلاً لرسالتك التي تحمل رأيك ووجهة نظرك في إجابتي على استشارة الأخت السائلة، ودعنا نتفق على أن: "الخلاف في الرأي من علامات الصحة الاجتماعية، ولا يُفسِد للود قضية"، وأهمية وجهة نظرك ترجع إلى أنها تطرح علينا سؤالاً هاماً قد يحتاج إلى معرفته الكثير من الناس ألا وهو: ما هو دور الطبيب النفسي في علاجه لمريضه الذي يُعاني من مشكلة حياتية تؤرقه؟ هل دوره هو إرشاد المريض إلى الفضيلة والصواب من وجهة نظر الطبيب؟ أم هل دوره هو إسداء النصيحة للمريض؟ أم دوره هو أن يُعطي "إرشادات عملية للمريض تنفعه في حل مشكلته"؟ ومن الآخِر كما يُقال"، و"بدون صداع ووجع دماغ" كما يُقال أيضاً؟، أم هل يُعطي علاج لهذا الحبيب الغيور؟ حتى ولو رفض هذا الخطيب من أساسه فكرة أن: لديه غيرة مرضية؟.
أخي المهندس العزيز؛
أحياناً نواجه كأطباء نفسانيين مشاكل حياتية ليس لها حل إلا الصبر والتحمل من المُشتكِي والمتألم!!. ولا يتجاوز دورنا عن تقديم الدعم والمساندة النفسية للشخص المأزوم حتى يقضي الله بأمره وتنفرج الغمة من عنده، ولو رغبت في سماع مآسي من هذا القبيل، "نوعية الصبر هو الحل" لظللت أكتب إليك أياماً.
ولأن الله سبحانه وتعالى خلق البشر مختلفين من حيث العادات والتقاليد والصفات والطباع والأخلاق فلا يمكنك أن تصف حلاً واحداً لأي مشكلة نفسية –وبالذات المشاكل الحياتية التي تتعلق بالاختيار– بحيث تتناسب مع هذا الكم البليوني لهؤلاء البشر جميعاً، وبلغة الرياضيات التي تتقنها أنت "من الصعب توحيد المقامات".
أضف إلى ذلك أخي العزيز هو عجزي وقصوري كبشري في معرفة المستقبل وما سيكون، فكيف بالله عليك أن أختار للآخر حلاً وأفرضه عليه، والله عز وجل العظيم الخالق لم يفرض علينا طاعته وعبادته قهراً وقسراً -وهو القادر على ذلك كما فعل مع عباده الملائكة- بل وضح لنا كبشر من خَلقِهِ طريقي الخير والشر وترك لنا حرية الاختيار بينهما، يقول تعالى: "وهديناه النجدين"!!.
ونحن كأطباء نفسانيين ليس من وظيفتنا فرض قيمنا وقناعاتنا واعتقاداتنا وأخلاقياتنا على عباد الله –والذين قد يكونون خيراً منا عند الله- ممن لديهم مشاكل في صعوبة الاختيار، وليس أيضاً من وظائفنا أن نعظ الناس وننصحهم فهذا من وظيفة الوعاظ وأولياء الأمور، وأسهل وأرخص شيء تقدمه للآخر هو "النصيحة"، والتي أحياناً ما تكون (النصيحة) إيذاناً بإعلان الحرب عليك ممن تنصحه وتوجهه للخير!!.
أما دور الطبيب النفساني فهو بسط المشكلة من كل جوانبها، وطرح الإيجابيات والسلبيات بإسهاب وتفصيل في التوجه المحير أو الاختيار الصعب، وعلى صاحب المشكلة الاختيار بعد ذلك؛ لكل ذلك وأكثر لم ترض أنت -وقد يكون غيرك- عن ردي على الاستشارة لأن الاختيار من بين البدائل فيه تحمل للمسؤولية عن اتخاذ القرار، وهذا وللأسف قليلاً ما نتعلمه في مجتمعاتنا الأبوية، فالأب يختار لي الكلية التي تؤهلني للعمل في المستقبل -في مجال ما يختاره هو - والأم تختار لي العروس التي سأتزوجها وسأنجب منها بإذن الله وأكوّن معها أسرتي. وكل ما علي هو أن أكون ترسا في آلة أو أداة للتنفيذ وحسب "يعني ضياع تام للذات وتأكيدها".
ولو راجعت مشكلة هذه الفتاة مع خطيبها بتأنٍ لعلمت أن مشكلته ليست الغيرة المرضية وحسب ولكنه عصبي جداً ويضربها في أثناء الخطبة ومندفع ومجادل في و"بـ" الباطل ومتطرف الفكر والآراء –هذا فقط بعض ما ذكرته عن أخلاقه ولم تذكر كل شيء– كما تقول هي، وبصراحة ومن وجهة نظري الخاصة: أنه ولا مستشفى تخصصي في الطب نفسي بكل طاقمها من الأطباء الأفذاذ تُفلِح في تغيير أخلاقه وتغيير سلوكه بعد زواجه من هذه الأخت المهندسة المخطوبة، ولو عندك علاج نفسي له أو عروس طيبة تتحمله فلك الأجر والثواب من الله.