السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لا أعلم إن كان من حقي البوح بمثل هذه المصيبة وما هي ردة الفعل التي سأواجهها، ولكن في كل الأحوال أنا أستحق أي شيء، أعلم أن استشارتي قد تكون محرجة وحساسة إلى حد كبير، ولكن أملي بعد الله فيكم بأن تفرجوا عن مسلمة غرقت في بحور من الظلام والمعاصي فلم تعد تميز الطيب من الخبيث..
تتلخص مأساتي حين تعرفت على إبليس في صورة الإنسان وتعلقت به وتقاذفتني الشهوات فلم أجعل حدا لعلاقتي به والتي تطورت إلى حد كبير، لم أبالي لأني كنت اعتقد أن خاتمتنا هي الزواج، ولكن رحل كمثله من الذئاب فعشت في ذهول وحيرة وأسدلت الستار على قلبي وانطويت على نفسي في عالمي الصغير، وبعد هذه الحادثة بمدة تعرفت على شاب بمحض الصدفة قلب حياتي رأسا على عقب، وأعاد البهجة والسرور إلى قلبي، تعلقت به إلى حد الجنون، تعلقت بأخلاقه وضبطه لنفسه ورجولته ومحافظته على نفسي التي فرطت بها، ولكن كانت عقدة الذنب تقتلني ليل نهار فلم أستطع إلا أن أصارحه بأفعالي السابقة، طبعا كانت صدمة كبيرة عليه.
ابتعد عني لفترة ثم عاد إلي يسألني إلى أي حد وصلت في علاقتي مع ذلك السافل فأجبته أني مازلت عذراء، فرح كثير وقال لي عفا الله عما سلف وأنه مقتنع بي ويريدني زوجة له وهو جاد كل الجدية، لقد جعل أهله يحدثونني وفاتح أهلي في موضوع ارتباطنا ولم يعد ينقصنا إلا الوظيفة التي أدعو الله ليل نهار أن يرزقه بها، لا تعلمون مدى سعادتي به ومدى حبي واحترامي له، لقد جعلني أتغير وأحب الحياة، ولكن.. جاءت الطامة الكبرى.. اكتشفت من خلال الفحص أن غشاء البكارة قد تخدش قليلا ولكن ذلك لن يؤثر على عذريتي، أعلم أنه قد لا يكتشف ذلك أبدا، ولكني في حيرة من أمري، والله إن الذنب والقلق يقتلانني ليل نهار فلم أعد اعرف ما العمل، أأصارحه ليكرهني ويذهب عن حياتي بلا رجعة، أم أكمل حياتي معه وعلى عاتقي كل هذا الإحساس بالذنب والإحساس بأني خدعته، لا اعرف ما العمل؟
يقودني تفكيري دوما إلى الهروب منه وإنهاء علاقتنا دون أن أوضح له الأسباب راجية من الله أن يرزقه بالعفيفة الطاهرة التي تسعده، فهو يستحق كل الحب والتقدير والاحترام، ثم أظل غارقة في دراستي وعملي وخدمة أهلي حتى يتوفاني رب العالمين ويحاسبني دون أن أتزوج، لا أعتقد أن حبي لهذا الرجل الفذ سينتهي حتى موتي وسأظل وفية له بقلبي، أريده ولكن لا أريد أن أخدعه، هل أصارحه أم أمضي معه في الزواج وهو لن يكتشف هذا أبدا، لا أعرف ما العمل؟؟
أرشدوني جزاكم الله خير،
وادعوا لي بالهداية والمغفرة
15/09/2006
رد المستشار
الأخت الكريمة: لقد صارحت حبيبك بما كان منك.. هذه المصارحة جعلته يفكر قليلا ثم عاد ليؤكد على رغبته في الاستمرار معك، فما هي المشكلة إذن؟ من المؤكد أنك لم تخدعيه ولم تخفي عليه من أمرك شيئا... فتوكلي على الله وأتمي ارتباطكما.
ولكن قبل إتمام الارتباط من المهم أن تدركي أن مصارحتك لحبيبك بماضيك قد يضاعف من غيرته وشكه وعلى هذا فمن المهم أن تدركي هذه الحقيقة وأن تتعاملي مع هذا الأمر بكثير من الحكمة... تقبلي غيرته وشكه واعذريه فيها، وكوني حريصة دوما في تصرفاتك وحركاتك.
من المهم أيضا أن أؤكد على نقطة شديدة الأهمية.. أنت الآن قلقة خوفا على عذريتك المفقودة، ولكن الحقيقة المرة هي أنك ارتكبت كبيرة من الكبائر.. فتوبي إلى بارئك واستغفريه ليل نهار، وأكثري من فعل الخيرات.. فالحسنات يذهبن السيئات، وبدلا من أن يشغلك الشيطان بأمر عذريتك.. ركزي في الاستغفار والتوبة إلى ربك والعزم على عدم السقوط في هذا المستنقع القذر مرة أخرى... مع دعواتي أن يغفر الله لك وأن يقبلك من عباده الصالحين في هذه الأيام المباركة.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة سحر طلعت غير أن أحيلك إلى ما سبق عرضه على الصفحة ونوقشت فيه قضايا كقضيتك، فانقري العناوين التالية:
زوجة نادمة: كشف المخبأ واستعادة الثقة
الضائعة: ترقيعٌ أمِ صراحة؟؟